كان رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) جالساً، وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي، وهو تارةً يُقّبل هذا، وتارةً يُقبّل هذا، إذ هبط جبرئيل بوحي من رب العالمين؛ فلما سُرّي عنه قال: أتاني جبرئيل من ربي فقال: «يا مُحمّد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: لست أجمعهما فافد أحدهما بصاحبه»".
فنظر رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) إلى إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين فبكى، وقال: "إن إبراهيم أمه أمة، ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأم الحسين فاطمة، وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي، وحزن ابن عمي، وحزنت أنا عليه، وأنا أؤثر حزني على حزنهما يا جبرئيل، يُقبض إبراهيم؛ فَدَيْتَهُ للحسين".
فُقبض بعد ثلاثٍ، فكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا رأى الحسين مُقبلاً قَبَّلهُ وضَمّهُ إلى صدره ورشف ثناياه وقال: "فديت من فديته بابني إبراهيم".
( بحار الأنوار | ج22 | ص 153 )
تعليق