بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين.
وبعد:
اللعن ورد في القران الكريم مايقارب 25 مرة في آيات متعددة منها هذه الآية حيث قال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا }الاحزاب 57
فأقول: منهم الملعونون في قوله تعالى هذا ؟
اولا: سنتعرف على اللعن وما المراد به في اللغة ؟ وسنتكلم عنه في ما قبل آخرالبحث.
فاللعن : معناه الطرد عن رحمة الله عزوجل.
يقول في المحيط في اللغة: أصْلُ اللَّعْنِ: الطَّرْدُ، ثم يُوْضَعُ في معنى السَّبِّ والتَّعْذِيْبِ. ومنه قَوْلُهم للمُلُوك: أبَيْت اللَّعْنَ: أي أبَيْتَ ما تَسْتَحِقُّ له اللَّعْنَ.
ويقول صاحب الصحاح في اللغة: اللَعْنُ: الطردُ والإبعادُ من الخير.
أذا معنى اللعن هو الطرد وعندما يلعن الله تعالى أحداً معنى ذلك يطرده عن رحمته ، وكذلك عندما يقال اللهم إلعن فلان أي إطرده عن رحمتك وبعده عنها >
ثانيا: ما المراد من أذى الله تعالى ؟
أقول: من المعلوم أن الله تعالى سبحانه منزه عن أن يناله الأذى بل كل ما فيه وصمة النقص والهوان لانه منزه عن ذلك كله وهوالكمال المطلق.
وقال بعض المفسرين: إن االمراد منه _أي من أذى الله تعالى_هو الكفر والإلحاد الذي يُغضب الله تعالى ، لأن الأذى لايعني في شأنه تعالى إلا إغضابه ، وقالوا : يحتمل أيضا أن يكون إذاء النبي (صلى الله عليه وآله ) والمؤمنين هو إذاء الله تعالى ، وذكر لفظ الجلالة الله في الآية لأهمية المطلب وتأكيدة ، فذكرإسمه تعالى مع النبي (صلى الله عليه وآله ) وتشريكه في إذائه تشريف للرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله ) وإشارة الى أن من قصد رسوله (صلى الله عليه وآله ) بسوء فقد قصده سبحانه وتعالى أيضا بالسوء ، إذ ليس للرسول (صلى الله عليه وآله ) بما هو رسول (صلى الله عليه وآله ) إلا ربَّهُ سبحانه وتعالى ، فمن قصده (صلى الله عليه وآله ) قصد ربَّه بذلك فإن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
هذا بالنسبة الى إذاء الله عزوجل.
ثالثا: مالمراد من اذية الرسول (صلى الله عليه وآله ) حيث يقول تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية
أقول قد عرفنا أذية الله تعالى وأنها حاصلة من اذية رسوله (صلى الله عليه وآله ) وأما اذية الرسول (صلى الله عليه وآله ) وكيف انه يتأذى.
فأقول: أما إذاء نبي الرحمة والانسانية المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله ) فله معانٍ واسعة كما قال جلُّ المفسرين ، بحيث يشمل كل عملٍ يؤذيه (صلى الله عليه وآله ) سواء أكان الكفروالإلحاد ، أو مخالفة أوامر الله تعالى ربِّ العباد ، أو الأفتراءات والتهم عليه (صلى الله عليه وآله ) والكذب ، أو أذية أهل بيته الكرام (عليهم السلام) كما يستفاد ذلك من الحديث الوارد في ذيل تفسير هذه الآية في تفسير مجمع البيان للطبرسي (أعلا الله تعالى مقامة ونورالله ضريحه) حيث قال بعد سلسلة طويلة من الرواة عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال : (( حدثنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حدثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وهو اخذ بشعره فقال: ياعلي من آذى شعرةٌ منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فعليه لعنة الله))
يستفاد من هذا الحديث أن إذاء أهل البيت هوإذاء للرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله ) وإذائه هو إذاء لله تعالى ، ونتيجة من آذى الله تعالى هو اللعن منه تعالى في الدنيا _أي مطروداً من رحمته_ والآخرة ،وله عذاب مهين أعده الله تعالى له وهو جبّار السماوات والأرضين وقال تعالى في أيٍّ من قرانه الكريم: {الَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
وعليه نقول: أن من آذى اهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله ) فهو كافرملعون على لسان الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله ) والمؤمنون ، لإستحقاقه الوعيد بالعذاب من ربِّ الأرباب وطرده من رحمته وسوء العقاب بسبب إذائه اهل بيت سيد العرب المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله ) بما فيهم هو روحي له الفدا هذا من حيث الأذية لله تعالى وللرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله )
أما من ناحية اللعن فقد صدرنا أولا معنى اللعن لغة ولكن ما المراد به هنافي قوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّلَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}الاحزاب 57
فاللعن هنا الطرد من رحمته تعالى الخاصة بالمؤمنين ، وهي الهداية والأعتقاد الحق وحقيقة الإيمان ويتبعه العمل الصالح ، وهوفي قبال الرحمة والصلوات في الآية السابقة على هذه تماما حيث يقول: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
فإن الطرد عن رحمته سبحانه وتعالى _تلك الرحمة التي لا تعرف الحدود_يُعدُ من أسوء أنواع العذاب خاصة إذا كان اللعن والطرد من رحمته تعالى في الدنيا والآخرة كما هو في الآية ، ولعل ذكراللعن قبل العذاب المهين لهذا السبب ، والتعبير ب(أعد)في قوله تعالى دليل على تأكيد العذاب وشدته ... ولذلك عندما نلعن قاتل الزهراء فاطمة (عليها السلام) لأن الله تعالى سبحانه لعنهم في كتابه لأنهم آذوا الرسول (صلى الله عليه وآله ) بازهراء (عليها السلام) بما فعلوه بها بعده وفي حياته (صلى الله عليه وآله )
حيث يقول: (صلى الله عليه وآله ) كما في المجلد الخامس من صحيح البخاري : (( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ))
والغضب يسبب أذية للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله )
وفي صحيح مسلم أورد الحديث بهذا اللفظ : ((فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها )) أي من آذاها آذى الرسول (صلى الله عليه وآله ) ومن آذاه (صلى الله عليه وآله ) آذى الله سبحانه وتعالى ومن آذى الله تعالى فهو كافر عليه لعنة الله والأنبياء والمرسلين والناس أجمعين وله منه تعالى عذاب أليم مهين .
والى ذلك عمد هؤلاء اللعناء الى إذاءالزهراء (عليها السلام) وترويعها لأنها تسبب بأذيتها الاذى لأبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله )
وقد روى سليم بن قيس الهلالي (رحمة الله) ضمن رواية له طويلة هذا المقطع منها :
قال : يقول النبي (صلى الله عليه وآله ) لفاطمة (عليها السلام) : ((إنك أول من يلحقني من أهل بيتي ، وأنتِ سيدة نساء اهل الجنة ، وسترين بعدي ظلما وغيظا ، حتى تُضربي ويُكسرضلع من أضلاعكِ ...لعن الله قاتلكِ ، ولعن الله الأمروالراضي والمعين والمظاهرعليكِ ، وظالم بعلكِ وبنيكِ ))
نعم والله جرى ذلك على فاطمة وبعلها وبنيها ،فهجمو على بيت الزهراء ، فقتحموا دارها وأحرقوا بابها وعصروها مابين الباب والحائط حتى كسروا ضلعها وأسقطوا جنينها وماتت شهيدة من جراءِ ذلك فسلام الله عليها يومولدت ويوم أُستشهدت ويوم تبعث
ولعنة الله على ظالميها من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين
إذا الذين لُعنوا في هذه الآية هم الذين يؤذون الله برسوله وأهل بيته (عليهم السلام) والذين يؤذون الرسول (صلى الله عليه وآله ) بنفسه وأهل بيته (عليهم السلام) والذين يؤذون أهل البيت بأنفسهم (عليهم السلام) وشيعتهم يقول الامام الصادق (عليه السلام) : (يقول الله عزوجل ليأذن بحربٍ مني من آذى عبدي المؤمن) وهو جواب للسؤال أعلاه.
جعلنا الله من شيعة أهل البيت وبعدنا تعالى عن أذيته ورسوله (صلى الله عليه وآله ) وأهل البيت (عليهم السلام) وعن مصاحبة أعدائهم عليهم اللعنه من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله )
الحمدلله ربِّ العالمين
والسلام عليكم.
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين.
وبعد:
اللعن ورد في القران الكريم مايقارب 25 مرة في آيات متعددة منها هذه الآية حيث قال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا }الاحزاب 57
فأقول: منهم الملعونون في قوله تعالى هذا ؟
اولا: سنتعرف على اللعن وما المراد به في اللغة ؟ وسنتكلم عنه في ما قبل آخرالبحث.
فاللعن : معناه الطرد عن رحمة الله عزوجل.
يقول في المحيط في اللغة: أصْلُ اللَّعْنِ: الطَّرْدُ، ثم يُوْضَعُ في معنى السَّبِّ والتَّعْذِيْبِ. ومنه قَوْلُهم للمُلُوك: أبَيْت اللَّعْنَ: أي أبَيْتَ ما تَسْتَحِقُّ له اللَّعْنَ.
ويقول صاحب الصحاح في اللغة: اللَعْنُ: الطردُ والإبعادُ من الخير.
أذا معنى اللعن هو الطرد وعندما يلعن الله تعالى أحداً معنى ذلك يطرده عن رحمته ، وكذلك عندما يقال اللهم إلعن فلان أي إطرده عن رحمتك وبعده عنها >
ثانيا: ما المراد من أذى الله تعالى ؟
أقول: من المعلوم أن الله تعالى سبحانه منزه عن أن يناله الأذى بل كل ما فيه وصمة النقص والهوان لانه منزه عن ذلك كله وهوالكمال المطلق.
وقال بعض المفسرين: إن االمراد منه _أي من أذى الله تعالى_هو الكفر والإلحاد الذي يُغضب الله تعالى ، لأن الأذى لايعني في شأنه تعالى إلا إغضابه ، وقالوا : يحتمل أيضا أن يكون إذاء النبي (صلى الله عليه وآله ) والمؤمنين هو إذاء الله تعالى ، وذكر لفظ الجلالة الله في الآية لأهمية المطلب وتأكيدة ، فذكرإسمه تعالى مع النبي (صلى الله عليه وآله ) وتشريكه في إذائه تشريف للرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله ) وإشارة الى أن من قصد رسوله (صلى الله عليه وآله ) بسوء فقد قصده سبحانه وتعالى أيضا بالسوء ، إذ ليس للرسول (صلى الله عليه وآله ) بما هو رسول (صلى الله عليه وآله ) إلا ربَّهُ سبحانه وتعالى ، فمن قصده (صلى الله عليه وآله ) قصد ربَّه بذلك فإن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
هذا بالنسبة الى إذاء الله عزوجل.
ثالثا: مالمراد من اذية الرسول (صلى الله عليه وآله ) حيث يقول تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية
أقول قد عرفنا أذية الله تعالى وأنها حاصلة من اذية رسوله (صلى الله عليه وآله ) وأما اذية الرسول (صلى الله عليه وآله ) وكيف انه يتأذى.
فأقول: أما إذاء نبي الرحمة والانسانية المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله ) فله معانٍ واسعة كما قال جلُّ المفسرين ، بحيث يشمل كل عملٍ يؤذيه (صلى الله عليه وآله ) سواء أكان الكفروالإلحاد ، أو مخالفة أوامر الله تعالى ربِّ العباد ، أو الأفتراءات والتهم عليه (صلى الله عليه وآله ) والكذب ، أو أذية أهل بيته الكرام (عليهم السلام) كما يستفاد ذلك من الحديث الوارد في ذيل تفسير هذه الآية في تفسير مجمع البيان للطبرسي (أعلا الله تعالى مقامة ونورالله ضريحه) حيث قال بعد سلسلة طويلة من الرواة عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال : (( حدثنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حدثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وهو اخذ بشعره فقال: ياعلي من آذى شعرةٌ منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فعليه لعنة الله))
يستفاد من هذا الحديث أن إذاء أهل البيت هوإذاء للرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله ) وإذائه هو إذاء لله تعالى ، ونتيجة من آذى الله تعالى هو اللعن منه تعالى في الدنيا _أي مطروداً من رحمته_ والآخرة ،وله عذاب مهين أعده الله تعالى له وهو جبّار السماوات والأرضين وقال تعالى في أيٍّ من قرانه الكريم: {الَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
وعليه نقول: أن من آذى اهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله ) فهو كافرملعون على لسان الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله ) والمؤمنون ، لإستحقاقه الوعيد بالعذاب من ربِّ الأرباب وطرده من رحمته وسوء العقاب بسبب إذائه اهل بيت سيد العرب المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله ) بما فيهم هو روحي له الفدا هذا من حيث الأذية لله تعالى وللرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله )
أما من ناحية اللعن فقد صدرنا أولا معنى اللعن لغة ولكن ما المراد به هنافي قوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّلَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}الاحزاب 57
فاللعن هنا الطرد من رحمته تعالى الخاصة بالمؤمنين ، وهي الهداية والأعتقاد الحق وحقيقة الإيمان ويتبعه العمل الصالح ، وهوفي قبال الرحمة والصلوات في الآية السابقة على هذه تماما حيث يقول: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
فإن الطرد عن رحمته سبحانه وتعالى _تلك الرحمة التي لا تعرف الحدود_يُعدُ من أسوء أنواع العذاب خاصة إذا كان اللعن والطرد من رحمته تعالى في الدنيا والآخرة كما هو في الآية ، ولعل ذكراللعن قبل العذاب المهين لهذا السبب ، والتعبير ب(أعد)في قوله تعالى دليل على تأكيد العذاب وشدته ... ولذلك عندما نلعن قاتل الزهراء فاطمة (عليها السلام) لأن الله تعالى سبحانه لعنهم في كتابه لأنهم آذوا الرسول (صلى الله عليه وآله ) بازهراء (عليها السلام) بما فعلوه بها بعده وفي حياته (صلى الله عليه وآله )
حيث يقول: (صلى الله عليه وآله ) كما في المجلد الخامس من صحيح البخاري : (( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ))
والغضب يسبب أذية للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله )
وفي صحيح مسلم أورد الحديث بهذا اللفظ : ((فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها )) أي من آذاها آذى الرسول (صلى الله عليه وآله ) ومن آذاه (صلى الله عليه وآله ) آذى الله سبحانه وتعالى ومن آذى الله تعالى فهو كافر عليه لعنة الله والأنبياء والمرسلين والناس أجمعين وله منه تعالى عذاب أليم مهين .
والى ذلك عمد هؤلاء اللعناء الى إذاءالزهراء (عليها السلام) وترويعها لأنها تسبب بأذيتها الاذى لأبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله )
وقد روى سليم بن قيس الهلالي (رحمة الله) ضمن رواية له طويلة هذا المقطع منها :
قال : يقول النبي (صلى الله عليه وآله ) لفاطمة (عليها السلام) : ((إنك أول من يلحقني من أهل بيتي ، وأنتِ سيدة نساء اهل الجنة ، وسترين بعدي ظلما وغيظا ، حتى تُضربي ويُكسرضلع من أضلاعكِ ...لعن الله قاتلكِ ، ولعن الله الأمروالراضي والمعين والمظاهرعليكِ ، وظالم بعلكِ وبنيكِ ))
نعم والله جرى ذلك على فاطمة وبعلها وبنيها ،فهجمو على بيت الزهراء ، فقتحموا دارها وأحرقوا بابها وعصروها مابين الباب والحائط حتى كسروا ضلعها وأسقطوا جنينها وماتت شهيدة من جراءِ ذلك فسلام الله عليها يومولدت ويوم أُستشهدت ويوم تبعث
ولعنة الله على ظالميها من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين
إذا الذين لُعنوا في هذه الآية هم الذين يؤذون الله برسوله وأهل بيته (عليهم السلام) والذين يؤذون الرسول (صلى الله عليه وآله ) بنفسه وأهل بيته (عليهم السلام) والذين يؤذون أهل البيت بأنفسهم (عليهم السلام) وشيعتهم يقول الامام الصادق (عليه السلام) : (يقول الله عزوجل ليأذن بحربٍ مني من آذى عبدي المؤمن) وهو جواب للسؤال أعلاه.
جعلنا الله من شيعة أهل البيت وبعدنا تعالى عن أذيته ورسوله (صلى الله عليه وآله ) وأهل البيت (عليهم السلام) وعن مصاحبة أعدائهم عليهم اللعنه من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله )
الحمدلله ربِّ العالمين
والسلام عليكم.
تعليق