بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــــــم
اللهم صلّ على محمد وآل محمـــــــــــــــــــــد
اللهم صلّ على محمد وآل محمـــــــــــــــــــــد
إن من الطموح المحمود أن يطلب العبد الدرجات ( العليا ) في العبودية التي يتفضل بها الرب المتعال على عبده، غير الدرجات ( العادية ) المتمثلة بامتثال الأوامر والنواهي.. ومن أمثلة ذلك ما ورد في دعاء كميل :
[ واجعلني من أحسن عبيدك نصيباً عندك، وأقربهم منزلة منك، وأخصهم زلفة لديك ]، ثم يعقّب ذلك بقوله : [ فإنه لا ينال ذلك إلا بفضلك ]، وكأنه دفعٌ للاستغراب من طلب هذه المقامات التي لا تمنح إلا للأوحديّ من العباد.. ولو لم يمنح الحق هذه الرتب ( العالية ) للعبد - لعدم وجود ما يوجب هذا اللطف - فإن المرتبة ( النازلة ) من ذلك سيكون عظيماً، يستحق معه الطلب الأكيد وإن طال المدى.. وأساس هذه المراتب هي الأخلاق العالية فقد ورد في الدعاء في كتاب الصحيفة السجادية عن مجسد الأخلاق الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام
(وهب لي معالي الأخلاق) وأيضا تحتاج الى خوف صادق من الله تعالى فقد ورد في دعاء كميل المرويّ عن سيد المتقين أمير المؤمنين عليه السلام : (وهب لي الجد في خشيتك) وهذ اللون الفلكي في الروعة والجمال يؤدي إلى التقوى الذي هو المركبة النورانية الروحانية إلى الجنة التي وعد المتقون
حيث عقّب الإمام عليه السلام بقوله : ( والدوام في الإتصال بخدمتك ) والنتيجة
هي (حتى أسرع إليك في المبادرين (أو البارزين) وأشتاق إلى قربك في المشتاقين وأدنو منك دنو المخلصين )
ونتيجة هذه النتيجة هي ( وأخافك مخافة الموقنين) ثم الفوز العظيم الأبدي حيث عقّب عليه السلام
بعبارة ( وأجتمع في جوارك مع المؤمنين)
حيث قال تعالى : ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر)
ومن هنا تتجلى أهمية الدعاء في استجلاب العطاءات الكبرى التي ليست في الحسبان، لأنه من الرازق بغير حساب.
تعليق