س: يقول الشيعة أن جميع أعمال الخلق تعرض على الإمام فاذا قبلها فان الله يقبل هذه الاعمال . ألا تعتبر هذه المقولة إشراك للامام في ربوبية الله ؟
ج : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال تعالى {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(التوبة/105) الآية الكريمة صريحة في أن الأعمال العباد سيراها الله ورسوله والمؤمنون وهو معنى العرض على الرسول والأئمة الطاهرين وليس هناك أوضح منهم مصداقا للمؤمنين ، والآية تدل على أن العرض في الدنيا وليس في الآخرة لذلك قال بعد الرؤية والعرض { وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
والشيعة لم يقولوا أن معنى عرض العمل على النبي والأئمة عليهم السلام هو قبول العمل كما زعمتم ، بل إن العرض هو استعراض العمل ورؤيته والعلم به ، فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان معصية ساءهم هذا العمل ، وهذه الرؤية والاستعراض واضح كما في الآية الكريمة ، بل إننا لم نر في الروايات غير هذا المعنى من العرض ، فلا أدري من أين نسبتم للشيعة المعنى الموجود في السؤال ؟!
وهذه الروايات :
الكافي ج1 - ص 219 - 220
(باب عرض الأعمال على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام )
1 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : تعرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وآله أعمال العباد كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروها ، وهو قول الله تعالى : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله " وسكت.
2 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن عبد الحميد الطائي ، عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال : هم الأئمة .
3 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : مالكم تسوؤن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال رجل : كيف نسوؤه ؟ فقال : أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه ، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك ، فلا تسوؤا رسول الله وسروه .
4 - علي ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن الزيات ، عن عبد الله بن أبان الزيات وكان مكينا عند الرضا عليه السلام قال : قلت للرضا عليه السلام : ادع الله لي ولأهل بيتي فقال : أو لست أفعل ؟ والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة ، قال : فاستعظمت ذلك ، فقال لي : أما تقرء كتاب الله عز وجل : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله والمؤمنون " ؟ قال : هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام.
5 - أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن أبي عبد الله الصامت ، عن يحيى بن مساور ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه ذكر هذه الآية : " فسيرى الله عملكم ورسوله و المؤمنون " قال : هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام .
6 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء : قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : إن الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله أبرارها وفجارها".
راجع كتاب بصائر الدرجات ص444-ص451 ، ففيه من هذه الروايات الشيء الكثير ولم تذكر شيئا عن قبول العمل وغيره ، ولو فرضنا أن هذا المعنى فإنه يحمل على أن الله سبحانه قد أنفذ شيئا من علمه ونوره في أحد من خلقه بحيث يطلع –باقدار من الله- على حقيقة الأعمال خيرها وشرها ، فإن رضي بها فحتما سيرضى به الله سبحانه لأن هذا المقرب قد أعلمه الله حقيقة الأعمال ، وهذا لا يلزم منه الشرك في الربوبية لأن هذه المكانة لهذا المخلوق جاءت من الله سبحانه وبيده وبأمره وباختياره ، فشاء الله أن يرفعها أو يضعها ، فمن تكون تصرفاته وسكناته كلها بإذن المولى سبحانه وبقوته سبحانه ولا يحيد قيد أنملة عن سلطانه وسلطنته كيف يتصور أنه رب في قبال الله وشريك له في ملكه ! سبحانه وتعالى عما يشركون ! ، ولو صح هذا الكلام لقلنا أن المسلمين أشركوا في ربوبية الله لأنهم يعتقدون أن العمل الذي يرضى به النبي صلى الله عليه وآله يرضى به الله عز وجل ، فهذا شرك !
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال تعالى {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(التوبة/105) الآية الكريمة صريحة في أن الأعمال العباد سيراها الله ورسوله والمؤمنون وهو معنى العرض على الرسول والأئمة الطاهرين وليس هناك أوضح منهم مصداقا للمؤمنين ، والآية تدل على أن العرض في الدنيا وليس في الآخرة لذلك قال بعد الرؤية والعرض { وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
والشيعة لم يقولوا أن معنى عرض العمل على النبي والأئمة عليهم السلام هو قبول العمل كما زعمتم ، بل إن العرض هو استعراض العمل ورؤيته والعلم به ، فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان معصية ساءهم هذا العمل ، وهذه الرؤية والاستعراض واضح كما في الآية الكريمة ، بل إننا لم نر في الروايات غير هذا المعنى من العرض ، فلا أدري من أين نسبتم للشيعة المعنى الموجود في السؤال ؟!
وهذه الروايات :
الكافي ج1 - ص 219 - 220
(باب عرض الأعمال على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام )
1 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : تعرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وآله أعمال العباد كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروها ، وهو قول الله تعالى : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله " وسكت.
2 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن عبد الحميد الطائي ، عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال : هم الأئمة .
3 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : مالكم تسوؤن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال رجل : كيف نسوؤه ؟ فقال : أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه ، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك ، فلا تسوؤا رسول الله وسروه .
4 - علي ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن الزيات ، عن عبد الله بن أبان الزيات وكان مكينا عند الرضا عليه السلام قال : قلت للرضا عليه السلام : ادع الله لي ولأهل بيتي فقال : أو لست أفعل ؟ والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة ، قال : فاستعظمت ذلك ، فقال لي : أما تقرء كتاب الله عز وجل : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله والمؤمنون " ؟ قال : هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام.
5 - أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن أبي عبد الله الصامت ، عن يحيى بن مساور ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه ذكر هذه الآية : " فسيرى الله عملكم ورسوله و المؤمنون " قال : هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام .
6 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء : قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : إن الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله أبرارها وفجارها".
راجع كتاب بصائر الدرجات ص444-ص451 ، ففيه من هذه الروايات الشيء الكثير ولم تذكر شيئا عن قبول العمل وغيره ، ولو فرضنا أن هذا المعنى فإنه يحمل على أن الله سبحانه قد أنفذ شيئا من علمه ونوره في أحد من خلقه بحيث يطلع –باقدار من الله- على حقيقة الأعمال خيرها وشرها ، فإن رضي بها فحتما سيرضى به الله سبحانه لأن هذا المقرب قد أعلمه الله حقيقة الأعمال ، وهذا لا يلزم منه الشرك في الربوبية لأن هذه المكانة لهذا المخلوق جاءت من الله سبحانه وبيده وبأمره وباختياره ، فشاء الله أن يرفعها أو يضعها ، فمن تكون تصرفاته وسكناته كلها بإذن المولى سبحانه وبقوته سبحانه ولا يحيد قيد أنملة عن سلطانه وسلطنته كيف يتصور أنه رب في قبال الله وشريك له في ملكه ! سبحانه وتعالى عما يشركون ! ، ولو صح هذا الكلام لقلنا أن المسلمين أشركوا في ربوبية الله لأنهم يعتقدون أن العمل الذي يرضى به النبي صلى الله عليه وآله يرضى به الله عز وجل ، فهذا شرك !
تعليق