بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
إنه إختيار
بقلم – خالد غانم الطائياللهم صل على محمد وآل محمد
إنه إختيار
حاورني أحد الاخوة بقوله : إني أنظر الى الزواج على أنه قسمة من الله عزّ وجل إضافة لسماعي ذلك من كثرة كثيرة من الناس .
فأجبته : إن مسألة الزواج هي إختيار من قبل الانسان وليس كما تقول يا أخي الفاضل .
فرّد عليّ : وهل من أدلة على ذلك ؟
فقلت له : نعم ومنها :
- قول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) : ( إختاروا لنطفكم فإن العرق دسّاس) وتشير كلمة (إختاروا) في مطلع الحديث الى الاختيار .
- قول النبي الأقدس(صلى الله عليه وآله) : (إيّاكم وخضراء الدمن ) أي المرأة الحسناء في منبت السوء, وكلمة (إيّاكم) تفيد التحذير ولفت الانتباه ولو كان الزواج قسمة لابد منها لم تكن هنالك فائدة من التحذير .
- حديث النبي الاشرف (صلى الله عليه وآله) :إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه (الاّ تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير) , وفي هذا الحديث المبارك جعل الدين المرجح لقبول خطبةالرجل ثم جاءت كلمة (فزوّجوه) وهذه إشارة الى جانب الاختيار في الزواج .
- حديث النبي الأكمل (صلى الله عليه وآله) : (إذا اردت أن تزوّج ابنتك فزوّجها من الديّن فإن احبها اكرمها وإن ابغضها لم يظلمها ).
- حديث النبي الامجد (صلى الله عليه وآله) : ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فآظفر بذات الدين تربت يداك ).
- في حالة حصول الإجبار في عقد الزواج فيحكم عليه فقهيا بالبطلان .
- تقول المرأة مخاطبة الرجل في عقد الزواج (زوّجتك نفسي على مهر .....) ولاتقول(زوجني الله لك) وهذا يفيد الإختيار وكذلك يقول الرجل في جوابها بالقبول : (قبلت التزويج ).
- وحتى في زواج الامام علي (عليه السلام) من فاطمة الزهراء (عليها السلام) برغم الارادة السماوية والمشيئة الربانية في هذا الزواج , ولم يكن كفؤ للزهراء (عليها السلام) الاّ الامام علي (عليه السلام) الاّ أن الرسول (صلى الله عليه وآله) أخبر الزهراء (عليها السلام) بقدوم الامام علي(عليه السلام) لخطبتها وسألها عن ردها فسكتت , عندها قال النبي (صلى الله عليه وآله) : (سكوتها إقرارها)وفي خبر آخر (السكوت علامة الرضا ).
فأجابني ذلك الاخ الكريم : حقا , لقد تغيّرت قناعتي بعد إستماعي منك لهذه الادلة ...
إذن فالزواج إختيار وليس قسمة .
تعليق