المعصومون -عليهم السلام- يحضرون عزاء الحسين-عليه السلام-
اعتقادنا معاشر الشيعة الإمامية الاثنا عشرية أن أئمتنا المعصومين – صلوات الله عليهم – بعد مماتهم الجسماني أحياء عند ربهم ، وقد ورد في الدعاء المأثور في إذن الدخول الجامع لجميع المشاهد المشرفة ما محصله : أنهم عليهم السلام يسمعون كلام من يستأذن منهم في الدخول على مشاهدهم ، وورد أيضا في زيارة الحسين عليه السلام هذه العبارة : أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي ، وقد ورد في الرواية أنه عليه السلام ليرى الباكين عليه ويستغفر لزواره .
وهذه بعض الروايات التي وردت بهذا المعنى
الرواية التي وردت في كتاب كامل الزيارات الشريف باب الأربعون حديث رقم 4.
حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمَة بن الخطّاب ، عن الحسن بن علي الوشاء ـ عمّن ذكره ـ عن داودَ بن كثير ،
عن أبي عبدالله عليه السلام «قال إنَّ فاطمة عليها السلام بنت محمّد صلّى الله عليه وآلة وسلّم تحضر لزوَّار
قبر ابنها الحسين عليه السلام فتستغفر لهم ذنوبهم
ويروىى أن فضيل ( 1 ) صنع مآتما للحسين عليه السلام , ولم يخبر به إمامنا الصادق عليه السلام , فلما كان اليوم الثاني أقبل إلى الإمام روحي فداه , فقال له : يا فضيل اين كنت البارحة ؟ قال : سيدي شغل عاقني , فقال : يا فضيل لا تخفي علي , أما صنعت مأتما وأقمت بدارك عزاء في مصاب جدي الحسين عليه السلام ؟ فقال : بلى سيدي , فقال عليه السلام : وأنا كنت حاضرا , قال : سيدي إذا ما رأيتك ؟! أين كنت جالس ؟ فقال عليه السلام : لما أردت الخروج من البيت أما عثرت بثوب أبيض ؟ قال : بلى سيدي , قال عليه السلام : انا كنت جالسا هناك , فقال له : سيدي لم جلست بباب البيت ولم تصدرت في المجلس ؟ فقال الصادق عليه السلام :كانت جدتي فاطمة بصدر المجلس جالسة , لذا ما تصدرت إجلالا لها . ففاطمة عليها السلام تحضر في كل عزاء يعقد لولدها الحسين عليه السلام , كما حضرت مصرعه فرأته يوم عاشوراء بعد الظهر بساعة .
و شبيه بهذه الرواية و لكن بدل فضيل بن يسار , كان هشام بن الحكم رضوان الله عليهما :
جاء في كثير من المجاميع, مرسلاً عن هشام بن الحكم (رضوان الله عليه), وكان من خواصّ الصادق (عليه السلام), قال: لقيني رجل من أصحابنا فسلّم عليَّ فرددت عليه السلام, فقال لي: يا هشام, إنَّ لي معك حاجة, فقلت: ماهي يا أخي؟
فقال: على ما تقرُّ به عيناك, قلت: ماهي؟
قال: على سماع مرثية الحسين عليه السلام.
قال: فقلت له: إنّك لتعلم أنّي من خواصّ أصحاب الصادق (عليه السلام), وأخاف أن تبدو له عندي حاجة فيطلبني, فقال لي: استأذنه في ذلك.
فقلت له: إنّي أخشى عليه إذا أخبرته يتنغص عليه أكله وشربه.
قال هشام: فلم يزل معي حتى أجبته إلى ذلك, فلمّا كان الليل انصرفنا إلى المنزل الذي يقام فيه العزاء, فوضعت المائدة بين أيدينا فأكلنا حسب كفايتنا, فلمّا فرغنا من الأكل قام الراثي يرثي الحسين عليه السلام:
أيا غريباً في عراص كربلا * قومُك في تلك العراصِ أغربُ
ويا قتيلاً في طلابِ حقه * لقتلُ شمرٍ لك ظلماً أعجبُ
فبكينا تلك الليلة بكاءاً شديداً, حتى خِلنا أنّ السماء والأرض, والجنَّ والإنس والحيطان تجاوبنا بالنياحة, قال: فانصرفنا من ذلك المجلس إلى منازلنا, فأتيت إلى منزلي ونمت, فلمّا أصبحت دخلت على الصادق (عليه السلام) فسلّمت عليه فردّ عليَّ السلام, ثم قال لي: "يا هشام, أين كنت البارحة؟", فلزمت السكوت.
فقال: مالي أُكلمك وأنت ساكت؟", قال هشام: فخنقتني العبرة وزفرت زفرة, كادت روحي أن تخرج معها. قال: فقلت له: يا مولاي, إني كنت في شغل عظيم, فقال لي: "وما هو؟", فقلت: في تعزية جدِّك الحسين عليه السلام, فلمّا سمع الإمام الصادق نادى: "وا جدّاه واحسيناه, واغريباه وامظلوماه واقتيلاه".
قال: ثم قال لي: "يا هشام, لقد هيّجت أحزاني وأجريت مدامعي على خدي", ثم قال: "يا هشام, لمّا قمت من مجلسك ما الذي عثرت به"؟
قلت: عثرت عند خروجي بشيء أظنه ثوباً, فقال: "يا هشام, ذلك الثوب ثوبي".
فقلت: يا مولاي, ما بالك جلست في طرف المجلس؟
فقال: "احتراما لجدّي محمد (صلى الله عليه وآله) وجدّي أمير المؤمنين (عليه السلام) وجدّتي فاطمة الزهراء وعمّي الحسن المجتبى (عليهم السلام), فإنهم جلوس معنا في ذلك المجلس, أمّا النبي فحاسر العمامة عن رأسه, وكذلك علي والحسن (عليهم السلام), وأمّا فاطمة (عليها السلام) فعلى كتفها الأيمن قميص أخضر, وعلى الأيسر قميص أحمر, وهي تنادي: واولداه, واثمرة فؤاداه, واقرّة عيناه, وامظلوماه, واقتيلاه, واغريباه, واشهيداه"
1 ) هو أحد أجل الأصحاب : فضيل بن يسار رحمه الله
المصدر : مصدر الرواية كتاب ( ثمرات الأعواد ) للسيد علي الهاشمي تقريباً ص 30 أو 31
اعتقادنا معاشر الشيعة الإمامية الاثنا عشرية أن أئمتنا المعصومين – صلوات الله عليهم – بعد مماتهم الجسماني أحياء عند ربهم ، وقد ورد في الدعاء المأثور في إذن الدخول الجامع لجميع المشاهد المشرفة ما محصله : أنهم عليهم السلام يسمعون كلام من يستأذن منهم في الدخول على مشاهدهم ، وورد أيضا في زيارة الحسين عليه السلام هذه العبارة : أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي ، وقد ورد في الرواية أنه عليه السلام ليرى الباكين عليه ويستغفر لزواره .
وهذه بعض الروايات التي وردت بهذا المعنى
الرواية التي وردت في كتاب كامل الزيارات الشريف باب الأربعون حديث رقم 4.
حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمَة بن الخطّاب ، عن الحسن بن علي الوشاء ـ عمّن ذكره ـ عن داودَ بن كثير ،
عن أبي عبدالله عليه السلام «قال إنَّ فاطمة عليها السلام بنت محمّد صلّى الله عليه وآلة وسلّم تحضر لزوَّار
قبر ابنها الحسين عليه السلام فتستغفر لهم ذنوبهم
ويروىى أن فضيل ( 1 ) صنع مآتما للحسين عليه السلام , ولم يخبر به إمامنا الصادق عليه السلام , فلما كان اليوم الثاني أقبل إلى الإمام روحي فداه , فقال له : يا فضيل اين كنت البارحة ؟ قال : سيدي شغل عاقني , فقال : يا فضيل لا تخفي علي , أما صنعت مأتما وأقمت بدارك عزاء في مصاب جدي الحسين عليه السلام ؟ فقال : بلى سيدي , فقال عليه السلام : وأنا كنت حاضرا , قال : سيدي إذا ما رأيتك ؟! أين كنت جالس ؟ فقال عليه السلام : لما أردت الخروج من البيت أما عثرت بثوب أبيض ؟ قال : بلى سيدي , قال عليه السلام : انا كنت جالسا هناك , فقال له : سيدي لم جلست بباب البيت ولم تصدرت في المجلس ؟ فقال الصادق عليه السلام :كانت جدتي فاطمة بصدر المجلس جالسة , لذا ما تصدرت إجلالا لها . ففاطمة عليها السلام تحضر في كل عزاء يعقد لولدها الحسين عليه السلام , كما حضرت مصرعه فرأته يوم عاشوراء بعد الظهر بساعة .
و شبيه بهذه الرواية و لكن بدل فضيل بن يسار , كان هشام بن الحكم رضوان الله عليهما :
جاء في كثير من المجاميع, مرسلاً عن هشام بن الحكم (رضوان الله عليه), وكان من خواصّ الصادق (عليه السلام), قال: لقيني رجل من أصحابنا فسلّم عليَّ فرددت عليه السلام, فقال لي: يا هشام, إنَّ لي معك حاجة, فقلت: ماهي يا أخي؟
فقال: على ما تقرُّ به عيناك, قلت: ماهي؟
قال: على سماع مرثية الحسين عليه السلام.
قال: فقلت له: إنّك لتعلم أنّي من خواصّ أصحاب الصادق (عليه السلام), وأخاف أن تبدو له عندي حاجة فيطلبني, فقال لي: استأذنه في ذلك.
فقلت له: إنّي أخشى عليه إذا أخبرته يتنغص عليه أكله وشربه.
قال هشام: فلم يزل معي حتى أجبته إلى ذلك, فلمّا كان الليل انصرفنا إلى المنزل الذي يقام فيه العزاء, فوضعت المائدة بين أيدينا فأكلنا حسب كفايتنا, فلمّا فرغنا من الأكل قام الراثي يرثي الحسين عليه السلام:
أيا غريباً في عراص كربلا * قومُك في تلك العراصِ أغربُ
ويا قتيلاً في طلابِ حقه * لقتلُ شمرٍ لك ظلماً أعجبُ
فبكينا تلك الليلة بكاءاً شديداً, حتى خِلنا أنّ السماء والأرض, والجنَّ والإنس والحيطان تجاوبنا بالنياحة, قال: فانصرفنا من ذلك المجلس إلى منازلنا, فأتيت إلى منزلي ونمت, فلمّا أصبحت دخلت على الصادق (عليه السلام) فسلّمت عليه فردّ عليَّ السلام, ثم قال لي: "يا هشام, أين كنت البارحة؟", فلزمت السكوت.
فقال: مالي أُكلمك وأنت ساكت؟", قال هشام: فخنقتني العبرة وزفرت زفرة, كادت روحي أن تخرج معها. قال: فقلت له: يا مولاي, إني كنت في شغل عظيم, فقال لي: "وما هو؟", فقلت: في تعزية جدِّك الحسين عليه السلام, فلمّا سمع الإمام الصادق نادى: "وا جدّاه واحسيناه, واغريباه وامظلوماه واقتيلاه".
قال: ثم قال لي: "يا هشام, لقد هيّجت أحزاني وأجريت مدامعي على خدي", ثم قال: "يا هشام, لمّا قمت من مجلسك ما الذي عثرت به"؟
قلت: عثرت عند خروجي بشيء أظنه ثوباً, فقال: "يا هشام, ذلك الثوب ثوبي".
فقلت: يا مولاي, ما بالك جلست في طرف المجلس؟
فقال: "احتراما لجدّي محمد (صلى الله عليه وآله) وجدّي أمير المؤمنين (عليه السلام) وجدّتي فاطمة الزهراء وعمّي الحسن المجتبى (عليهم السلام), فإنهم جلوس معنا في ذلك المجلس, أمّا النبي فحاسر العمامة عن رأسه, وكذلك علي والحسن (عليهم السلام), وأمّا فاطمة (عليها السلام) فعلى كتفها الأيمن قميص أخضر, وعلى الأيسر قميص أحمر, وهي تنادي: واولداه, واثمرة فؤاداه, واقرّة عيناه, وامظلوماه, واقتيلاه, واغريباه, واشهيداه"
1 ) هو أحد أجل الأصحاب : فضيل بن يسار رحمه الله
المصدر : مصدر الرواية كتاب ( ثمرات الأعواد ) للسيد علي الهاشمي تقريباً ص 30 أو 31
تعليق