بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى لله على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم إخوتي الكرام ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في سورة الأحزاب آية 57
(( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ))
فهل نفهم منها أن اللعن جائز؟ وما فرقه عن السب؟
نقول أولا أن اللعن لغة يعني الطرد والأبعاد وكانت العرب إذا طردوا احد أفراد قبيلتهم يقال عنها أن قبيلة فلان لعنوا فلانا أي طردوه من بينهم وأبعدوه عن مضاربهم وعليه يكون لعن الله تعالى لشخص ما هو طرده له عن ساحة رحمته ولعن الخلق في ما بينهم هو الدعاء بالطرد من رحمة الله فعندما نقول مثلا اللهم العن يزيد فهذا يعني اطرده عن رحمتك الواسعة وليس بعد الرحمة إلا الغضب والعذاب
ومن الآية أعلاه نعلم بوضوح ما اعتاد عليه الشيعة من لعن أعداء أهل البيت الذين آذوهم وقتلوهم وهذا اللعن من الشيعة هو تجسيد للعن الله تعالى للذين يؤذون الرسول(صلى الله عليه واله) سواء في نفسه أو في أهله
أما السب فهو الفحش من القول وذكر ما يستقبح من الألفاظ بين الناس وهو من المحرمات ،ورد في الكافي: باسناده عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال
(( قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذي قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل له))
كما إن السب يأتي بمعنى وصف الآخر بما يوجب تنقيصه وتوهينه بين الناس وان كان اللفظ غير مستقبح في نفسه مثل قولك
(( يا غبي أو يا حمار)) وهذا المعنى ليس محّرم على إطلاقه حيث ورد في القرآن من سورة الجمعة آية 5
((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) وسورة الأعراف آية 176
(( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )).كما إن الثابت إن الرسول الكريم(صلى الله عليه واله) قد وصف مروان ابن الحكم ب(( الوزغ ابن الوزغ)) وان الإمام الحسين(عليه السلام) قد خاطب شمرا ب((يابن راية المعزى)) وهناك الكثير من الأمثلة التي يفهم منها إظهار النقص في أهل البدع والظلمة والفسقة من الناس.
أما الآيات والأحاديث التي تدل على منع السب مثل آية 108 من سورة الأنعام
(( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))
وقول أمير المؤمنين(عليه السلام) في نهج البلاغة (( إني اكره لكم أن تكونوا سبابين))
فنقول إن الطائفة الأولى من الآيات والروايات تشير إلى حكم السب في نفسه وانه جائز بغض النظر عما يترتب عليه من عناوين ثانوية أما الطائفة الثانية من الآيات والروايات فأنها تنظر إلى ما يترتب على السب من مفاسد حيث عبرت الآية ((...فيسبوا الله عدوا...)) ويؤيد ما ذكرنا ما ورد في بحار الأنوار جزء 71 باب من لا ينبغي مجالسته قول الصادق(عليه السلام) ((واياكم وسب أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدوا بغير علم))
فظهر أن الجائز هو اصل السب والمنهي عنه هو ما يترتب عليه من مفسدة فلا تنافي بين الطائفتين.
هذا ودمتم سالمين..
والحمد لله رب العالمين
وصلى لله على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم إخوتي الكرام ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في سورة الأحزاب آية 57
(( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ))
فهل نفهم منها أن اللعن جائز؟ وما فرقه عن السب؟
نقول أولا أن اللعن لغة يعني الطرد والأبعاد وكانت العرب إذا طردوا احد أفراد قبيلتهم يقال عنها أن قبيلة فلان لعنوا فلانا أي طردوه من بينهم وأبعدوه عن مضاربهم وعليه يكون لعن الله تعالى لشخص ما هو طرده له عن ساحة رحمته ولعن الخلق في ما بينهم هو الدعاء بالطرد من رحمة الله فعندما نقول مثلا اللهم العن يزيد فهذا يعني اطرده عن رحمتك الواسعة وليس بعد الرحمة إلا الغضب والعذاب
ومن الآية أعلاه نعلم بوضوح ما اعتاد عليه الشيعة من لعن أعداء أهل البيت الذين آذوهم وقتلوهم وهذا اللعن من الشيعة هو تجسيد للعن الله تعالى للذين يؤذون الرسول(صلى الله عليه واله) سواء في نفسه أو في أهله
أما السب فهو الفحش من القول وذكر ما يستقبح من الألفاظ بين الناس وهو من المحرمات ،ورد في الكافي: باسناده عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال
(( قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذي قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل له))
كما إن السب يأتي بمعنى وصف الآخر بما يوجب تنقيصه وتوهينه بين الناس وان كان اللفظ غير مستقبح في نفسه مثل قولك
(( يا غبي أو يا حمار)) وهذا المعنى ليس محّرم على إطلاقه حيث ورد في القرآن من سورة الجمعة آية 5
((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) وسورة الأعراف آية 176
(( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )).كما إن الثابت إن الرسول الكريم(صلى الله عليه واله) قد وصف مروان ابن الحكم ب(( الوزغ ابن الوزغ)) وان الإمام الحسين(عليه السلام) قد خاطب شمرا ب((يابن راية المعزى)) وهناك الكثير من الأمثلة التي يفهم منها إظهار النقص في أهل البدع والظلمة والفسقة من الناس.
أما الآيات والأحاديث التي تدل على منع السب مثل آية 108 من سورة الأنعام
(( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))
وقول أمير المؤمنين(عليه السلام) في نهج البلاغة (( إني اكره لكم أن تكونوا سبابين))
فنقول إن الطائفة الأولى من الآيات والروايات تشير إلى حكم السب في نفسه وانه جائز بغض النظر عما يترتب عليه من عناوين ثانوية أما الطائفة الثانية من الآيات والروايات فأنها تنظر إلى ما يترتب على السب من مفاسد حيث عبرت الآية ((...فيسبوا الله عدوا...)) ويؤيد ما ذكرنا ما ورد في بحار الأنوار جزء 71 باب من لا ينبغي مجالسته قول الصادق(عليه السلام) ((واياكم وسب أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدوا بغير علم))
فظهر أن الجائز هو اصل السب والمنهي عنه هو ما يترتب عليه من مفسدة فلا تنافي بين الطائفتين.
هذا ودمتم سالمين..

تعليق