بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
حث إمام الرضا أصحابه على الدعاء
*********************
قد حَثَّ الإمام الرضا أصحابَه على الدعاء إلى الله فقال لهم : عليكم بسلاح الأنبياء .
فقيل له : وما سلاح الأنبياء ؟
فقال : الدعاء .
وأوصى الإمام أصحابه أيضاً بإخفاء الدعاء ، وأن يدعو الإنسان ربَّه سراً لا يعلم به أحد .
فقال الإمام : دَعوةُ العبد سراً دعوة واحدة تَعدلُ سبعين دعوة علانيةً .
وتحدّث الإمام عن الأسباب التي توجب إبطاء الإجابة في الدعاء ، فقد روى أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : ( قلت لأبي الحسن – يعني الإمام الرضا – : جُعِلت فداك ، إني قد سألت الله حاجة منذ كذا وكذا سنة ، وقد دخل قلبي من إبطائها شيء ؟
فقال : يا أحمد ، إِيَّاك والشيطان أن يَكونَ لهُ عليك سَبيل حتى يُقنِطَكَ ، إن أبا جعفر – يعني الإمام الباقر – صَلَواتُ اللهِ عليه كان يقول :
إن المؤمن يسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ حاجته فَيؤَخر عنه تعجيلَ إِجابَتِهِ حُبّاً لِصَوتِه ، وإسماعَ نحيبِه .
ثم قال : والله ما أخَّر الله عزَّ وجلَّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خَيرٌ لهم مما عَجَّل لهم فيها ، وأي شيء الدنيا ؟
إن أبا جعفر كان يقول : ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة ، ليس إذا أُعطِيَ فَتَر ، فلا تَملَّ الدعاء فإنه من الله عزَّ وجلَّ بمكان – أي بمنزلة – ، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم ، وإياك ومُكَاشفة الناس .
فَإنَّا أهلَ بيت نَصِلُ من قَطَعَنَا ، ونحسن إلى من أساء إلينا ، فَنَرى – والله – في ذلك العاقبة الحسنة ، إن صاحب النعمة في عينه ، فلا يشبع من شيء ، وإذا أُكثِرَت النعم كان المُسلِم من ذلك في خطر لِلحُقوق التي تَجُبُّ عليه ، وما يخاف من الفتنة فيها .
أخبرني عنك ، لو أني قلت لك قولاً ، أكنت تَثِق به مني ؟
وسارع أحمد قائلاً : جُعلتُ فداك ، إذا لم أَثِق بقولك فبمن أثِق وأنت حجة الله على خلقه ؟
فأجابه الإمام :
فكن بالله أوثق ، فإنك على موعد من الله ، أليس الله عزَّ وجلَّ يقول :
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) [ البقرة : 186 ] .
وقال : ( لا تَقْنُطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) [ الزمر : 53 ] .
وقال : ( وَاللهُ يَعِدُكُم مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً ) [ البقرة : 267 ] .
فَكُن بالله عزَّ وجلَّ أوثق منك بغيره ، ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيراً ، فإنه مغفور لكم) .
وكان الإمام يتسلح بهذا الدعاء الشريف :
( بِسم اللهِ الرَّحمَن الرَّحِيم ، يَا مَن لا شَبِيه لَه ولا مِثَال ، أنتَ الله لا إِلَه إلا أَنتَ ، ولا خالق إلا أنت ، تَفنِي المَخلُوقين وتَبقَى ، أَنتَ حَلمْتَ عَمَّن عَصَاكَ ، وَفِي المَغفِرَة رِضَاك ) .
كما كان متشبثاً بهذا الدعاء الجليل :
اِستَسلَمتُ يَا مَولاي لَكَ وأَسلَمتُ نفسي إليك ، وَتَوكَّلتُ في كُلِّ أُمورِي عَليك ، وأنَا عبدُك وابنُ عَبدَيكَ ، فَأَخبِئْنِي اللَّهم في سِترِكَ عَن شِرَارِ خَلقِكَ ، واعصمنِي مِن كُلِّ أَذىً وَسُوءٍ بِمَنِّكَ ، وَاكفِنِي شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ بقدرتك .
اللَّهُم مَن كَادَنِي أَو أرادَنِي فَإِنِّي أَدْرَأُ بِكَ في نَحرِه ، فَسُدَّ عَنِّي أبصار الظالمين إذ كنت ناصري ، لا إله إلا أنت يا أرحمَ الرَّاحمين وإلهَ العالمين .
أسألُكَ كِفايَة الأَذَى والعافِيةِ والشِّفاءِ والنَّصرِ على الأعداء والتوفيق لِمَا تُحِبُّ رَبَّنَا ، وَيُرضِي يا رَبَّ العالمين ، يا جَبَّار السَّمَاوات والأَرَضين ، يا رَبَّ مُحمد وآله الطيبين الطاهرين ، صَلَواتُك عليهم أجمعين .
فإن الإمام قد استسلَم وأَسلَم نفسَهُ وجميعَ أمورِهِ للواحد القهار الذي بيده جميع مُجريَات الأحداث ، وقد احتجب بهذا الدعاء لِيَردَّ الله عنه كَيدَ المُعتَدِين ، وظُلمَ الظالمين .
حث إمام الرضا أصحابه على الدعاء
*********************
قد حَثَّ الإمام الرضا أصحابَه على الدعاء إلى الله فقال لهم : عليكم بسلاح الأنبياء .
فقيل له : وما سلاح الأنبياء ؟
فقال : الدعاء .
وأوصى الإمام أصحابه أيضاً بإخفاء الدعاء ، وأن يدعو الإنسان ربَّه سراً لا يعلم به أحد .
فقال الإمام : دَعوةُ العبد سراً دعوة واحدة تَعدلُ سبعين دعوة علانيةً .
وتحدّث الإمام عن الأسباب التي توجب إبطاء الإجابة في الدعاء ، فقد روى أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : ( قلت لأبي الحسن – يعني الإمام الرضا – : جُعِلت فداك ، إني قد سألت الله حاجة منذ كذا وكذا سنة ، وقد دخل قلبي من إبطائها شيء ؟
فقال : يا أحمد ، إِيَّاك والشيطان أن يَكونَ لهُ عليك سَبيل حتى يُقنِطَكَ ، إن أبا جعفر – يعني الإمام الباقر – صَلَواتُ اللهِ عليه كان يقول :
إن المؤمن يسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ حاجته فَيؤَخر عنه تعجيلَ إِجابَتِهِ حُبّاً لِصَوتِه ، وإسماعَ نحيبِه .
ثم قال : والله ما أخَّر الله عزَّ وجلَّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خَيرٌ لهم مما عَجَّل لهم فيها ، وأي شيء الدنيا ؟
إن أبا جعفر كان يقول : ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة ، ليس إذا أُعطِيَ فَتَر ، فلا تَملَّ الدعاء فإنه من الله عزَّ وجلَّ بمكان – أي بمنزلة – ، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم ، وإياك ومُكَاشفة الناس .
فَإنَّا أهلَ بيت نَصِلُ من قَطَعَنَا ، ونحسن إلى من أساء إلينا ، فَنَرى – والله – في ذلك العاقبة الحسنة ، إن صاحب النعمة في عينه ، فلا يشبع من شيء ، وإذا أُكثِرَت النعم كان المُسلِم من ذلك في خطر لِلحُقوق التي تَجُبُّ عليه ، وما يخاف من الفتنة فيها .
أخبرني عنك ، لو أني قلت لك قولاً ، أكنت تَثِق به مني ؟
وسارع أحمد قائلاً : جُعلتُ فداك ، إذا لم أَثِق بقولك فبمن أثِق وأنت حجة الله على خلقه ؟
فأجابه الإمام :
فكن بالله أوثق ، فإنك على موعد من الله ، أليس الله عزَّ وجلَّ يقول :
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) [ البقرة : 186 ] .
وقال : ( لا تَقْنُطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) [ الزمر : 53 ] .
وقال : ( وَاللهُ يَعِدُكُم مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً ) [ البقرة : 267 ] .
فَكُن بالله عزَّ وجلَّ أوثق منك بغيره ، ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيراً ، فإنه مغفور لكم) .
وكان الإمام يتسلح بهذا الدعاء الشريف :
( بِسم اللهِ الرَّحمَن الرَّحِيم ، يَا مَن لا شَبِيه لَه ولا مِثَال ، أنتَ الله لا إِلَه إلا أَنتَ ، ولا خالق إلا أنت ، تَفنِي المَخلُوقين وتَبقَى ، أَنتَ حَلمْتَ عَمَّن عَصَاكَ ، وَفِي المَغفِرَة رِضَاك ) .
كما كان متشبثاً بهذا الدعاء الجليل :
اِستَسلَمتُ يَا مَولاي لَكَ وأَسلَمتُ نفسي إليك ، وَتَوكَّلتُ في كُلِّ أُمورِي عَليك ، وأنَا عبدُك وابنُ عَبدَيكَ ، فَأَخبِئْنِي اللَّهم في سِترِكَ عَن شِرَارِ خَلقِكَ ، واعصمنِي مِن كُلِّ أَذىً وَسُوءٍ بِمَنِّكَ ، وَاكفِنِي شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ بقدرتك .
اللَّهُم مَن كَادَنِي أَو أرادَنِي فَإِنِّي أَدْرَأُ بِكَ في نَحرِه ، فَسُدَّ عَنِّي أبصار الظالمين إذ كنت ناصري ، لا إله إلا أنت يا أرحمَ الرَّاحمين وإلهَ العالمين .
أسألُكَ كِفايَة الأَذَى والعافِيةِ والشِّفاءِ والنَّصرِ على الأعداء والتوفيق لِمَا تُحِبُّ رَبَّنَا ، وَيُرضِي يا رَبَّ العالمين ، يا جَبَّار السَّمَاوات والأَرَضين ، يا رَبَّ مُحمد وآله الطيبين الطاهرين ، صَلَواتُك عليهم أجمعين .
فإن الإمام قد استسلَم وأَسلَم نفسَهُ وجميعَ أمورِهِ للواحد القهار الذي بيده جميع مُجريَات الأحداث ، وقد احتجب بهذا الدعاء لِيَردَّ الله عنه كَيدَ المُعتَدِين ، وظُلمَ الظالمين .
تعليق