وقد رواها علماؤنا رضوان الله عليهم بأسانيدهم المتصلة كالنعماني والشيخ الطوسي في كتابي الغيبة والمفيد في الإرشاد وغيرهم ونحن نوردها بحذف الأسانيد قصدا للاختصار أو نذكر حاصل الرواية ونسردها مفصلة مرتبة بحسب الإمكان تسهيلا لتناولها ومعرفتها ثم إن هذه العلامات:
(منها) بعيد مثل اختلاف بني العباس وزوال ملكهم وغير ذلك، (ومنها) قريب كخروج السفياني وطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك، «ومنها» محتوم كما نص عليه في الروايات كالسفياني واليماني والصيحة من السماء وغير ذلك، ومنها غير محتوم.
(قال المفيد ) بعد سرده لعلامات الظهور كما سيأتي: (ومن جملة هذه الأحداث محتومة ومنها مشترطة) «أقول» ولعل المراد بالمحتوم ما لا بد من وقوعه ولا يمكن أن يلحقه البداء الذي هو إظهار بعد إخفاء لا ظهور بعد خفاء والذي هو نسخ في التكوين كما أن النسخ المعروف نسخ في التشريع وبغير المحتوم أو المشترط ما يمكن أن يلحقه البداء والمحو والنسخ في التكوين يمحو الله ما يشاء فهو مشترط بعدم لحوق ذلك.
فأما المحتوم
فقد اختلفت الروايات في تعداده زيادة ونقيصة «ففي بعضها»: (خمس علامات محتومات قبل قيام القائم عليه السلام السفياني واليماني والمنادي من السماء باسم المهدي وخسف في البيداء وقتل النفس الزكية).
«وفي بعضها»: قال: (من المحتوم وعد المذكورات إلا أنه قال بدل اليماني وكف تطلع من السماء وعد معها القائم).
«وفي بعضها»: قال: (من المحتوم وعد المذكورات أيضا إلا أنه ذكر طلوع الشمس من مغربها واختلاف بني العباس في الدولة بدل اليماني والخسف وعد معها قيام القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله).
قال النعماني في غيبته: (هذه العلامات التي ذكرها الأئمة عليهم السلام مع كثرتها واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها موجبة أن لا يظهر القائم عليه السلام إلا بعد مجيئها إذ كانوا قد أخبروا أنه لا بد منها وهم الصادقون حتى إنه قيل لهم نرجو أن يكون ما نؤمل من أمر القائم ولا يكون قبله السفياني فقالوا بلى والله أنه لمن المحتوم الذي لا بد منه ثم حققوا كون العلامات الخمس ــ أي اليماني والسفياني والنداء من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية ــ التي هم أعظم الدلائل على ظهور الحق بعدها كما أبطلوا أمر التوقيت وقالوا من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا أن تكذبوه كائنا ما كان فإنا لا نوقت وهذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر كل من ادعى ذلك قبل مجيء هذه العلامات) انتهى.
(وقال المفيد في الإرشاد ): (قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام وحوادث تكون إمام قيامه وآيات ودلالات ــ فمنها ــ خروج السفياني وقتل الحسني واختلاف بني العباس في الملك وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره على خلاف العادة وخسف بالبيداء وخسف بالمشرق وخسف وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام وهدم حائط مسجد الكوفة وإقبال رايات سود من قبل خراسان وخروج اليماني وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها ونار تظهر بالمشرق طولا وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم وقتل أهل مصر أميرهم وخراب الشام واختلاف ثلاث رايات فيه ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ورايات كندة إلى خراسان وورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة وإقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها وبشق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة وخروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار وزلزلة حتى ينخسف كثير منها وخوف يشمل أهل العراق وبغداد وموت ذريع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلات وقلة ريع لما يزرعه الناس واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم ومسخ القوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير وغلبة العبيد على بلاد السادات ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة بلغتهم ووجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض بعد موتها وتعرف بركاتها وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة ويتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار).
(قال): (ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول وتضمنتها الآثار المنقولة وبالله نستعين وإياه نسأل التوفيق) ثم أورد المفيد (ره) عدة أحاديث مسندة في علامات الظهور ننقلها في تضاعيف ما يأتي (إن شاء الله).
(وعن كتاب العدد القوية ): (قد ظهر من العلامات عدة كثيرة مثل خراب حائط مسجد الكوفة وقتل أهل مصر أميرهم وزوال ملك بني العباس على يد رجل خرج عليهم من حيث بدأ ملكهم وموت عبد الله آخر ملوك بني العباس وخراب الشامات ومد جسر مما يلي الكرخ ببغداد كل ذلك في مدة يسيرة وانشقاق الفرات وسيصل الماء إن شاء الله إلى أزقة الكوفة).
(أقول) يمكن أن تكون هذه علامات بعيدة ويمكن كون العلامة غير ما حصل بل شيء يحصل فيما بعد ولنشرع في تفصيل تلك العلامات المستفادة من الروايات فنقول.
الأول: اختلاف بني العباس وذهاب ملكهم واختلاف بني أمية وذهاب ملكهم
(أما الأول) فقد جاء في كثير من الروايات جعله من علامات الظهور بل في بعضها أن اختلافهم من المحتوم وفي جملة منها التعبير ببني فلان تقية، (قال الباقر عليه السلام): (لا بد أن يملك بنو العباس فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هاهنا وهذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما أما أنهما لا يبقون منهم أحدا فعند ذلك زال ملك القوم وعند زواله خروج القائم (وأن) آخر ملك بني فلان قتل النفس الزكية وأنه ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة (وأن) قدام القائم بلوى من الله فقيل ما هي فقرأ ولنبلونكم (الآية) ثم قال الخوف من ملوك بني فلان).
وقال الباقر عليه السلام: (إذا اختلف بنو العباس فيما بينهم فانتظروا الفرج وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم ولن يخرج ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم).
وقال عليه السلام: (أن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار وكرجل كانت بيده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه فانكسرت فقال حين سقطت هاه شبه الفزع فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه).
الثاني: خروج ستين كذابا كلهم يقول أنا نبي
«المفيد» بسنده عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله: (لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم يقول أنا نبي).
الثالث: خروج إثني عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه
«المفيد» بسنده عن الصادق عليه السلام: (لا يخرج القائم حتى يخرج قبله إثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه).
الرابع: قول إثني عشر رجلا أنهم رأوه
النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام: (لا يقوم القائم حتى يقوم إثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه فيكذبونهم).
الخامس: خروج كاسر عينه بصنعاء
النعماني بسنده عن عبيد بن زرارة ذكر عند الصادق عليه السلام السفياني فقال: (أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء). (ويحتمل) أن يكون هو اليماني والله أعلم.
السادس: خروج السفياني والخراساني واليماني وخسف بالبيداء
و قد استفاضت الروايات في أن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه وأنه لا يكون قائم إلا بسفياني ونحو ذلك، (وقال) عبد الملك بن أعين: (كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم فقلت له أرجو أن يكون عاجلا ولا يكون سفياني فقال لا والله أنه لمن المحتوم الذي لا بد منه).
ومر في بعض الروايات أن اليماني أيضا من المحتوم (وعن الباقر) عليه السلام: (السفياني والقائم في سنة واحدة).
(وفي عدة روايات) أن خروج السفياني واليماني والخراساني يكون في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد (وفي رواية) ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم (وتدل) بعض الروايات على أن خروج اليماني قبل خروج السفياني.
(أما اليماني) فيكون خروجه من اليمن (والمروي) أنه ليس في الرايات الثلاث راية أهدى من راية اليماني لأنه يدعو إلى الحق (أو) لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج حرم بيع السلاح وإذا خرج فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه (ولما) خرج طالب الحق باليمن (وهو من رؤساء الخوارج ) قيل للصادق عليه السلام نرجو أن يكون هذا اليماني فقال لا اليماني يتوالى عليا وهذا يبرأ منه.
(وأما الخراساني فيخرج من خراسان) وفي بعض الروايات من المشرق «وعن » أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر العلامات إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كرمان والملتان وهو بلد بالهند. وحاز جزيرة بني كاوان، وكاوان جزيرة في بحر البصرة.
(وأما السفياني) فيخرج من وادي اليابس مكان بفلسطين «وعن »الصادق عليه السلام أن خروجه في رجب «وعن» أمير المؤمنين عليه السلام يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها والظاهر أنها دمشق كما تدل عليه رواية أخرى أنه يخرج من وادي اليابس حتى يأتي دمشق فيستوي على منبرها.
«وعن » الصادق عليه السلام إنك لو رأيته رأيت أخبث الناس أشقر أحمر أزرق يقول يا رب يا رب يا رب أو يا رب ثاري ثاري ثم للنار أو يا رب ثاري والنار ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه.
«وعن الباقر عليه السلام» السفياني أحمر أصفر أزرق لم يعبد الله قط ولم ير مكة ولا المدينة قط،«وعن» زين العابدين عليه السلام أنه من ولد عتبة بن أبي سفيان وأنه إذا ظهر اختفى المهدي ثم يظهر ويخرج بعد ذلك.
«وعن عمار بن ياسر» إذا رأيتم أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فألحقوا بمكة «أي أن المهدي قد ظهر بها» «ويجتمع»في الشام ثلاث رايات كلهم يطلب الملك راية السفياني وراية الأصهب وراية الأبقع ثم إن السفياني يقتل الأصهب والأبقع، (وقال) الصادق عليه السلام السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة ثم قال أستغفر الله حمل جمل.
«وفي رواية» عن الصادق عليه السلام (يملك تسعة أشهر كحمل المرأة)، «وفي رواية عنه عليه السلام» (إذا ملك كور الشام الخمس دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج قلت يملك تسعة أشهر قال لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما).
«وعن الصادق عليه السلام» أنه من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا ستة أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما وبهذا يجمع بين الخمسة عشر شهرا والتسعة أشهر.
واحتمل المجلسي حمل بعض أخبار مدته على التقية لذكره في رواياتهم (وروى) هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر وزعم هشام أن الكور الخمس دمشق وفلسطين والأردن وحمص وحلب.
(ثم إن السفياني) بعد ما يقتل الأصهب والأبقع لا يكون له همة إلا العراق، «وفي رواية» إلا آل محمد وشيعتهم فيبعث جيشين جيشا إلى العراق وآخر إلى المدينة فأما جيش العراق (فروي) أن عدتهم سبعون ألفا.
(وعن النبي صلىاللهعليهوآله) (حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ــ يعني بغداد ــ فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من ثلاثمائة امرأة ويقتلون ثلاثمائة كبش من بني العباس ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها).
ويصيبون من أهل الكوفة (وفي رواية) من شيعة آل محمد بالكوفة قتلا وصلبا وسبيا ويمر جيشه بقرقيسا ــ بلد على الفرات ــ فيقتتلون بها)، هكذا في الرواية وليس فيها تصريح بأن المقاتل لجيش السفياني من هو فيحتمل أن يكون بعض من يدعو لآل محمد صلى الله عليه وآله ويحتمل أن يكون أهل قرقيسا وما جاورها. فيقتل بها من الجبارين مائة ألف.
(وعن الصادق عليه السلام) أن لله مائدة او مأدبة بقرقيسا يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين فبينما هم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوي المنازل طيا حثيثا حتى تنزل ساحل الدجلة ومعهم نفر من أصحاب القائم ويخرج رجل من موالي أهل الكوفة ضعيف في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بظهر الكوفة (وفي رواية) بين الحيرة والكوفة.
(وقال الصادق عليه السلام): (كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني ــ الصحيح بصاحب السفياني ولو قيل بالسفياني لكان المراد صاحب جيشه مجازا لأن المروي أن السفياني يظهر بالشام ويقتل بها ولا يدخل العراق ــ قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم أما أن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا وكأني أنظر إلى صاحب البرقع قيل ومن صاحب البرقع قال رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه فيغمز بكم رجلا رجلا أما أنه لا يكون إلا ابن بغي).
«وعن النبي صلى الله عليه وآله»: (ثم يخرجون أي جيش السفياني متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ــ وأما الجيش الذي يبعثه السفياني إلى المدينة ــ فيقتل بها رجلا ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم فيحسبون وينهبون المدينة ثلاثة أيام بلياليها ويكون المهدي عليه السلام بالمدينة فيخرج منها إلى مكة على سنة موسى بن عمران عليه السلام خائفا يترقب).
«وفي رواية» أنه يهرب من بالمدينة من أولاد علي عليه السلام إلى مكة فيلحقون بصاحب الأمر عليه السلام فيبلغ ذلك أمير جيش السفياني فيبعث جيشا على إثره فلا يدركه وينزل الجيش البيداء ــ وهي أرض بين مكة والمدينة لها ذكر كثير في الأخبار ــ فينادي مناد من السماء يا بيداء بيدي بالقوم فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر ــ وفي رواية ــ إلا ثلاثة نفر حتى إذا كانوا بالبيداء يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب.
(وفي رواية) عن النبي صلى الله عليه وآله يبعث الله جبرئيل فيقول يا جبرئيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم
(منها) بعيد مثل اختلاف بني العباس وزوال ملكهم وغير ذلك، (ومنها) قريب كخروج السفياني وطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك، «ومنها» محتوم كما نص عليه في الروايات كالسفياني واليماني والصيحة من السماء وغير ذلك، ومنها غير محتوم.
(قال المفيد ) بعد سرده لعلامات الظهور كما سيأتي: (ومن جملة هذه الأحداث محتومة ومنها مشترطة) «أقول» ولعل المراد بالمحتوم ما لا بد من وقوعه ولا يمكن أن يلحقه البداء الذي هو إظهار بعد إخفاء لا ظهور بعد خفاء والذي هو نسخ في التكوين كما أن النسخ المعروف نسخ في التشريع وبغير المحتوم أو المشترط ما يمكن أن يلحقه البداء والمحو والنسخ في التكوين يمحو الله ما يشاء فهو مشترط بعدم لحوق ذلك.
فأما المحتوم
فقد اختلفت الروايات في تعداده زيادة ونقيصة «ففي بعضها»: (خمس علامات محتومات قبل قيام القائم عليه السلام السفياني واليماني والمنادي من السماء باسم المهدي وخسف في البيداء وقتل النفس الزكية).
«وفي بعضها»: قال: (من المحتوم وعد المذكورات إلا أنه قال بدل اليماني وكف تطلع من السماء وعد معها القائم).
«وفي بعضها»: قال: (من المحتوم وعد المذكورات أيضا إلا أنه ذكر طلوع الشمس من مغربها واختلاف بني العباس في الدولة بدل اليماني والخسف وعد معها قيام القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله).
قال النعماني في غيبته: (هذه العلامات التي ذكرها الأئمة عليهم السلام مع كثرتها واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها موجبة أن لا يظهر القائم عليه السلام إلا بعد مجيئها إذ كانوا قد أخبروا أنه لا بد منها وهم الصادقون حتى إنه قيل لهم نرجو أن يكون ما نؤمل من أمر القائم ولا يكون قبله السفياني فقالوا بلى والله أنه لمن المحتوم الذي لا بد منه ثم حققوا كون العلامات الخمس ــ أي اليماني والسفياني والنداء من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية ــ التي هم أعظم الدلائل على ظهور الحق بعدها كما أبطلوا أمر التوقيت وقالوا من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا أن تكذبوه كائنا ما كان فإنا لا نوقت وهذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر كل من ادعى ذلك قبل مجيء هذه العلامات) انتهى.
(وقال المفيد في الإرشاد ): (قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام وحوادث تكون إمام قيامه وآيات ودلالات ــ فمنها ــ خروج السفياني وقتل الحسني واختلاف بني العباس في الملك وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره على خلاف العادة وخسف بالبيداء وخسف بالمشرق وخسف وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام وهدم حائط مسجد الكوفة وإقبال رايات سود من قبل خراسان وخروج اليماني وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها ونار تظهر بالمشرق طولا وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم وقتل أهل مصر أميرهم وخراب الشام واختلاف ثلاث رايات فيه ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ورايات كندة إلى خراسان وورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة وإقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها وبشق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة وخروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار وزلزلة حتى ينخسف كثير منها وخوف يشمل أهل العراق وبغداد وموت ذريع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلات وقلة ريع لما يزرعه الناس واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم ومسخ القوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير وغلبة العبيد على بلاد السادات ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة بلغتهم ووجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض بعد موتها وتعرف بركاتها وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة ويتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار).
(قال): (ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول وتضمنتها الآثار المنقولة وبالله نستعين وإياه نسأل التوفيق) ثم أورد المفيد (ره) عدة أحاديث مسندة في علامات الظهور ننقلها في تضاعيف ما يأتي (إن شاء الله).
(وعن كتاب العدد القوية ): (قد ظهر من العلامات عدة كثيرة مثل خراب حائط مسجد الكوفة وقتل أهل مصر أميرهم وزوال ملك بني العباس على يد رجل خرج عليهم من حيث بدأ ملكهم وموت عبد الله آخر ملوك بني العباس وخراب الشامات ومد جسر مما يلي الكرخ ببغداد كل ذلك في مدة يسيرة وانشقاق الفرات وسيصل الماء إن شاء الله إلى أزقة الكوفة).
(أقول) يمكن أن تكون هذه علامات بعيدة ويمكن كون العلامة غير ما حصل بل شيء يحصل فيما بعد ولنشرع في تفصيل تلك العلامات المستفادة من الروايات فنقول.
الأول: اختلاف بني العباس وذهاب ملكهم واختلاف بني أمية وذهاب ملكهم
(أما الأول) فقد جاء في كثير من الروايات جعله من علامات الظهور بل في بعضها أن اختلافهم من المحتوم وفي جملة منها التعبير ببني فلان تقية، (قال الباقر عليه السلام): (لا بد أن يملك بنو العباس فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هاهنا وهذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما أما أنهما لا يبقون منهم أحدا فعند ذلك زال ملك القوم وعند زواله خروج القائم (وأن) آخر ملك بني فلان قتل النفس الزكية وأنه ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة (وأن) قدام القائم بلوى من الله فقيل ما هي فقرأ ولنبلونكم (الآية) ثم قال الخوف من ملوك بني فلان).
وقال الباقر عليه السلام: (إذا اختلف بنو العباس فيما بينهم فانتظروا الفرج وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم ولن يخرج ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم).
وقال عليه السلام: (أن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار وكرجل كانت بيده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه فانكسرت فقال حين سقطت هاه شبه الفزع فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه).
الثاني: خروج ستين كذابا كلهم يقول أنا نبي
«المفيد» بسنده عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله: (لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم يقول أنا نبي).
الثالث: خروج إثني عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه
«المفيد» بسنده عن الصادق عليه السلام: (لا يخرج القائم حتى يخرج قبله إثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه).
الرابع: قول إثني عشر رجلا أنهم رأوه
النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام: (لا يقوم القائم حتى يقوم إثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه فيكذبونهم).
الخامس: خروج كاسر عينه بصنعاء
النعماني بسنده عن عبيد بن زرارة ذكر عند الصادق عليه السلام السفياني فقال: (أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء). (ويحتمل) أن يكون هو اليماني والله أعلم.
السادس: خروج السفياني والخراساني واليماني وخسف بالبيداء
و قد استفاضت الروايات في أن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه وأنه لا يكون قائم إلا بسفياني ونحو ذلك، (وقال) عبد الملك بن أعين: (كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم فقلت له أرجو أن يكون عاجلا ولا يكون سفياني فقال لا والله أنه لمن المحتوم الذي لا بد منه).
ومر في بعض الروايات أن اليماني أيضا من المحتوم (وعن الباقر) عليه السلام: (السفياني والقائم في سنة واحدة).
(وفي عدة روايات) أن خروج السفياني واليماني والخراساني يكون في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد (وفي رواية) ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم (وتدل) بعض الروايات على أن خروج اليماني قبل خروج السفياني.
(أما اليماني) فيكون خروجه من اليمن (والمروي) أنه ليس في الرايات الثلاث راية أهدى من راية اليماني لأنه يدعو إلى الحق (أو) لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج حرم بيع السلاح وإذا خرج فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه (ولما) خرج طالب الحق باليمن (وهو من رؤساء الخوارج ) قيل للصادق عليه السلام نرجو أن يكون هذا اليماني فقال لا اليماني يتوالى عليا وهذا يبرأ منه.
(وأما الخراساني فيخرج من خراسان) وفي بعض الروايات من المشرق «وعن » أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر العلامات إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كرمان والملتان وهو بلد بالهند. وحاز جزيرة بني كاوان، وكاوان جزيرة في بحر البصرة.
(وأما السفياني) فيخرج من وادي اليابس مكان بفلسطين «وعن »الصادق عليه السلام أن خروجه في رجب «وعن» أمير المؤمنين عليه السلام يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها والظاهر أنها دمشق كما تدل عليه رواية أخرى أنه يخرج من وادي اليابس حتى يأتي دمشق فيستوي على منبرها.
«وعن » الصادق عليه السلام إنك لو رأيته رأيت أخبث الناس أشقر أحمر أزرق يقول يا رب يا رب يا رب أو يا رب ثاري ثاري ثم للنار أو يا رب ثاري والنار ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه.
«وعن الباقر عليه السلام» السفياني أحمر أصفر أزرق لم يعبد الله قط ولم ير مكة ولا المدينة قط،«وعن» زين العابدين عليه السلام أنه من ولد عتبة بن أبي سفيان وأنه إذا ظهر اختفى المهدي ثم يظهر ويخرج بعد ذلك.
«وعن عمار بن ياسر» إذا رأيتم أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فألحقوا بمكة «أي أن المهدي قد ظهر بها» «ويجتمع»في الشام ثلاث رايات كلهم يطلب الملك راية السفياني وراية الأصهب وراية الأبقع ثم إن السفياني يقتل الأصهب والأبقع، (وقال) الصادق عليه السلام السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة ثم قال أستغفر الله حمل جمل.
«وفي رواية» عن الصادق عليه السلام (يملك تسعة أشهر كحمل المرأة)، «وفي رواية عنه عليه السلام» (إذا ملك كور الشام الخمس دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج قلت يملك تسعة أشهر قال لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما).
«وعن الصادق عليه السلام» أنه من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا ستة أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما وبهذا يجمع بين الخمسة عشر شهرا والتسعة أشهر.
واحتمل المجلسي حمل بعض أخبار مدته على التقية لذكره في رواياتهم (وروى) هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر وزعم هشام أن الكور الخمس دمشق وفلسطين والأردن وحمص وحلب.
(ثم إن السفياني) بعد ما يقتل الأصهب والأبقع لا يكون له همة إلا العراق، «وفي رواية» إلا آل محمد وشيعتهم فيبعث جيشين جيشا إلى العراق وآخر إلى المدينة فأما جيش العراق (فروي) أن عدتهم سبعون ألفا.
(وعن النبي صلىاللهعليهوآله) (حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ــ يعني بغداد ــ فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من ثلاثمائة امرأة ويقتلون ثلاثمائة كبش من بني العباس ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها).
ويصيبون من أهل الكوفة (وفي رواية) من شيعة آل محمد بالكوفة قتلا وصلبا وسبيا ويمر جيشه بقرقيسا ــ بلد على الفرات ــ فيقتتلون بها)، هكذا في الرواية وليس فيها تصريح بأن المقاتل لجيش السفياني من هو فيحتمل أن يكون بعض من يدعو لآل محمد صلى الله عليه وآله ويحتمل أن يكون أهل قرقيسا وما جاورها. فيقتل بها من الجبارين مائة ألف.
(وعن الصادق عليه السلام) أن لله مائدة او مأدبة بقرقيسا يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين فبينما هم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوي المنازل طيا حثيثا حتى تنزل ساحل الدجلة ومعهم نفر من أصحاب القائم ويخرج رجل من موالي أهل الكوفة ضعيف في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بظهر الكوفة (وفي رواية) بين الحيرة والكوفة.
(وقال الصادق عليه السلام): (كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني ــ الصحيح بصاحب السفياني ولو قيل بالسفياني لكان المراد صاحب جيشه مجازا لأن المروي أن السفياني يظهر بالشام ويقتل بها ولا يدخل العراق ــ قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم أما أن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا وكأني أنظر إلى صاحب البرقع قيل ومن صاحب البرقع قال رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه فيغمز بكم رجلا رجلا أما أنه لا يكون إلا ابن بغي).
«وعن النبي صلى الله عليه وآله»: (ثم يخرجون أي جيش السفياني متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ــ وأما الجيش الذي يبعثه السفياني إلى المدينة ــ فيقتل بها رجلا ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم فيحسبون وينهبون المدينة ثلاثة أيام بلياليها ويكون المهدي عليه السلام بالمدينة فيخرج منها إلى مكة على سنة موسى بن عمران عليه السلام خائفا يترقب).
«وفي رواية» أنه يهرب من بالمدينة من أولاد علي عليه السلام إلى مكة فيلحقون بصاحب الأمر عليه السلام فيبلغ ذلك أمير جيش السفياني فيبعث جيشا على إثره فلا يدركه وينزل الجيش البيداء ــ وهي أرض بين مكة والمدينة لها ذكر كثير في الأخبار ــ فينادي مناد من السماء يا بيداء بيدي بالقوم فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر ــ وفي رواية ــ إلا ثلاثة نفر حتى إذا كانوا بالبيداء يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب.
(وفي رواية) عن النبي صلى الله عليه وآله يبعث الله جبرئيل فيقول يا جبرئيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم
تعليق