بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
فقال لي: يا ابا علي ليس علي مثل ابي يحيى يجهل (اي الامام (عليه السلام) خبره بما في ضميره) وقد كان من خدمته لابي (عليه السلام) ومنزلته عنده وعندي من بعدي غير اني احتجت الى المال الذي عنده فلم يبعث به . فقلت: جعلت فداك هو باعث اليك بالمال وقال لي: ان وصلت اليه فأعلمه ان الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر . فقال (عليه السلام): احمل كتابي اليه وامره ان يبعث الي بالمال . فحملت كتابه الى زكريا بن ادم فوجه اليه بالمال . فقال لي ابو جعفر(عليه السلام) : ابتداء منه ذهبت الشبهة مال ابي ولد غيري . فقلت: صدقت جعلت فداك
شرح الرواية : ان الامام الجواد (عليه السلام) تناول بعضا من اصحاب ابيه الذين لم يسلموا له بالامامة لصغر سنه حسب زعمه فخاف الراوي ان يكون قد اخذ زكريا بمثل ما اخذه فأوضح له الامام (عليه السلام) عما في فكره مبينا له ان زكريا له صحبة كريمة مع ابيه الرضا (عليه السلام) ومعه وانه ليس كالنفر الذين ذكرهم لكنه يعتب عليه لتاخيره ارسال المال اليه بعد طلبه فـأوضح الرواي ان التأخير لم يكن لانكار امامة امامه بمقدار انه تجنب الاصطدام مع النفر اولئك اذا عرفوا انه ارسل المال الى الامام ثم عاد فأرسله عندما وجد المأمون المؤتمن عليه فصرح
الامام (عليه السلام) بمدحه وكأن الرواية كلها لتبرئة زكريا مما تورط به بعض القميين من انكار لامامة الجواد (عليه السلام) كيف ولا يخفى على الامام حاله بل صرح بذلك في متن الرواية ويدل على ذلك ما رواه كل من (اسحاق بن محمد ـ والحسن بن محمد ) قالا: خرجنا بعد وفاة زكريا بن ادم بثلاثة اشهر نحو الحاج فتلقانا كتابه (عليه السلام) اي كتاب الامام الجواد في بعض الطرق فاذا فيه ذكرت ما جرى من قضاء الله تعالى في الرجل المتوفى اي (زكريا بن ادم ) رحمه الله يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيا فقد عاش ايام حياته عارفا بالحق قائلا به صابرا محتسبا للحق قائما بما يحب الله ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم) ومضى رحمه الله غير ناكث ولا مبدل فجزاه الله اجر نيته واعطاه خير امنيته وفي هذا دلالة على انه لم يغير ولم يبدل طيلة حياته الشريفة .
تعليق