بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على أشرف
الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
على أشرف
الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
ورودجيش عمر بن سعد أرض كربلاء
في الثالث من شهر محرم الحرام
راحَ عُبيد الله بن زياد يبعث بقواته بِشتَّى صنوفها إلى أرض كربلاء ، وكان من أبرز الذين انتدبهم لتنفيذ الجريمة ،ومقاتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو عمر بن سعد.
ووعده إن هو قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) يُعطيهِ مُلكَا لري ، فاختار عمر بن سعد حُطَام الدنيا ، وركض وراء السراب .
فقاد أربعة آلاف مقاتل ،وعَسْكَرَبالقربِ من مخيم الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وكان ذلك في الثالث من شهر محرمسنة ( 61 هـ ).
وقبل أن يدخل عمر بن سعد معركته مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، اجتمع الإمام وحاوره .
فكتب إلى ابن زياد يقترحُ عليه فكرةً توصَّل إليها مع الإمام (عليه السلام ) ، وهي أن يرفع الحصار عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ويفتح المجال له بالعودة لإيقاف نزيف الدم الذي بدأ يأخذ مجراه على أرض العراق .
وصل كتاب عمر بن سعد إلى عبيدالله بن زياد ، فأجاب على كتابه ،وأرسل الجواب بيد شمر بن ذي الجو شن ، نقتطف هنا أهم ماجاء به :
إنِّي لم أبعَثْكَ إلى الحسين لِتكفَّعنه ، ولا لتطاوله ، ولا لِتُمنيه السلامة والبقاء ، ولالتعتذرَ عنه ، ولا لتكون له عندي شافعاً .
انظرْ فإن نزلَ الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا ، فابعث بهم إليَّ سلماً ، وأن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثِّل بهم، فإنهم لذلك مستحقُّون ، وإن قُتِل لحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره ، فإنه عَاقٌ ظَلوم .
وإنْ أبَيْتَ فاعتزل عملنا وجندنا ،وخَلِّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر ، فإنَّا أمرناه بأمرنا ، والسلام .
فاستلم عُمر بن سعد الرسالة وقرأ مافيها ، وأخذ يصارع نفسَهُ بين مواجهة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وقتله ، التي يَحلُم عن طريقه الحصول على السلطة والسياسة والمكانة المرموقة عند رؤسائه وقادته ،وبين تحمُّل أوزارالجريمة .
فسَوَّلت له نفسه أن يُرجِّح السلطة والمال ، وقرَّر أن يقودالمعركة ، وأن يفجِّر ينبوع الدم الزكي ، بِمَعونة شمر بنذي الجو شن .
تعليق