إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ادلة احمد الكاطع في الميزان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ادلة احمد الكاطع في الميزان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين

    كان لي في السنين الماضية جملة من الردود حول ادلة المدعو احمد اسماعيل كاطع وقد طلب مني بعض الاخوة الاعزاء اعادة نشرها في هذا المنتدى الكريم فامتثالا لرغباتهم كتبت هذه السطور.
    كثر في السنيين الاخيرة ادعاء السفارة والارتباط بالامام صاحب العصر (سلام الله عليه)وبما ان هذه الدعاوى غالبا ما تكون غامضة ليسهل تسويقها الامر الذي يستدعي اظهار مضمونها ومناقشة ادلتها على وجه لا يبقى لناظر فيها شك ؛ومن هذه الدعاوى دعوى احمد اسماعيل كاطع بانه ابن الامام (عليه السلام)ويجب على الناس اتباعه وطاعته ويحرم طاعة غيره الى اخره من الدعاوى وقد حاول هو واصحابه الاستدلال عليها بمجموعة ادلة نستعرضها ونذكر ما يرد عليها وان كانت في الحقيقة هي اقل بكثير من ان نطلق عليها اسم ادلة:


    الدليل الاول:يقول صاحب كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم) وهو من اكبر الشخصيات التي تروج لأحمد بن الحسن وتدعمه.
    ((الدليل الخامس عشر جاء في بشارة الإسلام نقلاً عن بحار الأنوار عن سطيح الكاهن في خبر طويل جاء في احد فقراته (فعندها يظهر ابن المهدي) بشارة الإسلام ص157 ثم عقب بقوله وهذا يدل صراحة على ان قبل قيام الإمام المهدي عليه السلام يظهر ابن الإمام المهدي عليه السلام وهذا الابن هو الذي أكد عليه في أدعية أهل البيت)).

    انتهى كلام العقيلي صاحب الكتاب الآنف الذكر.
    ونجمل الرد عليه بمجموعة من النقاط:-
    1) لا يوجد سند لهذه الرواية.
    2) هذه الرواية مروية عن سطيح الكاهن ولم تروَ عن أهل البيت عليهم السلام ولم يثبت عندنا أننا نتعبد بما ينقله لنا غير أهل البيت عليه السلام، فمن هو سطيح الكاهن حتى يؤخذ بقوله.
    3- التفتوا اخوتي لهذا الدعي الذي أنكر نسبه وادعى العصمة قد كذّب وحرّف ووضع حديثاً أوهم الناس أنه جاء عن أهل البيت (عليهم السلام) وفي نفس الوقت كذّب في نقله حيث أن الحديث الذي رواه صاحب بشارة الإسلام نقلاً عن بحار الأنوار في ج51 ص163 عن سطيح الكاهن (... فعندها يظهر ابن النبي المهدي). وليس الحديث كما رواه الكاذب احمد بن الحسن (فعندها يظهر ابن المهدي).
    هذا هو احد أدلتهم التي يستدلون بها على عصمة احمد بن الحسن وعلى أنه اليماني ورسول الإمام المهدي.


  • #2
    الدليل الثاني: من الأدلة التي استدل بها المدّعي احمد بن الحسن على أنه ابن الإمام المهدي عليه السلام وسفيره إلى الناس كافة وانه هو المعصوم رواية يرويها الشيخ الطوسي ونقل صاحب كتاب الرد الحاسم على منكري ذرية القائم هذه الرواية وجعلها حسب ترتيبه الدليل التاسع على أن المدعو احمد إسماعيل كاطع ابن الإمام المهدي عليه السلام حيث قال في صفحة 8 الدليل التاسع روى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام خبراً ذكر فيه، وذكر الخبر، ونحن هنا ننقل الخبر بتمامه عن الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ثم نقف مع هذا الخبر سنداً ودلالة لنتفحص صحة ما يدعيه هذا المدعي.
    قال الشيخ الطوسي في الغيبة( ص 150 - 151):
    111 -
    أخبرنا جماعة ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي عليه السلام: يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه: عليا المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لاحد غيرك. يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي: فمن ثبتها لقيتني غدا، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي. فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام. فذلك اثنا عشر إماما، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا، ( فإذا حضرته الوفاة ) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين)).
    وهذه الرواية مناقشة من جهتين بل ثلاث جهات:-
    أولاً: من جهة سندها:-
    1-ان هذه الرواية عامية المذهب فهي ليست بحجة خصوصاً في قضية عقائدية مهمة كإدعاء العصمة والنيابة الخاصة والارتباط النَسَبي بالإمام المهدي عليه السلام حيث صرح الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في كتابه (الإيقاظ من الهجعة في البرهان على الرجعة) في الباب الحادي عشر ان هذه الرواية مما رواه الشيخ في كتاب الغيبة في جملة الأحاديث التي رواها من طرق العامة في النص على الأئمة عليهم السلام.واليك نص كلامه:
    وروى الشيخ في كتاب « الغيبة » ـ في جملة الأحاديث التي رواها من طرق العامّة ، في النصّ على الأئمّة عليهم‌السلام ـ قال : أخبرنا جماعة عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد البصري ، عن عمّه الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق عليه‌ السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌ وآله أنّه قال ـ في الليلة التي كان فيها وفاته ـ : « يا أبا الحسن ، أحضر دواة وصحيفة ـ فأملى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌ وآله وصيّته حتّى انتهى إلى هذا الموضع فقال ـ :
    يا أبا الحسن ، إنّه يكون بعدي اثني عشر إماماً ، ومن بعدهم اثني عشر مهديّاً ، فأنت يا علي أوّل الاثني عشر إماماً ـ وذكر النصّ عليهم بأسمائهم إلى أن انتهى إلى الحسن العسكري عليه‌السلام ـ فقال : إذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد المستحفظ من آل محمّد عليهم‌ السلام ، فذلك اثنى عشر إماماً ، ثمّ يكون من بعده اثنى عشر مهديّاً ، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أوّل المقرّبين له ثلاثة أسامي ، اسم كاسمي ، واسم كاسم أبي وهو عبدالله وأحمد ، والثالث المهدي هو أوّل المؤمنين »الايقاظ من الهجعة في البرهان على الرجعة ص395.
    2- ان هذه لرواية معارضة بروايات كثيرة منها ما ينفي وجود ذرية للامام عليه السلام كالرواية التي رواها الشيخ الحر العاملي في كتابه اثبات الهداة عن ابن ابي حمزة عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: انت امام ؟ قال نعم. قال اني سمعت جدك جعفر بن محمد عليه السلام يقول: لا يكون له الامام الا وله عقب . قال : انسيت ياشيخ ام تناسيت ؟ ليس هكذا قال جعفر انما قال جعفر: لا يكون الامام الا وله عقب الا الامام الذي يخرج عليه الحسين بن علي عليهما السلام فانه لا عقب له فقال: صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدك يقول. الغيبة للطوسي ص244 حديث 188.
    ومما يؤيد هذه الروايات ما قاله اكابر علماء الطائفة فقد قال الطبرسي في كتاب « إعلام الورى » ـ في آخر الباب الرابع ـ : قد جاءت الرواية الصحيحة أنّه ليس بعد دولة المهدي عليه‌السلام دولة ، إلا ما ورد من قيام ولده مقامه إن شاء الله ذلك ولم ترد على القطع والبت ، وأكثر الروايات أنّه لن يمضي عليه‌السلام من الدنيا إلا قبل القيامة بأربعين يوماً ، يكون فيها الهرج ، وعلامة خروج الأموات ، وقيام الساعة ، والله أعلم (انتهى ». إعلام الورى ٢ : ٢٩٥.
    وقال المفيد في « الإرشاد » : ليس بعد دولة القائم لأحد دولة ثمّ ذكر مثل كلام الطبرسي . إرشاد المفيد ٢ : ٣٨٧.
    ومنها ما يصرح ان هؤلاء الاثنى عشر هم من ولد الحسين عليه السلام لا من أولاد الامام المهدي عليه السلام كهذه الرواية:
    وروى الشيخ في كتاب « الغيبة » في آخره : عن محمّد بن عبدالله الحميري ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الحميد ومحمّد بن عيسى ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث طويل قال : « يا أبا حمزة ، إنّ منّا بعد القائم عليه‌السلام اثني عشر مهديّاً من ولد الحسين عليه‌السلام »

    3-ان الشيخ الطوسي قال اخبرنا جماعة وهذا القول موهن للرواية إذ لم يقل من هم هؤلاء الجماعة وهل هم من أصحابنا أم من غيرهم هذا إذا تنزّلنا عن القرينة الأولى التي ذكرها الحر العاملي، وإلا فمعها لا يكون الجماعة مع عدم ردفهم بأصحابنا إلا من العامة.
    4-ان الرواية ضعيفة بكلٍ من علي ابن سنان الموصلي فهو بين من صرح بجهالته وكونه عامي المذهب وبين من لم يذكره من علماء الرجال، واحمد بن محمد بن الخليل الذي لم يذكر، وجعفر ابن احمد البصري والحسين ابن علي بل وغيرهم الذين لم يرد لهم ذكر في كتب علمائنا الرجاليين.
    5-ان نفس صاحب كتيب الرد الحاسم لم يستدل بها على المقصود (أي ان هذه الرواية مع عدهم لها دليلاً إلا أنهم يرون حسب ما ينقله العقيلي هذا أنها غير تامة الدلالة) راجع صفحة 19 من الكتيب الانف الذكر.

    تعليق


    • #3
      ثانياً:- من جهة دلالتها:-
      1-ان في الروايات اضطراب إذ تذكر أن لهذا المهدي الأول ثلاث أسماء ثم تُعد له أربعاً إذ قالت ((ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا، (فإذا حضرته الوفاة) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين)) وأنت ترى ان الرواية تصرح بان الأسماء الموجودة أربعة هي:
      اسم كإسمي (أي محمد) صلى الله عليه وآله وسلم.
      وإسم كاسم أبيه صلى الله عليه وآله وسلم (عبد الله).
      واسم احمد.
      والاسم الرابع المهدي
      فهذه أسماء أربعة ذكرت في الرواية مع ان الرواية تصرح بان له أسماء ثلاثة فقط (فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي).
      فهذا اضطراب واضح في الرواية لا يمكن الأخذ بها معه.
      2-إن الرواية ليس فيها تصريح بان يسلّم الإمامة وقيادة الأرض إلى ابنه، كيف ذلك وان الروايات الأخرى الكثيرة والمعتبرة تصرح بان هؤلاء ليسوا بأئمة وهم من ذرية الحسين عليه السلام بل وأن من يستلم الإمامة بعد المهدي عليه السلام هو الإمام الحسين فلا بد أن يكون الضمير في فليسلمها عائداً إلى بعض المسؤوليات والوظائف التي يقوم بها هؤلاء المهديون في ظل إمامة الأئمة عليهم السلام ومما يؤيد أنها غير عائدة على الإمامة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصرّح في نفس الحديث بقوله (فذلك اثنا عشر إماماً) وهذا قرينة سياقية على أن المراد (بفليسلمها )ليس الإمامة وإلا للزم التنافي بين هذا الحمل وبين المقطع المتقدم من النبي الأكرم بل وبين الوضوح القائم على تشخيص الأئمة وتحديدهم بالإثني عشر.
      3-إن الأدوار المناطة لهؤلاء المهديين لا تكون إلا بعد ظهور الإمام المهدي عليه السلام ولا توجد رواية تصرح بان لهم دوراً معيناً قبل ظهوره.
      4-إن الرواية قالت هو أول المؤمنين ولم تقل هو أول الأئمة بعد الإمام المهدي ولم تصرح بان له دوراً قبل ظهوره ولم تتحدث عن ان هذا الابن معصوم.
      5-إن هذا الرواية تعارضها روايات كثيرة وأكثر اعتباراً منها (بل إن قولنا تعارضها مبني على التنزّل إذ أن هذه الرواية لا يمكن أن تكون معتبرة بحالٍ مع ما بينّاه) تقول أن من يكون بعد المهدي من غير الأئمة من المهديين هم من ذرية الحسين عليه السلام ولم نقف على رواية تصرح بأن المهديين من ولد المهدي سوى ما يستفاد من هذه الرواية العامية التي عرفت شأنها.
      ثالثاً: البحث الأصولي:-
      غير خافٍ على من له أدنى اضطلاع في كتب العقائد أن خبر الآحاد ليس بحجة في العقائد وهذا ما يصرح به علماء الشيعة كالشيخ المفيد الذي يقول (ولا يجوز ان يُقطع بخبر الواحد في الدين) بل أن هذا القول يُنقل عن اتباع هذا الدعي إذ يصرّح العقيلي في كتيبه الانف الذكر في صفحة 51 حيث يقول (إن قضية الإمامة والنيابة من العقائد والعقائد لا يجوز فيها التقليد بإجماع الشيعة) ويقول في صفحة 43 وفي صفحة 27 وفي صفحة 28 على التوالي ما هذا نصه (كما قلت إن هذا الخبر آحاد ظني الصدور لا يصلح للاستدلال العقائدي)، (وخبر الآحاد إذا كان صحيح السند وليس مرسلاً عند الأصوليين لا يفيد علماً ولا عملاً ولا يستدل به في أصول العقائد)، (لا يجوز العمل بالرواية إلا إذا كانت قطعية الدلالة أي أن لها وجه واحد ولا تحتمل غيره).
      فبمقتضى هذه الأبحاث يتبيّن سقم هذا الدليل الذي استدلوا به على بنوّة احمد إسماعيل كاطع للإمام المهدي عليه السلام.

      هذا وقد بين سماحة اية الله الشيخ السند (حفظه الله) ان المراد من المهديين في الرواية هم الائمة (عليهم السلام) لا غيرهم وقد اقام ادلة على ذلك والانصاف انها ادلة متينة.

      تعليق


      • #4

        الدليل الثالث:يقول ضياء الزبيدي(1) في تقديمه لكتاب (العجل) تأليف أحمد الحسن:
        (يستطيع القارئ أن يلتمس الأمر العظيم في الكتاب ـ أي السيد مرسل من الإمام المهدي عليه السلام ـ من خلال الآية التي ساقها السيد في ختام المقدمة.. ((وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ*قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَ لا يَتَّقُونَ * قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ * قالَ كَلاَّ فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ)).(2)
        ولم نعرف ما هو وجه دلالة هذه الآية على انه مرسل من عند الله تعالى، كما أن أحمد الحسن نفسه حينما ذكر الآية في مقدمة كتابه (العجل) لم يذكر كيفية دلالتها عليه.
        2 ـ وهناك آية ثانية يستدل بها (أحمد الحسن) على أطروحته ومدّعاه وهي قوله تعالى: ((أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ * إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ)).(3)
        ويقول في كيفية دلالة الآية عليه ما يلي:
        ((من هو هذا الرسول الذي يرسل بين يدي العذاب، حيث إن العذاب ينزل بسبب تكذيب الناس لهذا الرسول، إذن سماه سبحانه وتعالى (رسول مبين) وكلمة رسول مبين لم تأت في القرآن إلاّ مرة واحدة هي في سورة الدخان.
        والآن احسب:
        أحمد الحسن ستجده هو رسول مبين
        ا ح م د ال ح س ن
        1+8+4+4+1+3+8+6+5=40 بالجمع الصغير
        هـ و ر س و ل م ب ي ن
        5+6+2+6+6+3+4+2+1+5=40 بالجمع الصغير
        فتبين لك أن أحمد الحسن هو الرسول المبين المذكور في سورة الدخان)).(4)
        3 ـ وهناك آية ثالثة يقول أحمد الحسن انها دالة عليه وهي قوله تعالى في سورة الصافات ((وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ)).(5)
        حيث يقول: ((والآن احسب أحمد الحسن ستجده يساوي جندنا الغالبون وكلاهما يساوي 40.
        اح م د ال ح س ن
        1+8+4+4+1+3+8+6+5=40 بالجمع الصغير
        جندنا الغالبون
        ج ن د ن ا ال غ ا ل ب و ن
        3+5+4+5+1+1+3+1+1+3+2+6+5=40 بالجمع الصغير
        فتبين لك أن جندنا الغالبون تساوي أحمد الحسن أي أن نصر الله ونصر الإمام المهدي عليه السلام يتحقق بمجيء هذا الشخص الى هذا العالم الجسماني)).(6)
        يستدل أحمد الحسن نفسه على إمامته ووصايته ورسالته بحساب الحروف حيث ان لكل حرف من الحروف في اللغة العربية رقماً من الأرقام كما يعرفه أهل هذا الاختصاص.
        اسمع واقرأ ما يقوله أحمد الحسن في الاستدلال:
        1 ـ من نجمة داود=40 وأحمد الحسن=40
        اذن (من نجمة داود= احمد الحسن)
        وهكذا:
        من هو أحمد=37
        هو رسول المهدي=37
        ما هو كتاب الله=37
        هو القرآن الكريم=37
        النبأ العظيم=37
        وفي هذا الزمان فإن وصي الإمام المهدي عليه السلام هو النبأ العظيم، لأن النبأ العظيم فيه خصومة وخلاف ((قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ * ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإَِ الأَْعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ)).(7)
        ويستمر صباح الزيادي في هذه الحسابات في ختام كتاب بيان الحق والسداد فيقول: من هو قائم آل محمد=51
        هو أحمد الحسن=51
        هو نائب الإمام المهدي=51
        هو ابن الإمام المهدي=51
        هو نجمة الصبح=51
        هو ابن ياسين والذاريات=51
        هو حبل الله المتين=51

        تعليق


        • #5
          النقد العلمي للاستدلالات السابقة:
          قاعدة العلم واليقين:
          ما هي القيمة العلمية للاستدلالات السابقة؟
          وما هي القيمة الشرعية لها حينما نتعامل معها على أساس منهج الشريعة الإسلامية في الاستدلال؟
          من الناحية العلمية، وكما هو من الناحية الشرعية لا قيمة لأي دليل ما لم يبلغ مستوى اليقين، أمّا إذا كان بمستوى الظن والاحتمال فإنه يعتبر ساقطاً عن الحجية والاعتبار، ولا يحمل أية قيمة علمية، بل يكون منهياً عن أتباعه كما يقول القرآن الكريم:
          ((وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)) ((وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)).
          وكما يقول المنهج العلمي في البحث ((إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال)) على ضوء هذه القاعدة وهي ((قاعدة العلم واليقين)) يجب أن نناقش الاستدلالات السابقة، حيث ستنهار بسرعة أمام هذه القاعدة ولا يبقى لها أية قيمة علمية، وتتحول إلى ظنون وأقاويل وادعاءات لا يجوز اعتمادها، بل يجب الحذر منها لأن ((بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)).(8)
          قاعدة (اتباع المحكمات) والنهي عن اتباع المتشابهات:
          ومن ناحية ثانية نجد ان القرآن الكريم وحذراً من التلاعب بأفكار الناس واستغلال بساطتهم ينهى عن اتباع المتشابهات القرآنية، والتي هي آيات قرآنية مقدسة لكنها تحمل مجموعة وجوه واحتمالات، ويعتبر أن منهج الاعتماد على المتشابهات في مقابل الواضحات المحكمات هو منهج المنافقين الذين في قلوبهم زيغ وانحراف، بغية إيقاع الفتنة في وسط الناس وتحريف القرآن عن مقاصده الحقيقية حيث يقول القرآن:
          ((آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)).(9)
          ومن هنا فإن جميع المذاهب الإسلامية وبلا استثناء قديماً وحديثاً يعتمدون على قاعدة واضحة وبديهية وهي ضرورة ((اعتماد المحكمات والابتعاد عن المتشابهات)) لأن المتشابهات هي موضع الجدل والاحتمالات المتعددة التي يمكن أن يجرّها كل فريق الى مدعياته.
          وفي ضوء هذه القاعدة الواضحة والتي لا يستطيع أن ينكرها أحد من المسلمين سوف تنهار مرة أخرى وبسرعة كل الاستدلالات الوهمية التي جاءت لجرّ بعض الآيات القرآنية الى مدعيات (أحمد الحسن) فإنها في كل الأحوال وبدون أي جدل من اعتماد المتشابه المنهي عنه، والذي هو من أساليب المنافقين ((الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ)) كما عبّر القرآن الكريم.
          ادعاءات أحمد الحسن في ضوء المنهج العلمي:
          كان هذا عرضاً اجمالياً في المنهج الاستدلالي، ولو دخلنا في التفصيل ـ ولا نجد أنفسنا مضطرين إليه الا بمستوى إلفات نظر القارئ الكريم ـ فإننا سنلاحظ ما يلي:
          الاستدلال باعداد الحروف:
          ومن أغرب المخادعات التي استخدمها هو تطبيق الآيات القرآنية على اسمه مثل (رسول مبين) في سورة الدخان، و(جندنا الغالبون) في سورة الصافات. حيث يفترض ان عدد حروف (رسول مبين) هي نفس عدد (أحمد الحسن) وكذلك (جندنا الغالبون)!!
          ولكننا لو اعتمدنا هذا الدليل لكشف لدينا عن غرائب وأعاجيب فربما تطابقت الأعداد مع (الشيطان الرجيم، ومع (عدواً من المجرمين) وهكذا حيث لا يوجد أي مقياس سوى أرقام كل حرف.
          ومن اللطيف أن بعض الناس ردّ عليه فقال:
          ان قولك (من هو احمد = هو رسول المهدي) من حيث عدد الحروف كما جاء في استدلالاته السابقة، ينقض عليه أن عدد حروف من هو سعد، ومن هو طاهر، ومن هو وعد يساوي أيضاً عدد حروف رسول المهدي حيث مجموع حروفها 17.
          فأجابه قائلاً: (جميع هذه الأسماء لي فأنا سعد النجوم، ونجمة الصبح، ودرع داود، وأنا الطاهر، وأنا وعد غير مكذوب).(10)
          لعل أمثال هذه المناقشات هي التي يشير إليها الإمام علي عليه السلام حين يقول:
          ((ما خاصمني جاهل إلا وغلبني)).
          لأن الجاهل لا يستحي من أن يفتعل كل ادعاء، ويكذّب بكل حقيقةً، ويرد عليك حتى البديهة!!

          تعليق


          • #6
            لا حجية بدون وضوح كامل:
            هل يمكن من الناحية العقلية والعلمية أن يحاسب الله تعالى عباده على أساس الظنون والاحتمالات ودون أن يقيم عليهم الحجة وينصب لهم البينة الواضحة الكاملة!!؟
            لاشك أن النظرية الإسلامية، والأدلة العقلية أيضاً لا تسمح بذلك، والقرآن يقول: ((لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)) وهكذا كانت كل دعاوي الأنبياء واضحة وضوح الشمس حتى لو كذّبها الأعداء ((وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ)).
            لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الصادق الأمين عند قومه قبل أن يبعث، فهو شخصية لا غبار عليها، وهكذا كان إبراهيم عليه السلام، وكان موسى، وكان عيسى الذي تكلم في المهد... وكذلك كان كل الأنبياء شخصيات واضحة، معروفة بالصدق والاستقامة، ودعوتهم أيضاً واضحة مكشوفة لا لبس فيها ولا التباس، رغم تكذيب الجاحدين، وهكذا نجد ظهور صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عليه السلام فإن غيبته الطويلة ورغم ما يصاحبها من شكوك، لكن ظهوره سيكون صارخاً واضحاً كالشمس لا يدع لأحد مجالاً للشك.
            إننا لا نريد أيضاً ان نستشهد بعشرات بل مئات الروايات اليقينية التي توجب القطع واليقين والتي تؤكد على فكرة واحدة هي وضوح الحقيقة عند ظهوره، ومن خلال مجموعة دلائل مثل النداء من السماء الذي يسمعه أهل المشرق والمغرب وغير ذلك.
            إن ما نريد أن نؤكده هو أن المفهوم الديني عن ظهور الإمام المهدي عليه السلام أنه عليه السلام سوف يقيم الحُجة الواضحة على جميع الخلق وبشكل لا يقبل النقاش والجدل، ومن دون ذلك فإنه لا يمكن محاسبة الناس إذا ما جحدوا وأنكروا.
            وهذه مسألة في غاية الأهمية، وهي مسألة تدخل في جوهر العقيدة الإسلامية بعدل الله تعالى ولطفه، فكيف يمكن أن نقبل من الرب الرحيم العادل الرؤوف اللطيف أن يدخل الناس جميعهم ـ إلا أفراداً معدودين ـ في جهنم لأنهم لم يصدقوا بنبي أو إمام وهو لم يقدم لهم دليلاً ولا حجة واضحة وإنما يستشهد باحتمالات ومنامات وحكايات!! وأمثال ذلك!!
            ولأجل ذلك يؤكد المفهوم الديني وكمنهج ثابت لا يقبل الجدل ما جاء عن الإمام الصادق عليه السلام في قصة ظهور صاحب الأمر عجل الله فرجه:
            (لترفعن اثنتا عشر راية مشتبهة لا يدرى أيٌ من أي. قال الراوي: فبكيت فقال لي: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنتا عشر راية مشتبهة لا يدرى أي من أي؟ فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة، فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس).[ رواها الكليني في الكافي والنعماني في الغيبة وكمال الدين للصدوق والغيبة للشيخ الطوسي وغيرهم. (11)
            يقول العلامة الطباطبائي في الميزان:
            و الروايات المثبتة للرجعة و إن كانت مختلفة الآحاد إلا أنها على كثرتها متحدة في معنى واحد و هو أن سير النظام الدنيوي متوجه إلى يوم تظهر فيه آيات الله كل الظهور، فلا يعصى فيه سبحانه و تعالى بل يعبد عبادة خالصة، لا يشوبها هوى نفس، و لا يعتريه إغواء الشيطان، و يعود فيه بعض الأموات من أولياء الله تعالى و أعدائه إلى الدنيا، و يفصل الحق من الباطل.
            و هذا يفيد: أن يوم الرجعة من مراتب يوم القيامة، و إن كان دونه في الظهور لإمكان الشر و الفساد فيه في الجملة دون يوم القيامة، و لذلك ربما ألحق به يوم ظهور المهدي (عليه السلام) أيضا لظهور الحق فيه أيضا تمام الظهور و إن كان هو أيضا دون الرجعة، و قد ورد عن أئمة أهل البيت: "أيام الله ثلاثة: يوم الظهور و يوم الكرة و يوم القيامة"(12)
            الفكرة التي نريد تأكيدها هي أن الإسلام، ومنهج أهل البيت عليهم السلام يدعونا وفي كل المجالات العقيدية وخاصة فيما ينفتح أمامه المجال للدجل والتدليس أن نتبع اليقين، وننتظر البراهين القاطعة مثل وضوح الشمس ولا نتحرك بدون ذلك.
            وهكذا ستكون قضية ظهور صاحب الأمر والزمان عليه السلام.
            وفي هذا الضوء كيف نقبل خروج مبعوث مرسل له لا يملك دليلاً ولا حجةً على مدعاه، ويطالب الناس بطاعته التامة ومخالفة جميع العلماء والفقهاء الباقين، ثم يحكم بدخول جميع من عصاه وخالفه نار جهنم، وربما كان أولئك الناس المساكين لم يثبت لديهم الدليل على رسالته ووصايته!!
            ---------------------------------------------------------------------
            (1)كتاب (العِجل) المقدمة/ ضياء الزبيدي.
            (2)الشعراء: 10 ـ 15.
            (3)الدخان: 13 ـ 16.
            (4)بيان الحق والسداد ج 2/ 22.
            (5)الصافات: 171 ـ 173.
            (6)بيان الحق والسداد/ ج2/ 22.
            (7)ص: 67ـ 69.
            (8)الحجرات/ 12
            (9)ال عمران/7
            (10)بيان الحق والسداد/ 16.
            (11)انظر البحار/ ج52/ 281.]
            (12) الميزان ج2 ص68.

            تعليق

            يعمل...
            X