بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى اله الطاهرين :اجتناب العقوق والايذاء :
من المعلوم ان الاحسان بالوالدين من المستحبات المؤكدة ،وان ايذاء الوالدين وعقوقهم محرم . ونذكر ايتين :
الاية الاولى : ( وقضى ربك الا تعبد الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر أحدهما ا و كلاهما فلا تقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما ) للاستفادة من هذه الاية المباركة هو حرمة عقوق الوالدين ولو بكلمة اف القول الغليظ . وكذا تقول الاية : ان يصل الوالدان الى مرحلة الشيخوخة أي ارذل العمر فيكونان غير قادران على الحركة وعدم مساعدة الاخرين ، فهنا يبدأ الاختبار للاولاد ،فهل يعتبرون وجود مثل هذين الوالدين دليل الرحمة ، او بل يحسبون ذلك مصيبة وبلاء ؟ هل عندهم الصبر الكافي لاحترام مثل هؤلاء الاباء والامهات ، ام انهم يواجهونهم بالسب والاهانات ويسيئون الادب معهم ، ويتمنون موتهم ؟ وهنا جائت الاية لترشد الابناء بان لايضهروا عدم ارتياحهم أونفورهم منهما ( وقل لهما قولا كريما )وخاطبهما بكلام لين ولطيف وحسن وجميل لاقبح فيه ،
الامر الثاني : ان تخصيص وقضى ربك الاتعبد الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر أحدهما اوكلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) سورة الاسراء /اية 23 . الاستفادة من هذه الاية الكريمة حرمة عقوق الوالدين ولو بكلمة ( أف ) والكلام عنها في ثلاث امور: الامر الاول : (الكبر ) هو الطعن في العمر أي الكبرفي السن ،و ( اف ) هذه الكلمة تفيد الضجر والانزجار ، و (النهر ) وهو الزجر ورفع الصوة الكبر قد اختيرت بالذكر كونها اشق الحالات التي يمر بها الوالدين ، فهنا يشعرون بحاجة اولادهم وقيامهم بالواجبات التي لايستطيعون القيام بها على الوجه الاكمل ، فالاية تدل على وجوب اكرام الوالدين ،وكذا في الرعاية والادب التام في معاشرتهما والمحاورة في كل الاوقات وخصوصا في وقت شدة حاجتهما الى ذلك وهو وقت كبرهما او كلاهما .
الامر الثالث : فيما روي عن اهل البيت عليهم السلام في التفسير : قال ابو عبد الله عليه السلام .( واما قول الله عزوجل : ( اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولاتنهرهما ) قال : فان اضجراك لاتقل لهما اف ولا تنهرهم ان ضرباك ) وروي عن الامام علي ابن موسى الرضا عليه السلام عن ابيه ، عن جده ابي عبد الله عليه السلام قال : لو علم الله لفظة اوجز في ترك عقوق الوالدين من (اف ) لاتى به واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين .
تعليق