إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شهادة ولدي مسلم وقساوة الحارث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهادة ولدي مسلم وقساوة الحارث

    بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

    الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين .

    التاريخ دائما ما يسجل لنا من الوقائع التي تمر عبر العصور ونحن نلاحظ من خلاله هذه الوقائع تارة تكون ذات طابع يوحي بالبشارة والسرور وتارة اخرى يوحي ويروي لنا مأساة واوجاع, ونلاحظ ايضاً هذه الوقائع بما بها من صفة السرور او الالم هل هي متزامنة بزمان ومكان أو انها تستحيا وتستذكر على مدى الايام والدهور ولعل بعض الوقائع تأخذ صداُ مهما يحاول كتاب التأريخ تمزيقها وطمس معالمها فهي تحيا وتتشعب قضيتها بل تكون عنوان لكثير من البشر والحركات و بناء النفس والمجتمع أو حتى لعلها تكون مستندا وركنا اساسيا لقيام دولة وبناء كيان امة مبتناتاً على نهج تلك الوقعة التي لعل وقوعها سبق تاريخ الاخذ بمضمونها سنين ودهور طوال, ونحن اذ نلاحظ ان التاريخ كثيراً ما كتب لنا في قضية شهادة الحسين بن علي (عليه السلام) وما جرى على عياله واطفاله من السبي والتشريد فمنهم من قتل حال السبي او مات وهو في طريق السب بغصته وألمه من فراق لأهلة واحبته أو مرض الم به أو قد حالفه الحض بالهروب من معسكر كربلاء هائما بين سهول وتلال الطف انا ذاك معتقدا النجاة من الغي والحقد الذي يحمله أهل الكوفة على آل بيت الرسالة (عليهم السلام) ونرى التأريخ قد روى لنا وان كانت هنالك أيادي وضعتها سلاطين الامة وحكام عروشها على ان تعمل على طمس تلكم الحقيقة الواضحة البنان ولكن شاء الله ان يحيها بقلوبي محبي أهل بيت العصمة والرسالة (عليهم السلام), فكتب لنا التأريخ قصة طفلين صغيرين لم يبلغا الحلم بعد هربا من بطش جيش بني امية وهما عبد الله ومحمد ولدي مسلم بن عقيل (عليهم السلام) عبد الله وأمه رقية بنت امير المؤمنين (عليه السلام) اي ان الحسين (عليه السلام) خاله ومحمد وامه ام ولد, عند ما هربا وهما لم يعرفا شيئاً عن كربلاء وصحاريها لكنهما همى أحدهما يواسي الاخر يمني له بالنحاة لكنهما لا يعلمان ما ينتظرهما من مصير القتل بيد الطغاة من عبيد بني أمية وعبيد المال فخرجا وهم متوجهين الى طريق لم يعرفاه حتى أخذ بهما جيش ابن زياد (لعنه الله) فامر ابن زياد(عليه اللعنة) بسجنهما والتضيق عليهما بكل شيء من المطعم والمشرب حتى طال بهما الزمن الى قرابة سنة وهما بذلك السجن ولم يعرف السجان عن خبرهما ومن هما حتى اذا جاء يوم من الايام اتفق فيه الصغيران على ان يبيحا سرهما الى السجان عسى ان يشفق عليهما ويساعدهما فلما جاء السجان ليطعمهما من رديء ما يعطيهما قالا له يا شيخ هل أتعرف محمداً ؟ قال: فكيف لا أعرف محمداً وهو نبيي ؟! قال الغُلام: أتعرف جعفر بن أبي طالب ؟ قال: وكيف لا أعرف جعفراً وقد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء ؟! قال: أتعرف علي بن أبي طالب؟ قال: وكيف لا أعرف علياً وهو أبن عم نبيي وأخو نبيي ؟! قال له: يا شيخ فنحن من عترة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله) ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب هربنا من المعسكر ثم جيء بنا الى السجن فأخذ السجان يقبلهما ويتعذر لهما على ما بدر منه بحقهما وجاء لهما بفاخر الطعام والشراب وقال لهما اني سأخرجكما من السجن اذا جن الليل واسلكا الطريق الامن فاذا جن عليكما الليل سيرا واذا طلع عليكما النهار اختبيا حتى لا يعثر عليكما جيش عبيد الله بن زياد (عليه اللعنة) فخرجا حتى انتهي بهما الطريق على باب دار كانت واقفة عليها امرأة تنتظر زوجها الذي لم يعد للبيت بعد فقالا لها اننا غريبان لا نعرف الطريق وهذا اليل قد جن علينا فسألتهما عن قصتيهما فقالا لها نحن ولدي مسلم بن عقيل هربنا من سجن عبيد الله بن زياد(لعنه الله) فأدخلتهما الى الدار وقدمت لهما الطعام والشراب وهويا الى الفرش ليستريحا من تعب الطريق فاذا باحدهما يستيقظ في منتصف اليل مذهولا مرعوباً فأخذ يقص على اخيه الذي استيقظ هو ايضا لبكاء اخيه فقال له ما بالك تبكي فال له اني رأيت رؤيا قال له اخاه رأيت خيرا ان شاء الله قال: بينما أنا نائم وإذا بأبي مسلم بن عقيل واقف عندي وإذا بالنبي وعلي والحسن والحسين وقوف، وهم يقولون لأبي: مالَكَ تركت أولادك بين كلاب الملاعين ؟ فقال لهم أبي: وهاهُم بأثري قادمين و بما هما على هذا الشأن اذا بزوج تلك المرأة يسمع صوته من الغرف وهو يحدث اخيه وقد كان ذلك الزوج هو الحارث
    (لعنه الله) فدخل عليهما وقال لهما من انتما فقالا ان قلنا لك من نكون فهل لنا الامان فأعطاهما الامان وجعلا عهد الله عليه ان لا يخبر بخبرهما احد فعاهدهما على ذلك فقالا له نحن ولدي مسلم بن عقيل فقال لهما ويحكما انا لم اترك مكان إلا بحثت فيه عنكما وانتما في بيتي فجرهما وزوجته تصرخ خلفه ويحك ماذا تقول لله ورسوله غدا فما كان جوابه الا ان رجع وركلها برمحه واخذهما الى الشاطئ فأمر غلامه بان بأخذهما ويقتلهما ويأتي له برأسيهما لأخذهما الى عبيد الله بن زياد(لعنه الله) لينال الجائزة التي خصصها بن زياد (لعنه الله) لمن يأتي بهما حيين أو ميتين فاخذهما الغلام لينفذ امر سيده فقال له احدهما يا غلام ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لهما ومن اين تعرفاه فقال له نحن ولدي مسلم بن عقيل خالنا الحسين (عليه السلام) وجدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقصا عليه قصتيهما فلما عرف امرهما رقّ الغلام لهما واعتذر منهما ورمى السيف وألقى نفسه في الفرات وعبر الى الجانب الآخر فصاح به مولاه : عصيتني ؟ فأجابه : أنا في طاعتك ما دمت لا تعصي الله فاذا عصيت الله فأنا بريء منك.
    فلم يتّعظ الرجل ولا رقّت لهما بل دعا ابنه وقال له : إنما أجمع الدنيا حلالها وحرامها لك ، والدنيا محرص عليها فاضرب عنقي الغلامين لأحضى برأسيهما عند ابن زياد ، ولما وقف عليهما الولد قالا له : يا شاب أما تخاف على شبابك من نار جهنم ونحن عترة رسول الله محمد . فرقّ الولد لهما وفعل مثل العبد.
    فقال الحارث(لعنه الله): لا يَلي قتلكُمَا أحداً غيري وأخذ السيف ومشى أمامهما، وهو يسحبهما بالحبال، فلمَّا وصَلَ إلى شاطئ الفرات سَلَّ السيف من جفنه، فلمَّا نظر الغُلامان إلى السيف مسلول اغرورقت أعينهما وقالا له: يا شيخ انطلق بنا إلى السوق واستمتع بِأثماننا، وحتى لا يكون محمد خصمك يوم القيامة، فقال: لا ولكن أقتلكما وأذهب برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة الألفين، فقالا له: يا شيخ أما تحفظ قرابتنا من رسول الله ؟! فقال: مالكُما من رسول الله قرابة . قالا له يا شيخ: فائتِ بِنا إلى عبيد الله بن زياد حتى يحكُم فينا بأمره . قال: ما بي إلى ذلك سبيل إلا التقرُّب إليه بِدمِكُمَا . قالا له يا شيخ: أما ترحم صغر سِننا ؟ قال: ما جعل الله لكم في قلبي من الرحمة شيئاً . قالا له يا شيخ: إن كان ولا بد فدعنا نُصلي ركعات . قال: فصلّيا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة، فصلّى الغُلامان أربع ركعات ثم رفعا طرفيهما إلى السماء فناديا: يا حي يا حكيم يا أحكَمَ الحاكمين أحكُم بيننا وبينه بالحق، فقام إلى الأكبر ضَرَبَ عُنقه وأخذَ برأسه ووضعه في كيس من الخوص وأقبلَ الغُلام الصغير يتمرغ على دم أخيه وهو يقول: حتى ألقى رسول الله وأنا مُختضِب بدم أخي . فقال الحارث(لعنه الله): لا عليك سوف أُلحقُكَ بدم أخيك، ثم قام إلى الغُلام الصغير فضرب عنقه وأخذ رأسه ووضعه مع رأس أخيه، ورمى ببدنيهما في الماء وهما يقطران دماً، وأتى بهما عبيد الله بن زياد وهو قاعِد على كرسي له وبيده قضيب خيزران، فوضع الرأسين بين يديه، فلما نظر إليهما قام ثم قعد ثلاثاً ثم قال: الويل لك أين ظفرت بهما ؟ قال: أضافتهما عجوز لنا. قال: فما عرفت حق الضيافة ؟ قال: لا . قال: فأي شيء قالا لك ؟ قال: قالا يا شيخ اذهب بنا إلى السوق ، قال: أفلا جئتني بهما فكنت أُضاعف لكَ الجائزة وأجعلها أربعة آلاف درهم ؟ قال: ما رأيت إلى ذلك سبيلا، وهو التقرّب إليك بدمهما . قال: فأي شيء قالا لك أيضاً ؟ فذكر له دعائهما . فقال عبيد الله بن زياد: فإن أحكم الحاكمين قد حكم بينكم وبين الفاسق، فقال عبيد الله بن زياد لرجلٍ من أهل الشام: انطلق به إلى الموضع الذي قَتَلَ فيهِ الغُلامين واضرب عنقه ولا تترك دمه يختلط بدم الطفلين، وعجّل برأسه إليّ، ففعل الرجل ذلك وجاء برأسه فنصبه على قناة، وجعل الصبيان يرمونه بالنبال والحجارة وهم يقولون هذا قاتل ذرية رسول الله .
    أعظم الله أجوركم بمصابهما .

    بعض ما نقل في بحثي من المصادر التالية : ( آمالي الصدوق) و قصة كربلاء و أنصار الحسين الصغار و ولدا مسلم بن عقيل و المنتخب للطريحي

    قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
    صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
    ************
    السلام عليكِ يا أم أبيها

  • #2
    وفقكم الله سيدنا الفاضل وسدد خطاكم
    احسنتم في ميزان حسناتكم
    اللّهم صلّ على محمد وآل محمد

    تعليق

    يعمل...
    X