إذا كان التعجب لا يجوز على الله فلم ورد في القرآن؟
العجب لا يجوز على الله تعالى، لأنَّه عالم بجميع الأشياء لا يخفى عليه شيء، والتعجب يكون مما لا يعرف سببه، و أمَّا سبب وروده في القرآن فيكون لأغراض كثير لايمكن حصرها إلَّا باستقراء جميع الآيات الَّتي ورد فيها التعجّب، ولكن أيسر طريق للإجابة على هذا السؤال هو أن نأخذ آية من الذكر الحكيم ثمَّ نبين معنى التعجب فيها، فمثلاً لو أخذنا قوله تعالى:
العجب لا يجوز على الله تعالى، لأنَّه عالم بجميع الأشياء لا يخفى عليه شيء، والتعجب يكون مما لا يعرف سببه، و أمَّا سبب وروده في القرآن فيكون لأغراض كثير لايمكن حصرها إلَّا باستقراء جميع الآيات الَّتي ورد فيها التعجّب، ولكن أيسر طريق للإجابة على هذا السؤال هو أن نأخذ آية من الذكر الحكيم ثمَّ نبين معنى التعجب فيها، فمثلاً لو أخذنا قوله تعالى:
( أُولَئِكَ) إشارة إلى اليهود الَّذين يخفون ما عندهم في التوراة مِن صفات النّبي محمد (صلى الله عليه وآله) مقابل ثمن قليل، فذمهم الله تعالى بالآية المتقدمة على هذه الآية، وذلك قوله تعالى: ( مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
ثمَّ ذمهم الله تعالى بهذه الآية فقال: (الَّذِينَ اشْتَرَوُا) استبدلوا، لأن أصل الشراء الاستبدال (الضَّلَالَةَ) وهي كفرهم بالنبي (صلى الله عليه وآله) وجحدهم لنبوته (بِالْهُدَى) وهو الإيمان به ، أي باعوا الهداية واشتروا مكانها الضلالة ( وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ) بأن باعوا الغفران واشتروا العذاب(فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) هذه الصيغة للتعجب، فلفظ (ما) اسم يفيد معنى التعجب، والعجب كما تقدَّم لا يجوز على الله تعالى، فالغرض مِن الآية: أن تدلنا على أن الكفار حَلُّو محل مَن يُتعجَّب منه، فهو تعجيب لنا منهم.
فإن قيل: ما معنى قوله: ( فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) هل هو تعجّب من صبرهم؟
فالجواب: أنَّ العلماء ذهبوا إلى أربعة أقوال:
1- معناه: ما أجرأهم على النار.
2- معناه: ما أعملهم بأعمال أهل النار.
3- معناه: ما أبقاهم على النار، كما تقول: ما أصبره على الحبس.
4- معناه: ما صبرهم على النار أي حبسهم عليها.
وقيل: (ما) في الآية استفهام على وجه التعجب.كأنه توبيخ لهم وتعجيب لنا، مثل قولك للذي وقع في هلكة ما اضطرك إلى هذا؟، اذا كان غنيًا عن التعرض للوقوع في مثلها.
تعليق