إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(أولاد المشركين يلحقون بآبائهم في النار) كيف نوفق بينه وبين القول بالعدل الالهي؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (أولاد المشركين يلحقون بآبائهم في النار) كيف نوفق بينه وبين القول بالعدل الالهي؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من المتفق عليه عند الامامية مسالة العدل الالهي بل عُد من اصول المذهب لكن قد يرد على قولنا بالعدل ان هناك بعض الروايات المنقولة عن اهل البيت (عليهم السلام) تخالف ذلك فعن الكليني : وفي حديث آخر : أما أطفال المؤمنين يلحقون بآبائهم ، وأولاد المشركين يلحقون بآبائهم وهو قول الله تبارك وتعالى : ( بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) .
    والرواية صريحة في الحاق اطفال المشركين بابائهم في النار وهذا ظلم واضح والعياذ بالله؟
    وقد ناقش المحدث الكبير الحر العاملي (قدة) هذه الرواية بما نصه:
    هذا محمول على التقية لموافقته لمذهب العامة المنكرين للعدل ولرواياتهم الكثيرة وأدلة العدل بأسرها منافية له ويحتمل الحمل على ما بعد التكليف وتحقق الطاعة والمعصية لما يأتي ويحتمل التفضل على أطفال المؤمنين أو بعضهم ، فأما تعذيب أطفال الكفار بغير استحقاق فهو ظلم ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .انتهى كلام الحر العاملي.
    اقول قد ذكر (قده) قبل هذا الكلام الروايات المبينة لحال الاطفال والمجانين ونحوهم يوم القيامة وان الله يخلق نارا ويعرضهم عليها ويامرهم بدخولها فمن امن منهم يدخل ومن كفر يرفض وهذا هو تكليفهم ومن هذه الروايات:
    محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ع قال : سألته هل سئل رسول الله ( ص ) عن الأطفال ؟ فقال : قد سئل فقال : الله أعلم بما كانواعاملين ، ثم قال : يا زرارة هل تدري قوله : الله أعلم بما كانوا عاملين قلت : لا ، قال : لله فيهم المشية ، أنه إذا كان يوم القيامة جمع الله الأطفال والذي مات من الناس في الفترة والشيخ الكبير الذي أدرك النبي ( ص ) وهو لا يعقل والأصم والأبكم الذي لا يعقل والمجنون والأبله الذي لا يعقل وكل واحد منهم يحتج على الله فيبعث الله إليهم ملكا من الملائكة ، فيؤجج لهم نارا ثم يبعث الله إليهم ملكا ، فيقول لهم : إن ربكم يأمركم أن تثبوا فيها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما وادخل الجنة ، ومن تخلف عنها دخل النار .
    ورواه الصدوق في معاني الأخبار ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد ، مثله .
    2 - وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبد الله ع أنه سئل عمن مات في الفترة ، وعمن لم يبلغ الحنث وعن المعتوه ؟ فقال : يحتج عليهم يرفع لهم نارا ، فيقال لهم : أدخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن أبي قال تبارك وتعالى: ها أنتم قد أمرتكم فعصيتموني .
    3 - وبهذا الإسناد ، قال : ثلاثة يحتج عليهم ، الأبكم والطفل ومن مات في الفترة فيرفع لهم نارا ، فيقال لهم : ادخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن أبي قال تبارك وتعالى : هذا قد أمرتكم فعصيتموني .
    4 - وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، قال قلت لأبي عبد الله ع : ما تقول في الأطفال الذين ماتوا قبل أن يبلغوا ؟ فقال : سئل عنهم رسول الله ( ص ) فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين ، ثم أقبل علي فقال : يا زرارة : هل تدري ما عنى بذلك رسول الله ( ص ) ؟ قال : قلت : لا ، فقال : إنما عنى ، كفوا عنهم ولا تقولوا فيهم شيئا وردوا علمهم إلى الله .
    أقول : لعل المراد لا تجزموا بأنهم يطيعون وقت ذلك التكليف ، فيدخلون الجنة أو يعصون ، فيدخلون النار .
    5 - وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن ابن بكير ، عن أبي عبد الله ع في قول الله عز وجل : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) قال : فقال : قصرت الأبناء عن عمل الآباء ، فألحقوا الأبناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم .
    أقول : هذا يحتمل كونه بعد تكليفهم وطاعتهم ، ويحتمل كونه تفضلا من الله عليهم أو على بعضهم ويحتمل التقية ، والأول أقرب للحكم لهم بالإيمان .
    6 - وعنهم ، عن سهل ، عن غير واحد ، رفعوه أنه سئل عن الأطفال ؟ فقال : إذا كان يوم القيامة ، جمعهم الله وأجج لهم نارا وأمرهم أن يطرحوا أنفسهم فيها ،فمن كان في علم الله عز وجل أنه سعيد ، رمى بنفسه فيها وكانت عليه بردا وسلاما ،ومن كان في علمه أنه شقي ، امتنع فيأمر الله بهم إلى النار ، فيقولون : ربنا تأمرنا إلى النار ولم يجر علينا القلم ، فيقول الجبار : قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعوا وكيف ولو أرسلت رسلي بالغيب إليكم .انتهى كلام الحر العاملي. ( 1 )
    اقول ويحتمل عدم منافاة الرواية التي هي محل الاشكال مع ما تقدم من الروايات فيمكن الجمع بينها بتقريب:ان معنى الرواية المشكلة وكذا الخامسة ان ايمان الاباء يكون عاملا مساعدا لتوفيق الله سبحانه للابناء في اختيارهم دخول النار عند تكليفهم بدخولها وكفر الاباء يكون عاملا مساعدا في خذلان الله سبحانه للابناء وعدم توفيقهم فلا يختارون دخول النار ومنه يتضح نعنى الاية الكريمة ( بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) .
    انتظر راي اخوتي الطلبة في بيان صحة او خطا قولي .والحمد لله رب العالمين
    ( 1 ) الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1ص278


  • #2
    اهلا وسهلا بالشيخ الربيعي حفظه الله .
    قبل ان اعلق بشيء فهمت من مجموع ما تقدم ان المشكل يكمن في روايتين هما :

    وفي حديث آخر : أما أطفال المؤمنين يلحقون بآبائهم ، وأولاد المشركين يلحقون بآبائهم وهو قول الله تبارك وتعالى : ( بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) .

    2ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن ابن بكير ، عن أبي عبد الله ع في قول الله عز وجل : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) قال : فقال : قصرت الأبناء عن عمل الآباء ، فألحقوا الأبناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم .

    فهل هذا صحيح ؟ حتى اتكلم في المشاركة اللاحقة عن المسألة بشكل عام وابيّن الخلاف بين المتكلمين والمحدثين من علمائنا ثم اعطف الكلام بعدها على هتين الروايتين ان شاء الله تعالى .

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

    تعليق


    • #3
      نعم جناب السيد الاجل وان كانت الرواية الثانية يمكن حملها على التفضل بادخال اولاد المؤمنين للجنة بخلاف الرواية الاولى فهي تتكلم صراحة عن اولاد الكفار

      تعليق


      • #4
        كما قلتُ تعليقي في نقطتين :

        النقطة الاولى : في الخلاف بيننا وبين المخالفين من جهة ، وبين المتكلمين من اصحابنا وبين المحدثين من جهة اخرى .



        قال العلامة المجلسي : في مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 11، ص: 208 وما بعدها :


        " ثم اعلم أن إطلاق الصبيان يشمل صبيان الكفار أيضا، و لا ريب في أن أطفال المؤمنين ملحقة بآبائهم في الجنة،

        و أما أولاد الكفار فاختلف فيهم علماؤنا و المخالفون .

        قال النووي في شرح صحيح مسلم: اختلف العلماء فيمن مات من أولاد المشركين :

        فمنهم من يقول: هم تبع لآبائهم في النار،

        و منهم من يتوقف فيهم،

        و الثالث و هو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة،

        و قال البغوي في شرح السنة: أطفال المشركين لا يحكم لهم بجنة و لا نار، بل أمرهم موكول إلى علم الله فيهم، كما أفتى به الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و

        جملة الأمر أن مرجع العباد في المعاد إلى ما سيق لهم في علم الله من السعادة و الشقاوة.


        و قيل: حكم أطفال المؤمنين و المشركين حكم آبائهم و هو المراد بقوله :

        الله أعلم بما كانوا عاملين، يدل عليه ما روي مفسرا عن عائشة أنها قالت : قلت :

        يا رسول الله ذراري المؤمنين؟ قال: من آبائهم، فقلت: يا رسول الله بلا عمل؟ قال:

        الله أعلم بما كانوا عاملين،

        قلت: فذراري المشركين؟ قال: من آبائهم، قلت: بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين،

        و قال معمر عن قتادة عن الحسن أن سلمان قال: أولاد المشركين خدم أهل الجنة، قال الحسن: أ تعجبون أكرمهم الله و أكرمهم
        به، و انتهى.


        و ذهب المتكلمون منا إلى أن أطفال الكفار لا يدخلون النار فهم :

        إما يدخلون الجنة

        أو يسكنون الأعراف

        و ذهب أكثر المحدثين منا إلى ما دلت عليه الأخبار الصحيحة من تكليفهم في القيامة بدخول النار المؤججة لهم .

        قال المحقق الطوسي قدس سره في التجريد : و تعذيب غير المكلف قبيح و كلام نوح عليه السلام مجاز، و الخدمة ليست عقوبة له، و التبعية في بعض الأحكام جائزة.

        و قال العلامة الحلي نور الله ضريحه في شرحه : ذهب بعض الحشوية إلى أن الله تعالى يعذب أطفال المشركين، و يلزم الأشاعرة تجويزه و العدلية كافة على منعه،

        و الدليل عليه أنه قبيح عقلا فلا يصدر منه تعالى.

        احتجوا بوجوه :

        " الأول" قول نوح عليه السلام" وَ لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً" و الجواب أنه مجاز، و التقدير إنهم يصيرون كذلك لا بآجال طفوليتهم،

        الثاني:
        قالوا إنا نستخدمه لأجل كفر أبيه فقد فعلنا فيه ألما و عقوبة، فلا يكون قبيحا، و الجواب أن الخدمة ليست عقوبة للطفل و ليس كل ألم عقوبة فإن الفصد و

        الحجامة ألمان، و ليسا عقوبة، نعم استخدامه عقوبة لأبيه و امتحان له يعوض عليه كما يعوض على أمراضه،

        الثالث: قالوا إن حكم الطفل يتبع حكم أبيه في الدفن و منع التوارث و الصلاة عليه و منع التزويج، و الجواب أن المنكر عقابه لأجل جرم أبيه، و ليس بمنكر أن يتبع

        حكم أبيه في بعض الأشياء إذا لم يجعل له بها ألم و عقوبة، و لا ألم له في منعه من الدفن و التوارث و ترك الصلاة عليه.

        و أقول : رأيت في بعض كتب أصحابنا في تفسير قوله تعالى:" يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ" روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : الولدان أولاد أهل

        الدنيا
        لم يكن لهم حسنات فيثابون عليها، و لا سيئات فيعاقبون عليها، فأنزلوا هذه المنزلة، و عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه سئل عن أطفال المشركين؟

        فقال : خدم أهل الجنة على صورة الولدان، خلقوا لخدمة أهل الجنة.

        و روى الصدوق رضي الله عنه في كتاب الخصال بسند صحيح أو قريب منه عن أبي جعفر عليه السلام قال:

        إذا كان يوم القيامة احتج الله عز و جل على خمسة :

        على الطفل
        و الذي مات بين النبيين،

        و الذي أدرك النبي و هو لا يعقل،

        و الأصم

        و الأبكم

        فكل واحد منهم يحتج على الله عز و جل،

        قال: فيبعث الله إليهم رسولا فيؤجج لهم نارا فيقول لهم : ربكم يأمركم أن تثبوا فيها، فمن وثب فيها كانت عليه بردا و سلاما، و من عصى سيق إلى النار.

        ثم قال الصدوق (ره): إن قوما من أصحاب الكلام ينكرون ذلك و يقولون أنه لا يجوز أن يكون في دار الجزاء التكليف، و دار الجزاء للمؤمنين إنما هي الجنة و دار

        الجزاء للكافرين إنما هي النار، و إنما يكون هذا التكليف من الله عز و جل في غير الجنة و النار، فلا يكون كلفهم في دار الجزاء، ثم يصيرهم إلى الدار التي يستحقونها
        بطاعتهم أو معصيتهم فلا وجه لإنكار ذلك، و لا قوة إلا بالله.

        و أقول: قد ورد في بعض الأخبار أنهم مع آبائهم في النار، و كأنها محمولة على التقية، و في بعض الأخبار أن معنى قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الله

        أعلم بما كانوا عاملين أن كفوا عنهم و لا تقولوا فيهم شيئا، و ردوا علمهم إلى الله، و هذا أحسن الأمور في هذا الباب، و يكفينا القول بأن الله تعالى لا يظلمهم و لا

        يجور عليهم و لا يدخلهم النار بغير حجة، و ستأتي الأخبار في كتاب الجنائز و سنتكلم فيه هناك أيضا إنشاء الله تعالى. و قد بسطنا القول في ذلك في كتابنا الكبير في

        أبواب العدل.

        انتهى كلام العلامة المجلسي طيب الله ضريحه .ومقصوده من الكتاب الكبير هو " بحار الانوار "


        يتبع بالنقطة الثانية باذنه تعالى .

        ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
        { نهج البلاغة }

        تعليق


        • #5
          احسنتم سيدي وقرة عيني (السيد الحسيني) واجدتم وانا بانتظار النقطة الثانية في تعليقكم لكن احببت منكم ومن اخوتي واساتذتي الطلبة ابداء رايهم في الجمع بين الروايات الذي قدمته وطلبت التعليق عليه وهذا ما انتظره في النقطة الثانية
          وخصوصا اذا لاحظنا قول الحر العاملي في الفصول المهمة :محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ،عن الوشاء ، عن أبان ، عن ابن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله : إن ولد الزنا يستعمل ،إن عمل خيرا جزي به وإن عمل شرا جزي به .
          أقول : هذا وأمثاله ، هو الموافق لقواعد العدل وقد تقدم بعض أدلته .والقول بأن ولد الزنا كافر وإن أظهر الإسلام ، ليس له دليل يعتد به وأكثرالإمامية على خلافه ووجه ما مر مما يوهم ذلك ، أن خبث أصله ، سبب لميله إلى فعل المعاصي غالبا باختياره ولا يخفى أن تلك الأسباب لا تنتهي إلى حد الجبر والالجاء قطعا ، للأدلة القطعية العقلية والنقلية على امتناع الظلم على الله ، ومثله ما مر هنا في غير ولد الزنا مما لا يدخل سببه تحت الاختيار .
          ويظهر من بعض الروايات وجه آخر ، وهو أن من علم الله منه أنه يختار الشر والكفر ويفعل المعاصي باختياره خلقه من طينة خبيثة وسهل له الشر وصعب عليه فعل الخير بحيث لا ينافي إمكان الطاعة ولا يستلزم الجبر .
          وظاهر أن أكثر الأنواع المذكورة سابقا بل كلها ، يوجد في أفرادها من يعمل الطاعات على أحسن وجه ويترك المعاصي كلها أو أكثرها وأهل البلاد المذكورة سابقا كذلك ، على أن الأخبار ، يمكن تخصيصها بذلك الوقت ولا تصريح فيها بأن هذا الحكم ثابت لأهل تلك البلاد إلى يوم القيامة ( المعاد - خ ل ) وما تضمن من أن أهل العيوب السابقة لا يدخلون الجنة ، يمكن أن يكون المراد به ، أنهم لا يدخلون الجنة إلا بعد زوال تلك العيوب وهذا التوجيه قد ورد في بعض الأخبار ، والله تعالى أعلم .

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            ان هذا الحوار من بين اجمل الحوارات العقائديه الكلاميه الفلسفيه الرائعه و انا اتقدم بالشكر لجميع الاساتذه والطلبه على هذا الابداع و وفقكم الله للخير والرشاد
            انا لدي وجهة نظر بسيطه ومتواضعه وهي كلاتي
            ان المتكلمين لهم افكار عقلائيه مبرهنه وهي على صواب اما المتحدثين فربما يقعون في العديد من الاخطاء ويقعون في مطبات كثيره.
            وكما ذكر السيد الحسيني الحديث عن الامام الصادق وكيف برهن الحديث وذكر البراهين العقليه و النقليه و بناء على ذلك فان نفي الظلم عن الله متفق عليه عند المتكلمين و ذكرت بعض الادله عند المحدثين و عن الرسول والائمه وعند الفريقين
            فهو اتفاق كلامي حديثي
            والافضل هو كما قال الرسول صلى الله عليه واله فالله اعلم بامرهم
            ونحن بانتظار النقطه الثانيه

            تعليق


            • #7
              النقطة الثانية :

              مقدمة : اود ان اذكر انني لما كنت ابحث في هذه المسالة لبحث كنت اريد طرحه على برنامج ( البالتاك ) وواجهت هذه الرواية حاولت تتبع جميع الروايات قدر الامكان فتوصلت الى نتائج كثيرة من جملتها هو المحمل الثاني الذي نقلتموه عن الحر اعلاه مع اضافة قرينة كانت هي السبب في بروز الاحتمال في ذهني وهو قول الحر رضوان الله عليه :
              ويحتمل الحمل على ما بعد التكليف وتحقق الطاعة والمعصية لما يأتي
              والقرينة داخلية وهي : ان الرواية لم تعبر عن ابناء المشركين بـــ " اطفال " بل قالت " اولاد المشركين " وبخلاف ذلك مع المؤمنين حيث قالت " اطفال "

              وهناك وجوه للجمع وهي كثيرة جدا منها للشيخ الصدوق ومنها للعلامة المجلسي في بحاره لو وجدت المناسبة ساورد بعضها .

              اما قولكم في الجمع :

              اقول ويحتمل عدم منافاة الرواية التي هي محل الاشكال مع ما تقدم من الروايات فيمكن الجمع بينها بتقريب:ان معنى الرواية المشكلة وكذا الخامسة ان ايمان الاباء يكون عاملا مساعدا لتوفيق الله سبحانه للابناء في اختيارهم دخول النار عند تكليفهم بدخولها وكفر الاباء يكون عاملا مساعدا في خذلان الله سبحانه للابناء وعدم توفيقهم فلا يختارون دخول النار ومنه يتضح نعنى الاية الكريمة ( بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) .
              التفاتة موفقة ، ولكن : الا يمكن ان يقال ان الاشكال سيعود مجددا ؟ فيمكن ان يكون لسان حال اولئك الاطفال : فما ذنبنا ليكون كفر آبائنا عاملا مساعدا لعدم دخولنا النار تكليفا ودخولنا لها عقابا ــ سواء اكان ذلك العامل سببا او شرطا او لنفي مانع ــ ؟

              * فائدة عنّ لي ذكرها :

              وجدتُ ان الروايات الواردة في الموضوع على اقسام ابرزها اربعة :
              القسم الاول : الكف عنهم وايكال علمهم الى الله تعالى .
              القسم الثاني : انهم يجعلون خدم لإهل الجنة .
              القسم الثالث : يلحقون بآبائهم . ( قلتُ ـ خادمكم ـ بعد تتبعي البسيط وجدتُ ان الصحيح من هذا القسم ليس صريح والصريح غير صحيح ، وله اوجه كثيرة من الجمع انصح بمراجعة كتاب العدل من البحار فهو جدا جدا مهم في المقام وقد استفدت منه كثيرا )
              القسم الرابع : وهو ما عليه المحدثون كما قلنا بل هو الرأي التحقيقي : وهو انهم يؤجج لهم نار ويرسل لهم رسول يامرهم بالوثوب فيها .
              اشكال كلامي مقدر :
              كيف يكلفون في الاخرة والحال ان لا جزاء هناك ؟
              قلتُ : اجاب عن هذا الشيخ الصدوق بما حاصله : ان هذا يحصل خارج الجنة والنار ، وعدم التكليف انما هو فيهما .

              ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
              { نهج البلاغة }

              تعليق


              • #8
                ما افاده الشيخ الصدوق في الجمع :

                قال الصدوق رحمه الله - بعد إيراد تلك الاخبار -: هذه الاخبار متفقة وليست بمختلفة، وأطفال المشركين والكفار مع آبائهم في النار لا تصيبهم من حرها لتكون الحجة أوكد عليهم متى امروا يوم القيامة بدخول نار تؤجج لهم مع ضمان السلامة متى لم يثقوا به ولم يصدقوا وعده في شئ قد شاهدوا مثله. أقول: جمع الصدوق بينهما بحمل ما دل على
                إطلاق دخولهم النار على نار البرزخ، وقال: لا يصييهم حرها حينئذ، ورأى أن فائدة ذلك توكيد الحجة عليهم في التكليف بدخول نار تؤجج لهم في القيامة. بحار الأنوار / جزء 5 / صفحة [ 295 ]

                ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                { نهج البلاغة }

                تعليق


                • #9
                  ما افاده العلامة المجلسي في الجمع :
                  حيث قال بعد نقل عبارة الشيخ الصدوق ما نصه :
                  ويمكن أن يقال: لعل الله تعالى يعلم أن كل أولاد الكفار الذين يموتون قبل الحلم لا يدخلون النار يوم القيامة بعد التكليف، فلذا قال: الله أعلم بما كانوا عاملين أي في القيامة بعد التكليف، ولذا جعلهم من أولادهم، ويمكن أيضا أن يحمل قوله عليه السلام: كفار على أنه يجري عليهم في الدنيا أحكام الكفار بالتبعية في النجاسة وعدم التغسيل، والتكفين، والصلاة، والتوارث، وغير ذلك ; ويخص دخولهم النار ودخولهم مداخل آبائهم بمن لم يدخل منهم نار التكليف، والاظهر حملها على التقية لموافقتها لروايات المخالفين وأقوال أكثرهم، قال النووي في شرح صحيح المسلم: اختلف العلماء فيمن مات من أطفال المشركين فمنهم من يقول: هم تبع لآبائهم في النار، ومنهم من يتوقف فيهم،
                  والثالث - وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون - أنهم من أهل الجنة .
                  واستدلوا بأشياء:
                  منها حديث إبراهيم الخليل حين رآه النبي صلى الله عليه وآله وحوله أولاد الناس ; قالوا: يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ قال: وأولاد المشركين. رواه البخاري في صحيحه.
                  ومنها قوله تعالى: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " ولا يتوجه على المولود التكليف حتى يبلغ فيلزم الحجة انتهى. وروى الحسين بن مسعود البغوي في شرح السنة بإسناده عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن أطفال المشركين،
                  قال: الله أعلم بما كانوا فاعلين. وقال: هذا حديث متفق على صحته. وروي بإسناد آخر عن صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من يولد يولد على الفطرة، وأبواه يهودانه وينصرانه، كما تنتجون البهيمة، هل تجدون فيها
                  جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها ؟ قالوا: يارسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير ؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين. ثم قال: هذا حديث متفق على صحته. ثم قال في شرح الخبر: قلت: أطفال المشركين لا يحكم لهم بجنة ولا نار، بل أمرهم موكول إلى علم الله
                  فيهم، كما أفتى به الرسول صلى الله عليه وآله، وجملة الامر أن مرجع العباد في المعاد إلى ما سبق لهم في علم الله من السعادة والشقاوة. وقيل: حكم أطفال المؤمنين والمشركين حكم آبائهم وهو المراد بقوله: الله أعلم بما كانوا عاملين، يدل عليه ما
                  روي مفسرا عن عايشة أنها قالت: قلت يارسول الله ذراري المؤمنين ؟ قال: من آبائهم، فقلت: يا رسول الله بلا عمل ؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين، قلت: فذراري المشركين ؟ قال: من آبائهم، قلت: بلا عمل ؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين. وقال معمر، عن قتادة، عن الحسن: إن سلمان قال: أولاد المشركين خدم أهل الجنة، قال الحسن: أتعجبون ؟ أكرمهم الله وأكرمهم به. انتهى

                  بحار الأنوار / جزء 5 / صفحة [ 295 ]

                  ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                  { نهج البلاغة }

                  تعليق

                  يعمل...
                  X