تويت
تفسير آية 42 من سورة البقرة
بعد أن ذكَّر الله تعالى بني إسرائيل بالنعم التي أفاضها عليهم، وأمرهم بالوفاء بعهد الله ، وحذرهم من مخالفة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ،قال: (وَآَمِنُوا) أي:صدقوا،(بِمَا أَنْزَلْتُ) يعني بما أنزلت على محمد (صلى الله عليه وآله) من القرآن( مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ) يعني إنَّ القرآن مصدق لما مع بني إسرائيل من التوراة، وأمرهم بالتصديق بالقرآن، واخبرهم أنَّ فيه تصديقهم بالتوراة، لان الذي في القرآن من الأمر بالإقرار بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله) ، وتصديقه نظير الذي في التوراة والإنجيل( وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ) ،أي: الواجب أن تكونوا أول مؤمن به، فلا عجب أن يكون المشركون والوثنيون في مكة ـ كفّاراً بالرسالة، بل العجب في كفركم، بل في كونكم روّاداً للكفر، وسباقين للمعارضة. لأنكم أهل الكتاب، وكتابكم يحمل بشائر ظهور هذا النّبي، وكنتم لذلك تترقبون ظهوره. فلماذا كنتم أول فريق كافر به؟!.
ولولا تعنتهم لكانوا أول المؤمنين برسالة النّبي محمد(صلى الله عليه وآله) ، (وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي)المنزلة لنبوة محمد (صلى الله عليه وآله) ( ثَمَنًا قَلِيلًا) ؛ذكر بعض المفسرين العظام رواية عن الإمام محمّد بن علي الباقر(عليهما السلام): في سبب نزول هذه الآية قال: (كَانَ حَيُّ بن أَخْطَبَ وَكَعْبُ بْنُ أَشْرَفَ وَآخَرُونَ مِنَ الْيَهُودِ، لَهُمْ مَأْكَلَة عَلَى الْيَهُودِ في كُلِّ سَنَة، فَكَرِهُوا بُطْلاَنَهَا بِأَمْرِ النَّبِيّ(صلى الله عليه وآله) ، فَحَرَّفُوا لِذَلِكَ آيَات مِنَ التَّوْرَاةِ فِيهَا صِفَتُهُ وَذِكْرُهُ (صلى الله عليه وآله) ، فَذَلِكَ الَّثمَنُ الَّذي أُرِيدَ فِي الآية).
(وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) في كتمان أمر محمد(صلى الله عليه وآله) وأمر وصيه علي بن أبي طالب(عليه السلام)، والخطاب موجّه إلى زعماء اليهود الذين يخشون أن ينقطع رزقهم، وأن يثور المتعصبون اليهود ضدّهم.
تعليق