بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين وصلى الله محمد وآله الطاهرين
والحمدلله رب العالمين وصلى الله محمد وآله الطاهرين
ليس جديداً القولُ بأن الحملة على الإسلام ، وتشويه حقائقه ، هي على أشدها في الغربحتى إن المسلمين غدوافي ظن بعض الغربيين أُناسا وثنيِّين ، يعبدون القمر ولكن ما يُشِيع البهجةأن الإسلام أكثر الأديان انتشاراً في العالم ، وربما كان ذلك أحد أسباب حقد الغرب عليه ؛ فكثيرون في الغرب وجدوا ضالَّتهم المنشودة في الإسلام ، بعد أن تنكَّبَت بهم سُبُل البحث عن الهداية في مجتمعات مادية ممسوخة ومن أكثر الدعاوى التي يُردِّدُها الإعلام الغربي عن الإسلام ، الادِّعاء بأنه يقهرالمرأة ، ويجور عليها.
ورغم أنَّ هذا الادِّعاء رُدَّ عليه مراراً قبل أكثر من مِائة عام ، إلا أنَّ الردَّ هذه المرَّة يأتي من الغرب انفسهم وذلك عن طريق امرأة غربية ، اعتنقت الإسلام حديثاً.
تعالوانقف على تفاصيل رؤيتها تلك ، حيث قالت :
في أوقات كان الإسلام يواجه فيها عِداءً سافراً في وسائل الإعلام الغربية ، ولاسِيَّما في القضايا التي كان موضوع نقاشها المرأة .
وربما كان من المثير للدهشة تماماً أن يتبادر إلى علمنا أن الإسلام هو الدين الأكثرانتشاراً في العالم ، كما أن من العَجَب العُجَاب أن غالبية من يتحوَّلون عن دياناتهم إلى الإسلام هم من النساء .
إن وضع المرأة في المجتمع ليس بقضية جديدة ، وفي رأي العديد من الأشخاص فإن مصطلح (المرأة المسلمة ) يرتبط بصورة الأُمَّهات المُتعَبَات اللَّوَاتي لا هَمَّ لَهُنَّ إلا المطبخ .
وهن في الوقت عينه ضحايا للقمع في حياة تحكمها المبادئ ، ولا يقر لَهُنَّ قرار إلابتقليد المرأة الغربية ، وهكذا.
ويذهب بعضهم بعيداً في بيان كيف أن الحجاب يشكل عقبة في وجه المرأة ، وغمامة على عقلها ، وأن من يَعتَنِقْ مِنهنَّ الإسلام ، إما أنه أُجرِي غَسل دماغ لَهُنَّ ، أوأنَّهن غبيَّات ، أو خائِنات لِبَنات جِنسِهِنَّ .
إنني أرفض هذه الاتهامات ، وأطرح السؤال التالي :
لماذا يرغب الكثير والكثير جِداً من النساء اللَّواتي وُلدْنَ ، ونَشأْنَ ، فيما يدعىبـ( المجتمعات المتحضرة ) في ( أوروبا ) ، و( أمريكا ) ، في رفض حَريتِهِنَّ ، واستقلالِيَّتِهِنَّ ، بُغْية اعتناق دينٍ يُزعَم على نطاق واسع أنه مُجحفٌ بِحقِّهِنَّ؟
بصفتي مسيحية اعتنقت الإسلام ، يمكنني أن أعرض تجربتي الشخصية ، وأسباب رفضي للحرية ،التي تَدَّعي النساء في هذا المجتمع أنَّهن يتمتَّعن بِها ، ويؤثِرْنَها على الدين الوحيد ، الذي حَرَّر النساء حقيقة ، مقارنة بنظيراتِهِنَّ في الديانات الأخرى .
قبل اعتناقي للإسلام ، كانت لدي نزعة نسائية قوية ، وأدركتُ أنه حيثما تكون المرأة موضع اهتمام .
فإن ثَمَّة كثيراً من المراوغة والخداع المستمرَّينِ بهذا الخصوص ، ودون قدرة مني على إبراز كِيَان هذه المرأة على الخارطة الإجتماعية .
لقد كانت المعضلة مستمرة ، فقضايا جديدة خاصة بالمرأة تُثَار دون إيجاد حلِّ مرضي لسابقاتها .
ومثل النسوة اللَّواتي لديهِنَّ الخلفيَّة ذاتها التي أمتلكها ، فإنني كنت أطعن في هذا الدين .
لأنه كما كنت أعتقد أنه دينٌ متعصِّب للرجل ، على حساب المرأة ، وقائم على التمييز بين الجنسين ، وأنه دين يقمع المرأة ، ويَهِبُ الرجل أعظمُ الامتيازات .
كل هذا اعتقاد إنسانة لم تعرف عن الإسلام شيئاً ، إنسانه أعمى بَصَرَها الجهلُ ، وقبلت هذا التعريف المشوَّه قصداً للإسلام.
على أنني ورغم انتقاداتي للإسلام ، فقد كنت داخلياً غير قانعة بوضعي كامرأة في هذا المجتمع .
وبدالي أن المجتمع أوهم المرأة بأنه منحها الحرية ، وقبلت النسوة ذلك دون محاولة للاستفسارعنه .
لقدكان ثَمَّة تناقض كبير بين ما عرفته النساء نظرياً ، وما يحدث في الحقيقة تطبيقاً.
لقدكنتُ كلما ازداد تأملي أشعر بفراغ أكبر ، وبدأت تدريجياً بالوصول إلى مرحلة كانعدم اقتناعي بوضعي فيها كامرأة في المجتمع انعكاساً لعدم اقتناعي الكبير بالمجتمع نفسه ، وبدا لي أن كل شيء يتراجع إلى الوراء رغم الادعاءات .
لقد بدا لي أنني أفتقد شيئاً حيوياً في حياتي ، وأن لا شيء سيملأ ما أعيشه من فراغ .
فكوني مسيحية لم يحقّق لي شيئاً ، وبدأت أتساءل عن معنى ذكر الله مرة واحدة ، وتحديداً يوم الأحد من كل أسبوع .
وكماهو الحال مع الكثيرين من المسيحيين غيري ، بدأت أفيق من وهم الكنيسة ونفاقها ،وبدأ يتزايد عدم اقتناعي بمفهوم الثالوث الأقدس ، وتأليه المسيح ( عليه السلام ) .
وبدأت في نهاية المطاف أتمعن في الدين الإسلامي ، وتركَّز اهتمامي في بادئ الأمر على النظر في القضايا ذات العلاقة بالمرأة .
وكم كانت تلك القضايا مَثَار دهشتي ، فكثير ممّا قرأت وتعلمت علَّمني الكثير عن ذاتي كامرأة .
وأين يكمن القمع الحقيقي للمرأة في كل نظام آخر ، وطريقة حياة غير الإسلام الذي أعطى المرأة كل حقوقها ، في كل منحى من مناحي الحياة.
ووضع تعريفات بَيَّنت دورها في المجتمع ، كما هو الحال بالنسبة للرجال في كتابِهِ العزيز: قال تعالى :
(وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَالْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)النساء 124 .
ولما انتهيت من تصحيح ما لدي من مفاهيم خاطئة حول المنزلة الحقيقية للمرأة في الإسلام ،اتجهت لأنهل المزيد.
فقد تولدت لدي رغبة لمعرفة ذلك الشيء ، الذي سيملأ ما بداخل كياني من فراغ .
فانجذب انتباهي نحو المعتقدات والممارسات الإسلامية ، ومن خلال المبادئ الأساسية فحسب كان يمكنني أن أدرك إلى أين أتوجه وفقاً للأولويات .
لقد كانت هذه المبادئ في الغالب هي المجالات التي لم تَحْظَ إلا بالقليل من الاهتمام أو النقاش في المجتمع .
ولمادرست العقيدة الإسلامية ، تَجَلَّى لي سبب هذا الأمر ، وهو أن كل أمور الدنيا والآخرة لا يمكن العثور عليها في غير هذا الدين ، وهو الإسلام.
والله ولي التوفيق
تعليق