الحسين(عليه السلام) مصباح الهدى(ح3)(رحلته ورسائله)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على صاحب الدمعة الساكبة
ها نحن في رحاب الامام الشهيد السبط الغريب الحسين بن علي ﴿عليه السلام﴾وحيث نحن نعيش ذكرى عاشوراء مدرسة البطولة والفداء فإذن لابد لنا من التعرف على الحسين وما قام به من مواقف عظيمة من بداية حياته الشريفة والى حين استشهاده ﴿عليه السلام﴾
التخطيط الإلهي لثورة الحسين عليه السلام
قد يتصور بعض الناس ان الحسين بن علي ﴿عليهما السلام﴾قد دفعته اغراض شخصية لان يخرج ويفعل هذه الثورة ضد يزيد وبالتالي يكون الكرسي والسلطة بيد الحسين ﴿عليه السلام﴾في الحقيقة ان هذا التصور بعيد جداعن الواقع وفيه ظلم لسيد الشهداء ﴿عليه السلام﴾ وما يقوله الا الجاهل المعاند الحاقد على البيت النبوي الطاهر وهذه النصوص شاهدةٌ على تكذيبه
*عن محمد بن أحمد بن عبيد الله العمري عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال: إن الله عزوجل أنزل على نبيه ﴿صلى الله عليه وآله﴾ كتابا قبل وفاته، فقال: يا محمد هذه وصيتك إلى النجَبة من أهلك، قال: وما النجبة يا جبرئيل؟ فقال: علي بن أبي طالب وولده (عليهم السلام)، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ إلى أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ وأمره أن يفك خاتما منه ويعمل بما فيه، ففك أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن ﴿عليه السلام﴾ ففك خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسين ﴿عليهماالسلام﴾، ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة،فلا شهادة لهم إلا معك واشر نفسك لله عزوجل، ففعل ثم دفعه إلى علي بن الحسين ﴿عليهماالسلام﴾...)1)
رحلته (عليه السلام) من المدينة الى مكة
ارتحل الامام الحسين ﴿عليه السلام﴾عن المدينة المنورة سنة60للهجرة النبوية الى مكة المكرمة
وصحبه في هذه الرحلة جمع من اهل بيته الكرام
وقبل ان يرحل الامام ﴿عليه السلام﴾كتب كتابا الى بني هاشم:
*عن زرارة، عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: كتب الحسين بن علي من مكة الى محمد بن علي:
بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم،اما بعد فان من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح.2)
ورود الركب الحسيني مكة المكرمة
سار الحسين ﴿عليه السلام﴾ باهله وبنيه حتى اذا قرب من مشارف مكة وراى جبالها تلا قوله تعالى : فخرج منها خائفا يترقت قال: رب نجنى من القوم الظالمين ، فلما دخل مكة وهو يقرأ : ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى ان يهدينى سواء السبيل.*
فلما أقبل الليل، راح إلى مسجد النبي ﴿صلى الله عليه واله﴾ ليودع القبر، فلما وصل إلى القبر، سطع له نور من القبر فعاد إلى موضعه، فلما كانت الليلة الثانية راح ليودع القبر فقام يصلي فأطال فنعس وهو ساجد. فجاءه النبي وهو في منامه فأخذ الحسين وضمه إلى صدره وجعل يقبل بين عينيه، ويقول: بأبي أنت كأني أراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الامة، يرجون شفاعتي، مالهم عند الله من خلاق، يا بني إنك قادم على أبيك وأمك وأخيك وهم مشتاقون إليك، وإن لك في الجنةدرجات لا تنالها إلا بالشهادة، فانتبه الحسين ﴿عليه السلام﴾ من نومه باكيا فأتىأهل بيته فأخبرهم بالرؤيا، وودعهم وحمل أخواته على المحامل، وابنته وابن أخيه القاسم بن الحسن بن علي عليه السلام ثم سار في أحد وعشرين رجلا من أصحابه وأهل بيته.3)
ثم نزل فاقبل اهلها يختلفون اليه ، ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق ،4) فعكف الناس على الحسين يفدون إليه ويقدمون عليه ويجلسون حواليه ويستمعون كلامه5
وقد استقر الامام ﴿عليه السلام﴾ في مكة اربعة اشهر وخمسةايام
رسالته عليه السلام إلى أهل البصرة
*وقال السيد بن طاووس: وكان الحسين عليه السلام قد كتبالى جماعة من أشراف البصرة كتابا مع مولى له اسمه سليمان ويكنى أبارزين، يدعوهم إلى نصرته ولزوم طاعته، منهم: يزيد بن مسعود النهشلي، والمنذر بن الجارود العبدي.فجمع يزيد ابن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد، فلما حضروا قال: يا بني تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم ؟
فقالوا: بخ بخ أنت والله فقرة الظهر، ورأس الفخر، حللت في الشرف وسطا وتقدمت فيه فرطا. قال: فاني قد جمعتكم لامر اريد أناشاوركم فيه وأستعين بكم عليه. فقالوا: إنما والله نمنحك النصيحة، ونحمد لك الرأي،فقل حتى نسمع. فقال: إن معاوية مات فأهون به والله هالكا ومفقودا، ألا وإنه قدانكسر باب الجور والاثم، وتضعضعت أركان الظلم، وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا ظنأنه قد أحكمه، وهيهات والذي أراد، اجتهد والله ففشل وشاور فخذل، وقد قام ابنه يزي دشارب الخمور، ورأس الفجور، يدعي الخلافة على المسلمين، ويتأمر عليهم بغير رضى منهم، مع قصر حلم وقلة علم لايعرف من الحق موطئ قدمه. فاقسم بالله قسما مبرورالجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين، وهذا الحسين بن علي، ابن بنت رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾ ذو الشرف الاصيل، والرأي الاثيل، له فضل لا يوصف، وعلم لا ينزف،وهو أولى بهذا الامر، لسابقته وسنه وقدمته وقرابته، يعطف على الصغير ويحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعية، وإمام قوم وجبت لله به الحجة، وبلغت به الموعظة، فلاتعشوا عن نور الحق، ولا تسكعوا في وهدة الباطل، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله ونصرته، والله لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه الله الذل في ولده، والقلة في عشيرته، وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها،وادرعت لها بدرعها، من لم يقتل يمت، ومن يهرب لم يفت، فأحسنوا رحمكم الله ردالجواب. فتكلمت بنو حنظلة فقالوا: يا ابا خالد نحن نبل كنانتك، وفرسان عشيرتك، إنرميت بنا أصبت، وإن غزوت بنا فتحت، لا تخوض والله غمرة إلا خضناها، ولا تلقى والله شدة إلا لقيناها، ننصرك بأسيافنا، ونقيك بأبداننا، إذا شئت فافعل. وتكلمت بنو سعدبن زيد، فقالوا: يا أبا خالد إن أبغض الاشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك، وقدكان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال، فحمدنا أمرنا و بقي عزنا فينا فامهلنا نراجع المشورة ويأتيك رأينا. وتكلمت بنو عامر بن تميم، فقالوا: يا أبا خالد نحن بنو عامربنو أبيك و حلفاؤك لا نرضى إن غضبت، ولا نقطن إن ظعنت، والامر إليك فادعنا نجبك، ومرنا نطعك، والامر لك إذا شئت. فقال: والله يا بني سعد لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم أبدا، ولا زال سيفكم فيكم. ثم كتب الى الحسين ﴿عليه السلام﴾:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد وصل إلي كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له، منالاخذ بحظي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك، وإن الله لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير أو دليل على سبيل نجاة، وأنتم حجة الله على خلقه ووديعته في أرضه،تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها، وأنتم فرعها، فأقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذللتلك أعناق بني تميم... 6)
كتابه ﴿عليه السلام﴾ الى اهل الكوفة
* بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى الملاء من المؤمنين والمسلمين، اما بعدفان هانيا وسعيدا قدما علي بكتبكم وكانا آخر من قدم علي من رسلكم، وقد فهمت كلالذى اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلكم انه ليس علينا امام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بكعلى الحق والهدى، وانى باعث اليكم أخى وابن عمى وثقتى من أهل بيتى مسلمبن عقيل، فان كتب إلى انه قد اجتمع رأى ملاء كم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ماقدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فاني أقدم اليكم وشيكا ان شاء الله، فلعمرى ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط الداين بدين الحق، الحابس نفسه على ذات الله.والسلام.
والى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى والحمد لله اولا واخرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1- الكافي
2- كامل الزيارات
3- بحار الأنوار / ج 44 / ص 312 - 313
4-الارشاد للشيخ المفيد(قدس سره)ص223
5- البداية والنهاية
6- اللهوف
7- الارشاد في معرفه حجج الله على العباد
*روضة الواعظين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على صاحب الدمعة الساكبة
ها نحن في رحاب الامام الشهيد السبط الغريب الحسين بن علي ﴿عليه السلام﴾وحيث نحن نعيش ذكرى عاشوراء مدرسة البطولة والفداء فإذن لابد لنا من التعرف على الحسين وما قام به من مواقف عظيمة من بداية حياته الشريفة والى حين استشهاده ﴿عليه السلام﴾
التخطيط الإلهي لثورة الحسين عليه السلام
قد يتصور بعض الناس ان الحسين بن علي ﴿عليهما السلام﴾قد دفعته اغراض شخصية لان يخرج ويفعل هذه الثورة ضد يزيد وبالتالي يكون الكرسي والسلطة بيد الحسين ﴿عليه السلام﴾في الحقيقة ان هذا التصور بعيد جداعن الواقع وفيه ظلم لسيد الشهداء ﴿عليه السلام﴾ وما يقوله الا الجاهل المعاند الحاقد على البيت النبوي الطاهر وهذه النصوص شاهدةٌ على تكذيبه
*عن محمد بن أحمد بن عبيد الله العمري عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال: إن الله عزوجل أنزل على نبيه ﴿صلى الله عليه وآله﴾ كتابا قبل وفاته، فقال: يا محمد هذه وصيتك إلى النجَبة من أهلك، قال: وما النجبة يا جبرئيل؟ فقال: علي بن أبي طالب وولده (عليهم السلام)، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ إلى أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ وأمره أن يفك خاتما منه ويعمل بما فيه، ففك أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن ﴿عليه السلام﴾ ففك خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسين ﴿عليهماالسلام﴾، ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة،فلا شهادة لهم إلا معك واشر نفسك لله عزوجل، ففعل ثم دفعه إلى علي بن الحسين ﴿عليهماالسلام﴾...)1)
رحلته (عليه السلام) من المدينة الى مكة
ارتحل الامام الحسين ﴿عليه السلام﴾عن المدينة المنورة سنة60للهجرة النبوية الى مكة المكرمة
وصحبه في هذه الرحلة جمع من اهل بيته الكرام
وقبل ان يرحل الامام ﴿عليه السلام﴾كتب كتابا الى بني هاشم:
*عن زرارة، عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: كتب الحسين بن علي من مكة الى محمد بن علي:
بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم،اما بعد فان من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح.2)
ورود الركب الحسيني مكة المكرمة
سار الحسين ﴿عليه السلام﴾ باهله وبنيه حتى اذا قرب من مشارف مكة وراى جبالها تلا قوله تعالى : فخرج منها خائفا يترقت قال: رب نجنى من القوم الظالمين ، فلما دخل مكة وهو يقرأ : ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى ان يهدينى سواء السبيل.*
فلما أقبل الليل، راح إلى مسجد النبي ﴿صلى الله عليه واله﴾ ليودع القبر، فلما وصل إلى القبر، سطع له نور من القبر فعاد إلى موضعه، فلما كانت الليلة الثانية راح ليودع القبر فقام يصلي فأطال فنعس وهو ساجد. فجاءه النبي وهو في منامه فأخذ الحسين وضمه إلى صدره وجعل يقبل بين عينيه، ويقول: بأبي أنت كأني أراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الامة، يرجون شفاعتي، مالهم عند الله من خلاق، يا بني إنك قادم على أبيك وأمك وأخيك وهم مشتاقون إليك، وإن لك في الجنةدرجات لا تنالها إلا بالشهادة، فانتبه الحسين ﴿عليه السلام﴾ من نومه باكيا فأتىأهل بيته فأخبرهم بالرؤيا، وودعهم وحمل أخواته على المحامل، وابنته وابن أخيه القاسم بن الحسن بن علي عليه السلام ثم سار في أحد وعشرين رجلا من أصحابه وأهل بيته.3)
ثم نزل فاقبل اهلها يختلفون اليه ، ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق ،4) فعكف الناس على الحسين يفدون إليه ويقدمون عليه ويجلسون حواليه ويستمعون كلامه5
وقد استقر الامام ﴿عليه السلام﴾ في مكة اربعة اشهر وخمسةايام
رسالته عليه السلام إلى أهل البصرة
*وقال السيد بن طاووس: وكان الحسين عليه السلام قد كتبالى جماعة من أشراف البصرة كتابا مع مولى له اسمه سليمان ويكنى أبارزين، يدعوهم إلى نصرته ولزوم طاعته، منهم: يزيد بن مسعود النهشلي، والمنذر بن الجارود العبدي.فجمع يزيد ابن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد، فلما حضروا قال: يا بني تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم ؟
فقالوا: بخ بخ أنت والله فقرة الظهر، ورأس الفخر، حللت في الشرف وسطا وتقدمت فيه فرطا. قال: فاني قد جمعتكم لامر اريد أناشاوركم فيه وأستعين بكم عليه. فقالوا: إنما والله نمنحك النصيحة، ونحمد لك الرأي،فقل حتى نسمع. فقال: إن معاوية مات فأهون به والله هالكا ومفقودا، ألا وإنه قدانكسر باب الجور والاثم، وتضعضعت أركان الظلم، وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا ظنأنه قد أحكمه، وهيهات والذي أراد، اجتهد والله ففشل وشاور فخذل، وقد قام ابنه يزي دشارب الخمور، ورأس الفجور، يدعي الخلافة على المسلمين، ويتأمر عليهم بغير رضى منهم، مع قصر حلم وقلة علم لايعرف من الحق موطئ قدمه. فاقسم بالله قسما مبرورالجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين، وهذا الحسين بن علي، ابن بنت رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾ ذو الشرف الاصيل، والرأي الاثيل، له فضل لا يوصف، وعلم لا ينزف،وهو أولى بهذا الامر، لسابقته وسنه وقدمته وقرابته، يعطف على الصغير ويحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعية، وإمام قوم وجبت لله به الحجة، وبلغت به الموعظة، فلاتعشوا عن نور الحق، ولا تسكعوا في وهدة الباطل، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله ونصرته، والله لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه الله الذل في ولده، والقلة في عشيرته، وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها،وادرعت لها بدرعها، من لم يقتل يمت، ومن يهرب لم يفت، فأحسنوا رحمكم الله ردالجواب. فتكلمت بنو حنظلة فقالوا: يا ابا خالد نحن نبل كنانتك، وفرسان عشيرتك، إنرميت بنا أصبت، وإن غزوت بنا فتحت، لا تخوض والله غمرة إلا خضناها، ولا تلقى والله شدة إلا لقيناها، ننصرك بأسيافنا، ونقيك بأبداننا، إذا شئت فافعل. وتكلمت بنو سعدبن زيد، فقالوا: يا أبا خالد إن أبغض الاشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك، وقدكان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال، فحمدنا أمرنا و بقي عزنا فينا فامهلنا نراجع المشورة ويأتيك رأينا. وتكلمت بنو عامر بن تميم، فقالوا: يا أبا خالد نحن بنو عامربنو أبيك و حلفاؤك لا نرضى إن غضبت، ولا نقطن إن ظعنت، والامر إليك فادعنا نجبك، ومرنا نطعك، والامر لك إذا شئت. فقال: والله يا بني سعد لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم أبدا، ولا زال سيفكم فيكم. ثم كتب الى الحسين ﴿عليه السلام﴾:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد وصل إلي كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له، منالاخذ بحظي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك، وإن الله لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير أو دليل على سبيل نجاة، وأنتم حجة الله على خلقه ووديعته في أرضه،تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها، وأنتم فرعها، فأقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذللتلك أعناق بني تميم... 6)
كتابه ﴿عليه السلام﴾ الى اهل الكوفة
* بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى الملاء من المؤمنين والمسلمين، اما بعدفان هانيا وسعيدا قدما علي بكتبكم وكانا آخر من قدم علي من رسلكم، وقد فهمت كلالذى اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلكم انه ليس علينا امام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بكعلى الحق والهدى، وانى باعث اليكم أخى وابن عمى وثقتى من أهل بيتى مسلمبن عقيل، فان كتب إلى انه قد اجتمع رأى ملاء كم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ماقدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فاني أقدم اليكم وشيكا ان شاء الله، فلعمرى ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط الداين بدين الحق، الحابس نفسه على ذات الله.والسلام.
والى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى والحمد لله اولا واخرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1- الكافي
2- كامل الزيارات
3- بحار الأنوار / ج 44 / ص 312 - 313
4-الارشاد للشيخ المفيد(قدس سره)ص223
5- البداية والنهاية
6- اللهوف
7- الارشاد في معرفه حجج الله على العباد
*روضة الواعظين