بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين
محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم
خلود الثورة الحسينية
ان عظمة الثورة الحسينية وامتيازها في التاريخ لها ثلاثة اسرار وراء خلودها الزماني والمكاني.
الاول : هو عظمة صاحبها وامتيازه لكونه إماماً معصوماً وسيد شباب أهل الجنة بأتفاق المسلمين .
الثاني : ظروف الثورة ، لقد ثار الحسين في وقت كانت إرادة الأمة ميتة فأراد الحسين (عليه السلام ) بثورته المباركة إحياء هذه الامة الميتة التي تقبلت الظالمين كقدر مقدور وأرتضت الخنوع علاجاً لهذا المرض، فجاءت ثورة الحسين ( عليه السلام ) كالزلزال الذي أيقظ الأمة وعلمها إن العزة ضرورة كضرورة الهواء والماء وان الميت العزيز أفضل من الحي الذليل .
الثالث : هو إحياء الإسلام ذاته ، حيث حاول المخطط الأموي القضاء على الإسلام ابتداء من معاوية وتوجت الجهود بيزيد ، وحيث ان الأمة مبتلية بالخنوع والذل وفقدان الإرادة لذا لو هدم يزيد الإسلام المحمدي الأصيل لما تجرأ أحد فعل أي شيء لذلك احتاجت الأمة والإسلام لدم بعظمة الحسين ( عليه السلام ) للحفاظ على هوية الإسلام من الضياع .
هذه الخصائص الثلاث هي التي ميزت الثورة الحسينية المباركة عن باقي الثورات في التاريخ ولذلك فأن ثورة الحسين ( عليه السلام ) لم تكن ثورة آنية لتموت بعد زمان او مكانية في كربلاء ، لأنها كانت ثورة الحق ضد الباطل ، وثورة العدالة ضد الظلم ، وثورة الحرية ضد العبودية ، وثورة الإنسانية ضد الوحشية ، وثورة الهداية ضد الضلال . فجولة الباطل ساعة وجولة الحق الى قيام الساعة .
ولذا كان من الضروري ، امتداد هذه الثورة إلى يوم القيامة ما دام الحق ، والباطل موجودان ، وهذا هو سر تحريض الرسول ( صلى الله عليه واله الطيبين الطاهرين ) المسلمين على إحياء ذكرى عاشوراء طول الدهر ، ومنه اتخذ المسلمون مجالس العزاء والمأتم بمختلف اشكالها وعلى مر القرون . فثورة الإمام الحسين ثورة نادرة الحدوث امتازت بها الأمة الإسلامية دون سائر الأ مم، ويمكن الإستفادة من طاقاتها الخلاقة لبناء المجتمع الفاضل الحر الكريم لو أنها أحسنت توظيفها مثلما أرادة أهل البيت (عليهم السلام ) . وللأسف فأن الأمة الإسلامية تبخسها حقها لهبوط مستوى الوعي لدى معظمها ولجعل الحسين مجرد عبرة وعاطفة وليس عبرة وعقلاً ونظاماً فكرياً متكاملاً، فلا تستفيد منها بالمقدار الممكن والصحيح .
وفي هذا الشأن يقول : المفكر المسيحي ( انطوان بار ) لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية ، ولأقمنا له في كل ارض منبراً ، ولدعونا الناس إلى المسيحية بأسم الحسين .
وكتب الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي ( تاملاس توندون ) قائلاً : هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين
تعليق