إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نظرية عدالة الصحابة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظرية عدالة الصحابة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين .
    إنَّ في حال الصحابة من حيث العدالة وعدمها خلاف ، فقد اختلف المسلمون على ثلاثة أقوال :
    1- الاتجاه الأول : عدالة جميع الصحابة : وهم أهل السنة .
    2- الاتجاه الثاني : كفر جميع الصحابة : وهم فرقة الكاملية
    [1] .
    3- الاتجاه الثالث : الصحابة كسائر الناس فيهم العادل والفاسق : وهم الشيعة الإمامية .

    يدعي الجمهور من السنة ، إن للصحبة شرفاً عظيماً يمنح المتصف بها امتيازاً يجعله فوق مستوى الناس أجمعين ، ولو باشر المنكرات ، وأسرف في المعاصي وإتباع الشهوات ، وينطلقون من هذا الغلو إلى أنهم عدول مجتهدون في جميع ما صدر منهم . فمن أصاب في آرائه وأعماله الواقع فله ثواب من أدرك الحق وعمل به ، ومن أخطا فله أجر المجتهدين العارفين فعدالتهم ثابتة بتعديل الله لهم وثنائه عليهم على ، وعندما تنتهي الرواية إليهم يجب الوقوف عندها ، وليس لأحد أن يطبق عليها أصول علم الدراية وقواعده ، ولو كان الراوي لها مروان بن الحكم أو أبو سفيان أو غيرهما ممن وصفهم القرآن بالنفاق والرسول الكريم بالارتداد .
    قال ابن حجر في المجلد الأول من الإصابة : اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ، ولم يخالف في ذلك إلا شذاذ من المبتدعة ، وأضاف إلى ذلك أن عدالتهم ثابتة بتعديل الله لهم
    [2] .
    لكن فاتهم ما صرح به الإمام البخاري بنقض هذه النظرية وهدمها من أساسها وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ[3] عَنْهُ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي ، فَيَقُولُ إِنَّكَ لاَ عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى )[4] .
    ولكن يستشكل على من لا يؤمن بعدالة جميع الصحابة أنه لِمَ نبحث عن هذه المسألة فهم كما وصفهم الله تعالى : (( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[5]
    يمكن أن يجاب عليه بأنّ الغاية من وراء الفحص عن عدالة الصحابة هي التعرف على الصالحين والطالحين والمؤمنين والمنافقين والمتثبّتين في طريق الدين والمشرفين على الارتداد حتى يتسنّى لنا أخذ الدين عن الصلحاء والمؤمنين والمتثبتين والتجنب عن غيرهم[6] .
    وسنبين تباعاً إن شاء الله تعالى كيفية إبطال جميع أدلة من خالف الشيعة الإمامية الإثني عشرية في مسألة عدالة الصحابة .
    والحمد لله ربِّ العالمين ...


    [1] . الكاملية أصحاب أبي كامل أكفر جميع الصحابة بتركها بيعة علي رضي الله عنه. وطعن في علي أيضاً بتركه طلب حقه ، ولم يعذره في القعود ؛ قال : وكان عليه أن يخرج ويظهر الحق ، على أنه غلا في حقه. وكان يقول : الإمامة نور يتناسخ من شخص لى شخص ، وذلك النور : في شخص يكون نبوة ، وفي شخص يكون إمامة ؛ وربما تتناسخ الإمامة فتصير نبوة وقال بتناسخ الأرواح وقت الموت.الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 50 .
    [2] . دراسات في الكافي للكليني والصحيح للبخاري ، هاشم معروف الحسيني ، ج 1 ، ص 11 .
    [3] . حلأ : صد ومنع .
    [4] . صحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله ، ج 21 ، ص 492 .
    [5] . سورة البقرة : آية : 134 .
    [6] . الحديث النبوي ، الشيخ جعفر السبحاني ، ج 6 ، ص 4 .
    اللهم صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ
    السلامُ على الحسينِ

  • #2
    الاخ ابو باقر الكربلائي
    السلام عليكم اخي الكريم ورحمة الله وبركاته
    بوركتم واحسنتم كثيرا على هذه المشاركة المميزة في سجل اعمالكم ان شاء الله
    لكن فاتهم ما صرح به الإمام البخاري بنقض هذه النظرية وهدمها من أساسها وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ[3] عَنْهُ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي ، فَيَقُولُ إِنَّكَ لاَ عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى )[4] .
    سمعت من بعض الفضلاء قال: ان هذا هو يوم القيامة لكن هم يدعون بقولهم : نحن مأمورون بحب جميع الصحابة ولم نرى منهم ماهو سيء انما ذلك بينهم وبين الله تعالى
    تقبلوا مروري ودمتم بخير وامان

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
      الأخ الفاضل ( الكعبي ) نشكر مروركم الكريم ونشكر ملاحظتكم

      وفي ملاحظتكم أربعة أمور أو أربعة دعاوى وتحتاج كل واحدة منها لدليل وهي :
      1- أن هذا الأمر يحدث يوم القيامة .
      2- نحن مأمورون بحب جميع الصحابة .
      3- لم نرَ منهم ما هو سيء .
      4- إنما ذلك بينهم وبين الله .

      هناك حديث آخر ذكره البخاري في نفس الباب ومن خلاله نثبت دخول كثير من الصحابة النار بسبب الارتداد وهو ((عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ ، حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ . فَقُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ . قُلْتُ وَمَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى . ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ . قُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ . قُلْتُ مَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى . فَلاَ أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلاَّ مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ ))

      وهناك حديث آخر في البخاري نثبت من خلال شرحه كفر بعض الصحابة : « فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّى . فَيُقَالُ إِنَّكَ لاَ تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ . فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي »

      وقال القسطلاني في شرح هذه الكلمة من إرشاد الساري ما هذا لفظه : لمن غَيَّرَ بعدي أي دينه لأنه لا يقول في العصاة بغير الكفر سحقاً سحقاً بل يشفع لهم و يهتم بأمرهم كما لا يخفى .
      إذن فكيف لنا :

      1-أن نعتقد بأن هذا حاصل في يوم القيامة ، نعم الجزاء والحساب يوم القيامة ولكن سبب دخول النار هو الكفر والارتداد .
      2- وأن نحب جميع الصحابة مع أن بعضهم ومرتدين وبسبب ارتدادهم يدخلون النار .
      3-وأن نقول لم نرَ منهم ما يسيء - ويكفي حرق وكسر ضلع الزهراء عليها السلام – ألم يكفِ الارتداد سوءً وكذلك الكفر .
      4-وأن نقول إن ذلك بينهم وبين الله ولابد لنا من معرفة الصالح منهم من الطالح حتى نعرف ممن نأخذ ديننا وممن نتبرأ ، فهناك أمر مهم وذلك في نقل الحديث فإن أهل الرجال يعتبرون جميع الصحابة عدول والنتيجة يذكرها ابن الأثير حيث يقول : والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح والتعديل ؛ فإنهم كلهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح ؛ لأن الله - عز وجل - ورسوله زكياهم وعدَّلاهم ، وذلك مشهور لا نحتاج لذكره .
      والحمد لله ربِّ العالمين ...
      التعديل الأخير تم بواسطة ابو باقر الكربلائي ; الساعة 08-08-2014, 06:10 PM. سبب آخر:
      اللهم صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ
      السلامُ على الحسينِ

      تعليق

      يعمل...
      X