بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين. اما بعد:
حيث ان الانسان موجود يكدح الى ربه كدحا فيلاقيه فلابد له من صراط وهادٍ مستقر على ذلك الصراط يسلك هو نفسه على ذلك الصراط ويدعو الناس ايضا اليه اذ بدون الصراط لايمكن السلوك الى الله وبدون الهادي -الذي يسير على متن ذلك الصراط- الذي يكون اسوة للناس لايمكن الوصول اليه سبحانه.
ولما لم يكن مشاهدة الله سبحانه ولا يتيسر لاحد مشافهته فلا بد من رسول بينه وبين خلقه معصوم في جميع مراحل الرسالة من تلقي الوحي لانه يتلقاه من لدن حكيم عليم لامجال للبطلان والشك ونحو ذلك هناك ومن ضبط ما تلقاه وحفظه بلا نسيان لانه مسدد بمثل قوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى) ومن املاء ما تلقاه وحفظه وابلاغه بلا نقص ولا زيادة ولا ضنة على الغيب لانه مؤيد بمثل قوله تعالى (وما ينطق عن الهوى*ان هو الا وحي يوحى) وبمثل قوله (وما هو على الغيب بضنين) ومن السيرة العملية المصونة عن اية زلة تجاه تلك السيرة العملية المعصومة عن اي خطأ لانه مزكى بمثل قوله تعالى (وانك لعلى خلق عظيم) اذ لو لم يكن معصوما في شيء من عقليه (النظري والعملي) لما كان رحمة للعالمين وقوة لهم.
والى ذلك اشار مولانا الرضا -عليه السلام- (فان قال قائل: فلم وجب عليهم معرفة الرسل والإقرار بهم والاذعان لهم بالطاعة؟ قيل لأنه لما ان لم يكن في خلقهم وقواهم ما يكملون به مصالحهم وكان الصانع متعاليا عن أن يرى وكان ضعفهم وعجزهم عن إداركه ظاهرا لم يكن بدلهم من رسول بينه وبينهم معصوم يؤدي إليهم أمره ونهيه وأدبه ويقفهم على ما يكون به احراز منافعهم ومضارهم، فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعته لم يكن لهم في مجئ الرسول منفعة ولاسد حاجة ولكان يكون إتيانه عبثا لغير منفعة ولا صلاح وليس هذا من صفة الحكيم الذى أتقن كل شئ).(مسند الامام الرضا ج1 ص241).
وهذا هو البرهان على اصل النبوة وضرورتها من دون خصيصة لرسول معين ولا في مكان محدود او عصر مشخص
كما افاده مولانا الصادق - عليه السلام- (انه قال للزنديق الذي سأله من أين أثبت الانبياء والرسل؟ قال: إنه لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه، ولا يلامسوه، فيباشرهم ويباشروه، ويحاجهم ويحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه، يعبرون عنه إلى خلقه وعباده، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفى تركه فناؤهم، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبرون عنه عزوجل، وهم الانبياء عليهم السلام وصفوته من خلقه، حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين بها، غير مشاركين للناس - على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب - في شئ من أحوالهم مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة، ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والانبياء من الدلائل والبراهين، لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته).(الكافي كتاب الحجة .. باب الاضطرار إلى الحجة)
الى غيرها من الروايات والادلة. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين. اما بعد:
حيث ان الانسان موجود يكدح الى ربه كدحا فيلاقيه فلابد له من صراط وهادٍ مستقر على ذلك الصراط يسلك هو نفسه على ذلك الصراط ويدعو الناس ايضا اليه اذ بدون الصراط لايمكن السلوك الى الله وبدون الهادي -الذي يسير على متن ذلك الصراط- الذي يكون اسوة للناس لايمكن الوصول اليه سبحانه.
ولما لم يكن مشاهدة الله سبحانه ولا يتيسر لاحد مشافهته فلا بد من رسول بينه وبين خلقه معصوم في جميع مراحل الرسالة من تلقي الوحي لانه يتلقاه من لدن حكيم عليم لامجال للبطلان والشك ونحو ذلك هناك ومن ضبط ما تلقاه وحفظه بلا نسيان لانه مسدد بمثل قوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى) ومن املاء ما تلقاه وحفظه وابلاغه بلا نقص ولا زيادة ولا ضنة على الغيب لانه مؤيد بمثل قوله تعالى (وما ينطق عن الهوى*ان هو الا وحي يوحى) وبمثل قوله (وما هو على الغيب بضنين) ومن السيرة العملية المصونة عن اية زلة تجاه تلك السيرة العملية المعصومة عن اي خطأ لانه مزكى بمثل قوله تعالى (وانك لعلى خلق عظيم) اذ لو لم يكن معصوما في شيء من عقليه (النظري والعملي) لما كان رحمة للعالمين وقوة لهم.
والى ذلك اشار مولانا الرضا -عليه السلام- (فان قال قائل: فلم وجب عليهم معرفة الرسل والإقرار بهم والاذعان لهم بالطاعة؟ قيل لأنه لما ان لم يكن في خلقهم وقواهم ما يكملون به مصالحهم وكان الصانع متعاليا عن أن يرى وكان ضعفهم وعجزهم عن إداركه ظاهرا لم يكن بدلهم من رسول بينه وبينهم معصوم يؤدي إليهم أمره ونهيه وأدبه ويقفهم على ما يكون به احراز منافعهم ومضارهم، فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعته لم يكن لهم في مجئ الرسول منفعة ولاسد حاجة ولكان يكون إتيانه عبثا لغير منفعة ولا صلاح وليس هذا من صفة الحكيم الذى أتقن كل شئ).(مسند الامام الرضا ج1 ص241).
وهذا هو البرهان على اصل النبوة وضرورتها من دون خصيصة لرسول معين ولا في مكان محدود او عصر مشخص
كما افاده مولانا الصادق - عليه السلام- (انه قال للزنديق الذي سأله من أين أثبت الانبياء والرسل؟ قال: إنه لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه، ولا يلامسوه، فيباشرهم ويباشروه، ويحاجهم ويحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه، يعبرون عنه إلى خلقه وعباده، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفى تركه فناؤهم، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبرون عنه عزوجل، وهم الانبياء عليهم السلام وصفوته من خلقه، حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين بها، غير مشاركين للناس - على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب - في شئ من أحوالهم مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة، ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والانبياء من الدلائل والبراهين، لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته).(الكافي كتاب الحجة .. باب الاضطرار إلى الحجة)
الى غيرها من الروايات والادلة. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
تعليق