إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"في الرضا بالقضاء.."

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "في الرضا بالقضاء.."




    اعلم كما قدّمنا أنّ مدار ترقّي المؤمن على تأسيّه بالنبي (صلى الله عليه وآله)
    وأهل بيته (عليهم السلام)..
    وقد روي في الكافي عن ابن أبي يعفور عن الصادق (عليه السلام) قال:
    "لم يكن رسول الله يقول لشيء قد مضى..لو كان غيره"

    انظر إلى تحرّجه إلى تمنّي خلاف الواقع، حذراً من الوقوع فيما ينافي الرضا.
    فالمطلوب من المؤمن توطين نفسه على الرضا بالواقع كيف كان.
    واعلم أنّ منشأ عدم الرضا، وتمنّي خلاف الواقع، إنما هو الجهل بحِكم الأشياء ومصالحها،
    فلو ظهرت له حكمة الأشياء لما تمنّى الإنسان غير الواقع..
    فإذا عوّد المؤمن نفسه على التأمّل في حِكم الأشياء ومصالحها، يظهر له كلّ كثيرٍ منها،
    ويسهل عليه الرضا، وما لم يظهر له وجهه يمكن أن يجعله من باب إلحاق المجهول
    بالأعمّ الأغلب.
    ولكل شيءٍ مصالحٌ عديدةٌ، وحِكم كثيرةٌ، فمهما توجّه الإنسان إلى ربه،
    وطلب منه إظهار بعض وجوه الشيء، أظهر له على حسب استعداده وقابليته،
    وطلبته وإرادته.
    وهذا أقرب الطرق في تحصيل الرضا بالقضاء.
    وأما توطين النفس على الرضا بالشيءــ ولو مع إخفاء حكمته والجهل بهاــ ففيه صعوبةٌ بالنسبة إلى ماذكرناه.
    وقد نقل أن مولانا الحسن بن علي (عليه السلام) علّم بعض الشيعة في عالم الطيف،
    أنه ينال ما يريده من نهاية القرب منهم، والتمكّن من رؤيتهم مهما أراد،
    بالاتصاف بما في هذه الأبيات وهي قوله:


    كن عن همومك معرضاً وكل الأمور إلى القضا
    فلربمــا اتّســـع المضيق ولربمـا ضـاق الفضــا
    ولـــرب أمــر مســخط لــك في عواقبه رضا
    الله يــفعل ما يشــــــــاء فــلا تكــــن معترضا
    الله عــودك الجميــــــل فقس على ما قد مضى




    فلعمري إنّ هذه الأبيات فيها الشفاء من كلّ داءٍ لمن عمل بها،
    وعمدتها تحصيل درجة الرضا بالقضاء..
    كما في قوله تعالى:
    {وَمَا يُلَقَّاها إلا الذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاها إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
    {سورة فصلت:35}
    وقد اشتملت هذه الأبيات الشريفة الصادرة من ينبوع الحكمة، ومعدن العصمة،
    على طُرفٍ من الإرشاد إلى تحصيل هذه الرتبة السنيّة.

    ثم بعد اليأس والعجز عن التدبير، وانقطاع الحيل والآمال، ترى الإنسان يقول:
    "على الله"
    كأن الله وكله إلى تدابيره التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
    والذي أرشد إليه أهل البيت (عليهم السلام) أنّ الواجب على المؤمن أن يُعوّدَ نفسه
    على الإعراض عن الهموم، حتى يتفرّغ قلبه للتوجه إلى ربه،
    قال الله عز وجل:
    {الذَِّينَ ءَامَنوا وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله ألا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ}.
    {سورة الرعد:28}

    فالقلب إذا توجه إلى ذكر الله، وعطفه ولطفه، ورأفته ورحمته، فرّت عنه الهموم
    والأحزان والغموم...
    فإمنا تنشأ من الالتفات إلى جانب النفس وإجراء الأمرعلى ما يقضيه حالها من العجز،
    والضيق والتحيّر بكلّ شيءٍ، والحرص على ما في يدها.

    فيا أخي!.. لا راحة للقلب حقيقة إلا عند ذكر الله، ولا اضطراب له إلا عند التفات النفس إلى عالم الضيق، والحرص والبخل، واليأس من الروح والراحة.

    :::::~:::::~:::::
    اتمنى أن ينال رضاكم
    التعديل الأخير تم بواسطة عاشقة كربلاء ; الساعة 03-07-2013, 08:26 PM. سبب آخر:


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    الحمد لله على ما قدر وقضى
    الحمد لله على جميل صنعه

    الاخت الكريمة (( عاشقة كربلاء ))حفظكم الله وزادكم علماً وتوفيقاً
    دمتم بخير سالمين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وارحمنا بهم واجعل عواقب امورنا الى خير

    تعليق


    • #3
      عزيزتي عاشقة كربلاء
      بوركت اناملك اوحسنت على
      هذا الموضوع
      تحياتي
      نحن الشيعة الأبية شجاعتنا نبوية غيرتنا
      حيدرية حشمتنا فاطمية آدابنا حسنية كرامتنا حسينية عزتنا زينبية .أدعيتنا سجادية علومنا باقرية أحاديثنا جعفرية سجداتنا كاظمية صلواتنا رضوية .كراماتنا جوادية أنباؤنا هادية.حكمتنا عسكرية انتصاراتنا مهدوية

      تعليق


      • #4
        شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع والمميز

        بارك الله فيكِ أختي عاشقة كربلاء...

        ننتظر منك الكثير من خلال إبداعاتك المميزة يا أحلى وردة

        اللهم عجل لوليك الفرج
        وعجل فرجنا بفرجه وأكحل ناظرنا بنظرة منا إليه ياالله بحق محمد وآله الأتقياء
        sigpic

        تعليق


        • #5



          سلمكم الله وحيّاكم بصفحتي المتواضعة
          عذبٌ مروركم كعذوبة روحكم وحرفكم
          جنائن الورد لطهر أنفاسكم


          جزيل الشكر والأمتنان لأخي الكريم
          "رافــــ الخزرجي ــــــد"
          وأختي الفاضلة
          "زينــــ قدوتي ـــــب"
          وأيضاً أختي العزيزة
          "عيــــ الحياة ــــــن"
          على مرورهم وردهم الذي زاد الموضوع تألقاً

          تقبلوا تحياتي


          تعليق


          • #6
            أحسنتِ أختي العزيزة (عاشقة كربلاء)
            مشاركة قيمة
            نسأل الله ان يجعله صيباً هنيئاً
            وجزاكِ الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم

            sigpic

            تعليق


            • #7
              *بســــم الله الرحمن الرحيــــم*
              *اللهــــم صلِ على محمد وآلِ محمــــد*

              شكراً لكِ عزيزتي على مروركِ العذب
              وكلماتكِ الرائعة وفقكِ الله لكل خير

              ووودي لكِ

              تعليق


              • #8


                (فضيلة الرضا)

                الرضا بالقضاء أفضل مقامات الدين، واشرف منازل المقربين، وهو باب الله الاعظم، ومن دخله دخل الجنة. قال الله ـ سبحانه ـ:




                " رضي الله عنهم ورضوا عنه "
                .
                المائدة، الآية: 122



                وعن النبي (ص): " أنه سأل طائفة من اصحابه: ما أنتم؟ فقالوا: مؤمنون، فقال: ما علامة ايمانكم؟ فقالوا: نصبر على البلاء، ونشكر عند الرخاء، ونرضى بمواقع القضاء، فقال: مؤمنون ورب الكعبة! "،

                وقال (ص): " إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فان صبر اجتباه، فان رضى اصطفاه ".

                وقال (ص): " اعطوا الله الرضا من قلوبكم، تظفروا بثواب فقركم ".

                سلمت الانامل التي خطت ... وعاشت الايادي التي ابدعت

                بارك الله بك - عاشقة كربلاء -

                موضوع مميز



                تعليق


                • #9
                  بســــــم الله الرحمن الرحيــــــم
                  اللهـــــــم صلِ على محمد وآلِ محمــــد

                  جزيل الشكر والإمتنان لكِ أختي العزيزة
                  "المحبة لله"
                  على هذا المرور العطر وعلى أضافتكِ القيمة
                  وفقكِ الله لكل خير

                  تعليق

                  يعمل...
                  X