إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التوحيد على لسان إمام الموحدين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوحيد على لسان إمام الموحدين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    إنّ الهدف الأسمى لجميع الرسل هو مكافحة الشرك وتحطيم قلاعه ، قال سبحانه : (وَلَقَدْ بَعَثْنا في كُلِّ أُمّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطّاغُوت)[1] ،

    وقد أضحت مسألة التوحيد والشرك من المسائل الهامّة في عصرنا هذا ، لا سيما وأنّها صارت ذريعة لتشتيت الصفوف وتمزيق الوحدة الإسلامية ، ويرمي بعضهم بعضاً بالشرك فمن يزور القبور مشرك ومن يتوسل بالنبي وآله مشرك مع أنّ الواجب على كلّ مسلم الحفاظ على توحيد الكلمة وتعزيز أواصر الأخوَّة .

    ولكن لو نرجع لأئمة أهل البيت سلام الله عليهم قادة الناس إلى بر التوحيد ولاسيما إمام الموحدين فمن الرائع في هذا المجال ما جاء في كتاب التوحيد للصدوق
    :

    (( أنّ أعرابياً قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال : يا أمير المؤمنين ، أتقول : إن الله واحد؟ فحمل النّاس عليه وقالوا : يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسّم القلب ( أي تشتت الخاطر ) ؟ فقال : أمير المؤمنين (عليه السلام) : « دعوه فإنّ الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم. ثمّ قال : يا أعرابي، إنّ القول في أنّ اللّه واحد على أربعة أقسام. فوجهان منها لا يجوزان على اللّه عزّوجلّ ، ووجهان يثبتان فيه. فأمّا اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز ، لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد . أمّا ترى أنّه كفر من قال إنّه ثالث ثلاثة ؟ وقول القائل : هو واحد من النّاس يريد به النوع من الجنس ، فهذا ما لا يجوز (قوله على اللّه) لأنّه تشبيه ، وجلّ ربّنا وتعالى عن ذلك .
    وأمّا الوجهان اللذان يثبتان فيه، فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربّنا . وقول القائل : إنّه عزّوجلّ أحديّ المعنى ، يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ، كذلك ربّنا عزّوجلّ ))
    [2] .

    والجنس في اللغة يأتي بمعنى التشابه والتماثل ، وقوله عليه السلام : ( يريد به النوع من الجنس ) أي يريد القائل بالواحد هكذا الوحدة النوعية التي تنتزع من الأفراد المتجانسة المتماثلة كأفراد الإنسان مثلا، والفرق بين القسمين اللذين لا يجوز أن عليه تعالى أن الأول يثبت له وقوعا أو إمكاناً فردا آخر مثله في الإلوهية أو صفة غيرها وان لم يكن مجانسا له في حقيقته والثاني يثبت له فرداً آخر من حقيقته ، فالمنفى أولاً الوحدة العددية وثانيا النوعية
    [3] .

    وباختصار: اللّه أحد وواحد لا بمعنى الواحد العددي أو النوعي أو الجنسي بل بمعنى الوحدة الذاتية. بعبارة أوضح: وحدانيته تعني عدم وجود المثل والشبيه والنظير .

    الدليل على ذلك واضح: فهو ذات غير متناهية من كلّ جهة، ومن المسلم أنّه لا يمكن تصور ذاتين غير متناهيتين من كلّ جهة. إذ لو كان ثمّة ذاتان ، لكانت كلتاهما محدودتين، ولما كان لكل واحدة منهما كمالات الأخرى[4].
    والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .




    [1] . سورة النحل : آية : 36 .
    [2] . بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 3 ، ص 207 .
    [3] . توحيد الصدوق ، ج 2 ، ص 13 .
    [4] . تفسير الأمثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج 20 ، ص 549 .
    اللهم صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ
    السلامُ على الحسينِ

  • #2
    • اللهم صل على محمد وال محمد // السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    • الشكر موصول لكم على هذه المشاركة القيمة وجعلها الله تعالى في ميزان حسناتكم.
    • فإن توحيد الله تعالى يشمل توحيده في الإعتقاد وتوحيده بالعمل ، فتوحيد الله بالإعتقاد بأن يعتقد بالله تعالى بما عرّف الله تعالى نفسه وبما جاء عن نبيه وأهل بيته الأطهار لامن غيرهم ، فهو الله الواحد الأحد ، أيّن الأين بلا أين ، وكيّف الكيف بلا كيف ، لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ، وليست هنا الأبصار بمعنى العيون ، بل الأبصار بمعنى البصيرة ، فيعجز الخيال والتخيل من أن يبلغ كنه عظمته سبحانه مهما اجتهد في التصور ، فالله تعالى أجل وأعز من ان يحيط كنهه خيال عقول الناس والخلق ، وليس كمثله شيء.
    • ولكن إذا أمكن أن توضحوا عبارة ( ذات غير متناهية من كلّ جهة) ، فماذا تقصدون بالجهة؟ ، فإن الله تعالى لايشار اليه ، لأن الإشارة إنما تكون للجسم في الجهة المعينة ، وإن الله تعالى ليس بجسم بل هو خالق الأجسام بمختلف الحدود.
    • وأما توحيده بالعمل بأن يعبد وحده لاشريك معه.
    • وأما من يتهم المسلمين بالشرك لأنه يزور قبر النبي وقبور اهل بيته ، فهو المخطأ المنحرف عن الرشد ودليل الصواب ، لأن الزيارة لهم مودة وقد قال تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى).
    • وفقكم الله لكل خير بمحمد وال محمد.

    ************************************************** ********************

    صبرا جميلا ما اقرب الفرج ****** من راقب الله في الامور نجا

    من صدق الله لم ينله اذى ***** ومن رجاه يكون حيث رجا

    لقد كتموا آثار آل محمد محبوهم خوفا وأعداؤهم بغضا


    فأبرز من بين الفريقين نبذة بها ملأ الله السماوات والأرضا

    http://alhussain-sch.org/forum/image...ine=1361119167

    تعليق


    • #3



      حضرة الأخ الكريــــــم أبــــــــو باقــــــــر الكربـــلائي المحترم

      وفقكم الله لكل خير ورضا

      على أختياركم هذه الكلمات والتوضيحات المهمة في وقتنا الحاضر

      والتي أصبحت أكثر أهمية أعتبرها من المسائل الأبتلائية

      والتي بسببها تراق وتراق دماء الأبرياء بسبب هذه العقائد الفاسدة وبالخصوص المفهوم الخاطيء للتوحيد

      نتمنى منكم المزيد من هذه المواضيع وياحبذا لوتكون مصحوبة بشيء من التوضيح

      لأنه ليس كل الذين يتصفحون ويتابعون المنتدى من طلاب العلم الألهي

      وأشكركم عل هـــــــــذا



      ومن خطبة لباب علم مدينة رسول الله أمير المؤمنيــــــــــن ومــــــــــــــــولـــــــــــــــــــى المــــــــــــــــــــــــــــــــــــوحـــــــــ ــــــــــــــــدين علــــــــــي إبــن أبـــــــــــــــــــــــي طـــــــــــــــــــــــــــــــالــــــــــــــــ ـــــــــب ( صلوات الله عليهم وسلامه عليهم أجمعين ) في التوحيد ، وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لا تجمعه خطبة :

      ( ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقتهُ أصاب من مثّله ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول ، فاعل لا باضطراب آلةٍ ، مقدّر لا بجول فكرة ، غني لا باستفادة ، لم لا تصحبه الأوقات ، ولا ترفده الأدوات ، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده ، والابتداء أزله ، بتشعيره المشاعر عرف ألاّ مشعر له ، وبمضادته بين الأمور عرف ألا ضد له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف ألاّ قرين له .

      ضاد النور بالظلمة ، والوضوح بالبهيمة ، والجمود بالبلل ، والحرور بالصرد ، مؤلّف بين متعادياتها ، مقارن بين متبايناتها ، مقرّب بين متباعداتها ، مفرّق بين متدانياتها ، لا يُشمل بحد ، ولا يحسب بعد ، وإنّما تحد الأدوات أنفسها ، وتشير الآلات إلى نظائرها ، منعتها ( منذ ) القدمية ، وحمتها ( قد ) الأزلية ، وجنبتها ( لولا ) التكملة ، بها تجلى صانعها للعقول ، وبها امتنع عن نظر العيون ، لا يجري عليه السكون والحركة .

      وكيف يجري عليه ما هو أجراه ؟
      ويعود فيه ما هو أبداه ؟
      ويحدث فيه ما هو أحدثه ؟

      إذاً لتفاوتت ذاته ، ولتجزأ كنهه ، ولامتنع من الأزل معناه ، لو كان له وراء لوجد له إمام ، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان ، وإذاً لقامت آية المصنوع فيه ، ولتحول دليلاً بعد أن كان مدلولاً عليه ، وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره ، الذي لا يحول ولا يزول ، ولا يجوز عليه الافوال ، لم يلد فيكون مولوداً ، ولم يولد فيكون محدوداً ، جل عن اتخاذ الأبناء ، وطهر عن ملامسة النساء .

      لا تناله الأوهام فتقدره ، ولا تتوهّمه الفطن فتصوّره ، ولا تدركه الحواس فتحسّه ، ولا تلمسه الأيدي فتمسّه ، لا يتغير بحال ، ولا يتبدل بالأحوال ، لا تبليه الليالي والأيّام ، ولا يغيّره الضياء والظلام ، ولا يوصف بشيء من الأجزاء ، ولا بالجوارح والأعضاء ، ولا بعرض من الأعراض ، ولا بالغيرية والأبعاض .

      ولا يقال له حد ولا نهاية ، ولا انقطاع ولا غاية ، ولا أنّ الأشياء تحويه فتقلّه أو تهويه ، أو أنّ شيئاً يحمله فيميله أو يعدله ، ليس في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج ، يخبر بلا لسان ولهوات ، ويسمع بلا خروق وأدوات ، يقول ولا يلفظ ، ويحفظ ولا يتحفظ ، ويريد ولا يضمر ، يحب ويرضى من غير رقة ، ويبغض ويغضب من غير مشقّة .

      يقول لما أراد كونه كن فيكون ، لا بصوت يقرع ، ولا نداء يسمع ، وإنّما كلامه فعل منه أنشأه ومثله ، لم يكن من قبل ذلك كائناً ، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً ، لا يقال كان بعد أن لم يكن ، فتجرى عليه الصفات المحدثات ، ولا يكون بينها وبينه فصل ولا عليها فضل ، فيستوي الصانع والمصنوع ، ويتكافأ المبتدئ والبديع .

      خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره ، ولم يستعن على خلقها بأحد من خلقه ، وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال ، وأرساها على غير قرار ، وأقامها بغير قوائم ، ورفعها بغير دعائم ، وحصنها من الأود والاعوجاج ، ومنعها من التهافت والانفراج ، أرسى أوتادها ، وضرب اسدادها ، واستفاض عيونها ، وخد أوديتها ، فلم يهن ما بناه ، ولا ضعف ما قواه .

      هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته ، وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته ، والعالي على كل شيء منها بجلاله وعزته ، لا يعجزه شيء منها يطلبه ، ولا يمتنع عليه فيغلبه ، ولا يفوته السريع منها فيسبقه ، ولا يحتاج إلى ذي مال فيرزقه ، خضعت الأشياء له فذلّت مستكينة لعظمته ، لا تستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره ، فتمتنع من نفعه وضره ، ولا كفؤ له فيكافئه ، ولا نظير له فيساويه .

      هو المفني لها بعد وجودها ، حتى يصير موجودها كمفقودها ، وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها ، بأعجب من إنشائها واختراعها ، وكيف ولو اجتمع جميع حيوانها من طيرها وبهائمها ، وما كان من مراحها وسائمها ، وأصناف أسناخها وأجناسها ، ومتبلدة أممها وأكياسها ، على أحداث بعوضة ما قدرت على إحداثها ، ولا عرفت كيف السبيل إلى إيجادها ، ولتحيّرت عقولها في علم ذلك وتاهت ، وعجزت قواها وتناهت ، ورجعت خاسئة حسيرة ، عارفة بأنّها مقهورة ، مقرّة بالعجز عن إنشائها ، مذعنة بالضعف عن إفنائها .

      وأنّه يعود سبحانه بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه ، كما كان قبل ابتدائها ، كذلك يكون بعد فنائها ، بلا وقت ولا مكان ، ولا حين ولا زمان ، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات ، وزالت السنون والساعات ، فلا شيء إلاّ الواحد القهّار ، الذي إليه مصير جميع الأُمور .

      بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها ، وبغير امتناع منها كان فناؤها ، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها ، لم يتكاءده صنع شيء منها إذ صنعه ، ولم يؤده منها خلق ما برأه وخلقه ، ولم يكوّنها لتشديد سلطان ، ولا لخوف من زوال ونقصان ، ولا للاستعانة بها على مكاثر ، ولا للاحتراز بها من ضد مثاور ، ولا للازدياد بها في ملكه ، ولا لمكاثرة شريك في شركه ، ولا لوحشة كانت منه فأراد أن يستأنس إليها .

      ثمّ هو يفنيها بعد تكوينها ، لا لسأم دخل عليه في تصريفها وتدبيرها ، ولا لراحة واصلة إليه ، ولا لثقل شيء منها عليه، لا يمله طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها ، لكنّه سبحانه دبّرها بلطفه ، وأمسكها بأمره ، وأتقنها بقدرته ، ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها ، ولا استعانة بشيء منها عليها ، ولا لانصراف من حال وحشة إلى حال استئناس ، ولا من حال جهل وعمى إلى حال علم والتماس ، ولا من فقر وحاجة إلى غنى وكثرة ، ولا من ذل وضعة إلى عز وقدرة )




      التعديل الأخير تم بواسطة الموالية للزهراء عليها السلام ; الساعة 12-09-2014, 05:02 PM. سبب آخر:















      تعليق


      • #4
        اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	;..;;..;.jpg  
مشاهدات:	27 
الحجم:	19.9 كيلوبايت 
الهوية:	160203.................................................. .................................................. ...اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	;..;;..;.jpg  
مشاهدات:	27 
الحجم:	19.9 كيلوبايت 
الهوية:	160203


        بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين , وخاتم الرسل والنبيين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المنتجبين الأخيارالغر الميامين .
        , واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين من الآن وفي كل آن الى قيام يوم الدين .
        دائما متألق جناب الاخ ( ابو باقر الكربلائي ) , احسنتم الاختيار , وابليتم في الحوار , وابهرتم الكبار والصغار , دمتم ودامت اطروحاتكم القيمة .
        تقبلو مروري المتواضع , ووفقكم الله لنصرة الدين والمذهب بحق محمد وآل محمد.

        اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	;..;;..;.jpg  
مشاهدات:	27 
الحجم:	19.9 كيلوبايت 
الهوية:	160203.................................اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	;..;;..;.jpg  
مشاهدات:	27 
الحجم:	19.9 كيلوبايت 
الهوية:	160203



        التعديل الأخير تم بواسطة كاظم الحاتمي ; الساعة 12-09-2014, 10:32 PM. سبب آخر:

        تعليق

        يعمل...
        X