بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين إلى قيام يوم الدين .
ان كل ما حصل ويحصل من جراء تلك البيعة التي وصفها عمر بن الخطاب بالبيعة الفلتة للملك التي جرى اختياره في السقيفة ومما حصل وكان اول نتاج تلك السقيف التي عقدة وما زال جثمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) الطاهر لم يوارى الثرى بعد من تعدي القوم على بيت النبوة والرسالة بيت فاطمة (عليها السلام) حيث جُمع هنالك الحطب ودخول القوم على الدار مما جعل حمل السيدة الزهراء ذاك السبط المسمى بالمحسن (عليه السلام) يسقط على اعتاب باب الدار حتى انهيت حياته قبل ان يرى نور الدنيا بعد .
الاختلاف في هل ولد ثم مات ام انه سقط .
ذهب بعض المؤرخين الى ان المحسن السبط قد ولد ثم مات بعد ذلك نذكر بعضا منهم :
الطبري في تاريخه 5 : 153 : قال : ويذكر أنّه كان لها _ فاطمة ـ منه ـ من علي ـ ابن آخر يسمى محسناً ، توفي صغيراً .
وذهب أيضاً البلاذري في أنساب الأشراف 1 : 402 : قال : ومحسّناً درج صغيراً وكذلك ذهب الى موته (عليه السلام) صغيرا ابن قتيبة في كتابه المعارف : 211 : قال : وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير .وغيرهم ممن ذهب الى هذا الرأي .
ولكن هذا الكلام لا يمكن القبول به باي وجه من الوجه التي اريد ان يوجه بها وذلك لا اسباب لا تسمح الفرصة لذكرها بل تراجع بها متب التحقيق بهذا المضمار .
وان الذين ذهبوا الى انه سقط حققوا القول فيه وبينوه بكل دلائله منهم :
أبو إسحاق إبراهيم النظام ، وهذا هو شيخ الجاحظ ، وهو من شيوخ المعتزلة ، قال : انّ عمر ضرب بطن فاطمة ( عليها السلام ) يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ، وكان يصيح : أحرقوها بمن فيها ، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين . هذا على ما نقل عنه في الملل والنحل 1 : 77 .
النسابة محمد بن أسعد بن علي الحسيني الجواني :ذكر المحسّن في الشجرة المحمدية والنسبة الهاشمية (1) وقال : أسقط ، وقيل : درج صغيراً ، والصحيح أنّ فاطمة ( رضي الله عنها ) أسقطت جنيناً .
كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي : قال في مطالب السؤول : 62 ، الفصل 11: عند ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : اعلم أيّدك الله بروح منه ، إنّ أقوال الناس اختلفت في عدد أولاده ( عليه السلام ) ذكوراً وإناثاً ، فمنهم من أكثر فعدّ فيهم السقط ، ولم يسقط ذكر نسبه ، ومنهم من أسقطه ولم ير أن يحتسب في العدة ، فجاء قول كل واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك وبحسبه ـ ثم نقل عن صفة الصفوة وغيرها ذكرهم إلى أن قال : ـ وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك ، وذكروا فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين ( عليهما السلام ) وكان سقطاً .
الحافظ جمال الدين المزي : قال في كتابه تهذيب الكمال 20 : 479 : كان لعلي من الولد الذكور ... والذين لم يعقبوا محسن درج سقطاً ...
وقال فيه ابن طاوس
يا ( محسن السقط ) في الدنيا ونرثيه * أنت ( المحسَّن ) في الأخرى نرجّيه
حدّث فديتك مظلوماً أفدّيه * سِفر الشهادة بدءاً أنت ترويه
ياثالثاً شرف الأسباط سابقها * سبق الشهادة جلّى في معاليه
يا أولاً لضحايا العُنف أسّسه * حكمُ الأولى لم تزل تترى تواليه
يا منية العمر عند الأم ترقبه * كيما تهدهده مهداً تناغيه
فصرت أول مظلوم قضيت وقد * نلت الشهادة حملاً شُلّ جانيه
حدث فديتك بعض النثّ تبديه * ليكشف الزيف ما التاريخ يطويه
هذا أول السقطين واما محسن السقط ابن الامام الحسين (عليه السلام) فقد شابه عمه السبط محسن (عليه السلام) بمحنته, بان من ارتكب الجريمة الاولى هو نفس ذاك الذي ارتكب الجريمة الثانية وان اختلفت الاشخاص لكن المؤثر واحد وهو نتاج تلك السقيفة المشؤمة حيث عقدة وللمرة الثانية مجلسها في الشام لاختيار يزيد بن معاوية بعد ابيه ملك مما ادى ذلك الاختيار الطائش الى اعلان الحرب على بيت الرسالة وحاصل تلك الحرب قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) في طف نينوى وقتل رجاله وسبي عياله من كربلاء الى الكوفة ثم الى الشام بتك الطرق الوعيرة مسلطين على الارامل والايتام سوط اللؤم والجريمة مما ادى ذلك الى اسقاط محسن الحسين بن علي (عليهما السلام) ليكون ثاني سقط لم يرى نور الدنيا يحمل اسم المحسن السقط حيث وارى الامام السجاد (عليه السلام) في محل مدفنه الان على ما ينقله المؤرخين :
فذكر المؤرخون كالطبري وابن الاثير وقال الغزي في نهر الذهب في تاريخ حلب : وفي سنة 61 هـ قتل الحسين بن علي ( رضي الله عنهما ) بكربلاء ، واحتز رأسه الشريف شمر بن ذي الجوشن ، وسار به وبمن معه من آل الحسين إلى يزيد بدمشق ، فمر بطريقه على حلب ، ونزل عند الجبل غربي حلب ، ووضعه على صخرة من صخراته ، فقطرت منه قطرة دم ، عمّر على أثرها مشهد عُرف بمشهد النقطة.
و قال ياقوت الحموي في معجم البلدان : جبل في غربي حلب ( في سفحه مقابر ومشاهد للشيعة ... ) ، ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدن ، ويقال : أنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي ( رضي الله عنه ) ونساؤه ، وكانت زوجة الحسين حاملاً ، فأسقطت هناك ، فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزاً وماء فشتموها ومنعوها فدعت عليهم ، فمن الآن من عمل فيه لا يربح ، وفي قبلي الجبل مشهد يعرف بمشهد السقط ، ويسمى بمشهد الدكة ، والسقط يسمى بمحسن بن الحسين ( رضي الله عنه ).
وقال الشيخ حرز الدين (رض ) في كتابه مراقد المعارف المشهور أنّ صاحب المشهد هو ابن الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن عليّ بن أبي طالب، مرقده في جبل جَوشَن في حلب غرباً في سوريا، ويُعرَف بـ « مشهد السِّقْط ». ذكر المؤرّخون أنّ المشهد شيّده الأمير أبو الحسن عليّ سيف الدولة الحمداني سنة 351هـ .