مات عم النبي ليث البوادي *** شيخُ أمُّ القرى وشيخ الحواضر
فمضى الشر ينحر الخير نحراً *** وتبارت الى الحَمام الكواسر
فإذا حاول النبيُّ سجوداً *** ينبري لاحتقارهِ ألفُ ساخر
بيّتوا للنبي ميتةَ غدرٍ *** تحت سَدلٍ من عَتمةِ الليل ساتر
واستنابوا لصرعة الليث ختلاً *** عصبةً مثّلت تيت العشائر
فإذا هبَّ هاميٌ لثأرٍ *** فالحجاز العريض خصم الثائر
أَعلمَ اللهُ عبدَهُ فتبدّت *** للنبي الطريد جهم السرائر
وأحاطوا ببيتهِ فاستحالت *** دارة البيت هالةً من بواتر
جازَ كالوهم بينهم فاستعدي *** بالأكاليل يثربٌ للمسافر
واطمأنَّ القناص فالصيد باقٍ *** ولقد باتَ في الحبالةِ طائر
ياذئاباً حول العرين تعاوت *** إنَّ ملءَ العرين ليثاً خادر
لفَّ برد النبي صدرَ عليٍ *** فلأطار السني ضمَّ المفاخر
هوَ ملء الثوب العظيم وطه *** ملء جفنيه والنهى والمشاعر
رَقَدَ الليل ناعماً بفراشٍ *** حشوهُ الموت فالوساد مخاطر
باتَ فوق الخناجر الزرق ليثٌ *** دونَ أظفارهِ رَهيف الخناجر
إن يَنم في مضاجع الموت حباً *** بالنبي العظيم فالله ساهر
لوّح الصبح وانجلى عن هصورٍ *** ثابت البأس مطمئن الناظر
واجه القوم لاحسامٌ شطيبٍ *** لا قناةٌ لابيضةٌ لامغافر
أعزلاً كالحقيقة البكر طلقاً *** بارز الصدر كالصباح السافر
يستطيب الردى فداء ابن عمٍ *** فهوَ يسعى الى المنيةِ حاسر
حبّهُ الموت هالهم فتواروا *** كالخفافيش في الضياء الباهر
تعليق