خاص بطلبة العلم / لقد طرت شكيرا وهدرت سقبا ( حوار ثنائي مفترض لطالبين من طلبة العلوم الدينية ) ..
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحوار الذي بين يديك اخي القارئ الكريم مستل من واقعنا الفكري كطلبة علم .. فنحن لا نخرج بحسب الواقع من بين احد نمطين من التفكير وعلى احدهما نبني سلوكنا الدراسي :
النمط الاول : هو نمط التمظهر بمظهر التقدم الدراسي و البحث عن العناوين وحضور الدرس العالي كالسطوح العليا والخارج ..فهؤلاء هم الذين يريدون ان يصبحوا زبيبا قبل ان يكونوا حصرما .. وهنا يحضرني ما ورد عن الامام في نهج البلاغة وهو قوله عن مثل اتباع هذا النمط :
( لقد طرت شكيرا وهدرت سقبا ) ولهذا سنسمي صاحب هذا النمط بــ ( شكير )
وللتوضيح : فان معنى الشكير هو اول ما ينبت من ريش للطائر قبل ان يقوى على الطيران .. ومعنى السقب هو صغير الابل ..
النمط الثاني : هو نمط التأني والتؤدة والذي يكون العلم عنده الفهم والحفظ والاكمال والاتمام .. فلا ينتقل الى كتاب بالا بانهاء الذي قبله ولا الى مرحلة الا بعد هضم سابقتها ولا تهمه طول الفترة وقصرها ولا العناوين البراقة للمراحل والحلقات .فلا يكون زبيبا الا بعد ان يتحصرم .. ولهذا سنسمي صاحب هذا النمط بــ ( زبيب )
وسيكون ممثل النمط الاول : شكير .. وممثل النمط الثاني زبيب
.. فاليكم الحوار ..
شكير : السلام عليكم شيخنا زبيب .. كيفكم كيف الصحة ما هي اخباركم واخبار دراستكم والى اين وصلتم في دراستكم وعند من تحضرون ؟
زبيب : وعليكم السلام مولاي شكير .. الحمد لله لا زلت في المقدمات وإن كنت في نهايتها الا اني قطعت شوطا لا بأس به فانا الان احضر الحاشية والالفية عند استاذنا في المدرسة . وانتم شكير ماهي اخباركم ؟
شكير : الحمد لله .. ولكني بصراحة استغربت فقد تركتك قبل اكثر من سنتين في المقدمات ولا زلت في المقدمات ؟!! اما انا فالحمد لله بعد ان امتحنت امتحان السيد الحكيم للمعة والاصول حضرت الكفاية والمكاسب لإستعد بذلك لمادة الامتحان الآتية وبعدها ساحضر البحث الخارج .. ولكن الى متى ستبقى تحضر دروس المقدمات مولاي زبيب اما اكتفيت الا ترى في هذا مضيعة للوقت ؟
زبيب : ولكن يا مولاي بصراحة انا لم اكمل كتاب الحاشية ولا الألفية بل وبعض الكتب لم ادرسها اصلا كبعض كتب الكلام كالتجريد وبعض كتب البلاغة كالمختصر وما اشبه فكيف تريدني ان احضر السطوح .. اما عن الامتحان فانا ايضا كذلك امتحت ولكن في مرحلتي الفعلية ـ المقدمات ـ ....
وبعد سنة التقى الطالبان مرة اخرى فسأل احدهما الاخر عن مرحلته كما مر فتبين ان شكير يحضر الخارج عند احد العلماء .. وزبيب للتو يريد الدخول لمرحلة السطوح اعني اللمعة والاصول فاقترح شكير ان يعطي لنظيره زبيب اللمعة والاصول فقبل زبيب وبعد الاتفاق على الوقت وتفاصيل الدرس شرعا .. فبدأ شكيب بدرس اللمعة من كتاب الطهارة متجاوزا خطبة الشهيد الثاني !!!!!! دون ذكر الاسباب قائلا :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
كتاب الطهارة
قال " الطهارة مصدر طهُر بضم العين وفتحها والاسم الطهر ... "
وواصل قراءة العبارة دون شرح للفرق بين المصدر واسم المصدر .. فاستوقفه زبيب طالبا منه توضيح العبارة اعلاه في اول درس للمعة ولكن دون جدوى ..!!! وانتهى الدرس على هذا النهج وتكرر في مواطن كان هذا مطلعها ..
وبدأ درس الاصول للشيخ المظفر فبدأ شكير قائلا :
قال المصنف :
" علم اصول الفقه هو علم يبحث فيه عن قواعد ....." فأستوقفه زبيب قائلا :
ما نوع هذه الاضافة في " علم اصول الفقه " فامتعض شكير من اسئلة زبيب قائلا :
يا اخي زبيب لا داعي لهذه الاسئلة فهي من الترف الفكري وليست سوى مصطلحات مجردة لا تنفع من علمها ولا تضر من جهلها .....
فاعتذر زبيب عن حضور الدرس فذهب ليبحث عن الدرس المناسب له الذي يجيبه عن اسالته التي يقتضيها وضعه الدارسي الذي شق طريقه من اليوم الاول ... وكان الله يحب المحسنين .
فمرت الايام واذا بشكير وزبيب يحضران الخارج معا عند احد العلماء....
*********
فماذا تتوقع من فوارق بين الزميلين داخل درس الخارج؟
وكيف تكون نظرة العالم الذي لم يعرف خلفيات كلا الطالبين ؟
ويا ترى : هل تختلف اسألة شكير عن زميله زبيب هذا إن سأل وأشكل الاول ؟
وأين تكمن بالضبط ثمرة دراسة زبيب التي استغرقت منه ضعف دراسة شكير ؟
وهل سيكون زبيب استاذا كــ كشكير ؟ ام ان الثاني سيفوقه شهرة للفارق الزمني بينهما في إعطاء المواد ؟
ارجوا من اخواني الطلبة المشاركة ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحوار الذي بين يديك اخي القارئ الكريم مستل من واقعنا الفكري كطلبة علم .. فنحن لا نخرج بحسب الواقع من بين احد نمطين من التفكير وعلى احدهما نبني سلوكنا الدراسي :
النمط الاول : هو نمط التمظهر بمظهر التقدم الدراسي و البحث عن العناوين وحضور الدرس العالي كالسطوح العليا والخارج ..فهؤلاء هم الذين يريدون ان يصبحوا زبيبا قبل ان يكونوا حصرما .. وهنا يحضرني ما ورد عن الامام في نهج البلاغة وهو قوله عن مثل اتباع هذا النمط :
( لقد طرت شكيرا وهدرت سقبا ) ولهذا سنسمي صاحب هذا النمط بــ ( شكير )
وللتوضيح : فان معنى الشكير هو اول ما ينبت من ريش للطائر قبل ان يقوى على الطيران .. ومعنى السقب هو صغير الابل ..
النمط الثاني : هو نمط التأني والتؤدة والذي يكون العلم عنده الفهم والحفظ والاكمال والاتمام .. فلا ينتقل الى كتاب بالا بانهاء الذي قبله ولا الى مرحلة الا بعد هضم سابقتها ولا تهمه طول الفترة وقصرها ولا العناوين البراقة للمراحل والحلقات .فلا يكون زبيبا الا بعد ان يتحصرم .. ولهذا سنسمي صاحب هذا النمط بــ ( زبيب )
وسيكون ممثل النمط الاول : شكير .. وممثل النمط الثاني زبيب
.. فاليكم الحوار ..
شكير : السلام عليكم شيخنا زبيب .. كيفكم كيف الصحة ما هي اخباركم واخبار دراستكم والى اين وصلتم في دراستكم وعند من تحضرون ؟
زبيب : وعليكم السلام مولاي شكير .. الحمد لله لا زلت في المقدمات وإن كنت في نهايتها الا اني قطعت شوطا لا بأس به فانا الان احضر الحاشية والالفية عند استاذنا في المدرسة . وانتم شكير ماهي اخباركم ؟
شكير : الحمد لله .. ولكني بصراحة استغربت فقد تركتك قبل اكثر من سنتين في المقدمات ولا زلت في المقدمات ؟!! اما انا فالحمد لله بعد ان امتحنت امتحان السيد الحكيم للمعة والاصول حضرت الكفاية والمكاسب لإستعد بذلك لمادة الامتحان الآتية وبعدها ساحضر البحث الخارج .. ولكن الى متى ستبقى تحضر دروس المقدمات مولاي زبيب اما اكتفيت الا ترى في هذا مضيعة للوقت ؟
زبيب : ولكن يا مولاي بصراحة انا لم اكمل كتاب الحاشية ولا الألفية بل وبعض الكتب لم ادرسها اصلا كبعض كتب الكلام كالتجريد وبعض كتب البلاغة كالمختصر وما اشبه فكيف تريدني ان احضر السطوح .. اما عن الامتحان فانا ايضا كذلك امتحت ولكن في مرحلتي الفعلية ـ المقدمات ـ ....
وبعد سنة التقى الطالبان مرة اخرى فسأل احدهما الاخر عن مرحلته كما مر فتبين ان شكير يحضر الخارج عند احد العلماء .. وزبيب للتو يريد الدخول لمرحلة السطوح اعني اللمعة والاصول فاقترح شكير ان يعطي لنظيره زبيب اللمعة والاصول فقبل زبيب وبعد الاتفاق على الوقت وتفاصيل الدرس شرعا .. فبدأ شكيب بدرس اللمعة من كتاب الطهارة متجاوزا خطبة الشهيد الثاني !!!!!! دون ذكر الاسباب قائلا :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
كتاب الطهارة
قال " الطهارة مصدر طهُر بضم العين وفتحها والاسم الطهر ... "
وواصل قراءة العبارة دون شرح للفرق بين المصدر واسم المصدر .. فاستوقفه زبيب طالبا منه توضيح العبارة اعلاه في اول درس للمعة ولكن دون جدوى ..!!! وانتهى الدرس على هذا النهج وتكرر في مواطن كان هذا مطلعها ..
وبدأ درس الاصول للشيخ المظفر فبدأ شكير قائلا :
قال المصنف :
" علم اصول الفقه هو علم يبحث فيه عن قواعد ....." فأستوقفه زبيب قائلا :
ما نوع هذه الاضافة في " علم اصول الفقه " فامتعض شكير من اسئلة زبيب قائلا :
يا اخي زبيب لا داعي لهذه الاسئلة فهي من الترف الفكري وليست سوى مصطلحات مجردة لا تنفع من علمها ولا تضر من جهلها .....
فاعتذر زبيب عن حضور الدرس فذهب ليبحث عن الدرس المناسب له الذي يجيبه عن اسالته التي يقتضيها وضعه الدارسي الذي شق طريقه من اليوم الاول ... وكان الله يحب المحسنين .
فمرت الايام واذا بشكير وزبيب يحضران الخارج معا عند احد العلماء....
*********
فماذا تتوقع من فوارق بين الزميلين داخل درس الخارج؟
وكيف تكون نظرة العالم الذي لم يعرف خلفيات كلا الطالبين ؟
ويا ترى : هل تختلف اسألة شكير عن زميله زبيب هذا إن سأل وأشكل الاول ؟
وأين تكمن بالضبط ثمرة دراسة زبيب التي استغرقت منه ضعف دراسة شكير ؟
وهل سيكون زبيب استاذا كــ كشكير ؟ ام ان الثاني سيفوقه شهرة للفارق الزمني بينهما في إعطاء المواد ؟
ارجوا من اخواني الطلبة المشاركة ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين
تعليق