إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعاء عرفة بين التوحيد والتجسيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعاء عرفة بين التوحيد والتجسيم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

    نرى اليوم من المسائل الخلافية بين المسلمين هي مسألة رؤية الله سبحانه وتعالى .

    فالإمامية ذهبت إلى استحالة رؤيته تعالى على الإطلاق لتنزهه تعالى عن الجسمية .
    وذهبت المجسمة إلى جواز رؤيته تعالى في الدنيا فضلاً عن الآخرة كما ذهب عامة أهل الحديث والأشاعرة إلى جواز رؤيته تعالى يوم القيامة ، وإنه ينكشف للمؤمنين انكشاف القمر ليلة البدر ، تبعاً لبعض الأحاديث ، واستظهاراً من بعض الآيات .

    ولكن لو قرأنا دعاء الإمام الحسين عليه السلام يوم عرفة المعروف (بدعاء عرفة ) لوجدنا ما يدل على الرؤية وبالتالي يكون دالاً على الجسمية !!
    ( كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ في وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إِلَيْكَ ، أَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ ، حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ إلى دَليل يَدُلُّ عَليْكَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الآثار هِيَ الَّتي تُوصِلُ إِلَيْكَ، عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْها رَقيباً ، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْد لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً ) .

    فلابد لنا من التدبر في كلام الإمام الحسين عليه السلام لنرى بعين الحقيقة للمعبود الحقيقي .
    فنبحث في ذلك استمداداً من نور الكتاب والسنّة والعقل ، واهتداءً إلى معرفته القلبية التي هي أسمى المعارف الحقيقيّة ، ووصولا إلى رؤية القلوب بحقائق الإيمان كما في حديث ذِعْلب المروي عن سيّد الوصيّين وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :« لم تَرَهُ العيونُ بمشاهَدة الأبصار ولكن رأتْهُ القلوبُ بحقائق الإيمان » .

    فقوله عليه السلام عميت عين لا تراك إشارة لطيفة إلى بصيرة النفس لا إلى بصر العين لاستحالة رؤية المولى سبحانه وتعالى بالعين الباصرة .أجل ، انّه معرّف ذاته ( شروق الشمس دليل على الشمس ) وذاته المقدّسة دليل ذاته دون الحاجة إلى معرّف ، وخفاؤه على البعض بسبب شدّة ظهوره ، كالنور الذي لا يقدر الإنسان على النظر إليه لو تجاوز حدّه .

    وكما قيل :نور وجهك الحاجب عن ظهورك .إذن فقد صدق ولي اللّه المطلق صلوات اللّه عليه فالعارف الحقيقي والمؤمن المنزه من جميع مراتب الشرك من الأشراك العامية والخاصية من لم ير غيباً ولاشهوداً ولاظهوراً ولابطوناً إلاّ منه وله وليس ما ورائه شيء حتى يختفي به ولاغيره أحد حتى يكون حجاب وجهه ولا يكون الشيء حجاب نفسه .وقد ورد في حديث أنّ أحد أصحاب الإمام الصادق ( (عليه السلام) ) واسمه منصور بن حازم قال له : إنّي دخلت في مناظرة ـ مع جماعة وقلت لهم : ( إنّ الله أجل وأكرم من أن يُعرف بخلقه بل العباد يعرفون بالله ) ، فقال له الإمام الصادق ((عليه السلام)) مصدّقاً إيّاه : ( رحمك الله ) .

    فلا إشكال في الدعاء بل الدعاء في قمة التوحيد . فأدعوكم أخوتي أخواتي للتأمل في تراث أهل البيت سلام الله عليهم وخصوصاً الأدعية العقائدية كهذا الدعاء المعرفي دعاء عرفة رحمكم الله .
    والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله ....
    التعديل الأخير تم بواسطة ابو باقر الكربلائي ; الساعة 04-10-2014, 12:36 AM. سبب آخر:
    اللهم صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ
    السلامُ على الحسينِ

  • #2


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد واله الطاهرين
    السلام عليكم اخي الكريم ورحمة الله وبركاته
    بوركتم واحسنتم كثيرا على هذه المشاركة المميزة في سجل اعمالكم ان شاء الله

    اسمحوا لي بهذه الاضافة


    الأدلة العقلية:
    1- تتحقّق رؤية الشيء بالعين وانعكاس الضوء إذا كان الشيء المرئي والمشاهد في جهة معينة وأن تكون بين الرائي والمرئي مسافة معينة تفصل بينهما بحيث لو زادت أو نقصت تلك المسافة لخرجت الرؤية عن حيّز الإمكان, والشرط الآخر أن يكون المرئي في مقابل الرائي ومحاذاته وبالالتفات إلى هذه الشروط والنقاط فرؤية الله تكون محالة, وذلك لأنه لا يتحقّق أيّ واحد من هذه الشروط بالنسبة إلى الله, لأنه تعالى لم يكن له جهة معيّنة, أو مكان معيّن ليستقرّ فيه, ولم يتصوّر أن تكون بينه تعالى وبين البشر أية محاذاة وفاصلة ومسافة, لأن هذه المسافة والفاصلة تستلزم أن يكون الله عزوجل جسما ً مادّيا ً ومتحيّزا ً ومتعلقا ً بالمكان, وهذان الأمران من المستحيلات بالنسبة إلى ذاته عزوجل.
    2- رؤية الله عزوجل بواسطة العين الباصرة لا تخلوا من جهتين: إمّا أن تحيط الرؤية بجميع ذاته تعالى فإنّ هذه الإحاطة تستلزم تحديد وجود الله وحصره في مكان معيّن وخلوّ سائر النقاط منه, لأنّ عين الإنسان محدودة القدرة ولا تستطيع الإحاطة بجميع الجهات. وإمّا أن تكون رؤيتنا إيّاه تعالى تتعلّق بجزء من ذاته, وإنّها تدرك قسما ً من ذاته تعالى, فهذه تستلزم القول بالتجزئة والتركيب في ذاته, وكل ذلك محال بالنسبة إلى الله, لأنّه تعالى شأنه ليس محدودا ً بحدّ ولا متحيّزا ً في مكان, وليس له أجزاء ومركّبات حتى يكون في مكان دون مكان.
    الأدلّة القرآنيّة
    1- في سورة الأنعام: (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )) (الأنعام:102) قال الطبرسي: الإدراك متى قرن بالبصر لم يفهم منه إلّا الرؤية.
    وعليه إذا قال أحد: أدركته ببصري وما رأيته متضادّ, لأنّ الإدراك لا يكون بالعين. (مجمع البيان, 4, 344).
    2- في سورة البقرة: (( وإذا قال موسى لقومه يا قوم إنّكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنّه هو التوّاب الرحيم وإذا قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون )) (البقرة:54- 55).
    هاتان الآيتان المتعاقبتان والمتتاليتان فيهما الدلالة التامة على استحالة رؤية الله عزوجل, لأنّ الآية الأولى صريحة في عذاب الذين عبدوا العجل فألزمهم الله بالتوبة وقيّدها بقتل النفس - الإنتحار- كفارة البلاء السماوي عليهم. وترشدنا الآيتان معا ً بكل وضوح وبيان إلى حقيقة وهي: أنّ طلب رؤية الله يعتبر من الذنوب الكبيرة ويوجب نزول العذاب السماوي كما أنّ عبادة العجل كفر وارتداد وموجبة للعذاب.
    والجدير بالذكر أنّ في كل الآيات التي أشير فيها إلى سؤال بني إسرائيل رؤية الله وطلبهم المستحيلات جاء ذكر العذاب والعقاب عقيب السؤال بتعابير بلاغية وجمل مختلفة, وما ذالك إلّا لكون هذا السؤال ذنبا كبيرا ً وجريمة عظيمة.
    قال تعالى: (( يسألك أهل الكتاب أن تنزّل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم )) (النساء:153).
    وقال تعالى: (( وقال الذين لا يرجون لقائنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربّنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوّا ً كبيراً )) (الفرقان:21).
    وعلى هذا الأساس فلو كانت رؤية الله ممكنة - كما يعتقد أهل السنة القائلون بإمكانها ويدعون بأن رؤية الله تعالى والنظر إليه في القيامة هي من أعظم ما ينعم الله على عباده في الجنة, وأكبر ما يعطونه من الفضل واللطف الإلهي في القيامة - لما كان السؤال بتحققها وإيقاعها استكبارا ً وعتوّا ً وتمرّداً عن أمر الله.
    وفي القرآن آيات عديدة أخرى تنفي الرؤية نفيا ً قطيعا ً, ولكن اكتفينا بذكر هاتين الآيتين.
    الأدلّة الحديثيّة:
    1- من كلام له (عليه السلام) وقد سأله ذعلب اليماني فقال: هل رأيت ربّك يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام): أفأعبد ما لا أرى؟ ! قال: وكيف تراه؟ قال (عليه السلام): لا تدركه العيون بمشاهدة العيان, ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان.... ( كتاب التوحيد باب (5) باب نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها ح 2).
    2- سئل الصادق (عليه السلام): هل يرى الله في المعاد؟ قال (عليه السلام): سبحانه وتعالى عن ذلك علوّا ً كبيرا ًَ, إن الأبصار لا تدرك إلّا ما له لون وكيفيّة, والله خالق الألوان والكيفيّة. (بحار الأنوار, 4, 31 ح 5).
    3- عن أبي عبد الله قال: جاء حبر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين, هل رأيت ربك حين عبدته؟ فقال (عليه السلام): ويلك ما كنت أعبد ربّا لم أره. قال وكيف رأيته؟ قال (عليه السلام) ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان. ( بحار الأنوار, 4, 32, ح 8 وص 53 ح 30, أصول الكافي, 1, 98 كتاب التوحيد باب (9) باب إبطال الرؤية ح 6 ).
    4- عن الأشعث بن حاتم قال: قال ذو الرئاستين: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): جعلت فداك, أخبرني عمّا اختلف فيه الناس من الرؤية. فقال (عليه السلام): يا أبا العباس من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على لله, قال الله تعالى: (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )) (الأنعام: 103) و( بحار الأنوار, 4, 53 ح 31).
    وهناك العشرات من الأحاديث الواردة عن الأئمة عليهم السلام تنفي رؤية الله عزوجل, وقد ذكرنا طرفا ًَ منها كشواهد ونماذج.
    والحمد لله رب العالمين

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
      أحسنتم ألأخ الفاضل ( الكعبي )
      إضافة رائعة وقيمة ومفيدة
      زادكم الله علماً ونفعنا بكم
      اللهم صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ
      السلامُ على الحسينِ

      تعليق


      • #4
        بكل
        ﺃﺣﺘﺮﺁﻣﻲ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﺃﻧﺴﺞ ﻟﻚعقدا
        ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺮﺩ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺂﺕكلماتك
        ﻟﻌﻠﻨﻲ ﺃﻭﻓﻴﻚ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦجمال
        ﻭﺭﻭعةﻃﺮﺣﻚدمتم بخير

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
          نشكر مروركم الأخت الكريمة ( طالبة )
          ونشكر كلماتكِ الجميلة .
          اللهم صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ
          السلامُ على الحسينِ

          تعليق

          يعمل...
          X