إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بحث حديث الاستخلاف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث حديث الاستخلاف

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين والعن على اعدائهم الى يوم
    ان المظالم التي جرة على بيت الرسالة لم تجرى على أي فرقة او طائفه من خلق اللهِ تعالى ولعلم الله تعالى بما سوف يجرى على اهل هذا البيت فقد اوصى الله تبارك وتعالى في كتابة العزيز بهم في عدة آيات
    منه قوله تعالى
    ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) الشورة
    ومنه قوله تعالى
    سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) الصافات
    ومنه قول قوله تعالى
    قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) سبأ
    واذا اخذنا الآية الاولى والثالث نلاحظ ان المعنى واضح ولا يحتاج الى أي تفسير في ان الاخذ والتمسك باهل البيت عليهم السلام هو الذي تستفاد منه الامة الاسلامية في التمسك باهل البيت الذي عند التمسك بهديهم الذي جعله الله تعالى عندهم بوعاء علمه تبارك وتعالى
    فلا يمكن النجاة من عذاب الله تبارك وتعالى يوم القيامة الا بهم ولا يمكن لهذه الامة الاسلامية ان تنهض وتكون هاديه للبشر الا بالسير على نهجهم الذي هو الصراط المستقيم وحبل الله تعالى المتين وهذه الفتن التي وقعت بها الامة ما هو الا لانهم ابتعدوا عن نهج اهل البيت الذي هو صراط الله المستقيم وحبل الله تبارك وتعالى المتين 0
    اما الاحاديث النبوي الشريف الدالة على التمسك وحب اهل البيت اكثر من ان تحصه وفي جميع الطريق الى معرفة الله تبارك وتعالى وحتي عند مشايخ الوهابية وهم يذكرون في مجالسهم ان اكثر الناس علماً هو الامام علي عليه السلام ويأتي بعده ابن عباس وهذا الاعتراف لم يأتي الا لوضوحه عندهم وفي كتبهم
    ولا ندري مع هذا الاعتراف لماذا لا يلحقه اعتراف اخرى وهو تقديم اصحاب العلم على غيرهم من الجهلة في الاخذ بزمام امور المسلمين ليتوضح الطريق امام هذه الامة للنجاة من النار والسعادة في الدنيا بهديته البشري الى طريق الاسلام ونحن نلاحظ بواقع الحال ما تجري على هذه الامة في هذا العصر والعصور السابقة من الضعف والهون بين الامم الأخرى
    فلعنة الله على كل من ظلم اهل البيت وهذه الامة0
    وقد تم تكليفي من قبل السيد الاستاذ
    في البحث بأحد الاحاديث النبوي الشريفة الدالة
    على عدة امور وهو حديث الاستحلاف
    قال له النبي (صلّى الله عليه وآله): ارجع يا أخي إلى مكانك، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، فأنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي0
    الذين روى هذا الحديث من كتب السنة
    وأما الرواة لهذا الحديث فكثيرون جداً يصعب استيعاب أسمائهم، ونذكر جملة من مشاهير علماء السنة وحفاظهم ورواتهم:
    1 ـ الذهبي في تلخيص المستدرك.
    2 ـ ابن حجر الهيثمي في الصواعق.
    3 ـ صاحب الجمع بين الصحاح الستة.
    4 ـ صاحب الجمع بين الصحيحين.
    5 ـ البخاري في صحيحه.
    6 ـ مسلم في صحيحه.
    7 ـ ابن ماجه في سننه.
    8 ـ أحمد بن حنبل في مسنده.
    9 ـ البزاز في مسنده.
    10 ـ الترمذي في صحيحه.
    11 ـ ابن عبد البر في الاستيعاب.
    وغيرهم ممن كتب أو ألف كتاباً في فضائل علي (عليه السلام).
    وانشد حسان بن ثابت يقول:
    لا تقبل التوبة من تائب إلا بحب ابن أبي طالب
    أخي رسول الله بل صهره والصهر لا يعدل بالصاحب
    ومن يكن مثل علي وقد ردت له الشمس من المغرب
    رُدت عليه الشمس في ضوئها بيضاً كأن الشمس لم تغرب

  • #2
    الفصل الاول
    معنى الاستحلاف

    الاستخلاف :
    إقامة الغير مقامه ليقوم بعمله نيابة عنه
    المعجم: مصطلحات فقهية
    ‏ الاستخلاف في الحكم ‏:
    وهو أن يستخلف القاضي أو الإمام من يخلفه بعده في الحكم ‏
    المعجم: مصطلحات فقهية
    المصدر/ قاموس المعان
    والاستخلاف يتضمن وجود أربعة أطراف:
    1- المستخلِف: وهو الله عزَّ وجلَّ سواءً في الاستخلاف العام أو الخاص.
    2- المستخلَف: وهو الإنسان سواءً في الاستخلاف العام أو الخاص.
    3- المستخلَف فيه: وهو الأرض (او امامة الامة)في الاستخلاف العام , والأرض والمال الخاصَّين في الاستحلاف الخاص.
    4- المستخلَف عنه: وهو كل من كان قبل المستخلَف (وهنا النبي صلى الله عليه واله وسلم )من الأمم والأفراد السابقين في ملكية الأرض والمال.
    (وهذه المعاني يمكن ان تكون بين الله تعالى والنبي من جهة الى امير المؤمنين وبين امير المؤمنين والناس)



    المبحث الأول : مفهوم الاستخلاف وأقسامه
    المطلب الأول : مفهوم الاستخلاف:
    أولاً : مفهوم الاستخلاف في اللغة :
    الاستخلاف مصدر الفعل استخلف يستخلف استخلافاً.
    ويذكر أحمد بن فارس في كتابه معجم مقاييس اللغة (1) أن : الخاء واللام والفاء في " خلف " أصول ثلاثة , تأتي لأحد معانٍ ثلاث :
    المعنى الأول : أن يجيء شيء بعد شيء فيقوم مقامه .(الوصي بعد النبي)
    فالخَلَف – بفتح أوله ووسطه – ما جاء بعد الشيء , يُقال : هو خَلَف صدق من أبيه , أو هو خَلَف سوء من أبيه , فإذا لم يذكر في الكلام خيراً ولا سوءً قيل للجيد : خَلَف – بالفتح – وللرديء – خَلْف – بالتسكين – ومن ذلك قوله تعالى : " فخلف من بعدهم خَلْف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات " . [مريم :59]
    وقوله : " فخلف من بعدهم خَلْف ورثواالكتاب [الأعراف:169]
    والخلافة: راجعةٌ إلى الخَلَف , سميت بذلك لأن الثاني يجيء بعد الأول قائماً مقامه .
    وخَلَف فلانٌ فلاناً : إذا كان خليفته , يقال خلفه في قومه خلافةً ,
    قال تعالى " وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي ... " [الأعراف:142] ,
    ويقال في الدعاء : أخلف الله عليك , أي كان الله تعالى الخليفة عليك لمن فقدت من أب أو حميم , وخلَّف الله عليك " أي عوضك عن الشيء الذاهب منك ما يقوم بعده .
    واستخلف فلاناً : جعله مكانه , يقال : خلَّفت فلاناً أُخلِّفه تخليفاً , واسْتَخْلَفه : جعله خليفة .
    المعنى الثاني: خلاف قدَّام , ويكون هذا المعنى بتسكين الوسط " خَلْف " يقال : هذا خَلْفي, وهذا قدامي ,
    ومنه قوله تعالى " يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم " [ البقرة : 207]
    وقوله : " وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم ... " [ يس :45] .


    (1) معجم مقاييس اللغة لأبي الحسين أحمد بن زكريا بن فارس (ت395هـ) صـ309_310 دار إحياء التراث العربي – بيروت – الطبعة الأولى 142
    (2) المعنى الثالث : التَغيُّر – يقال : خَلَف فوه , إذا تغيَّر – ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : لَخَلُوف فَمِ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك "(1) ,
    (3) ومنه إخلاف الوعد , وفي الحديث: آية المنافق ثلاث : إذا حدَّث كذب وإذا وعد أخْلَف..."(2) .(3)
    والذي يهمنا في هذا البحث من هذه المعاني الثلاثة المعنى الأول وهو مجيء شيء بعد شيء وحلوله مكانه. ومن مشتقاته التي وردت في القرآن " خليفة " وجمعه " خلائف " و " خلفاء " واسم المفعول منه " مستخلَف ".

    (1) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب الصوم,
    (2) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب الإيمان برقم32 , ومسلم في كتاب الإيمان برقم 89 .
    (3) أنظر: لسان العرب لابن منظور
    ثانياً: مفهوم الاستخلاف في الاصطلاح :
    استخدم العلماء مصطلح "الاستخلاف" في كتبهم , ويقصدون به أحد أمرين:
    1- أن يعهد الحاكم لشخص آخر في أن يقوم بالأمر بعده, سواءً كان ذلك مؤقتاً, بأن كان الحاكم موجوداً ولكن رغب في إحلال آخر محله لظرف ألمَّ به كسفر ونحوه, ومن ذلك استخلاف الرسول صلى الله واله عليه وسلم لبعض صحابته على المدينة في حال سفره(1) . أو استخلاف الحاكم خليفة بعد موته على رعيته ومن ذلك استخلاف أبي بكر الصديق لعمر.(فاين استخلاف النبي صلى الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام)
    (اما كان ابي بكر اكيس من رسول صلى الله عليه واله وسلم الانسانية على هذه الامة مالكم كيف تحكمون)
    2- أن تحلَّ أمة محل أخرى , أو فرد محل آخر في ملكية الأراضي والأموال
    تعريف الاستخلاف (العام )بأنه:
    ( تمكين الله للبشر عامةً ولبعضهم خاصةً في إحلالهم محل من كان قبلهم في ملكية الأرض والمال).
    فقولنا " تمكين الله " ذلك أن المستخلِف هو الله عزَّ وجلَّ.
    وقولنا " للبشر عامة " وهذا هو الاستخلاف العام للبشر في الأرض.
    وقولنا " لبعضهم خاصة " أي لبعض البشر , وهذا هو الاستخلاف الخاص بنوعيه استخلاف الدول أو الأفراد.
    وقولنا " في إحلالهم " ذلك أن الاستخلاف يقتضي حلول اللاحق محل السابق كما سبق في المفهوم اللغوي.
    وقولنا " محل من كان قبلهم " سواءً كانوا شعوباً أو أفراداً أو مجتمعات.
    وقولنا " في ملكية الأرض والمال " وهذا هو المستخلَف فيه , الأرض بما فيها في الاستخلاف العام , والأرض والمال في الاستخلاف الخاص.
    وهذا الاتجاه في تعريف الاستخلاف هو الذي نراه راجحاً وهو الذي يظهر من خلال تأمل نصوص الاستخلاف.
    الاتجاه الثاني : أن حقيقة الاستخلاف هي عن الله عزَّ وجلَّ سواءً في الأرض أو المال .
    وهذا ما يراه بعض المفسرين وخاصة متأخريهم
    (1), وهو ما يأخذ به بعض الباحثين في الاقتصاد الإسلامي
    (2).وبيان هذا المفهوم: أن الله عزَّ وجلَّ أنزل آدم أبو الجنس البشري إلى الأرض , واستخلفه وذريته فيها وفيما أوجد فيها من الأموال والثروات. فيجب عليهم أن يقوموا بحق هذه النيابة من عمارة الأرض واستغلالها كما أباح الله , وتسخير ذلك في طاعته جلَّ وعلا.
    ويؤسس أصحاب هذا القول على هذا المفهوم : أن الإنسان خليفة الله في أرضه وماله. فالأرض أرض الله , والمال مال الله وهو الذي استخلف عباده فيها نيابة عنه , فهو المستخلِف والمستخلَف عنه جلَّ وعلا.(ومن هذا استخلاف الامام في الارض ليقوم بإيصال الناس الى طريق الله تعالى المستقيم والا لضلوا واضلوا)
    وسيظهر من خلال البحث أن هذا الاتجاه غير صحيح لما يترتب عليه من مخالفة لأصول العقيدة الإسلامية.
    المطلب الثاني : أقسام الاستخلاف:
    ينقسم الاستخلاف إلى قسمين عام , وخاص.
    القسم الأول : الاستخلاف العام
    وهو استخلاف البشر كلهم في الأرض , وقد بدأ هذا الاستخلاف من حين أن أهبط الله آدم عليه السلام وزوجته حواء إلى الأرض, كما قال تعالى " وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين " [البقرة:36]
    فالخطاب في الآية " اهبطوا " لآدم عليه السلام وحواء , وإبليس عليه لعنة الله , ولهذا قال بعدها " بعضكم لبعض عدو " أي الشيطان عدو لآدم وحواء.
    وقوله تعالى" ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين " أي أنكم سوف تستقرون في الأرض , وتنتفعون بما أعطاكم الله وسخر لكم من النعم التي عليها , ولكن هذا ليس على وجه الدوام والخلود بل " إلى حين " أي إلى قيام الساعة حيث ينتهي هذا الاستخلاف.
    فمحل الاستخلاف العام : الأرض بما فيها وما عليها , وهو ليس خاصاً بفئة دون أخرى, أو بجنس دون آخر , بل يشمل ذرية آدم جميعها, مسلمهم وكافرهم , ذكرهم وأنثاهم , من دون تحديد بجنسٍ معين .
    وبناءً على هذا الاستخلاف العام فإن الأصل اشتراك البشر جميعاً في الانتفاع مما أوجد الله في الأرض من خيرات وطيبات , فهم على حدٍ سواء فيها, إلا إذا كان هناك استخلاف خاص بنوعيه . استخلاف الدول أو الأفراد كما يُستفاد من نصوص الاستخلاف.
    القسم الثاني: الاستخلاف الخاص:
    وهو أن تستقل أمة من الأمم أو فرد من الأفراد في ملكية شيء من الأشياء.
    وهو ينقسم إلى نوعين :-
    النوع الأول: استخلاف الدول:
    بأن تستقل أمة من الأمم في إقليم من الأرض تحكم فيه نفسها ويكون لها سلطان يحمي مصالحها ويدبر شئونها.(2)
    فهذا النوع من الاستخلاف قائم على الاستخلاف العام.
    وقد أشار القرآن إلى هذا النوع من الاستخلاف في قوله تعالى عن داود عليه السلام " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق " [ص:26] , حيث كان حاكماً في أرض مملكته في الشام وما جاورها(3) .
    ويقول تعالى عن بني إسرائيل " ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين * ونمَكِّنَ لهم في الأرض ..." [القصص:4-5]
    وهي أرض مصر والشام فيجعلها لهم مكاناً يستقرون عليها ويقيمون فيها دولتهم(4).

    (1) أنظر: تفسير ابن عثيمين 1/132-133 مرجع سابق.
    (2) أنظر: السياسة الاقتصادية والنظم المالية في الفقه الإسلامي
    (3) على قول من فسرها بذلك , وقيل أن داود خليفة في جميع الأرض, أنظر: تفسير التحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر بن عاشور
    (4) أنظر: تفسير البغوي 3/373 .
    وقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالتمكين في الأرض واستخلافهم فيها كما حصل لمن كان قبلهم " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم " [النور:55] , وهذا من استخلاف الدول.

    النوع الثاني: استخلاف الأفراد :
    وهذا النوع يكون في استقلال الفرد في ملكية ما تحت يده من الأموال سواءً كانت أموالاً ثابتة أو منقولة , فهو مستخلف فيها استخلافاً خاصاً.
    (وقد يكون استخلاف في ادراة شؤن الناس او المسلمين بأمر من الله تعالى كما حصل في حديث الغدير)

    الاستخلاف العام: وذلك في حالة كون مصدر ملكية الفرد لهذا الشيء مباشراً من الملكية العامة كإحرازه بعض المباحات والصيد, أو من انتاج الفرد نفسه عن طريق استعماله وتفعيله لبعض المواد في الأرض كالزراعة والصناعة ونحوهما.
    فالأفراد وفقاً لمبدأ استخلافهم العام في الأرض قد جعل الله لهم سلطاناً مباشراً على ما فيها من الخيرات والطيبات ومكَّن لهم الانتفاع منها بما أعطاهم ووهبهم من القوى العقلية والجسمية(1),
    قال تعالى " أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون " [يس:71] ,
    وقال تعالى" يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض " [البقرة:267] .
    استخلاف خاص: وذلك إذا كان مصدر ملكية الفرد للشيء من مالك سابق عليه كالإرث أو الوصية أو من عقد يترتب عليه انتقال الملكية , فيكون حل محل المستخلِف السابق عليه فيما استُخلِف فيه.

    نستعرض في هذا المبحث الآيات القرآنية التي وردت في الاستخلاف بلفظ الاستخلاف ومشتقاته التي تعني مجيء شيء بعد شيء آخر والحلول مكانه, وهذه الألفاظ هي: استخلف يستخلف بصيغة الماضي والمضارع , وخَلِيْفَة , ومسْتَخْلَف, وخَلَاِئف , وخُلَفَاء.
    أما المشتقات الأخرى التي لا تعني هذا المفهوم فهي كثيرة منها, لفظ " خَلْف " و " خِلْفَه " و " الخَوَالف " و " مُخْلف " و " خِلاف "
    اللفظ الأول : اسْتَخْلَفَ
    ورد لفظ استخلف بصيغة الماضي والمضارع في القرآن الكريم في أربعة مواضع هي:
    الآية الأولى : قال تعالى: " وربك الغني ذو الرحمة , إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء , كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين " [الأنعام:133]
    الآية الثانية: قوله تعالى:" فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أُرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً إن ربي على كل شيء حفيظ " [هود:57]
    الآية الثالثة: قوله تعالى: " قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون " [الأعراف:129]

    الآية الرابعة : قوله تعالى :" وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم " [النور:55]

    اللفظ الثاني : خليفة :
    الخليفة على وزن فعيله والأصل خَليف والهاء فيه للمبالغة , وجمعه خلائف وخلفاء . والخليفة هو الذي يقوم مقام الذاهب ويسد مسده ويُطلق على المفرد , وقد يُراد به الجمع(1). وقد ورد لفظ " خليفة " في القرآن في موضعين هما :
    الآية الأولى : قوله تعالى : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة , قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون " [البقرة:30]
    الآية الثانية : قوله تعالى :" يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله... " [ص:26]

    اللفظ الثالث : مُستخـلَـفـــ :
    مُستخلَف اسم مفعول لخلف , وقد ورد فيه آية واحدة هي قوله تعالى " آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مُستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير " [الحديد:7]
    اللفظ الرابع : خلائف :
    الخلائف : جمع خليفة , على وزن فعائل , كوصائف جمع وصيفة وظرائف جمع ظريفة
    وقد ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم في أربعة مواضع هي :
    الآية الأولى : قوله تعالى :" وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم " [الأنعام:165]
    الآية الثانية : قوله تعالى :" ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين * ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون " [يونس:13-14] الآية الثالثة : قوله تعالى :" وهو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره , ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتاً ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خساراً " [فاطر:39]
    الآية الرابعة : قوله تعالى :" فكذبوه فأنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذَرين " [يونس:73]

    الخلفاء: جمع خليفة , وهم الأفراد أو الأمم الذين يحلون محل غيرهم سواءً كان حلولاً زمانياً أو مكانياً
    وقد ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع هي :
    الآية الأولى : قوله تعالى :" أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون " [النمل:62]
    الآية الثانية : قوله تعالى :" أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجلٍ منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون " [الأعراف:69]
    الآية الثالثة : قوله تعالى :" واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً " [الأعراف:74]

    خلاصة هذا الفصل
    1- يُقصد بالاستخلاف في اللغة: مجيء شيء بعد شيء وقيامه مقامه , أما في الاصطلاح فيوجد اتجاهين في مفهومه , اتجاه يرى أنه عمن سبق من الأمم أو الأفراد , واتجاه يرى أنه عن الله عز وجل.
    2- المنهج في مفهوم الاستخلاف أنه عمن سبق من الأمم والأفراد , وعليه يعرَّف الاستخلاف بأنه: تمكين الله للبشر عامة ولبعضهم خاصة في إحلالهم محل من قبلهم في ملكية الأرض والمال.
    3- ينقسم الاستخلاف إلى قسمين رئيسين : عام وهو يشمل البشر كلهم , واستخلاف خاص وهو نوعان : استخلاف الدول واستخلاف الأفراد.
    4- ورد لفظ الاستخلاف ومشتقاته - التي تعني مجيء شيء بعد شيء في القرآن الكريم في أربعة عشر موضعاً , ومشتقاته هي:
    استَخْلَف , يسْتَخْلِف , مُسْتَخْلَف , خَلِيفْ , خَلاَئِفْ , خُلَفَاء , وجمهور المفسرين فسَّروها على أن المقصود بها: الخلافة عمن سبق من الأمم أو الأفراد ,كما تدل على ذلك صراحة أغلب النصوص التي وردت في الاستخلاف , ويُفهم من بعضها الآخر.
    5- المستخْلِف هو الله عزَّ وجلَّ , والمستخْلَف هو الإنسان سواءً كان في الاستخلاف العام أو الخاص.
    6- المستخلَف فيه: هو الأرض بما فيها وما عليها في الاستخلاف العام , والأرض والمال الخاصَّين في الاستخلاف الخاص.
    7- اختلف المفسرون في تحديد المستخلف عنه في قوله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " وفي بعض آيات الاستخلاف الأخرى.
    فقيل أنه هو الله عزَّ وجلَّ , وقيل: أنه من كان في الأرض قبل إهباط آدم عليها, وقيل المقصود بـ" الخليفة ": المخلوف , فهو مخلوف من ذريته .
    وقد توصل الباحث بعد مناقشة الأقوال إلى أن القول في المستخلَف عنه أنه من كان في الأرض قبل إهباط آدم عليها , ومن دون تعيين جنس له. وهذا في الاستخلاف العام.
    أما في الاستخلاف الخاص فإن المستخلَف عنه هو من كان مالكاً للشيء المستخلَف فيه أو حالاً به.
    8- القول بأن " الإنسان خليفة عن الله في أرضه وماله " قول غير صحيح لمخالفته أصول العقيدة الصحيحة والعقل السليم, ولما يترتب عليه من مفاسد , والصحيح أن الإنسان مستخلَف من الله في أرضه وماله عمن سبق فيهما ممن كان مالكاً لهما أو حالاً فيهما.
    والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ,
    التعديل الأخير تم بواسطة ابو علي المياحي ; الساعة 07-02-2014, 10:13 PM. سبب آخر:

    تعليق


    • #3
      الفصل الثاني في اراء المخالفين (السنية) في حديث الاستخلاف
      اما الرد عليها كان من قبليمنهاج السنة لشيخ الإسلام بن تيمية (726 هـ) الجزء5 صفحة260

      وكان هذا بعد غزوة تبوك واستخلافه له فيها على من تركه بالمدينة وقوله له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ثم بعد هذا أمر أبا بكر على الموسم وأردفه بعلي مأمورا عليه لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان هذا مما دل على أن عليا لم يكن خليفة له إلا مدة مغيبه عن المدينة فقط ثم أمر أبا بكر عليه عام تسع ثم إنه بعد هذا بعث عليا وأبا موسى الأشعري ومعاذا إلى اليمن فرجع علي وأبو موسى إليه وهو بمكة في حجة الوداع وكل منهما قد أهل بإهلال النبي صلى الله عليه وسلم فأما معاذ فلم يرجع إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق
      ج/(انظروا الى حقد شيخ الاسلام كما تسمي الوهابية على امير المؤمنين عليه السلام فانه يترضى على جميع الصحابة الفاجر والفاسق منهم ولا يترضى عن امير المؤمنين وكأنما ان ام امير المؤمنين قتلت امة الا لعنة الله على القوم الظالمين ونقول له ان هذه العبارة قد وردة عدة مرات من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام وانه نزل من القران بحق امير المؤمنين عليه السلام ما يدل على التنصيب لإكمال الدين في
      قولة تعالى يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)المائدة)
      منهاج السنة لشيخ الاسلام (726 هـ) الجزء7 صفحة325 كلام الرافضين على المنهج الثالث في الادلة
      قال الرافضي الثالث
      قوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي اثبت له عليه السلام جميع منازل هارون من موسى عليه السلام للاستثناء ومن جملة منازل هارون انه كان خليفة لموسى ولو عاش بعده لكان خليفة أيضا وإلا لزم تطرق النقض إليه ولأنه خليفته مع وجوده وغيبته مدة يسيرة فبعد موته وطول مدة الغيبة أولى بأن يكون خليفته؟
      والجواب أن هذا الحديث ثبت في الصحيحين بلا ريب وغيرهما كان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ذلك في غزوة تبوك وكان صلى الله عليه وسلم كلما سافر في غزوة أو عمرة أو حج يستخلف على المدينة بعض الصحابة كما استخلف على المدينة في غزوة ذي أمر عثمان وفي غزوة بني قينقاع بشير بن عبد المنذر ولما غزا قريشا ووصل إلى الفرع استعمل ابن أم مكتوم وذكر ذلك محمد بن سعد وغيره.
      ج/(الحمد لله العلى القدير الذي جعل ابن تيمية يعترف بوجود هذا الحديث في الصحيحين والا فان الكثير من فضائل امير المؤمنين الوارد بالتواتر فان ابن تيمية ينكر واذا اضطر هذا الناصبة الى الاعتراف بفضيله معينة اخذ يشكك في مضمون هذا الحديث ويطرح تسألت من شيطنها الاكبر الذي جعله على طريق الظلال واصبح بالتالي هو الذي يقود الشيطان الى طريق العداء لأهل البيت عليهم السلام الا لعنت الله على القوم الظالمين)
      (ونقول له هل ان باقي الصحابة كرر لهم مقولة انت مني بمنزلة هارون من موسى او ان هذا كان مختص بأمير المؤمنين عليه السلام فان هذا القول كان مكرر من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم منذُ بداية الدعوى في حديث الدار الذي قال فيه صلى الله عليه واله وسلم هذا أخي، و وارثي، ووزيري، ووصيي، وخليفتي فيكم بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا ".
      الى اية الاكمال وما جرى في حديث الغدير الى غير ذلك من الآيات والروايات الدالة على تنصيب امير المؤمنين عليه السلام في منصب الامامة )0

      وبالجملة فمن المعلوم انه كان لا يخرج من المدينة حتى يستخلف وقد ذكر المسلمون من كان يستخلف فقد سافر من المدينة في عمرتين عمرة الحديبية وعمرة القضاء وفي حجة الوداع وفي مغازيه اكثر من عشرين غزاة وفيها كلها استخلف وكان يكون بالمدينة رجال كثيرون يستخلف عليهم من يستخلفه فلما كان في غزوة تبوك لم يأذن لاحد في التخلف عنها وهي آخر مغازيه صلى الله عليه وسلم ولم يجتمع معه أحد كما اجتمع معه فيها فلم يتخلف عنه إلا النساء والصبيان أو من هو معذور لعجزه عن الخروج أو من هو منافق وتخلف الثلاثة الذين تيب عليهم ولم يكن في المدينة رجال من المؤمنين يستخلف عليهم كما كان يستخلف عليهم في كل مرة بل كان هذا الاستخلاف اضعف من الاستخلافات المعتادة منه لأنه لم يبق في المدينة رجال من المؤمنين أقوياء يستخلف عليهم أحدا كما كان يبقى في جميع مغازيه فإنه كان يكون بالمدينة رجال كثيرون من المؤمنين أقوياء يستخلف عليهم من يستخلف فكل استخلاف استخلفه في مغازيه مثل استخلافه في غزوة بدر الكبرى والصغرى وغزوة بني المصطلق والغابة وخيبر وفتح مكة وسائر مغازيه التي لم يكن فيها قتال ومغازيه بضع عشرة غزوة وقد استخلف فيها كلها إلا القليل وقد استخلف في حجة الوداع وعمرتين قبل غزوة تبوك
      ج/ ( نجيب على هذا القول بعدة نقاط)
      1-ان هذا المعرك لم تقع في الاصل وبالتالي ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يحتاج الى سيف على عليه السلام لعدم حدوث معركة في الاصل
      2-ان هذه الغزوة كانت من اواخر غزوات النبي صلى الله عليه واله وسلم واردة بذلك ان يبين قدر امير المؤمنين عند الله تعالى وعند نفسه صلى الله عليه واله وسلم بتنصيب امير المؤمنين عليه السلام والي على المدينة المنورة وامام اهل المدينة من المهاجرين والانصار على ان هذا الامر وهو تولي امر المدينة لا يصلح الا بالنبي صلى الله عليه وال وسلم او بعلي وصي رسول الله علي المدينة
      3-بينت هذه الغزوة ما في قلوب المنافقين الذين كانوا في المدينة او الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتعرضه لمحولة اقتيل من قبل اولئك المنافقين وعلمه بهذه الحادثة مسبق من قبل الله تعالى هو الذي قد جعله يجعل في المدينة من يكون وصياً من بعدة من قبل الله تعالى وهذا ما يدل على قولة صلى الله عليه واله وسلم ان المدينة لا تصلح الا بي او بك
      4-قد يكون هناك من المؤامرات التي حدثة بكثر على المدينة احدها كان مبيت على المدينة عند خروج النبي عليه السلام ولا يصلح ان يقابل هذه المؤامرة الا امير المؤمنين
      وهناك كثير من الردود التي يمكن ان تساق في هذا المضمار الا ان طول الحديث وقصر الوقت هو الذي يجعلنا ان نقتصر على هذه النقاط الاربعة فقط ) 0

      وفي كل مرة يكون بالمدينة افضل ممن بقي في غزوة تبوك فكان كل استخلاف قبل هذه يكون علي افضل ممن استخلف عليه عليا فلهذا خرج إليه علي رضي الله عنه يبكي وقال أتخلفني مع النساء والصبيان ؟
      ج/ (هذا ليس دليل فان من الذين خرجوا مع النبي البعض منهم ارد قتل النبي صلى الله عليه واله وسلم)
      وقيل : أن بعض المنافقين طعن فيه
      ج(انظروا الى تضعيف ابن تيمية بقولة وقيل ونقول له انظر الى كثرة الاحاديث التي وردة في ان المنافق يعرف بكرة لعلي عليه السلام والحديث الذي يقول كنا نعرف اطفالنا على امير المؤمنين فنعرف ابن منا او لا بكره لعلي عليه السلام
      وأقوالهم أنما خلفه لأنه يبغضه فبين له النبي صلى الله عليه وسلم اني إنما استخلفتك لأمانتك عندي وأن الاستخلاف ليس بنقص ولا غض فإن موسى استخلف هارون على قومه فكيف يكون نقصا وموسى ليفعله بهارون فطيب بذلك قلب علي وبين أن جنس الاستخلاف يقتضي كرامة المستخلف وأمانته لا يقتضي إهانته ولا تخوينه وذلك لان المستخلف يغيب عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد خرج معه جميع الصحابة.
      ج( ان البعض مما وردة من انها كرامة لعلي عليه السلام في ان يكون هو المستخلف من قبل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على المدينة في هذا الظرف التي كانت تحيط بالمسلمين هو شرف للأمير المؤمنين عليه السلام لأنه تبين قدر امير المؤمنين عند رسول الله صلى الله علية واله وسلم
      اما ان رسول لله صلى الله علية واله وسلم اراد ان يطيب نفس امير المؤمنين فنقول ومن الذي لا يرضي ان يطيب نفسة من هو متصل بالسماء وقد يكون اضافة الى ذلك يريد ان يبين قدر اهمية امير المؤمنين عند للصحابة)
      والملوك وغيرهم إذا خرجوا في مغازيهم اخذوا معهم من يعظم انتفاعهم به ومعاونته لهم ويحتاجون إلى مشاورته والانتفاع برأيه ولسانه ويده وسيفه والمتخلف إذا لم يكن له في المدينة سياسة كثيرة لا يحتاج إلى هذا كله فظن من ظن أن هذا غضاضة من علي ونقص منه وخفض من منزلته حيث لم يأخذه معه في المواضع المهمة التي تحتاج إلى سعي واجتهاد بل تركه في المواضع التي لا تحتاج إلى كثير سعي واجتهاد
      ج/(كما قلنا فيما سبق ان المعركة في الاصل لم تحدث لكي يحتاج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى سيف علي علية السلام)
      فكان قول النبي صلى الله عليه وسلم مبينا أن جنس الاستخلاف ليس نقصا ولا غضا إذ لو كان نقصا أو غضا لما فعله موسى بهارون ولم يكن هذا الاستخلاف استخلاف هارون لان العسكر كان مع هارون وإنما ذهب موسى وحده.
      يتبع

      تعليق


      • #4
        وأما استخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فجميع العسكر كان معه ولم يخلف بالمدينة غير النساء والصبيان إلا معذور أو عاص.
        ج/( لا فرق لان خروج النبي صلى الله علية واله وسلم او أي نبي اخرى يستلزم وضع من ينوب عنه في الولية على امة ولا نعرف كي يرتضي من يقول ان النبي صلى الله علية والة وسلم وباقي الانبياء كانوا يوصون الى اوصياء عند الذهاب لفترة وجيزة في حين انهم يتركون الامة بلا وصي عند الانتقال الى الرفيق الاعلى ويتركون هذه الامة عضة للفتن)
        وقول القائل هذا بمنزلة هذا وهذا مثل هذا هو كتشبيه الشيء بالشيء وتشبيه الشيء بالشيء يكون بحسب ما دل عليه السياق لا يقتضي المساواة في كل شيء ألا ترى إلى ما ثبت في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الأسارى لما استشار أبا بكر وأشار بالفداء واستشار عمر فأشار بالقتل قال سأخبركم عن صاحبيكم مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم إذ قال : فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [إبراهيم : 36] ومثل عيسى إذ قال : إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة : 118] ومثلك يا عمر مثل نوح إذ قال : رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً [نوح : 26] ومثل موسى إذ قال : رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [يونس : 88]
        ج/(ليس كل ما ثبت في الصحيحين هو صحيح بل هو حجة عليكم وليس لكم لان الحجة علينا هو ما موجود في كتباني فقط دون ما موجود في كتبكم)
        فقوله هذا مثلك كمثل إبراهيم وعيسى ولهذا مثل نوح وموسى اعظم من قوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى فان نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى اعظم من هارون وقد جعل هذين مثلهم ولم يرد انهما مثلهم في كل شيء لكن فيما دل عليه السياق من الشدة في الله واللين في الله.
        ج/(ولكن هذا الحديث غير موجود في الكتب الشيعية فلا يمكن الاحتجاج بها على الشيعة اعزهم الله تعالى)
        وكذلك هنا إنما هو بمنزلة هارون فيما دل عليه السياق وهو استخلافه في مغيبه كما استخلف موسى هارون وهذا الاستخلاف ليس من خصائص علي بل ولا هو مثل استخلافاته فضلا عن أن يكون افضل منها وقد استخلف من علي افضل منه في كثير من الغزوات ولم تكن تلك الاستخلافات توجب تقديم المستخلف على علي إذا قعد معه فكيف يكون موجبا لتفضيله على علي ؟
        ج/(اجيب واقول ان هذا القول أي انت مني بمنزلة هارون من موسى ورد في عدة مواقف ولم يقتصر على هذا الموضع ومنذُ بداية الدعوى الى نهاية حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم)
        بل قد استخلف على المدينة غير واحد وأولئك المستخلفون منه بمنزلة هارون من موسى من جنس استخلاف علي بل كان ذلك الاستخلاف يكون علي اكثر وأفضل ممن استخلف عليه عام تبوك وكانت الحاجة إلى الاستخلاف اكثر فإنه كان يخاف من الأعداء على المدينة فأما عام تبوك فإنه كان قد أسلمت العرب بالحجاز وفتحت مكة وظهر الإسلام وعز ولهذا أمر الله نبيه أن يغزو أهل الكتاب بالشام ولم تكن المدينة تحتاج إلى من يقاتل بها العدو ولهذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم عند علي أحدا من المقاتلة كما كان يدع بها في سائر الغزوات بل اخذ المقاتلة كلهم معه.
        ج/( اجيب على هذا الشبه باختصار وهو ان غزوة تبوك هي اخرى غزو ولم يتم عزل امير المؤمنين عليه السلام بل تم تثبيت وليته بشكل دائم بعدها بحديث الغدير في حجة الوداع)
        وتخصيصه لعلي بالذكر هنا هو مفهوم اللقب وهو نوعان لقب هو جنس ولقب يجري مجرى العلم مثل زيد وأنت وهذا المفهوم اضعف المفاهيم ولهذا كان جماهير أهل الأصول والفقه على انه لا يحتج به فإذا قال محمد رسول الله لم يكن هذا نفيا للرسالة عن غيره لكن إذا كان في سياق الكلام ما يقتضي التخصيص فإنه يحتج به على الصحيح.
        كقوله تعالى (ففهمناها سليمان) وقوله (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون).
        وأما إذا كان التخصيص لسبب يقتضي فلا يحتج به باتفاق الناس.
        فهذا من ذلك فإنه إنما خص عليا بالذكر لأنه خرج إليه يبكي ويشتكي تخلفه مع النساء والصبيان.
        ومن استخلفه سوى علي لما لم يتوهموا أن في الاستخلاف نقصا لم يحتج أن يخبرهم بمثل هذا الكلام والتخصيص بالذكر إذا كان لسبب يقتضي ذاك لم يقتض الاختصاص بالحكم فليس في الحديث دلالة على أن غيره لم يكن منه بمنزلة هارون من موسى كما أنه لما قال للمضروب الذي نهى عن لعنه دعه فإنه يحب الله ورسوله لم يكن هذا دليلا على أن غيره لا يحب الله ورسوله بل ذكر ذلك لا جل الحاجة إليه لينهى بذلك عن لعنه.

        ولما استأذنه عمر رضي الله عنه في قتل حاطب بن أبي بلتعة قال دعه فانه قد شهد بدرا ولم يدل هذا على أن غيره لم يشهد بدرا بل ذكر المقتضى لمغفرة ذنبه.
        ج/(اذن كيف تجعلون الصحابة معصومون من الذنوب واحدهم يريد ان يقتل الاخرى
        وكذلك لما شهد للعشرة بالجنة لم يقتض أن غيرهم لا يدخل الجنة لكن ذكر ذلك لسبب افتضاه.
        (هذا الحديث يدل على تكذيب نفسة على بنفسة وهو ان هؤلاء الصحابة احدهم قتل الاخرى كما قتل عثمان وطلحة والزبير)
        وكذلك لما قال للحسن وأسامة اللهم إني احبهما فأحبهما وأحب من يحبهما لا يقتضي انه لا يحب غيرهما بل كان يحب غيرهما اعظم من محبتهما.
        ج/(هذا الحب له عدة وجوه وتابع لتلك الحالة اما الحسن فان حبة له خصوصية من عدة وجو واستمرار المحبة يحتاج الى دليل تبع لتلك المواقف اما الحسن عليه السلام فان حب النبي لهم باحاديث متواترة واليس بحديث مجهول)
        وكذلك لما قال لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة لم يقتض أن من سواهم يدخلها.
        ج/(كما اسلفنا هذا الحديث حجة على المخالفين وليس على الشيعة واهل البيعة البعض منهم قتل البعض الاخرى في المعارك التي وقعت بعد ذلك)
        وكذلك لما شبه أبا بكر بإبراهيم وعيسى لم يمنع ذلك أن يكون في أمته وأصحابه من يشبه إبراهيم وعيسى وكذلك لما شبه عمر بنوح وموسى لم يمتنع أن يكون في أمته من يشبه نوحا وموسى.
        فان قيل أن هذين افضل من يشبههم من أمته.
        قيل الاختصاص بالكمال لا يمنع المشاركة في اصل التشبيه.
        وكذلك لما قال عن عروة بن مسعود إنه مثل صاحب ياسين وكذلك لما قال للأشعريين هم مني وأنا منهم لم يختص ذلك بهم بل قال لعلي أنت مني وأنا منك وقال لزيد أنت أخونا ومولانا وذلك لا يختص بزيد بل أسامة أخوهم ومولاهم.
        وبالجملة الأمثال والتشبيهات كثيرة جدا وهي لا توجب التماثل من كل وجه بل فيما سيق الكلام له ولا يقتضي اختصاص المشبه بالتشبيه بل يمكن أن يشاركه غيره له في ذلك.
        قال تعالى مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ [البقرة : 261] وقال تعالى وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ [يس : 13] وقال مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ [آل عمران : 117]
        وقد قيل أن في القران اثنين وأربعين مثلا.
        وقول القائل انه جعله بمنزلة هارون في كل الأشياء إلا في النبوة باطل فان قوله أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى دليل على انه يسترضيه بذلك ويطيب قلبه لما توهم من وهن الاستخلاف ونقص درجته فقال هذا على سبيل الجبر له.
        ج/(وكذلك تمت المؤاخاة بين النبي صلى الله عليه واله وسلم ولم يؤخي مع غيره من الصحابة وكذلك كان رد على المنافقين الذين كانوا يعرفون ببغضهم لعلي عليه السلام وانهم غير طاهرين النسب من خلال كرهم لعلي عليه السلام)
        قوله بمنزلة هارون من موسى أي مثل منزلة هارون فإن نفس منزلته من موسى بعينها لا تكون لغيره وإنما يكون له ما يشابهها فصار هذا كقوله هذا مثل هذا وقوله عن أبي بكر مثله مثل إبراهيم وعيسى وعمر مثله مثل نوح وموسى.
        ومما يبين ذلك أن هذا كان عام تبوك ثم بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر أميرا على الموسم وأردفه بعلي فقال لعلي أمير أم مأمور فقال بل مأمور فكان أبو بكر أميرا عليه وعلي معه كالمأمور مع أميره يصلي خلفه ويطيع أمره وينادي خلفه مع الناس بالموسم ألا لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
        ج/(هذا الحديث لا يحتاج به علينا بل الذي لدينا ان امر ابو بكر بالرجوع والذي قام بالتبليغ هو علي عليه السلام وقال صلى الله عليه واله السلام بحديث لا يبلغ عني الا اني او احد من اهل بيتي)
        وإنما اردفه به لينبذ العهد إلى العرب فإنه كان من عادتهم أن لا يعقد العقود وينبذها إلا السيد المطاع أو رجل من أهل بيته فلم يكونوا يقبلون نقض العهود إلا من رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
        ج/(ليس كل ما كان على عهد الجاهلية قد نبذا الاسلام بل ان هناك من الامور التي كانت على عهد الجاهلية قد اقره الاسلام مثل ذلك الاخلاق الحميدة من اكرام الضيف وقطع يد السارق ودية القتل بمئة من الابل وغير ذلك اضافةً ان هذه قد تكون من اختراعات قصص ابن تيمية التي لاوجود لها ال في الذهن فان حديث لا يبلغ عني الا انا او احد مني صحيح وثبت لدينا )
        ومما يبين ذلك انه لو أراد أن يكون خليفة على أمته بعده لم يكن هذا خطابا بينهما يناجيه به ولا كان أخره حتى يخرج إليه على ويشتكي بل كان هذا من الحكم الذي يجب بيانه وتبليغه للناس كلهم بلفظ يبين المقصود.
        ج/(وقد تم ذلك بأية قراني وحديث مشهور وثبت صحته لدا الطرفين بالتواتر وهو حديث الغدير في يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه واله) بيدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه،
        علي يثبت منزلة أبي بكر من النبي
        إن مبايعة علي تبطل كل حجة يأتي بها الشيعة سواء كانت حديثية أم لغوية أو أصولية. فإن كل ذلك لا ينفع ولا يقف في وجه مبايعة علي التي يبرر لها الشيعة بالبيعة الإجبارية تحت طائلة التهديد من غير أن يسندوا هذا التهديد المزعوم برواية واحدة صحيحة. فإن اعترفتم بالبيعة وعجزتم عن إثبات التهديد فقد انهدم دينكم.
        وإذا قلتم إن عليا إنما بايع وسكت عن حقه حرصا على بيضة المسلمين. فنقول: فاسكتوا أنتم أيضا واقتدوا به في سكوته واقبلوا البيعة كما قبلها هو تكونوا حينئذ متمسكين بالعترة. ولكن لم يعهد في علي أن يسكت عن الحق، فقد قاتل معاوية يوم أن له حق عليه.
        ج/(اقوال الشيعة في هذا الخصوص)
        1-المفيد ومحققي الشيعة ان علي علية السلام لم يبايع قط
        2-بيايع ولكن تحت الضغط وكان مكره وتحت التهديد قسم من علماء الشيعة

        تعليق


        • #5
          الرأي السني
          1-بياع علي علية السلام من اول الامر ولكن كان مكره ويتبين الاكراه من خلال الروايات وذلك عند سئل عنه ابي بكر فأتوا بها فقال له اتريد ان تشق عصا الامة
          2- لم يبايع الا بعد ستة اشهر من خلافة ابي بكر اي بعد مضي ربع خلافة ابي بكر
          وكانت للبيعة عدة مبررات
          1-حرصه على المصلحة الاسلامية
          2-الحفاظ على كيان الامة الاسلامية
          3-البيعة الاكراهية لا تنفي ابداً وجود النص على امير المؤمنين علية السلام والبيعة الجبرية كالعدم
          الاحاديث الواردة في حصول البيعة من اول الامر من كتب السنة
          1-البيهقي في السنن والاعتقاد
          2-الحاكم في المستدرك
          ولكن يرد علية
          1-الحديث يدل باللفظ الصريح على الاكراه (اردت ان تشق عصا المسلمين)
          2-يوجد احاديث في البخاري ومسلم وابن حبان تخالف هذا الحديث وهو ان البيعة كانت من اول الامر
          3-روى الطبري في تاريخه في حديث طويل قال(وتخلف علي والزبير واخترط الزبير سيفة وقال لا اغمده حتى يبايع علي)
          4-اخرج البخاري ومسلم في صحيحهما ان امير المؤمنين عليه السلام خاطب ابا بكر قائلاً ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى حقاً لقربتنا من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نصيباً
          وفي صحيح البخاري قالت عائشة (لقد خوف عمر الناس وان فيهم لنفاق)
          الحديث الدال على ان علياً لم يبايع الا بعد ستة اشهر
          1- اخرج البخاري ومسلم وابن حبان والطبراني في مسند الشاميين بسندهما عن شعبة من ابي حمزة عن الزهري عن عروة عن عائشة
          2- وروي عبدالرزاق الضغائني في مصنفة عن معمر عن الزهرة عن عروة عن عائشة (ان فاطمة علية السلام والعباس اتيا ابا بكر يلتمسان ميراثهما )
          3- واخرج البيهقي في سننه والطبري في تاريخه عن عبدالرزاق الضغائني عن معمر
          وهذه الاحاديث الواردة في الصحاح المعتبرة كما هو واضح تفيد ان علي عليه السلام لم يبايع ابا بكر مدة طويلة امتددت ستة اشهر متواصلة
          الاشكال السندي
          تأخر علي عليه السلام عن البيعة مدرج في كلام الزهري
          التأخير عن البيعة لمدة ستة اشهر وان ورد في صحيح البخاري ومسلم منقطع ومدرج وهو من كلام الزهري وليس من عائشة
          البيهقي/ يقول قول الزهري في قعود علي عن البيعة لابي بكر حتى توفيت فاطمة علية السلام منقطع وحديث ابي سعيد الخدري اصح
          الجواب /
          1- تأخير امير المؤمنين عن البيعة من كلام عائشة وليس من كلام الزهري
          2- ما نقلة البيهقي عن عبدالرزاق لا يتطابق مع روايات عبدالرزاق 0مقارن بين حديث عبدالرزاق في المصنف وحديث البيهقي عنة
          3- تأخير البيعة قد ورد في الصحيحين وغيرهم متصل
          4- خبر تأخير علي عن البيعة ستة اشهر اخرجه البخاري ومسلم وابن حبان من غير طريق معمر عن طريق الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن الزهري عن عروة عن عائشة
          5- لم يتعرض كبار شراح الحديث الى الادراج فلو كان فلو كان هذا الادراج صحيح كما ذكره البيهقي لأشار اليه شراح الحديث ولا يعقل ان يخفى عليهم فثبت ان تأخر علي عليه السلام امر ثابت ومشهور
          6- لو صح الادراج فلا يبعد انه من كلام عائشة
          توجيه دلالة الاحاديث بان البيعة حصلت مرتين
          بان البيعة حصلت مرتين مرة في اول امر الخلافة ابي بكر والثاني بعد ستة اشهر
          الجواب:
          1-ان هذا الجمع استحساني وتبرعي ولا شاهد علية
          2-ان الروايات الواردة في صيغة التأخير عبرة بصيغة الماضي (ولم يكن بايع)
          3- شراح الاحاديث لم يفهموا ذلك
          فيبقى اما روايات تأخير البيعة وان الروية كانت متصلة من كلام عائشة او انه حصل تعارض بها من الروية الدالة على حدوث البيعة من اول الامر وبعد ستة اشهر فيسقطان للتعارض
          والبيعة المتأخر ايضا لم تكن عن رضا
          واليكم الاسباب
          1-البت علية الرأي العام الاسلامي
          2- تعرض الى ما يشبه المقاطعة الاجتماعية
          3-خوف الامام عليه السلام من الاضرار بالمصلحة الاسلامية العليا
          والحاصل على جميع الآراء والاتجاهات فان بيعة امير المؤمنين عليه السلام لا تتنافى مع النص علية بالإمامة سواء كانت بيعة من اول الامر او بعد ستة اشهر لأنها في كل الاحوال لم تكن عن رضا
          وزعم بعضهم أن حديث المنزلة خاص بغزوة تبوك، ولا ربط له بما بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» وإليك نص كلامه:
          «هارون لم يكن خليفة موسى، لأنه مات قبل موسى، بل المراد استخلافه بالمدينة حين ذهابه إلى تبوك، كما استخلف موسى هارون عند ذهابه إلى الطور، لقوله تعالى: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}([1]).

          تعليق


          • #6
            ونجيب:
            أولاً: إن ذلك يؤدي إلى أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد أورد كلاماً متناقضاً، فإنه إذا كان المقصود هو الحديث عن خلافته في حال حياته لم يكن معنى لأن يقول: إلا أنه لا نبي بعدي، بل كان الأحرى أن يقول: إلا أنه لا نبي معي..
            ثانياً: لو كان المراد الخلافة في خصوص تبوك، فلا حاجة إلى تنزيله منزلة هارون من موسى وإلا، فقد كان النبي «صلى الله عليه وآله» استخلف الكثيرين على المدينة في غزواته المختلفة، كغزوة الفتح، وبدر، وقريظة، وخيبر.. و.. الخ.. فلماذا لم يجعل لهم منه منزلة هارون من موسى؟!
            ثالثاً: إن العبرة إنما هي بعموم اللفظ، لا بخصوص المورد، فكيف إذا تضمن الكلام الإشارة إلى استمرار المنزلة المجعوله لأمير المؤمنين «عليه السلام» إلى ما بعد وفاة النبي «صلى الله عليه وآله» حسبما ألمحنا إليه..

            فاستخلاف موسى لهارون في قومه حين ذهب إلى الطور، لا يعني أن تكون منزلة أمير المؤمنين «عليه السلام» من النبي «صلى الله عليه وآله» خاصة بحياة النبي «صلى الله عليه وآله»..

            ويشير إلى ذلك: أن إطلاق المنزلة المجعولة يستدعي أن يكون أمير المؤمنين «عليه السلام» بمنزلته هارون من موسى في شراكته معه في الأمر أيضاً، والشريك في الأمر هو الأولى بمتابعة أمور شريكه في حياته، وبعد وفاته، فلو أن موسى مات قبل هارون، فإن هارون سيكون أولى بأخيه من جميع بني إسرائيل، وسيقوم مقامه في كل شيء.. وذلك ظاهر..

            ويشهد لذلك: أن أجداً لا يدَّعي أن آية: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}([2]) خاصة بحياة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقد انقطع ذلك بعد وفاته..
            قريش هي البلاء:

            وقد صرحت بعض روايات غزوة تبوك: أن علياً «عليه السلام» قال للنبي «صلى الله عليه وآله»: «زعمت قريش أنك خلفتني استثقالاً لي»([3]).

            وقد ورد في الجزء الثالث والعشرين ما يؤيد هذا الزعم فراجع([4]).

            ومن الواضح: أن قريشاً كانت تتقصد أمير المؤمنين «عليه السلام» بالأذى، حتى شكاها علي «عليه السلام» مرات ومرات، ودعا عليها أيضاً فقال: «اللهم عليك بقريش، فإنهم قطعوا رحمي، وأكفأوا إنائي، وصغروا عظيم منزلتي»([5])..

            وقد كانت قريش كلها مع بني أمية على خلاف مع أمير المؤمنين «عليه السلام»([6]).

            وقد أجمعت قريش على حربه بعد النبي «صلى الله عليه وآله»، كما أجمعت على حرب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، كما قاله «عليه السلام» في رسالته لأخيه عقيل.

            وإن كانت بعض المصادر بدلت كلمة «قريش» بكلمة «العرب»([7])

            (1]) الآية 142من سورة الأعراف.

            ([2]) الآية 38 من سورة الشورى.

            ([3]) المسترشد ص129 و 444 والإرشاد ج1 ص156 وذخائر العقبى ص63 والمستجاد من الإرشاد ص95 و 96 والصراط المستقيم ج1 ص316 والبحار ج21 ص208 و 245 وج37 ص267 والغدير ج3 ص198
            ([4]) الفصل الرابع: «حديث العترة هو القصص الحق».

            ([5]) نهج البلاغة (بشرح عبده) الرسالة رقم36، وقسم الخطب رقم (212) و (32) و (137) وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص96 وج2 ص119

            ([6]) الغارات ج2 ص569 وراجع ص454.

            ([7، سواء فيه كلمة «قريش» أو كلمة «العرب» في المصادر التالية: المعيار والموازنة ص180 وراجع: الغارات للثقفي ج2 ص429 ـ 430 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص118 ـ 119

            تعليق


            • #7
              الفصل الثالث
              اراء الشيعة حول حديث الاستخلاف

              أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي

              علي خليفة النبي في أهله:

              وزعمت بعض الروايات: أن النبي «صلى الله عليه وآله» إنما خلف علياً «عليه السلام» في أهله، وأنه لم يستخلفه على المدينة كلها، فلاحظ قولهم:

              وخلف رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي بن أبي طالب «عليه السلام» على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالاً له، وتخففاً منه.

              فلما قالوا ذلك أخذ علي «عليه السلام» سلاحه، وخرج حتى لحق برسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو نازل بالجرف، فأخبره بما قالوا.

              فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي»؟!

              فرجع علي «عليه السلام» إلى المدينة.

              وهذا الحديث رواه الشيخان، وله طرق([1]).

              وإمعاناً منهم في حَبْك أكذوبتهم المتمثلة في نفي استخلاف علي «عليه السلام» على المدينة، زعموا: أنه «صلى الله عليه وآله» استخلف على المدينة محمد بن مسلمة([2])، وهذا هو الثابت عند الواقدي، وقال: لم يتخلف عنه في غزوة غيرها([3]).

              وقيل: استخلف سباع بن عرفطة([4]).

              وقيل: ابن أم مكتوم([5]).

              وقيل: علي بن أبي طالب «عليه السلام». قال أبو عمر وتبعه ابن دحية: وهو الأثبت.

              ورواه عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح عن سعد بي أبي وقاص، ولفظه: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما خرج إلى تبوك استخلف على المدينة علي بن أبي طالب، وذكر الحديث([6]).
              حديث المنزلة كما روي:

              قد روي حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى عن جماعة كثيرة، منهم: أمير المؤمنين «عليه السلام»، وزيد بن أرقم، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وعمرو بن ميمون، وحذيفة، ومحدوج الذهلي، وأنس، وجشي بن جنادة، وعمر، وجابر بن سمرة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الطفيل، وقيس، وسعيد بن المسيب، وعلي بن زيد بن جدعان، وسعد بن مالك، وإبراهيم، والحارث بن مالك، وخالد بن عرفطة، وآخرون كثر، فراجع ما ذكره آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين «رحمه الله» حول رواة هذا الحديث الشريف وأسمائهم.

              وسيأتي: أنه «صلى الله عليه وآله» قد قال ذلك لعلي «عليه السلام» في مواضع كثيرة، وقد أوردته طائفة من المصادر من دون تحديد، فراجع([7]).

              تعليق


              • #8
                ما جرى في غزوة تبوك:

                ومن النصوص التي ذكرت هذا الحديث الشريف وحددت حصوله في غزوة تبوك نشير ـ على سبيل المثال ـ إلى ما يلي:

                1 ـ خرج الناس في غزوة تبوك، فقال علي «عليه السلام» للنبي «صلى الله عليه وآله»: أخرج معك؟

                فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: لا.

                فبكى علي «عليه السلام»، فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي؟!.

                إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي([8]).

                2 ـ وقالوا: لما خرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» في غزوة تبوك، استخلف علي بن أبي طالب «عليه السلام» على المدينة، فماج المنافقون في المدينة، وفي عسكر رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقالوا: كره قربه وساء فيه رأيه، فاشتد ذلك على علي «عليه السلام»، فقال: يا رسول الله «صلى الله عليه وآله» تخلفني مع النساء والصبيان؟! أنا عائذ بالله من سخط الله وسخط رسوله.

                فقال: رضي الله برضائي عنك فإن الله عنك راض، إنما منزلك مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي.

                فقال علي «عليه السلام»: رضيت، رضيت([9]).

                3 ـ وفي رواية سعد بن أبي وقاص: خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي «عليه السلام»: أتخلفني مع النساء والصبيان؟!

                فقال له «صلى الله عليه وآله»: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟([10]).

                زاد في نص آخر قوله: قال: بلى يا رسول الله.

                قال: فأدبر علي «عليه السلام» فكأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع([11]).

                4 ـ وفي نص آخر: عندما خلف علياً «عليه السلام» في المدينة، قال الناس: ملَّه وكره صحبته.

                فتبع علي النبي «صلى الله عليه وآله»، حتى لحقه في بعض الطريق، فقال: يا رسول الله، خلفتني في المدينة مع النساء والذراري، حتى قال الناس ملَّه وكره صحبته؟!.

                فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: يا علي إني خلَّفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟([12]).

                5 ـ وفي نص آخر: أنه تبعه إلى ثنية الوداع وهو يبكي ويقول: يا رسول الله، تخلفني مع الخوالف؟!.

                فقال: ألا ترضى أن تكون مني الخ.. ([13]).

                6 ـ عن زيد بن أرقم قال: لما عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» لجيش العسرة، قال لعلي «عليه السلام»: إنه لا بد من أن تقيم أو أقيم.

                قال: فخلَّف علياً وسار. فقال ناس: ما خلفه إلا لشيء يكرهه منه.

                فبلغ ذلك علياً «عليه السلام»، فاتبع رسول الله «صلى الله عليه وآله»، حتى انتهى إليه، فقال: ما جاء بك يا علي؟!.

                فقال: يا رسول الله، إني سمعت ناساً يزعمون أنك خلَّفتني لشيء كرهته مني.

                قال: فتضاحك إليه وقال: ألا ترضى أن تكون مني كهارون من موسى، غير أنك لست بنبي؟!.

                قال: بلى يا رسول الله.

                قال: فإنه كذلك([14]).

                7 ـ وعن أبي سعيد: أنه «صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام» في غزوة تبوك: اخلفني في أهلي.

                فقال علي «عليه السلام»: يا رسول الله، إني أكره أن يقول العرب، خذل ابن عمه، وتخلف عنه.

                فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟!.

                قال: بلى.

                قال: فاخلفني([15]).

                ونقول:

                إن لنا مع هذا الحديث وقفات عديدة، قد ذكرنا فيما سبق بعضاً منها، ونذكر هنا بعضاً آخر، ونصرف النظر عن باقيها توخياً للأختصار..
                الإستثناء منقطع:

                قال علماؤنا الأبرار رضوان الله تعالى عليهم: إن حديث المنزلة يدل على: أن لأمير المؤمنين «عليه السلام» جميع منازل هارون من موسى إلا منزلة النبوة، واستثناء النبوة دليل العموم لجميع المنازل..

                ومع غض النظر عن إفادة الإستثناء لذلك، فإن نفس إطلاق قوله: أنت مني بمنزلة فلان، لا بد أن يراد به أظهر منازله، وأقربها إلى فهم الناس بملاحظة حالة ذينك الشخصين مع بعضهما البعض، فإن كان قائل هذه الكلمة والداً أو ابناً، أو أخاً، حملت هذه الكلمة على هذه المعاني، أي أنه بمنزلة ولده، وأبيه، وأخيه.

                وإن كان ذلك الشخص معلماً، فكذلك، وإن كان وزيراً وحاملاً لمسؤوليات التدبير، والرعاية، كانت له منزلته من هذه الناحية..

                ومن الواضح: أن أظهر خصوصية كانت بين هارون وموسى هي أخوته له، وشد أزره، ووجوب طاعته، ووزارته، وشراكته في أمره وكونه أولى الناس به حياً وميتاً، حسبما أشارت إليه الآية الكريمة: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}([16]).

                فلا بد أن يراد بكونه بمنزلته هو هذه الخصوصيات، ولا سيما هاتان الخصوصيتان.

                أما خصوصية النبوة، فهي غير مرادة قطعاً، لأنها خصوصية لا تعني موسى «عليه السلام» وإنما تعني الناس الآخرين، فاستثناؤها من المنازل من قبيل الإستثناء المنقطع، الذي جيء به إمعاناً في التوضيح، واستقصاء في دفع الشبهة.

                وليس هذا من الإستثناء المتصل، فإن إشراك هارون في أمر موسى ليس من جهة جعل النبوة مناصفة بينهما، فإن ذلك مما لا يصح توهمه، إلا من جاهل. بل من جهة معونته له، ووجوب طاعته، وهو في موقع الأخ والوزير، حسبما أوضحته الآيات الكريمة..
                هل حديث المنزلة خاص بأهل النبي ؟!:

                وزعموا: أن حديث المنزلة خاص بأهل بيت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولا يعم الناس جميعاً، حيث إن بعض نصوصه تقول: فارجع، فاخلفني في أهلي وأهلك.. كما تقدم.

                ونجيب:

                أولاً: إن معظم نصوص غزوة تبوك لم تخص حديث المنزلة في استخلاف النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» على أهله «صلى الله عليه وآله»، بل أطلقت الخلافة.

                فمن أين جاءت هذه الإضافة المشبوهة؟!.

                ثانياً: إن حديث المنزلة بإطلاقه قد قاله رسول الله «صلى الله عليه وآله» في مواقف كثيرة كانت تبوك واحدة منها. فقد قاله في:

                1 ـ يوم المؤاخاة الأولى([17]).

                2 ـ يوم المؤاخاة الثانية([18]).

                3 ـ يوم تسمية الحسن والحسين «عليهما السلام»([19]).

                4 ـ في حجة الوداع([20]).

                5 ـ في منى([21]).

                6 ـ يوم غدير خم([22]).

                7 ـ يوم المباهلة([23]).

                8 ـ غزوة تبوك.

                9 ـ عند الرجوع بغنائم خيبر([24]).

                10 ـ يوم كان يمشي مع النبي «صلى الله عليه وآله»([25]).

                11 ـ في حديث لحمه لحمي، حين خاطب «صلى الله عليه وآله» أم سلمة بهذا القول([26]).

                12 ـ يوم سد الأبواب([27]).

                13 ـ يوم بدر([28]).

                14 ـ يوم نام الصحابة في المسجد([29]).

                15 ـ في قضية الإختصام في ابنة حمزة «عليه السلام»([30]).

                16 ـ يوم كان أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة في حضرة النبي «صلى الله عليه وآله»، والنبي «صلى الله عليه وآله» متكئ على علي«عليه السلام»([31]).

                وذلك كله يشير إلى أن علياً «عليه السلام» شبيه بهارون في جميع مزاياه، وأظهرها وأشهرها شراكته في الأمر، ووزارته، وشد أزره، وإمامته للناس في غياب أخيه موسى «عليه السلام».

                ثالثاً: إنه لو كانت خلافة أمير المؤمنين «عليه السلام» لرسول الله «صلى الله عليه وآله» منحصرة في أهله «صلى الله عليه وآله» لوقعت المنافات بين صدر الرواية وذيلها، فإن صدرها يقول: إنه يستخلفه في أهله، وذيلها يجعله منه كهارون من موسى، مع أن هارون إنما خلف موسى في قومه، لا في أهله.

                وصرحت الآية: بأن موسى قد طلب من الله أن يجعل له هارون أخاً، وشريكاً له في الأمر الذي هو إمامة الناس وقيادتهم..
                لماذا ­خلَّف علياً في المدينة؟!:

                قال الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه، ونعم ما قال:

                «وقال: يا علي، إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك.

                وذلك أنه «صلى الله عليه وآله» علم خبث نيات الأعراب، وكثير من أهل مكة ومن حولها، ممن غزاهم، وسفك دماءهم، فأشفق أن يطلبوا المدينة عند نأيه عنها، وحصوله ببلاد الروم، فمتى لم يكن فيها من يقوم مقامه لم يؤمن من معرَّتهم، وإيقاع الفساد في دار هجرته، والتخطي إلى ما يشين أهله، ومخلفيه..

                وعلم أنه لا يقوم مقامه في إرهاب العدو، وحراسة دار الهجرة، وحياطة من فيها إلا أمير المؤمنين «عليه السلام»، فاستخلفه استخلافاً ظاهراً، ونص عليه بالإمامة من بعده نصاً جلياً، وذلك فيما تظاهرت به الرواية أن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول الله «صلى الله عليه وآله» على المدينة حسدوه لذلك، وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروجه، وعلموا أنها تتحرس به، ولا يكون فيها للعدو مطمع، فساءهم ذلك..

                وكانوا يؤثرون خروجه معه، لما يرجونه من وقوع الفساد والإختلاط عند نأي رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن المدينة، وخلوها من مرهوب مخوف يحرسها..

                وغبطوه «عليه السلام» على الرفاهية والدعة بمقامه في أهله، وتكلف من خرج منهم المشاق بالسفر والخطر، فأرجفوا وقالوا: لم يستخلفه رسول الله «صلى الله عليه وآله» إكراماً له، وإجلالاً ومودة، وإنما خلفه استثقالاً له».

                إلى أن قال: فلما بلغ أمير المؤمنين «عليه السلام» إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم، وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبي «صلى الله عليه وآله» فقال: يا رسول الله، إن المنافقين يزعمون: أنك خلفتني استثقالاً ومقتاً؟!.

                فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: إرجع يا أخي إلى مكانك، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك. فأنت خليفتي في أهل بيتي، ودار هجرتي وقومي، ألا ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟! الخ..([32]).
                هل الرواية خاصة بتبوك؟:
                ([1]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص441 عن ابن إسحاق، والبخاري، ومسلم. وقال في الهامش: أخرجه البخاري ج7 ص71 (3706) ومسلم ج4 ص1870 (30/2404). وراجع: البحار ج37 ص267
                ([2]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 عن ابن إسحاق، والواقدي،
                ([3]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 عن الواقدي.

                ([4]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والبداية والنهاية ج5 ص7 والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص519 والثقات لابن حبان
                ([5]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والبداية والنهاية ج5 ص7 والسيرة النبوية.

                ([6]) المصنف للصنعاني ج5 ص406 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والفصول في سيرة الرسول لابن كثير ص92 وتاريخ الخميس ج2 ص125. وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص527 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص428.

                ([7]) راجع على سبيل المثال: مسند فاطمة للسيوطي (ط سنة 1406) ص34 و 43 والحلي بتخريج فضائل علي ص62 عن البزار 185 ـ 186/3 وتهذيب خصائص الإمام علي للنسائي ص64 و 61 وموضح أوهام الجمع والتفريق ج2 ص583 وج1 ص297 وج3
                ([8]) المعجم الكبير (مطبعة الأمة في بغداد) ج11 ص98 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج12 ص78
                ([9]) مختصر تاريخ دمشق ج17 ص347 وراجع مسند أبي يعلى ج2 ص66 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص181.

                ([10]) مختصر تاريخ دمشق ج17 ص332 والإعتقاد على مذهب السلف لأحمد بن الحسين البيهقي ص205 ومسند أبي يعلى ج1 ص286 ومعارج القبول ج2 ص471 ومسند فاطمة للسيوطي ص62
                ([11]) مسند أبي يعلى ج2 ص57 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص513 و 523 و 533 والعمدة لابن البطريق ص128 والبحار ج37 ص262 ومسند أحمد ج1 ص173 ومسند سعد بن أبي وقاص للدورقي ص177 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص24.

                ([12]) مناقب أمير المؤمنين «عليه السلام» ج1 ص531 و 532 وفضائل الصحابة ص13 ومسند سعد بن أبي وقاص ص174 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص44 و 120 و 240 وخصائص أمير المؤمنين «عليه السلام» للنسائي ص76 ومسند أبي يعلى ج2 ص86 والكامل ج2 ص417 وعن تاريخ مدينة دمشق ج42 ص151 و 152 ومختصر تاريخ دمشق ج17 ص344.

                ([13]) مختصر تاريخ دمشق ج17 ص344 وتهذيب خصائص الإمام علي «عليه السلام» ص58.

                ([14]) مختصر تاريخ دمشق ج17 ص347 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص24 وتثبيت الإمامة ص53 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص186 وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص111 والمعجم الكبير ج5 ص203.

                ([15]) مختصر تاريخ دمشق ج17 ص347 والبحار ج21 ص232 وج37 ص255 ومجمع الزوائد ج9 ص109 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص173 وفضائل أمير المؤمنين «عليه السلام» لابن عقدة ص57.

                ([16]) الآيات 29 ـ 32 من سورة طه.

                ([17]) راجع: البحار ج38 ص334 وج8 ص330 وإثبات الهداة ج3 باب 10 ح 619 و 761 وعن كنز العمال ج15 ص92 وج6 ص390
                ([18]) المناقب للخوارزمي ص7 وتذكرة الخواص ص20 والفصول المهمة لابن الصباغ ص21 ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج5 ص31.

                ([19]) علل الشرائع ص137 و 138 وينابيع المودة ص220 وفرائد السمطين ج2 ص103 ـ 105.

                ([20]) البحار ج37 ص256 ودعائم الإسلام ج1 ص16 والأمالي للطوسي ص521 والغدير ج1 ص268 ووفيات الأعيان لابن خلكان ج5 ص231.

                ([21]) البحار ج37 ص260 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص29 والدر النظيم ص284.

                ([22]) البحار ج37 ص206 وتفسير العياشي ج1 ص332 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص73 واليقين لابن طاووس ص348 والتفسير الصافي ج2 ص45.

                ([23]) البحار ج21 ص343 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص142 والمناقب للخوارزمي
                ([24]) الأمالي للصدوق ص85 وإثبات الهداة ج3 باب10 ح243 والمناقب للخوارزمي ص76 و 96 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص45.

                ([25]) وإثبات الهداة ج3 باب10 ح108.

                ([26]) البحار ج32 ص348 وج37 ص254 و257 و337 وج38 ص122
                ([27]) ينابيع المودة ص88 ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص255 وترجمة الإمام علي بن أبي طالب لابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج1 ص266.

                ([28]) المناقب للخوارزمي ص84.

                ([29]) كفاية الطالب ص284 والبحار ج37 ص260 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص139 والمناقب للخوارزمي ص109 وكشف اليقين للعلامة الحلي ص282 و ينابيع المودة ج1 ص160.

                ([30]) الخصائص للنسائي ص18 وترجمة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» لابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج1 ص338.

                ([31]) راجع: كنز العمال (ط2) ج15 ص109 و 108 والمناقب للخوارزمي ص19 وينابيع المودة ص202
                ([32]) البحار ج21 ص207 و 208 والإرشاد ج1 ص156

                تعليق


                • #9
                  الفصل الرابع
                  تكرار حديث المنزلة الوارد في حديث الاستخلافحديث المَنْزِلَة هو قول رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " و قد أدلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحديث المذكور في المناسبات التالية :
                  1. يوم المؤاخاة 1 .
                  2. يوم بدر .
                  3. يوم فتح خيبر .
                  4. غزوة تبوك 2 .
                  5. يوم المباهلة .
                  6. حجة الوداع .
                  7. يوم غدير خم .
                  القائلين بتواتر حديث المَنْزِلة :
                  قال بتواتر هذا الحديث عدد من العلماء منهم :
                  1. شمس الدين الشافعي : أبو الخير شمس الدين محمد بن محمد الجزري الشافعي المتوفى سنة : 833 هجرية في كتابه " أسنى المطالب " 3 .
                  2. التبريزي : محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي في كتابه " مشكاة المصابيح " 4 .
                  3. السيوطي : جلال الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في كتابه " قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة " 5 .
                  4. المنصور بالله : الحسين بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمد المتوفى سنة : 1050 هجرية في كتابه " هداية العقول إلى غاية السؤول في علم الأصول " 6 .
                  من رَوى الحديث من المُحدثين :
                  إن الذين رووا حديث المنْزِلة و ذكروه في كتبهم يتجاوز عددهم الخمسين نذكر منهم على حسب المثال ما يلي :
                  1. البخاري : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المتوفى سنة : 256 ، في كتابه صحيح البخاري : حدثنا شعبة عن سعد قال : سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) لعلي : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى " 7 .
                  و أخرجه أيضا في موضع آخر من صحيحه : عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) خرج إلى تبوك و استخلف عليا ، فقال عليه السلام: " أتخلفني في الصبيان و النساء ؟ " قال صلى الله عليه واله وسلم : " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا ليس نبي بعدي " 8 .
                  2. الترمذي : أبو عيسى محمد بن سورة المتوفى سنة : 279 ، عن جابر بن عبد الله ، أن النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) قال لعلي : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " .
                  قال : و روي عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص : أن النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) قال لعلي : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " 9 .
                  3. مسلم : أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، المتوفى سنة : 261 هجرية ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) لعلي : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " 10 .
                  و أخرج الحديث بصيغ أخرى و من طرق عديدة .
                  4. الخوارزمي : الموفق بن أحمد بن محمد المكي المتوفى سنة : 568 هجرية ، بالإسناد إلى زيد بن أبي أوفى ، قال : لما آخى رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) بين أصحابه ، قال علي عليه السلام: " لقد ذهب روحي و أنقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإذا كان هذا من سخط عَليَّ فلك العتبى و الكرامة ، فقال رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) : " و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي و أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، و أنت أخي و وارثي " قال و ما أرث منك يا نبي الله ؟ قال : " ما ورثه الأنبياء من قبلي " قال : و ما هو ؟ قال : " كتاب ربهم و سنة نبيهم " 1 .
                  5. الحاكم الحسكاني : عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري ، عن مجاهد في قوله تعالى : { يا أيها الذين أمنوا } يعني صدقوا بالتوحيد { أطيعوا الله } يعني في فرائضه { وأطيعوا الرسول } يعني في سنته { وأولي الأمر منكم } 11 قال : نزلت في أمير المؤمنين حين خلّفه رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) بالمدينة ، فقال عليه السلام : أتخلفني على النساء و الصبيان ؟ فقال : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين قال له : ﴿ ... اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ... ﴾ 12 " 13 .
                  6. أحمد بن حنبل : أبو عبد الله أحمد بن حنبل بن هلال الشيباني ، المتوفى سنة : 241 هجرية ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) لعلي عليه السلام: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " 14 .
                  و أيضا : عن أسماء بنت عميس أن رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي عليه السلام: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " 15 .
                  و أيضا عن ابن عباس قال : قال النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) لعلي عليه السلام: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي " 16 .

                  تعليق


                  • #10
                    نقاط ذات أهمية :
                    ثم إن الباحث المُنْصف لا تخفى عليه صراحة هذا الحديث في تبيين الأمور التالية :
                    1. منزلة علي بن أبي طالب عليه السلام المتميزة .
                    2. أهليته لخلافة الرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) .
                    3. التصريح بأن منزلة الخلافة النبوية باستثناء النبوة قد مُنحت لعلي ( عليه السَّلام ) و مما يلقي الضوء على هذا المعنى ما أورده أحمد بن حنبل في مسنده : عن ابن عباس قال : قال النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) لعلي عليه السلام : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي " 16 .
                    4. التصريح بعمومية المنازل الثابتة لهارون لعلي ( عليه السَّلام ) في هذا الحديث ، و هذا ما يؤكد عليه الفهم العرفي و اللغوي ، فلا يصح إعطاؤه مضمونا محدودا ، فالاستعمالات العربية و اللغوية تأبى التخصيص في مثل هذه التعبيرات و الصيغ .
                    و على كل حال فان هذا الحديث يفيد أن جميع المراتب و المنازل الثابتة لهارون المذكورة في الآيات القرآنية التالية :
                    قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ 17 .
                    و قال سبحانه و تعالى عن لسان موسى ( عليه السَّلام ) : ﴿ وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴾ 18 .
                    أثبتها النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلم) لعلي ( عليه السَّلام ) ما عدا النبوة التي كان يتحلى بها هارون و لكن النبي نفاها من علي لكون رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلم) خاتم الأنبياء و آخر المرسلين ، و لهذا سمي هذا الحديث بحديث عموم المنزلة ، لأن منزلة الأخوة و الوزارة و الشركة في أمر الرسالة و التبليغ و الدعوة و الخلافة في القوم التي كانت لهارون ، أُثبتت عامة لعلي ( عليه السَّلام ) في هذا الحديث .

                    1. مناقب علي بن أبي طالب : 151 ، طبعة : جامعة المدرسين / قم ، إيران .
                    2. كفاية الطالب : 212 ، طبعة : بيروت ، و الطبقات الكبرى : 3 / 24 ، طبعة : دار الفكر / بيروت ، و صحيح البخاري:6/309، حديث : 857 ، طبعة دار القلم / بيروت .
                    3. أسنى المطالب : 53 ، طبعة : طهران / إيران .
                    4. مشكاة المصابيح : 3 / 1719 ، طبعة : المكتب الإسلامي / بيروت .
                    5. قطف الأزهار المتناثرة : 281 ، طبعة : المكتب الإسلامي / بيروت .
                    6. هداية العقول : 2 / 41 ، طبعة : صنعاء / اليمن .
                    7. صحيح البخاري : 5 / 81 ، حديث : 225 ، طبعة : دار القلم / بيروت .
                    8. صحيح البخاري : 6 / 309 ، حديث : 857 ، طبعة دار القلم / بيروت .
                    9. صحيح الترمذي : 5 / 640 _ 641 ، حديث : 3730 و 3731 ، طبعة : دار الكتاب العربي / بيروت .
                    10. صحيح مسلم : 4 / 1870 ، حديث : 2404 ، طبعة : دار إحياء التراث العربي / بيروت .
                    11. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 87 .12. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 142 ، الصفحة : 167 .
                    13. شواهد التنزيل : 1 / 149 ، طبعة : منشورات الأعلمي / بيروت .
                    14. مسند أحمد بن حنبل : 3 / 32 ، طبعة : دار صادر / بيروت .
                    15. مسند أحمد بن حنبل :6/ 369 و 438 ، طبعة : دار صادر / بيروت .
                    16. a. b. مسند أحمد بن حنبل :1/ 331 ، طبعة : دار صادر / بيروت .
                    17. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 142 ، الصفحة : 167 .
                    18. القران الكريم : سورة طه ( 20 ) ، الآيات : 29 - 32 ، الصفحة : 313

                    تعليق


                    • #11
                      الفصل الخامس
                      اسباب استخلاف علي علية السلام في المدين

                      كان وضع المدينة حساساً في تلك الأيام، وكما مرَّ علينا، فان جيش الإسلام كان متوجهاً الى موضع بعيد جداً، هذا من جهة؛ ومن جهة اخرى كان المنافقون ـ رغم تظاهرهم بالإسلام ـ قد رفضوا الخروج مع الرسول’ وتخلّفوا في المدينة، والتف حول عبد الله بن ابي الكثير ممن يرون رأيه[1].

                      وعلاوة على ذلك كانت هناك مخاوف من تآمر اولئك الذين قهرهم الإسلام في مكة واطرافها والبدو في اطراف المدينة، ولهذا كان ينبغي ان يدير شؤون المدينة ـ في غياب الرسول ـ رجل قوي له القدرة على منع كل ما يخل بالوضع الأمني في عاصمة الحكومة الإسلامية الفتيّة، والا لكان من المحتمل وقوع احداث مؤلمة.

                      وفي ضوء هذه المؤشّرات، استخلف رسول الله’ علياً على المدينة وقال له: يا علي ان المدينة لا تصلح الا بي أو بك [2].

                      كتب المسعودي حول هذه القضية ما يلي:

                      والأشهر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف عليّاً على المدينة ليكون مع مَن ذكرنا من المتخلّفين [3].

                      وعدا هذه الغزوة كان علي قد خرج مع الرسول في كل غزواته[4] وكان حامل لوائه[5]. وقد اشاع المنافقون بأن الرسول قد خلّف علياً في المدينة لأنه لا يريد له الخروج معه، او انه يستثقل خروجه معه! فشعر علي بالاستياء من هذه التقوّلات، فحمل سيفه وتبع رسول الله’ حتى لحق به في الجرف وأعلمه بما يشيعه عنه المنافقون من الأقاويل، فقال له رسول الله’:

                      كذبوا انما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي واهلك؛ افلا ترضى يا علي ان تكون مني بمنـزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي... [6].
                      وانه قال له ـ طبقاً لنقل الشيخ المفيد ـ:
                      ارجع يا اخي الى مكانك، فان المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك، فأنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي، أَما ترضى... [7].
                      وكتب ابن عبد البر القرطبي ـ وهو من علماء اهل السنّة في القرن الخامس ـ ما يلي: خلّفه رسول الله على المدينة وعلى عياله بعده في غزوة تبوك وقال له: أنت منّي... [8].
                      وطبقاً لنقل البخاري ومسلم، فانَّ رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)’ شبّه علياً(عليه السلام) بهارون اخي موسى، وقال له ذلك القول[9].
                      هذه الكلمة التاريخية لرسول الله’ تعرف باسم حديث المنـزلة، وتعتبر من الأدلة الجلية والواضحة على امامة وخلافة علي وذلك ان هذا الكلام ـ وان كان في مورد خاص وهو غزوة تبوك ـ ولكن الاستثناء المنقطع يدل على ان علياً× يستوي مع هارون اخي موسى في جميع الشؤون، ومنها خلافة النبي’[10].
                      وعورة الطريق
                      ورغم كل الصعوبات والمعوّقات فقد خرج جيش الإسلام من المدينة، ولاقى المسلمون في الطريق الى تبوك الكثير من العسر، فالطريق كان طويلاً والمقصد بعيداً، وكان الرجلان والثلاثة منهم يركبون على بعير واحد، وكان الحر شديداً مع قلة في الماء فأصابهم عطش شديد وتحملوا الكثير من المشقّة والعناء والعُسر؛ ولذا عُرفت هذه الغزوة في تاريخ الإسلام باسم غزوة العُسرة [11]، وجيش العسرة [12].
                      وعلى اية حال فقد قطع جيش الإسلام مسافة طويلة حتى وصل الى تبوك ولكنه لم يجد هناك اثراً لجيش الروم؛ فقد كانت الاخبار التي تحدثت عن تحرك جيش الروم غير صحيحة[13]، وكان الهدف من هذه الاشاعة بث الرعب والقلق في اوساط المسلمين[14].
                      معاهدات الرسول مع رؤساء القبائل
                      أقام رسول الله’ في تبوك عشرين ليلة[15]
                      وفي هذه المدّة عقد معاهدات صلح مع حاكم أيله، ومع أهالي جرباء، وأذرح، التزموا بموجبها بدفع الجزية للمسلمين، وعقد النبي معاهدة صلح أيضاً مع حاكم دومة الجندل في اعقاب عمليات عسكرية قام بها جيش الإسلام ضده واستسلم على اثرها ودفع للمسلمين مبلغاً من المال[16].

                      وقعت غزوة تبوك في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة[17]،
                      وانعكس قسم من ابعادها في سورة التوبة خاصة في الجانب المتعلّق بما اكتنفها من صعوبات وشدائد وعسر، وما تعلل به بعض المسلمين من اعذار عند استنفار المسلمين للخروج، اضافة الى بيان خيانة المنافقين وما افتعلوه من عراقيل وما شابه ذلك. وقد وقعت قضية مسجد ضرار المشهورة بالتزامن مع غزوة تبوك، وأشارت اليها الآية 107 من سورة التوبة.


                      [1] - الواقدي، مصدر سابق، ص995؛ ابن هشام، مصدر سابق، ج4، ص162.

                      [2] - الشيخ المفيد، الإرشاد، (قم: مكتبة بصيرتي)، ص82؛ الطبرسي، أعلام ‏الورى، ص122.

                      [3] - التنبيه والاشراف، ص236.

                      [4] - ابن ‏عبد البرّ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، (في حاشية الإصابة)، ج3، ص34؛ الحلبي، السيرة الحلبية، ج3، ص104؛ القسطلاني، المواهب ‏الّلدنية، ج1، ص348.

                      [5] - ابن ‏عبد البرّ، مصدر سابق، ص27؛ السيد جعفر مرتضى ‏العاملي، الصحيح ‏من ‏سيرة النبي الأعظم، 1403هـ.، ج4، ص193 - 196.

                      * - الجرف موضع يبعد ثلاثة أميال عن المدينة.

                      [6] - ابن ‏هشام، سيرة النبي، ج4، ص163؛ الحلبي، السيرة الحلبية، ج3، ص104.

                      [7] - الإرشاد، ص83.

                      [8] - الاستيعاب، ج3، ص34.

                      [9] - صحيح البخاري، شرح وتحقيق الشيخ قاسم الشماعي الرفاعي، (بيروت: دار القلم، الطبعة 1،1407 هـ.)، ج6، ص309؛ المغازي، الباب 195، ح 857؛ صحيح مسلم، بشرح النووي (بيروت: دار الفكر، 1401هـ.)، ج15، ص175؛ فضائل الصحابة، فضائل علي بن ابي طالب، قول رسول الله لعلي وجعله بالنسبة له مثلما هارون لموسى، ورد - فضلاً عن الكتب المذكورة اعلاه - في المصادر التالية:

                      المواهب اللدنية، ج1، ص248؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب، (في حاشية الإصابة)، ج3، ص34؛ البداية والنهاية، ج5، ص7 وج 8، ص77؛ مسند احمد، ج1، ص179؛ كنـز العمال، ح 14242، 32881، 36572؛ الجامع الصحيح، الترمذي، المناقب، الباب 21، ح 3730؛ التنبيه والاشراف، ص235؛ الصواعق المُحرقة، ص121؛ الإصابة، ج2، ص509، الرقم 5688؛ سيرة زيني دحلان، ج2، ص126؛ مروج الذهب، ج3، ص14؛ امالي الشيخ الطوسي، ص599.

                      وهنا لابد من القول بأن بعض المصادر ذكرت ان رسول الله (ص) استخلف على المدينة في سفره هذا محمد بن مسلمة، وذكرت اخبار اخرى انه استخلف سباع بن عرفطة. (راجع: ابن هشام، السيرة النبوية، ج4، ص162؛ السيرة الحلبية، ج3، ص102؛ تاريخ الامم والملوك، ج3، ص143؛ الطبقات الكبرى، ج2، ص165؛ المواهب اللدنية، ج1، ص348). ولكن كما لاحظنا في ضوء كثرة بل تواتر الاخبار التي نصت على استخلافه علياً في المصادر المعتبرة عند الشيعة والسُنّة بأنه لا يمكن التعويل على الاخبار المعارضة لها. فقد كتب ابن عبد البر - وهو من كبار المؤرخين وعلماء الرجال والفقهاء عند اهل السنة في القرن الخامس - حديث <انت منّي بمنـزلة هارون من موسى<، نقله جماعة من الصحابة وهو من اوثق وأصح الاحاديث وقد نقله سعد بن ابي وقاص، وابن عباس، وابو سعيد الخدري، وأم سلمة، واسماء بنت عميس، وجابر بن عبد الله الانصاري وجماعة غيرهم ممن يطول ذكرهم ( الاستيعاب، ج3، ص34).

                      [10] - وعلى الرغم من وجود هذه الدلالة الواضحة فقد شكك قسم من علماء اهل السُنّة ومنهم الحلبي الشامي، وابن تيمية، انطلاقاً مما يتصفون به من تعصّب وما يحملونه من تفكير خاص، في دلالة هذا الحديث. للاطلاع على مزيد من المعلومات بشأن دلالة هذا الحديث، وكذا تفصيل المصادر والطرق إليه - التي تربو على مائة طريق - راجع: كتاب الغدير، ج3، ص197 - 201؛ احقاق الحق، ج5، ص133 - 234 وكتاب بيشوائى از نظر اسلام، جعفر سبحاني (انتشارات مكتب اسلام، 1374ش)، راجع: الفصل الخامس عشر.

                      [11] - ابن ‏سعد، الطبقات ‏الكبرى، ج2، ص167؛ القسطلاني، المواهب اللدنية، ج1، ص346؛ الحلبي، مصدر سابق، ج3، ص106.

                      [12]- صحيح البخاري، ج6، ص308؛ المسعودي، التنبيه والاشراف، ص235؛ القسطلاني، مصدر سابق، ص346. هذا الاسم والعنوان مستقى من الآية 117 من سورة التوبة ﴿لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ...﴾.

                      [13] - الواقدي، المغازي، ج3، ص1191 - 1990.

                      [14] - الحلبي، مصدر سابق، ص99.

                      [15] - ابن ‏سعد، مصدر سابق، ج2، ص166 - 168؛ الواقدي، مصدر سابق، ص1015.

                      [16] - الطبرسي، أعلام ‏الورى، ص123؛ القسطلاني، مصدر سابق، ص350؛ الطبري، تاريخ الامم والملوك، ج3، ص146.

                      [17] - ابن ‏سعد، الطبقات ‏الكبرى، ج2، ص165؛ ابن ‏هشام، سيرة النبي، ج4، ص159؛ الحلبي، مصدر سابق، ص99؛ القسطلاني، مصدر سابق، ص346.

                      تعليق


                      • #12
                        الفصل السادس
                        ملخص غزوة تبوك
                        تعتبر غزوة تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وخرج معه المسلمون الوضيع منهم والشريف، ولم يبق في المدينة إلا النساء والصبيان وعدد من المتخلفين، فأمر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يبقى علي في المدينة يحرس المدينة ومن فيها من عوائل المسلمين، وإليكم التفصيل كما رواه المفيد في الإرشاد قال: لما أراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الخروج استخلف أمير المؤمنين (عليه السلام) في أهله وولده وأزواجه ومهاجره، وقال له: يا علي إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، وذلك أنه (صلّى الله عليه وآله) علم من خبث نيات الأعراب وكثير من أهل مكة ومن حولها ممن غزاهم وسفك دماءهم، وأشفق أن يطلبوا المدينة عند نأيه (ابتعاده) عنها، وحصوله ببلاد الروم أو نحوها فمتى لم يكن في المدينة من يقوم مقامه لم يؤمن معرتهم، وإيقاع الفساد في دار هجرته والتخطي إلى ما يشين أهله ومخلفيه، وعلم (صلّى الله عليه وآله) أنه لا يقوم مقامه في إرهاب العدو وحراسة دار الهجرة وحياطه من فيها إلا أمير المؤمنين (عليه السلام) فاستخلف استخلافاً ظاهراً، ونص عليه بالإمامة من بعده نصاً جلياً وذلك فيما تظاهرت به الرواة: أن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علياً على المدينة لذلك، وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروجه، وعلموا أنها تتحرس به وتتحصن، ولا يكون فيها للعدو مطمع، فساءهم ذلك وكانوا يؤثرون خروجه معه لما يرجونه من وقوع الفساد والاختلاط عند نأي رسول الله عن المدينة وخلوها من مرهوب مخوف يحرسها وغبطوه على الرفاهية والدعة بمقامه في أهله، وتكلف من خرج منهم المشاق بالسفر والخطر، فأرجفوا (خاضوا في الأخبار السيئة قصد أن يهيج الناس) به، وقالوا: لم يستخلفه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إكراماً له وإجلالاً ومودة، وإنما خلفه استثقالاً له، فبهتوا بهذا
                        الإرجاف، كبهت قريش للنبي (صلّى الله عليه وآله) بالجنة (الجنون) تارة وبالشعر أخرى وبالسحر مرة وبالكهانة أخرى، وهم يعلمون ضد ذلك ونقيضه، كما علم المنافقون ضد ما أرجفوا به على أمير المؤمنين (عليه السلام) وخلافه، وأن النبي كان أخص الناس بأمير المؤمنين (عليه السلام) وكان هو أحب الناس إليه وأسعدهم عنده وأفضلهم لديه، فلما بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبي (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إن المنافقين يزعمون أنك إنما خلفتني استثقالاً ومقتاً.
                        فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): ارجع يا أخي إلى مكانك، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، فأنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
                        فتضمن هذا القول من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نصه عليه بالإمامة وإبانته من الكافة بالخلافة، ودل به على فضل لم يشركه فيه أحد سواه، وأوجب له به جميع منازل هارون من موسى إلا ما خصه العرف من الأخوة (في النسب) واستثناه هو من النبوة.
                        ألا ترى أنه (صلّى الله عليه وآله) جعل له كافة منازل هارون من موسى إلا المستثنى منه لفظاً وعقلاً.
                        وقد علم كل من تأمل معاني القرآن وتصفح الروايات والأخبار: أن هارون كان أخا موسى (عليه السلام) لأبيه وأمه، وشريكه في أمره، ووزيره على نبوته وتبليغه رسالات ربه، وأن الله شد به أزره، وأنه كان خليفته على قومه، وكان له من الإمامة عليهم وفرض الطاعة كإمامته وفرض طاعته.
                        وأنه كان أحب قومه إليه، وأفضلهم لديه، قال الله عز وجل ـ حاكياً عن موسى (عليه السلام) ـ : (رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، أشدد به أزري، وأشركه في أمري)(4) فأجاب الله تعالى مسألته، وأعطاه أمنيته، حيث يقول: (قد أوتيت سؤلك يا موسى)(5).
                        وقال تعالى ـ حاكياً عن موسى ـ : (وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)(6).
                        فلما جعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) منه بمنزلة هارون من موسى أوجب له بذلك جميع ما عددناه إلا ما خصه العرف من الأخوة في النسب واستثناه من النبوة لفظاً، وهذه فضيلة لم يشركه فيها أحد من الخلق أمير المؤمنين ولا ساواه في معناها، ولا قاربه فيها على حال...الخ.
                        لا زال ولا يزال بعض المتجاهلين من المسلمين يزعمون أن هذا الحديث غير ثابت في الصحاح ولا معترف به عند الحفاظ وأئمة الحديث.
                        أو يدعون اختصاص الحديث بيوم تبوك، فيسلبون منه الدلالة على الخلافة والإمامة العامة المطلقة، ونحن نجيب عن الموضوع الأول: بأن هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة المتواترة عند المسلمين لا يشك فيه ذو دراية بالأحاديث، وإلمام بالروايات، ومعرفة وبصيرة بالأخبار، ولا مجال للمناقشة ـ عند ذي الألباب ـ حول صحة هذا الحديث.
                        وأما الرواة لهذا الحديث فكثيرون جداً يصعب استيعاب أسمائهم، ونذكر جملة من مشاهير علماء السنة وحفاظهم ورواتهم:
                        1 ـ الذهبي في تلخيص المستدرك.
                        2 ـ ابن حجر الهيثمي في الصواعق.
                        3 ـ صاحب الجمع بين الصحاح الستة.
                        4 ـ صاحب الجمع بين الصحيحين.
                        5 ـ البخاري في صحيحه.
                        6 ـ مسلم في صحيحه.
                        7 ـ ابن ماجه في سننه.
                        8 ـ أحمد بن حنبل في مسنده.
                        9 ـ البزاز في مسنده.
                        10 ـ الترمذي في صحيحه.
                        11 ـ ابن عبد البر في الاستيعاب.
                        وغيرهم ممن كتب أو ألف كتاباً في فضائل علي (عليه السلام).
                        وأما محدثو الشيعة وحفاظهم فلا يشكون في صحة هذا الحديث وشهرته، وهذه كتبهم مشحونة بذكر هذا الحديث بجميع الطرق والأسانيد والمصادر والمدارك. أما الجواب عن الموضوع الثاني فنقول: إن الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) قد كرر كلمته الذهبية (حديث المنزلة) في مواقف عديدة ومواطن كثيرة، ذكرها أعلام المسلمين متفقين على صحتها، وثبوتها واستقامة دلالتها تلك الموارد ـ كما في بشارة المصطفى ـ عن ابن عباس، قال: رأيت حسان بن ثابت واقفاً بمنى، والنبي (صلّى الله عليه وآله) وأصحابه مجتمعين، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام )سيد العرب والوصي الأكبر، منزلته مني منزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي لا تقبل التوبة من تائب إلا بحبه.
                        ومن تلك الموارد: حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مع أم سليم (أم أنس بن مالك) وكان النبي يزورها ويحدثها في بيتها: يا أم سليم إن علياً لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى...الخ.
                        روي ذلك في كنز العمال ومسند أحمد.
                        ومنها: يوم كان أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح عند النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو متكئ على علي (عليه السلام) فضرب بيده على منكبيه ثم قال: يا علي أنت أول المؤمنين إيماناً، وأولهم إسلاماً، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى...الخ.
                        ومنها: يوم الدار وقد سبق في أول ترجمة حياة أمير المؤمنين (عليه السلام) ومنها: يوم المؤاخاة الثانية وقد مضى ذكره، وكذلك يوم سد الأبواب وقد مر كل ذلك فيما سبق.
                        ولولا خوف الملل لذكرنا المصادر لهذه الأحاديث ويمكن لكم مراجعة كتاب (المراجعات) و(الغدير) وغيرهما من الكتب التي كتبت حول هذا الموضوع.
                        المؤاخاة بين النبي (صلّى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام)
                        والحمد لله رب العالمين مظهر الحق قاهر الظالمين حافظ لدينه ونعتذر عن وجود النواقص لأنه لا كمال الا لله تعالى ومن تلطف بهم من عباده الذين اجتبهم لذلك وهم المعصومون عليهم السلام ولا نرجو الا شفعتهم يوم الدين

                        تعليق

                        يعمل...
                        X