بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ان عاشوراء قضية فريدة من نوعها في التاريخ البشري بخلودها وباستمرار حضورها في ذاكرة الإنسان والزمن،
ليس هناك قضية على كثرة قضايا التاريخ وأحداثه كتب لها الخلود والبقاء والاستمرار في وعي البشر كما هو بالنسبة
لقضية أبي عبد الله الحسين عليه السلام، فهي عند المؤمنين كأنها قد وقعت لتوها مصداقاً للقول المأثور:
(كل يوم عاشوراء، وكل أرضٍ كربلاء).
ما السبب في خلود هذه القضية وخاصةً عند أتباع أهل البيت عليهم السلام الذين دأبوا على الاحتفاء بهذه المناسبة في كل عام،
هذا الاحتفاء الذي أخذ الآن بل وفي سالف الأزمان طابعاً عالمياً في القارات جميعها، في مختلف أنحاء العالم
وحيث يوجد إنسان مؤمن يرى حق المودة في القربى هناك مأتم لأبي عبدالله الحسين. كما أن هذا الاحتفاء بعاشوراء ليس أمراً طارئاً
وجد في سنين متأخرة بل هو أمر عريق عميق في عمر الزمن، فمنذ السنة الأولى بل منذ الأيام الأولى
لاستشهاد أبي عبدالله الحسين بدأت مراسيم الاحتفاء بالذكرى، وبدأت شعائر التخليد لقضيته وثورته.
فكان الهاشميون والهاشميات والمتعاطفون معهم من أبناء الأمة يحيون هذه المناسبة ويتذكرون ما حصل فيها من آلام ومآسٍ.
وقد ذكرت الروايات بعد أن عادت قافلة أهل البيت من المدينة المنورة تعددت المآتم في دور الهاشميين على أبي عبد الله الحسين،
فكان لعبد الله بن جعفر مأتم، ولأم البنين -بناءً على القول بوجودها– مأتم، ولآل عقيل مأتم، وكان أكبر مأتم، مأتم السيدة زينب،
حتى أن والي المدينة انزعج مما تقوم به السيدة زينب من إحياء لذكرى أبي عبدالله الحسين ؛
فكتب إلى يزيد حتى يخرجها من المدينة. وأئمة أهل البيت عليهم السلام أيضاً كانوا يحيون هذه المناسبة ويوصون بإحيائها،
فكان من أولى مهام الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليها السلام في الفترة التي عاشها بعد كربلاء إبقاء هذه الحادثة
وهذه الواقعة ساخنة في وجدان وضمائر الناس، لذلك ظل طوال حياته ما قُدم له طعام ولا شراب إلا ومزجه بدموعه
وهو يقول: « كيف آكل وكيف أشرب وقد ذبح أبي الحسين عطشاناً جائعا ». وأمر الإمام الباقرعليه السلام أتباعه وأصحابه
بإحياء يوم عاشوراء، فقد خاطب بعد استشهاد الحسين بسنوات بسيطة مالك الجهني وهو أحد أصحابه فقال آمراً شيعته:
« ثم ليندب الحسين ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء
بعضهم بعضاً بمصاب الحسين ... قال: قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضاً؟ قال يقولون: عظم الله أجورنا بمصابنا
وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدى من آل محمد ». وفي عهد الإمام الصادق عليه السلام في نهاية
القرن الأول للهجرة أصبح إحياء عاشوراء أمراً مألوفاً عند أتباع أهل البيت؛ ولذلك نجد الإمام الصادق يسأل فضيل بن يسار:
«يا فضيل أتجلسون وتحدثون؟ »قال: نعم، قال :« إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا» .
وتحدث الإمام الرضا عن كيفية احتفاء أهل البيت بعاشوراء، فقال:
«كان أبي -ويقصد الإمام الكاظم – إذا هلّ هلال المحرم لا يُرى ضاحكاً أبدا، فإذا كان يوم العاشر كان يوم حزنه وكآبته».
إذن فأهل البيت أوصوا شيعتهم وأتباعهم ومحبيهم أن يحيوا هذه الذكرى والمناسبة وفعلا إحياء هذه المراسم والاهتمام بعاشوراء
من ذلك الوقت من السنوات الأولى لمقتل الإمام الحسين ، فالأحياء ليس أمراً جديداً أو طارئاً.
وفي القرن الرابع للهجرة حينما قامت دول توالي أهل البيت عليهم السلام كالفاطميين في مصر والبويهيين في العراق
والحمدانيين في حلب كانوا يحيون هذه الذكرى، فكانت مصر أيام الفاطميين تغلق أسوارها ومحلاتها يوم العاشر من المحرم
وتسودها مسحة من الحزن والكآبة، فجلس الخليفة الفاطمي والوزراء والقضاة والناس كلهم في مجالس العزاء على أبي عبدالله الحسين .
وهذه هي واقعة الطف الاليمة فلنحييها
لهم جســوم على الرمضاء مهملة * وأنـــفس في جوار الله يقريها
كـــأن قـــاصدها بالضر نافعها * وأن قــاتلها بالسيف محييها
وبالله عليك أيها المحب لولد الزهراء، نح معها على المنبوذين بالعراء، وجد ويحك بالدموع السجام، وابك على ملوك الاسلام،
لعلك تحوز ثواب المواسي لهم في المصاب، وتفوز بالسعادة يوم الحساب.
فقد روي عن مولانا الباقر عليه السلام أنه قال: «كان زين العابدين عليه السلام يقول: أيما مؤمن ذرفت عيناه
لقتل الحسين عليه السلام حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً ،
وأيما مؤمن ذرفت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله منزل صدقٍ،
وأيما مؤمن مسه أذىً فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه من سخط النار يوم القيامة».
وروى عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال: «من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذبابة غفر الله له
ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر».
وروي أيضاً عن آل الرسول عليهم السلام أنهم قالوا: «من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنة ، ومن بكى وأبكى خمسين فله الجنة،
ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنة ، ومن بكى وأبكى عشرة فله الجنة،
ومن بكى وأبكى واحداً فله الجنة، ومن تباكى فله الجنة».
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ان عاشوراء قضية فريدة من نوعها في التاريخ البشري بخلودها وباستمرار حضورها في ذاكرة الإنسان والزمن،
ليس هناك قضية على كثرة قضايا التاريخ وأحداثه كتب لها الخلود والبقاء والاستمرار في وعي البشر كما هو بالنسبة
لقضية أبي عبد الله الحسين عليه السلام، فهي عند المؤمنين كأنها قد وقعت لتوها مصداقاً للقول المأثور:
(كل يوم عاشوراء، وكل أرضٍ كربلاء).
ما السبب في خلود هذه القضية وخاصةً عند أتباع أهل البيت عليهم السلام الذين دأبوا على الاحتفاء بهذه المناسبة في كل عام،
هذا الاحتفاء الذي أخذ الآن بل وفي سالف الأزمان طابعاً عالمياً في القارات جميعها، في مختلف أنحاء العالم
وحيث يوجد إنسان مؤمن يرى حق المودة في القربى هناك مأتم لأبي عبدالله الحسين. كما أن هذا الاحتفاء بعاشوراء ليس أمراً طارئاً
وجد في سنين متأخرة بل هو أمر عريق عميق في عمر الزمن، فمنذ السنة الأولى بل منذ الأيام الأولى
لاستشهاد أبي عبدالله الحسين بدأت مراسيم الاحتفاء بالذكرى، وبدأت شعائر التخليد لقضيته وثورته.
فكان الهاشميون والهاشميات والمتعاطفون معهم من أبناء الأمة يحيون هذه المناسبة ويتذكرون ما حصل فيها من آلام ومآسٍ.
وقد ذكرت الروايات بعد أن عادت قافلة أهل البيت من المدينة المنورة تعددت المآتم في دور الهاشميين على أبي عبد الله الحسين،
فكان لعبد الله بن جعفر مأتم، ولأم البنين -بناءً على القول بوجودها– مأتم، ولآل عقيل مأتم، وكان أكبر مأتم، مأتم السيدة زينب،
حتى أن والي المدينة انزعج مما تقوم به السيدة زينب من إحياء لذكرى أبي عبدالله الحسين ؛
فكتب إلى يزيد حتى يخرجها من المدينة. وأئمة أهل البيت عليهم السلام أيضاً كانوا يحيون هذه المناسبة ويوصون بإحيائها،
فكان من أولى مهام الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليها السلام في الفترة التي عاشها بعد كربلاء إبقاء هذه الحادثة
وهذه الواقعة ساخنة في وجدان وضمائر الناس، لذلك ظل طوال حياته ما قُدم له طعام ولا شراب إلا ومزجه بدموعه
وهو يقول: « كيف آكل وكيف أشرب وقد ذبح أبي الحسين عطشاناً جائعا ». وأمر الإمام الباقرعليه السلام أتباعه وأصحابه
بإحياء يوم عاشوراء، فقد خاطب بعد استشهاد الحسين بسنوات بسيطة مالك الجهني وهو أحد أصحابه فقال آمراً شيعته:
« ثم ليندب الحسين ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء
بعضهم بعضاً بمصاب الحسين ... قال: قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضاً؟ قال يقولون: عظم الله أجورنا بمصابنا
وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدى من آل محمد ». وفي عهد الإمام الصادق عليه السلام في نهاية
القرن الأول للهجرة أصبح إحياء عاشوراء أمراً مألوفاً عند أتباع أهل البيت؛ ولذلك نجد الإمام الصادق يسأل فضيل بن يسار:
«يا فضيل أتجلسون وتحدثون؟ »قال: نعم، قال :« إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا» .
وتحدث الإمام الرضا عن كيفية احتفاء أهل البيت بعاشوراء، فقال:
«كان أبي -ويقصد الإمام الكاظم – إذا هلّ هلال المحرم لا يُرى ضاحكاً أبدا، فإذا كان يوم العاشر كان يوم حزنه وكآبته».
إذن فأهل البيت أوصوا شيعتهم وأتباعهم ومحبيهم أن يحيوا هذه الذكرى والمناسبة وفعلا إحياء هذه المراسم والاهتمام بعاشوراء
من ذلك الوقت من السنوات الأولى لمقتل الإمام الحسين ، فالأحياء ليس أمراً جديداً أو طارئاً.
وفي القرن الرابع للهجرة حينما قامت دول توالي أهل البيت عليهم السلام كالفاطميين في مصر والبويهيين في العراق
والحمدانيين في حلب كانوا يحيون هذه الذكرى، فكانت مصر أيام الفاطميين تغلق أسوارها ومحلاتها يوم العاشر من المحرم
وتسودها مسحة من الحزن والكآبة، فجلس الخليفة الفاطمي والوزراء والقضاة والناس كلهم في مجالس العزاء على أبي عبدالله الحسين .
وهذه هي واقعة الطف الاليمة فلنحييها
لهم جســوم على الرمضاء مهملة * وأنـــفس في جوار الله يقريها
كـــأن قـــاصدها بالضر نافعها * وأن قــاتلها بالسيف محييها
وبالله عليك أيها المحب لولد الزهراء، نح معها على المنبوذين بالعراء، وجد ويحك بالدموع السجام، وابك على ملوك الاسلام،
لعلك تحوز ثواب المواسي لهم في المصاب، وتفوز بالسعادة يوم الحساب.
فقد روي عن مولانا الباقر عليه السلام أنه قال: «كان زين العابدين عليه السلام يقول: أيما مؤمن ذرفت عيناه
لقتل الحسين عليه السلام حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً ،
وأيما مؤمن ذرفت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله منزل صدقٍ،
وأيما مؤمن مسه أذىً فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه من سخط النار يوم القيامة».
وروى عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال: «من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذبابة غفر الله له
ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر».
وروي أيضاً عن آل الرسول عليهم السلام أنهم قالوا: «من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنة ، ومن بكى وأبكى خمسين فله الجنة،
ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنة ، ومن بكى وأبكى عشرة فله الجنة،
ومن بكى وأبكى واحداً فله الجنة، ومن تباكى فله الجنة».
تعليق