سألني صديق حميم على سبيل الدعابة: ألم يكفِ أن تكون المرأة زوجاً للرجل تكمل حياته وتدخل السرور على قلبه وتلد له الأبناء؟
ألم يكفِ ذلك حتى يعبر القرآن الكريم عن الزوج بالسيد على زوجته؟؟
في الحقيقة لم يعطِ تشريع للمرأة من عزة وكرامة كما أعطاه الإسلام،
ويكفي فخراً أن مشيئة الله تعالى اقتضت أن تكون ذرية سيد الخلق من بنته السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام.
وما ورد في الكتاب العزيز باستعمال كلمة(الزوج) لزوج المرأة فيقال هو زوجها ولزوج الرجل هي زوجه كما يقال هي امرأته،
كما قال تعالى:
((..أمسك عليك زوجك واتق الله..)) الأحزاب/37
((..وأصلحنا له زوجه))الأنبياء/90
((وامرأته قائمة فضحكت..))هود/71
((..وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر))آل عمران/40
فهي من الآيات بمعنى زوج الرجل.
وقال تعالى:
((فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره))البقرة/230
((..فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف..))البقرة/232
وقد وردت كلمة سيد بمعنى زوج المرأة أيضاً في موطن واحد وهو في قوله تعالى:
((..وألفيا سيدها لدا الباب..)) يوسف/25
ولم يستعمل هذه اللفظة لهذا المعنى في موطن آخر .
وذكر بعض أهل اللغة أن سيدها بمعنى زوجها ليس موجود في كلام العرب وإنما هي بلسان القبط (كما في الإتقان)
أي بلسان المصريين القدامى الذين كانوا يستعملونها في أيام النبي يوسف(عليه السلام)
وهو نظير استعمال (اليم) في قصة النبي موسى(عليه السلام) حيث استعمل اليم أي البحر،
وهي عبرية (يما) وقد ذكر ذلك اللغويون كما في لسان العرب في مادة(يم) وذكره السيوطي في الإتقان
وقد وردت كلمة اليم في القرآن الكريم ثماني مرات وكلها في قصة موسى،
فقد استعمل الله تعالى هذه الكلمة العبرانية في قصة موسى وقومه العبرانيين.
أما كلمة البحر فقد استعملت في قصة موسى وفي غيرها من المواطن.
ولاحظ بعض المفسرين في استعمال هاتين الكلمتين أنه لم يستعمل اليم إلا في مقام العقوبة أو الخوف
ولم يستعملها في مقام النجاة.
أما البحر فقد استعمله عاماً في النعم وغيرها في بني إسرائيل وغيرهم.
وهناك آيات كثيرة بهذا الشأن نذكر منها هذه الآية التي جمعت اللفظين استعمل البحر للنجاة واليم للغرق قال تعالى:
((فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم * وأزلفنا ثم الآخرين* وأنجينا موسى ومن معه أجمعين*ثم أغرقنا الآخرين)) الشعراء/63-66
تعليق