إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفرق بين توحد الخلق وتوحد الخالق : ( متوحد اذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفرق بين توحد الخلق وتوحد الخالق : ( متوحد اذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده )

    الفرق بين توحد الخلق وتوحد الخالق : ( متوحد اذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده )


    بسم الله الرحمن الرحيم


    جاء في الخطبة الاولى من نهج البلاغة :

    ( متوحد اذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده )


    و سنجعل بيانها موزَعا على اجزائها التالية :

    1ـ متوحد
    2ـ اذ .
    3ـ لا سكن يستأنس به .
    4ـ ولا يستوحش فقده .
    ــــــــــــــــ


    الجزء الاول : ( متوحد )



    عندنا مفردات ثلاث تطلق على الله تعالى لابد من التمييز بينها وهي :

    1ـ الواحد .
    2ـ الاحد .
    3ـ المتوحد .


    فالواحد :
    وهو ما يشار به الى مرتبة التوحيد الواحدي ، والمقصود منه انه ليس له في الاشياء شبيه ولا نظير ولا

    عدل ولا ند ولا كفؤ ، بمعنى اخر واحد ليس له شريك {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص : 4] والوحدة هنا ليست

    عددية بل وحدة حقة حقيقية كما قال العلماء وهي الوحدة المشار اليها بــ " واحد لا بتأويل عدد " او" الواحد لا

    بتاويل عدد "

    او " كل موصوف بالوحدة غيره قليل "او ما اشبه ذلك مما هو مذكور في النهج المبارك وقد ذكرنا ذلك في موضوع

    مستقل .

    والأحد :
    هو التوحيد الاحدي ، اي انه غيرمركب ( التركيب بجميع اقسامه ) وليس له اجزاء وابعاض بل هو بسيط

    من كل جهة وغيرمنقسم لا في وهم ولا في عقل ولا في وجود {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص : 1]

    واليهما اشار النص المعروف المشهور في بيان التوحيد الذي رواه الصدوق وغيره وهو :


    " .......وأماالوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له
    في الاشياء شبه، كذلك ربنا،وقول القائل:

    إنه عزوجل أحدي المعنى، يعنى به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولاوهم كذلك ربنا عزوجل. .." إهـ

    توحيد الصدوق باب معنى التوحيد الحديث الثالث .


    واما المتوحد : فهو بمعنى المتفرد والمنعزل ." .. و معنى الكلام أن العادة و العرف إطلاق متوحد على من قد كان

    له من يستأنس بقربه و يستوحش ببعده فانفرد عنه و البارئ سبحانه يطلق عليه أنه متوحد في الأزل و لا موجود

    سواه وإذا صدق سلب الموجودات كلها في الأزل صدق سلب ما يؤنس أو يوحش فتوحده سبحانه بخلاف توحد

    غيره ..." اهـ قاله صاحب الشرح الحديدي




    يتبع >>
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 06-11-2012, 09:07 PM. سبب آخر:

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

  • #2
    الجزء الثاني : ( اذ )

    معلوم ان " اذ " في اللغة العربية ظرف لما مضى من الزمان وبينها وبين " اذا " جهة اشتراك وهي الظرفية ، وتمتاز

    كلٌ منهما عن الاخرى بنوع الزمان فـ " اذ " للزمن الماضي و " اذا " للمستقبل هذا بشكل عام .

    واما في المقام اي في " اذ " الواردة في جملتنا ـــ متوحد اذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده ــ وكذلك في الجملة

    التي قبلها اعني ــ اذ لا منظور اليه من خلقه ــ فإن معناها يحتمل وجهين :

    الوجه الاول : ان تكون مستعملة في معناها المعهود وهو انها ظرف زمان .فيكون المعنى انه سبحانه متوحد في الوقت

    الذي لم يكن فيه اي شيء موجود غيره تعالى وطبيعي هذا الوقت هو الزمن الماضي كيف لا يكون كذلك ومن صفاته

    سبحانه انه ازلي . ؟!

    الوجه الثاني : ان تكون للتعليل ، فيكون معنى الجملة انه تعالى متوحد لانه ليس هناك موجود ( مستقل في وجوده )

    غيره فمن الطبيعي يكون متوحد اذ ( اي لانه ) لا سكن يستأنس به لانه .

    قال صاحب منهاج البراعة ج 1 ص 344 :

    و إذ في قوله : إذ لا منظور ، ظرف زمان كما في قوله :فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخَرَجَهُ الَّذينَ كَفَرُوا و في قوله : إذ لا سكن

    ، كذلك على ما نبّه عليه الشّارح المعتزلي ، و لكنّ الأظهر كونها تعليليّة على حدّ قوله : لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ

    ظَلَمْتُمْ .لاحتياج جعلها ظرفا إلى تكلّف كما لا يخفى. اهــ


    يتبع >

    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 07-11-2012, 08:42 PM. سبب آخر:

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      وقل ربي زدني علما


      جهد مبذول من جناب الاخ السيد الحسيني في مشاركته النافعة ...طبت سيدنا

      ولو سمحت لنا بأبداء تعليقات حول موضوع المشاركة

      اولا : ماهو السبب الذي جعلك تستظهر بأن اذ في المقام تعليلة ؟

      في الحديث نكتة جليلة وهي ان الانسان يستئنس بالموجودات التي حوله ويستوحش اذا اصبح وحيدا غريبا ولكن الله تعالى سواء خلق هذه الاشياء ام لم يخلقها فهو لايستئنس بوجودها ولايستوحس بفقدها وكيف به وهو خلق الاستئناس والوحشة

      وتجد امثال هذه المعاني كثيرة في خط نهج البلاعة لانه امير البلاغة يريد ان يقول بان الله لاتدركه عقولنا وحتى لا تتصوره مطلقا حيث لايعرف كنهه ...سبحانه اي رب نعبد واي امام نتبع
      ولولا بيان ائمة الهدى ماكنا نهتدي للتوحيد الحقيقي لا بفلاسفنا ولاعرفائنا

      تعليق


      • #4
        اهلا وسهلا بالاخ " انسان اسكت الطغيان " وشكرا لكم على تعليقكم وعلى الاضافة .

        اولا : ماهو السبب الذي جعلك تستظهر بأن اذ في المقام تعليلة ؟
        بالنسبة لي ذكرته كاحد وجهين ولم استظهره ، والذي استظهره هو صاحب منهاج البراعة وذكر وجه ذلك .

        ولولا بيان ائمة الهدى ماكنا نهتدي للتوحيد الحقيقي لا بفلاسفنا ولاعرفائنا
        كلام صحيح وتام على ظاهره ، ولكن اذا اريد الاستغناء عن المنهج الفلسفي والعرفاني ( كاداة من الادوات التي لها ادائها الوضيفي ) بالمطلق فاخالفكم الرأي .

        حياكم الله
        التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 08-11-2012, 10:35 PM. سبب آخر:

        ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
        { نهج البلاغة }

        تعليق


        • #5
          الجزء الثالث : ( لا سكن يستأنس به ..)

          تارة نصف شيئا من المخلوقات بانه متوحد ومنعزل كأنْ نقول: ( زيد متوحد ومعزول ومنفرد عن الناس ) وهذا

          معناه انه خلاف ما عليه الطبع البشري فان طبع الانسان وطبيعته تقتضي المعاشرة والمخالطة تاثرا او تاثيرا ، افادة او

          استفادة، نعم في هذا المورد غلب التطبع الطبع مع ان القاعدة خلاف ذلك فان الغلبة للطبع كما هو معروف . فهذا

          الشخص يمكن فيه المخالطة والاستيناس والسكون الى ابناء نوعه بل هو الاصل في الانسان لمكان انسه بغيره .

          فاصل الانسان الاستئناس من جهة وعدم التوحد من جهة اخرى .


          وتارة اخرى نصف الله تعالى بانه ( متوحد ) فهنا الامربالعكس تماما لِمَ ؟

          لانه تعالى حين يقال عنه متوحد فتوحده آبٍ عن انضمام الثاني وتوحده ووحدته كما قلنا ذلك آنفا ــ في شرح الجزء

          الاول ــ من خصائص ذاته تعالى وليست من جنس الوحدات المعروفة ، فان وحدته ليست عددية كما هو الحال مع

          اي وحدة ومع اي موصوف آخر بها ، بل وحدته حقة حقيقية ( واحد لا بتأويل عدد ) يستحيل معها فرض الثاني

          فهذه الوحدة وحدة خاصة به ومن صفاته تعالى وتقدس فلا ثاني حتى يستأنس به هذا من جهة ومن جهة اخرى

          فان الاستئناس من صفات المخلوقات العاقلة ذات المزاج وماكان من صفات خلقه وخصائصهم لا يتصف به

          تبارك تعالى .

          قال ابن ميثم البحراني ج 1 ص 87 في شرحه :

          " ..الاستيناس والاستيحاش متعلقين بميل الطبع الى الشيء ونفرته عنه وهما من توابع المزاج ولما كان الباري

          سبحانه منزها عن الجمسية والمزاج وجب ان يكون منزها على الاستئناس والتوحش فهو المنفرد بالوحدانية

          المطلقةلا بالقياس الى شيء يعقل ذلك المتفرد بالنسبة اليه . "اهــ
          التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 20-11-2012, 11:29 PM. سبب آخر:

          ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
          { نهج البلاغة }

          تعليق


          • #6
            الجزء الرابع : ( ولا يستوحش لفقده )

            لان الله تعالى كامل من جميع الجهات والاستيحاش يلازمه الحاجة والفقر الى ما يرفع الوحشة عنه والله تعالى غني مطلق وكمال محض بل وفوق ما لا يتناهى في الكمال بما لا يتناها ، فلا يتصورفي حقه الاستيحاش تعالى عن ذلك علوا كبيرا .

            وفي هذه الجملة احتمالات اربعة :

            1ـ انهااستئنافية .

            2ـ زائدةللتاكيد .

            3ـ انها حال .

            4ـ انها معطوفة .


            قال صاحب منهاج البراعة ص [ 344 ] مانصه :

            " ..و لا يستوحش لفقده جملةاستينافيّة كما ذكره القطب الراوندي ،

            و ايراد الشّارح المعتزلي عليه بأنّه كيف يكون مستأنفا و الهاء في فقده ترجع إلى المذكور ، فاسد جدّا .

            أمّا اوّلا فلأنّ وجود الضمير لاينافي الاستيناف كما لا ينافيه وجود الواو ، و هذا بعينه مثل قوله تعالى :

            ثُمَّ يُعيدُهُ بعد قوله : أَ وَلَمْ يَنْظُروا كَيْفَ يَبْدَءُ اللَّهُ الْخَلْقَ فانّهم ذكروا أنّه جملة مستأنفةنظرا إلى أنّ

            إعادة الخلق لم يقع بعد ، فيقرّروا برؤيتها .

            و أمّا ثانيا فلأنّه لو لم يكن كلاما مستأنفا لا بدّ و أن يجعل معطوفا ،

            إمّا على جملة الصّفة أعني قوله :يستأنس ، أو على الموصوف مع صفته ، و كلاهما غير ممكن ، كما هو

            واضح ، فقد تحقّق كون الجملة استينافيّة ،

            اللّهم إلاّ أن يقال إنّه عطف على جملة الصّفة ،

            و لازايدة ، كما في قوله تعالى : ما مَنَعَكَ أَنْ لا تَسْجُدَ .

            و احتمل العلامة المجلسي
            كونها حالا ، و الأوّل أظهر .اهــ


            والحمد لله رب العالمين
            التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 20-11-2012, 11:31 PM. سبب آخر:

            ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
            { نهج البلاغة }

            تعليق

            يعمل...
            X