إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصلاة معراج المؤمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصلاة معراج المؤمن

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمدد وال محمد


    الصلاة عماد الدين ودعامته، وركنه وشعيرته، ومظهره الخالد، وآيته الباقية، وهي مع ذلك قرة العين، وراحة الضمير، وأُنس النفس، وبهجة القلب، والصلة بين العبد والرب.

    وهي ليست حركات تؤدى، ولكنها حياة كاملة، وروح منبعثة، ومعانٍ شاهدة، ومدد متصل بين عالم الأرض والسماء، لمن أراد أن يتذكر أو يلقي السمع وهو شهيد.

    ولئن كانت الغالبية العظمى من المسلمين" يؤدون صلاة ميكانيكية ورثوها عن آبائهم، واعتادوها بمرور الأيام، وكرِّ الأعوام، لا يتعرفون أسرارها، ولا يستشعرون آثارها، وحسب أحدهم أن يلفظ الكلمات، ويأتي بالحركات، ويسرد الهيئات، ثم ينصرف معتقداً أنه أدى الفريضة، وأقام الصلاة، وخلص من العقوبة، ونال الثواب، فهذا وَهْمٌ لا حقيقة له.. فليست هذه الأقوال والأفعال من الصلاة إلا جسماً روحه الفهم، وقوامه الخشوع، وعماده التأثير"
    إن أول صفة من صفات المؤمنين أخي القارئ أنهم (( في صلاتهم خاشعون ))(2)(المؤمنون)، فلا تتحقق الصلاة كاملة من دون خشوع، والخشوع معناه حضور القلب، وسكينة النفس، وفراغ العقل من الهوى أو التفكير فيما سوى الله - عز وجل -.

    لو تفكرت أخي في الصلاة لوجدتها مجموعة من الحركات تُؤدى: ركوع وسجود، وقيام وقعود، ولكن وراء كل حركة معانٍ جمة، لو تفكر فيها المصلي فهي تمنحك قوة الجسد بما تؤديه فيها من حركات، وتسبغ عليك صحة الفكر حينما تسمع ما يُتلى فيها من آيات، وتستزيد من إشراقات الروح وأنت تحلِّق فيها في ملكوت الأرض والسماوات، وما الإنسان إلا جسد وعقل وروح.

    إن العبد ليعرج بصلاته إلى العالم الأعلى إذا هو رفع يديه إشارة إلى توديع الدنيا واستقبال الآخرة، وليوجِّه قلبه وروحه وسره إلى الله، فيتدبر معنى ما يقرأ، ويشهد بعين قلبه أنه بين يدي ربه يناجيه ويكبِّره، ويحمده ويثني عليه، وهذا هو المعراج الروحاني في الصلاة.

    ذلك المعراج يتحقق حينما نتخلص أخي المؤمن من الركام الطينية، ونسمو إلى آفاق الروحانية، ونتخلص من أوثاق المادية لنحلِّق في ملكوت رب البريَّة، فنسعد بالوقوف بين يديه، نناجيه بكلامه، ونتزلف إليه بقرآنه، ونتحبب إليه بالثناء عليه، والإنابة إليه، والتضرع بين يديه.

    فأن الصلاة طهارة للقلوب من أدناس الذنوب، واستفتاح لباب الغيوب، وهي محل المناجاة، ومعدن المصافاة، تتسع فيها ميادين الأسرار، وتُشرق فيها شوارق الأنوار".

    إذا فكرت فيما يعصمك من الذنوب فأقبل على الصلاة، جَدِّد طهورك، وأخلص نيتك، ثم كبِّر، يأتيك من الله الفرج، "ويا لها من حكمة أنْ فَرَضَ الله علينا هذه الصلوات بين ساعات وساعات لتبقى الروح أبداً متصلة بالله، أو مهيأة للاتصال به، حتى إذا فكر ضعيف النفس بمعصية الله حدثته نفسه أنه سيقف بين يدي الله بعد قليل، فيخاف أن يقف بين يديه مخطئاً أو آثماً.

    وإن أولى مراتب المعراج الجسماني في الصلاة أن يقوم المصلي بين يدي ربه كقيام أهل الكهف الذين ورد فيهم: ((وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططاً ))14 (الكهف).

    وأولى مراتب المعراج العقلي أن تدرك أخي " أن هناك عابداً ومعبوداً، عبداً يَعْبُد ورباً يُعبَدْ، وليس وراء ذلك شيء، ليس هناك إلا رب واحد والكل له عبيد".

    وأولى مراتب المعراج الروحي أن تذكره: تسبحه وتستغفره، وتطلب منه وترجوه، واعلم أنه متى أطلق لسانك بالطلب فهو يُعطيك.

    فأن الصلاة هي الاهم وهي الركيزة والمسند الذي تستند عليه الاعمال فكما ورد عن الامام االصادق عليه السلام

    (اول ما يحاسب به العبد الصلاة ،فأن قبلت قبل قبل سائر عمله واذا ردت رد عليه سلئر عمله )

    وعن ابي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله (ما بين المسلم وبين ان يكفر الا ترك الصلاة الفريضة متعمدا او يتهاون بها فلا يصليها ).


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    بارك الله بكم اخي الكريم ووفقكم الله لكل خير موضوع رائع ومهم فالصلاة عمود الدين وهي من اهم الامور العبادية فجميع عباداته مرتبطة بالصلاة
    sigpic

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وال محمد

      ان الله سبحانه وتعالى شرع الصلاة وجعلها من اهم العبادات، لانها صلة العبد بربه ، لاانها تمارين رياضية للجسد بل لابد من الخشوع والتدبر في الفاظها، واستشعار العبد عند دخوله الصلاة انه وقف بين يدي الله ، كوقفت العبد بين يدي سيديه- ان صح التعبير- ومن جانب اخر فأن ثمرة الصلاة العظمى وكما ذكر الله في كتابه الكريم {
      ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} فهي ميزان اعمال العبد ،فبقدر ما ابتعد المصلي عن المنكر بتذكره انه مصلي ،بقدر ما كانت تلك الصلاة على درجة عالية من سلم العروج الى مرضاة الله تعالى ،
      ومن جهة اخر ان الصلاة تطهر العبد من الذنوب والمعاصي وهذا ما اشار اليه الامام
      [ أبو جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كان على باب دار أحدكم نهر فاغتسل في كل يوم منه خمس مرات أكان يبقى في جسده من الدرن شئ؟ قلنا لا قال: فان مثل الصلاة كمثل النهر الجاري كلما صلي صلاة كفرت ما بينهما من الذنوب].(1) والكلام عن الصلاة والثمار التي يجنيها المصلي من الصلاة كثيرة يطول المقام بها ، وما تفضل به الاخ السر المكنون من توارث الصلاة عند اغلب المصلين من ابائهم هي وللاسف حقيقية موجودة في المجتمع المسلم وما اختاره الاخ من عبارات والفاظ في طيات بحثة فيها كثير من المواعظ والعبر التي تنفع المسلمين جعله الله من المصلين الذين هم في صلاتهم خاشعون وحشره مع الائمة الطاهرين بحق محمد وال الطيبين
      1-الفقيه ج 1 ص 136
      التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى البصري ; الساعة 13-10-2012, 10:46 AM. سبب آخر:
      {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }

      تعليق


      • #4
        شكرا لكم ولمروركم الكريم وفقكم الله وزادكم علما وجعلكم من المصلين

        تعليق

        يعمل...
        X