تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خاتم النبين وعلى آله الطيبين الطاهرين
سؤال: والصلاة على خاتم النبين وعلى آله الطيبين الطاهرين
لماذا جُعل المهر للمرأة في الزواج؟ ألا يعني دفع المهر والأُجرة عند الزواج أنه متاجرة بالمرأة وامتهانها؟
جوابه: لقد وضع الاسلام بعض الحقوق الاقتصادية للمرأة والغرض منها قيام كيان الأسرة واستمراره 1 منها:
أ ـ وجوب المهر في الزواج.
ب ـ وجوب نفقة المرأة على الرجل.
ج ـ يجوز لها المطالبة بالأجر في مقابل الإرضاع والحضانة وإدارة شؤون البيت.
د ـ وجوب الإنفاق على المرأة خلال أيام عدّة الطلاق.
وبالرغم من تصور بعض المخالفين الذين يفسرون دفع المهر بأنه متاجرة بالبنت وبالمرأة ويستهجنونه، فان القرآن الكريم يُصرُّ على ان يدفع الرجل المهر لزوجته وإن كان ضئيلاً وهذه المسألة من مسلّمات فقهنا.
إذا لم يُذكر المهر في عقد الزواج إن كان النكاح دائمياً يترتب على الرجل مَهر المثل2، وإذا كان النكاح مؤقتاً يبطل من الأساس3، كما
أنّ تحديد المهر وذكره في عقد النكاح واجب في فقه أهل السنة أيضاً، وبمقدور الزوجة أن تهب مهرها لزوجها بعد إتمام عقد النكاح، كما يُمكن للمرأة أن تهب مالاً للرجل منذ البداية ليجعله مهراً للزواج بها.
أنّ تحديد المهر وذكره في عقد النكاح واجب في فقه أهل السنة أيضاً، وبمقدور الزوجة أن تهب مهرها لزوجها بعد إتمام عقد النكاح، كما يُمكن للمرأة أن تهب مالاً للرجل منذ البداية ليجعله مهراً للزواج بها.
يقول القرآن الكريم بهذا الصدد:
«وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْء مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً»4.
أمّا استرداد الرجل مهر وصداق زوجته بالتحايل والقوة فانّه عمل ينهى عنه القرآن بشدة:
«وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْج مَكانَ زَوْج وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَ تَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْض وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً»5.
لا يخفى أن الطلاق إذا ما وقع قبل الزواج فان على الزوج تسديد نصف المهر فقط.6
يمكننا القول في بيان وتوجيه هذا الحق الاقتصادي للمرأة: ان تخصيص هذا الامتياز المالي للمرأة يأتي أولاً: لتحملها الصعاب والمشقات في قيامها بالواجبات والمهام الأسرية الواجبة والمستحبة. وثانياً: ان أموراً من قبيل الحمل والولادة والرضاعة والحضانة ورعاية الاولاد تحول دون امكانية قيامها بالاعمال الاقتصادية، من هنا فقد خصص المهر للمرأة كي تتلقى أجر جهودها الى حدّ ما، ولئلا تكون أعمالها خالية من النفع الاقتصادي تماماً.
* * * * *
1. راجع: كراس الحقوق والسياسة في القرآن، محمدتقي مصباح اليزدي، الدرس: 211 وهو باللغة الفارسية.2. مهر المثل، هو المهر الذي يخصصه العرف لمثل هذا الزواج من حيث وضع الأسرة وشأنها.
3. راجع: الرسائل العملية للمراجع العظام، أحكام النكاح، وكذلك: سورة البقرة: 229، سورة النساء: 19، 24، 25، سورة المائدة: 5، سورة الأحزاب: 50، سورة الممتحنة: 10.
4. سورة النساء: 4.
5. النساء: 20 ـ 21.
6. راجع: الرسائل العملية، أحكام النكاح والمهر، وكذلك: البقرة: 237.
تعليق