لما غزا الإسكندر(ذو القرنين)((1)) بلاد الهندوالصين نصّب رجلا لحكم البلاد ولمّا بعد بجيوشه خلعه الهنود
ونصبوا ملكاً يقال له (دبشليم)((2)) ولما إستقرّله المُلك طغى وتجبّر ومكث على ذلك برهةً من دهره
وكان في زمانه رجل ٌ فيلسوف فاضل حكيم يقالله (بيدبا)((3)) فلما رأى الملك وما هو عليه من الظلم
للرعية فكّر هذا الرجل في وجه الحيلة في صرفه عمّا هو عليه وردّه الى العدل والإنصاف
جمع (بيدبا) تلامذته وسألهم الرأي في مواجهة الملك وإسداء النصيحة له
فقالوا : لسنا نأمن عليك من سورته ومبادرته بسوء إذا لقيته بغير ما يُحب إلّا أنّ (بيدبا)
قال كنت أسمع من الحكماء قبلي تقول :-
((إنّ الملوك لها سكرة كسكرة الشراب فالملوك لاتفيق من السكرة إلّا بمواعظ العلماءوالواجب على الملك أن
يتعظوا بمواعظ العلماء والواجب على العلماء تقويم الملوكبألسنتها وتأديبها بحكمتها))
ولما مَثُلَ (بيدبا) بين يدي الملك قال له(يا بيدبا) تكلم مهما شئت فإنني مصغٍ إليك ومقبل عليك وسامع منك
فقال(بيدبا)إنّي وجدت الامور التي اختصّ بها الانسان من بين سائر الحيوانات أربعة أشياء وهي
الحكمة والعفّة والعقل والعدل
وحُكيَ أنّ أربعةً من العلماء ضمّهم مجلسالملك فقال لهم :
ليتكلم كلٌ منكم بكلامٍ يكون أصلاً للأدب
فقال أحدهم :أفضل خَلةِ العلماء السكوت
قال الثاني : إنّ من أنفع الاشياء للانسانأنْ يعرف قدر منزلته من عقله
وقال الثالث : أنفع الاشياء ألّا يتكلم بمالا يعنيه
وقال الرابع : أروح الاُمور للأنسان التسليم للمقادير
أيُّها الملك إنّك في منازل آبائك وأجدادكمن الجبابرة الّذين أسّسوا المُلك قبلك وشيّدوه دونك وبنوا القلاع
والحصون ومهدواالبلاد وقادوا الجيوش
فإنّك قد ورثت أرضهم وأموالهم ومنازلهم وورثت من الاموال والجنودولم تقم في ذلك من حق ما يجب عليك
بل طغيت وبغيت وعلوت على الرّعيّة وكان الأولىبك أن تسلك سبيل أسلافك
وشينه واقع بك وتحسن النظر في رعيّتك وتسنُّ لهم سنن الخير الذي يبقى بعدك ذكره سيكون
ذلك أبقى على السلامة وأدوم علىالاستقامة
أثار كلام (بيدبا) أغضب الملك ثم أمر به أن يصلب لكنّه فكر وأحجم عن قتله فأمر بحسبه
وفي ليلة من الليالي فمدّ الملك الى الفلك بصره فذكر عند ذلك (بيدبا) وتذكر فيما كلّمه فيه ثم أنفّذ في ساعته من يأتيه به
فلمّا مثَلَ بين يديه قال له الملك أعد عليّ كلامكولا تدع منه حرفاً واحداً
فجعل بيدبا ينثر كلامه ولما إنتهى قال الملكإنّي قد ولّيتك مجلسي
وجلس بيدبا مجلس العدل والانصاف يساوي بينالناس ويرد المظالم واتصل الخبر بتلاميذه فجاؤوه
شاكرين الله على توفيق معلمهم(بيدبا) في إصلاح دبشليم
واتخذوا ذلك اليوم عيدا يعيّدون فيه فهو الىاليوم عيد يعيّدونه في بلاد الهند
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــونصبوا ملكاً يقال له (دبشليم)((2)) ولما إستقرّله المُلك طغى وتجبّر ومكث على ذلك برهةً من دهره
وكان في زمانه رجل ٌ فيلسوف فاضل حكيم يقالله (بيدبا)((3)) فلما رأى الملك وما هو عليه من الظلم
للرعية فكّر هذا الرجل في وجه الحيلة في صرفه عمّا هو عليه وردّه الى العدل والإنصاف
جمع (بيدبا) تلامذته وسألهم الرأي في مواجهة الملك وإسداء النصيحة له
فقالوا : لسنا نأمن عليك من سورته ومبادرته بسوء إذا لقيته بغير ما يُحب إلّا أنّ (بيدبا)
قال كنت أسمع من الحكماء قبلي تقول :-
((إنّ الملوك لها سكرة كسكرة الشراب فالملوك لاتفيق من السكرة إلّا بمواعظ العلماءوالواجب على الملك أن
يتعظوا بمواعظ العلماء والواجب على العلماء تقويم الملوكبألسنتها وتأديبها بحكمتها))
ولما مَثُلَ (بيدبا) بين يدي الملك قال له(يا بيدبا) تكلم مهما شئت فإنني مصغٍ إليك ومقبل عليك وسامع منك
فقال(بيدبا)إنّي وجدت الامور التي اختصّ بها الانسان من بين سائر الحيوانات أربعة أشياء وهي
الحكمة والعفّة والعقل والعدل
وحُكيَ أنّ أربعةً من العلماء ضمّهم مجلسالملك فقال لهم :
ليتكلم كلٌ منكم بكلامٍ يكون أصلاً للأدب
فقال أحدهم :أفضل خَلةِ العلماء السكوت
قال الثاني : إنّ من أنفع الاشياء للانسانأنْ يعرف قدر منزلته من عقله
وقال الثالث : أنفع الاشياء ألّا يتكلم بمالا يعنيه
وقال الرابع : أروح الاُمور للأنسان التسليم للمقادير
أيُّها الملك إنّك في منازل آبائك وأجدادكمن الجبابرة الّذين أسّسوا المُلك قبلك وشيّدوه دونك وبنوا القلاع
والحصون ومهدواالبلاد وقادوا الجيوش
فإنّك قد ورثت أرضهم وأموالهم ومنازلهم وورثت من الاموال والجنودولم تقم في ذلك من حق ما يجب عليك
بل طغيت وبغيت وعلوت على الرّعيّة وكان الأولىبك أن تسلك سبيل أسلافك
وشينه واقع بك وتحسن النظر في رعيّتك وتسنُّ لهم سنن الخير الذي يبقى بعدك ذكره سيكون
ذلك أبقى على السلامة وأدوم علىالاستقامة
أثار كلام (بيدبا) أغضب الملك ثم أمر به أن يصلب لكنّه فكر وأحجم عن قتله فأمر بحسبه
وفي ليلة من الليالي فمدّ الملك الى الفلك بصره فذكر عند ذلك (بيدبا) وتذكر فيما كلّمه فيه ثم أنفّذ في ساعته من يأتيه به
فلمّا مثَلَ بين يديه قال له الملك أعد عليّ كلامكولا تدع منه حرفاً واحداً
فجعل بيدبا ينثر كلامه ولما إنتهى قال الملكإنّي قد ولّيتك مجلسي
وجلس بيدبا مجلس العدل والانصاف يساوي بينالناس ويرد المظالم واتصل الخبر بتلاميذه فجاؤوه
شاكرين الله على توفيق معلمهم(بيدبا) في إصلاح دبشليم
واتخذوا ذلك اليوم عيدا يعيّدون فيه فهو الىاليوم عيد يعيّدونه في بلاد الهند
1-الاسكندر ذو القرنين(356-324 ق-م) فتح بلاد فارس في معركة. إيسوي(334ق-م)
وحارب داريوس في العراق في معركة أربيل (331ق-م) ثم تابع زحفه الى بلاد الهند والصين
2- دبشليم- ملك الهند الاسطوري
3- بيدبا- معناه باللغة السانسكريتيّة (رجل العلم)
تعليق