بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله على حبيبه محمد، أفضل من عَلِم وعلَّم، وعلى آله الكرام وسلَّم
يتشكل راي واسع من القائلين بمنع الضرب في المدارس ويعزون ذلك الى أمور سنذكر بعضها كما نستعرض اراء مختلفة لاساتذة وتلاميذ في ذلك ولا ننس الراي القائل باهمية الضرب..
ان الضرب من الأمور التي تكره الطالب العلم وتنفره منه في حين أقل واجب على المعلم أن لا يكرّه الطالب بالعلم
ان ضرب الطفل يولّد كراهية لديه تجاه ضاربه مما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض. فيكره الأستاذ وبالتالي يكره المادة الي يدرسها الأستاذ الضارب
الضرب ينشئ أبناءً انقيادين لكل من يملك سلطة و صلاحيات أو يكبرهم سناً أو قوة. و هذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء و يجعلهم أسهل للانقياد و الطاعة العمياء، لا سيّما عند الكبر مع رفقاء السوء. فالضرب يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير.
الضرب يلغي الحوار و الأخذ و العطاء في الحديث و المناقشة بين الكبار والصغار، و يضيّع فرص التفاهم و فهم الأطفال ودوافع سلوكهم و نفسيّاتهم وحاجاتهم.
الضرب يزيد حدّة العناد عند غالبيّة الأطفال و يجعل منهم عدوانين.
الضرب قد يضعف الطفل و يحطم شعوره المعنوي بقيمته الذاتية فيجعل منه منطوياً على ذاته، خجولاً لا يقدر على التأقلم و التكيّف مع الحياة الاجتماعية.
اللجوء إلى الضرب هو لجوءٌ لأدنى المهارات التربوية و أقلّها نجاعة.
الضرب يعالج ظاهر السلوك و يغفل أصله. و لذلك فنتائج الضرب عادة ما تكون مؤقتة و لا تدوم عبر الأيام.
الضرب لا يصحّح الأفكار و لا يجعل السلوك مستقيماً.
الضرب يقوّي دوافع السلوك الخارجيّة على حساب الدافع الداخلي الذي هو الأهم دينيّاً ونفسيّاً. فهو يبعد عن الإخلاص و يقرّب من الرياء والخوف من الناس. فيجعل الطفل يترك العمل خوفاً من العقاب، و يقوم بالعمل من أجل الكبار. وكلاهما انحراف عن دوافع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعاً من داخل الطفل (اقتناعاً – حباً – إخلاصاً – طموحاً – طمعاً في النجاح وتحقيق الأهداف - خوفاً من الخسارة الذاتية..)
الضرب قد يدفع الطفل إلى الجرأة على الأب و التصريح بمخالفته و الإصرار على الخطأ
هناك من يرى "إن ضرب المعلم للتلميذ لا يتفق والأساليب الفاعلة في التربية، وإن ضرب التلميذ بقصد تأديبه وحمله على محاسن الأخلاق ما هو إلا أسلوب بدائي، لا يتناسب مع الأسس السليمة في التوجيه والتربية" فـ"الطفل لن يتعلم الطاعة وشبح العصا أمام عينيه"
يقول احد الآباء
تم ضرب ابني اﻷصغر ظلماً، حيث كان بعض الطُلاب يتكلمون في الفصل، فأتي المعلم من الفصل المجاور وضرب كل الطلاب، وابني لم يكن ممن قاموا باﻹزعاج، واﻹزعاج أيضاً ليس حداً من حدود الله. وابني كانت يده مكسورة منذ الشهر الفائت، وقل حذرنا الطبيب بأن يده يمكن أن تُكسر مرة أخرى حيث أن العظم لم يجبر بعد، وكُنا نخاف عليه من الطلاب المشاغبين، لكن لم نحسب حساب اﻷستاذ أن يكون هو من يتسبب في اﻷذى.
وبعدما تم توبيخ الأستاذ مازال يستعمل مع ابني أسلوب الترهيب، بأن ابني هو أسواء طالب، علماً بأنه دائماً يكون أول الفصل في كل اﻹختبارات ومن أكثرهم هدوءاً وأقلهم تعرضاً للضرب، وأكثرهم تأدباً مع أساتذته وباقي زملائه، بل وقد تم ترشيحه مرة لمدارس الموهوبين، لذلك هو ليس مجرم يستحق الضرب أو التعزير.
يقول احد الطلبة "أسلوب الضرب هذا حسب رأيي إنما نابع عن خلل عند اﻷستاذ و قصور في التخاطب بين المعلم والطالب، فهو يقوم بالتغطية عن عجزه بإيصال الفكرة بالضرب."
مؤشر خطير أن يتعود الطالب أن يعمل بعد الضرب، فماذا تتوقع لشخص لا يمشي إلا بالضرب أن يكون له مستقبل
يصف البعض حالة البضرب قائلا:"هل الضرب وسيلة للتجهيل؟"في تلك الحالة سأجاوب عليك بنعم..هو وسيلة للتجهيل..واحباط اطفال في بداية حياتهم..فهو سيظن ان التعليم بالضرب(تعليم=ضرب) ..واذا اخذنا بالمثل "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر" اذا ستبقى معه فترة من الزمن حتى ان انتقل للجامعه..انا حتى الآن اتذكر كل يد مُدت إلي او عصاه...وما زالت حتى الآن احكيها للجميع..وكرهت التعليم بسبب تلك الفكرة الغبية..ومازاد الطين بله..اننا كنا نضرب بسبب وبدون سبب تحت مسمى(السيئة تعم والحسنة تخص)..اتذكر احد الزملاء عندما كنا في المرحلة الأبتدائية كان يهددنا بتلك الجملة ان لم نفعل مايريد رغم انه طفل ولكن تفكيره وصل وقتها إلى انه سيخطأ حتى يتم معاقبة جميع من بالفصل مادمنا لا ننفذ طلبه
هناك من المعلمين من يرى "أن الضرب فعلا وسيلة تأديبية ويحق للأستاذ أن يضرب التلميذ إن دعت الضرورة لذلك، لكنه له ضوابط تربوية، لكن لو تحققت حالات شاذة لا يجب أن يجعلنا ذلك وبحكم العاطفة نحكم على كل ضرب بأنه همجي، وأن كل أستاذ يضرب تلميذا فهو يعبر عن نقص لدى الأستاذ وعدم مقدرة على السيطرة على الفصل، فذلك كلام عام يقوله كل من لا يعرف في التعليم غير النظري، لكن حتى القائلين بذلك الكلام حينما يوضعون في مواقف مع عينة من التلاميذ الذين يفوق شغبهم الشغب نفسه، يكونون أكثر عنفا حتى من أعنف الأساتذة، لذلك فليس من يمارس كمن يعطي نظريات وحسب، وليس الممارس كالمشاهد.."
يقول بعض الأساتذة " التربية كقاعدة لن تحتاج إلى ضرب، وهناك بدائل كثيرة، لكن هذا لا يمنع من أن هناك حالات شاذة لتلاميذ لا ينفع معهم غير الضرب، وهنا لا أعني الضرب العنيف، بل فقط من أجل التأديب، فمجرد أن يضرب التلميذ في حد ذاته عقوبة لها وقعها عليه. صدقني أخي هناك نماذج لو عايشتها لاحترت كيف تتعامل معها!! ...
يقول احد الطلبة : في الابتدائي أو المتوسطة نسيت كتاب القواعد فضفعني أﻷستاذ على وجهي صفعة لم آخذ مثلها في حياتي لا زلت أذكره إلى اﻵن، فقام بعمل أختبار لنا في ذلك اليوم، فأحرزت الدرجة الكاملة، فقال لي زملائي أن هذا بسبب (الصفع)
يقول احدهم " أما الضرب فلا يجب أن يكون كما لو كان انتقاما، بل يجب أن يكون تأديبيا في الحالات القصوى وحينما يكون المتعلم مدركا تماما بأنه أخطأ وأن جميع الحالات قد تم استنفاذها معه، حتى لا يتولد عنده شعور بالظلم، فذلك من أسوأ الأمور التي قد تحصل.
"إن ضربة عصا جيدة يمكن أن يكون لها أثر طيب في إيقاظ عقل الولد وضميره، وعدم القيام بمثل ذلك التأديب في الحالات المزعجة، هو إهمال مؤذٍ للطفل والمجتمع"
وانا ارى
لابد من الموازنة بين الترغيب والترهيب ولا يمكن اغفال اهمية الترهيب كوسيلة تربوية تعليمية هادفة على ان تنفذ باسلوب سلس واضح لغرض التعليم لا لغرض العقاب وبالاتفاق مع ولي الامر وان تراعى فيها الاحكام الشرعية الاسلامية الفضلى التي سنستعرض بعض الفتاوى التي تبين احكام الضرب ولابد ان تكون المرحلة النهائية فاخر الدواء الكي وبعد التنبيه والتحذير
...يتبع
اللهم صل على محمد وال محمد
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله على حبيبه محمد، أفضل من عَلِم وعلَّم، وعلى آله الكرام وسلَّم
يتشكل راي واسع من القائلين بمنع الضرب في المدارس ويعزون ذلك الى أمور سنذكر بعضها كما نستعرض اراء مختلفة لاساتذة وتلاميذ في ذلك ولا ننس الراي القائل باهمية الضرب..
ان الضرب من الأمور التي تكره الطالب العلم وتنفره منه في حين أقل واجب على المعلم أن لا يكرّه الطالب بالعلم
ان ضرب الطفل يولّد كراهية لديه تجاه ضاربه مما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض. فيكره الأستاذ وبالتالي يكره المادة الي يدرسها الأستاذ الضارب
الضرب ينشئ أبناءً انقيادين لكل من يملك سلطة و صلاحيات أو يكبرهم سناً أو قوة. و هذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء و يجعلهم أسهل للانقياد و الطاعة العمياء، لا سيّما عند الكبر مع رفقاء السوء. فالضرب يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير.
الضرب يلغي الحوار و الأخذ و العطاء في الحديث و المناقشة بين الكبار والصغار، و يضيّع فرص التفاهم و فهم الأطفال ودوافع سلوكهم و نفسيّاتهم وحاجاتهم.
الضرب يزيد حدّة العناد عند غالبيّة الأطفال و يجعل منهم عدوانين.
الضرب قد يضعف الطفل و يحطم شعوره المعنوي بقيمته الذاتية فيجعل منه منطوياً على ذاته، خجولاً لا يقدر على التأقلم و التكيّف مع الحياة الاجتماعية.
اللجوء إلى الضرب هو لجوءٌ لأدنى المهارات التربوية و أقلّها نجاعة.
الضرب يعالج ظاهر السلوك و يغفل أصله. و لذلك فنتائج الضرب عادة ما تكون مؤقتة و لا تدوم عبر الأيام.
الضرب لا يصحّح الأفكار و لا يجعل السلوك مستقيماً.
الضرب يقوّي دوافع السلوك الخارجيّة على حساب الدافع الداخلي الذي هو الأهم دينيّاً ونفسيّاً. فهو يبعد عن الإخلاص و يقرّب من الرياء والخوف من الناس. فيجعل الطفل يترك العمل خوفاً من العقاب، و يقوم بالعمل من أجل الكبار. وكلاهما انحراف عن دوافع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعاً من داخل الطفل (اقتناعاً – حباً – إخلاصاً – طموحاً – طمعاً في النجاح وتحقيق الأهداف - خوفاً من الخسارة الذاتية..)
الضرب قد يدفع الطفل إلى الجرأة على الأب و التصريح بمخالفته و الإصرار على الخطأ
هناك من يرى "إن ضرب المعلم للتلميذ لا يتفق والأساليب الفاعلة في التربية، وإن ضرب التلميذ بقصد تأديبه وحمله على محاسن الأخلاق ما هو إلا أسلوب بدائي، لا يتناسب مع الأسس السليمة في التوجيه والتربية" فـ"الطفل لن يتعلم الطاعة وشبح العصا أمام عينيه"
يقول احد الآباء
تم ضرب ابني اﻷصغر ظلماً، حيث كان بعض الطُلاب يتكلمون في الفصل، فأتي المعلم من الفصل المجاور وضرب كل الطلاب، وابني لم يكن ممن قاموا باﻹزعاج، واﻹزعاج أيضاً ليس حداً من حدود الله. وابني كانت يده مكسورة منذ الشهر الفائت، وقل حذرنا الطبيب بأن يده يمكن أن تُكسر مرة أخرى حيث أن العظم لم يجبر بعد، وكُنا نخاف عليه من الطلاب المشاغبين، لكن لم نحسب حساب اﻷستاذ أن يكون هو من يتسبب في اﻷذى.
وبعدما تم توبيخ الأستاذ مازال يستعمل مع ابني أسلوب الترهيب، بأن ابني هو أسواء طالب، علماً بأنه دائماً يكون أول الفصل في كل اﻹختبارات ومن أكثرهم هدوءاً وأقلهم تعرضاً للضرب، وأكثرهم تأدباً مع أساتذته وباقي زملائه، بل وقد تم ترشيحه مرة لمدارس الموهوبين، لذلك هو ليس مجرم يستحق الضرب أو التعزير.
يقول احد الطلبة "أسلوب الضرب هذا حسب رأيي إنما نابع عن خلل عند اﻷستاذ و قصور في التخاطب بين المعلم والطالب، فهو يقوم بالتغطية عن عجزه بإيصال الفكرة بالضرب."
مؤشر خطير أن يتعود الطالب أن يعمل بعد الضرب، فماذا تتوقع لشخص لا يمشي إلا بالضرب أن يكون له مستقبل
يصف البعض حالة البضرب قائلا:"هل الضرب وسيلة للتجهيل؟"في تلك الحالة سأجاوب عليك بنعم..هو وسيلة للتجهيل..واحباط اطفال في بداية حياتهم..فهو سيظن ان التعليم بالضرب(تعليم=ضرب) ..واذا اخذنا بالمثل "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر" اذا ستبقى معه فترة من الزمن حتى ان انتقل للجامعه..انا حتى الآن اتذكر كل يد مُدت إلي او عصاه...وما زالت حتى الآن احكيها للجميع..وكرهت التعليم بسبب تلك الفكرة الغبية..ومازاد الطين بله..اننا كنا نضرب بسبب وبدون سبب تحت مسمى(السيئة تعم والحسنة تخص)..اتذكر احد الزملاء عندما كنا في المرحلة الأبتدائية كان يهددنا بتلك الجملة ان لم نفعل مايريد رغم انه طفل ولكن تفكيره وصل وقتها إلى انه سيخطأ حتى يتم معاقبة جميع من بالفصل مادمنا لا ننفذ طلبه
هناك من المعلمين من يرى "أن الضرب فعلا وسيلة تأديبية ويحق للأستاذ أن يضرب التلميذ إن دعت الضرورة لذلك، لكنه له ضوابط تربوية، لكن لو تحققت حالات شاذة لا يجب أن يجعلنا ذلك وبحكم العاطفة نحكم على كل ضرب بأنه همجي، وأن كل أستاذ يضرب تلميذا فهو يعبر عن نقص لدى الأستاذ وعدم مقدرة على السيطرة على الفصل، فذلك كلام عام يقوله كل من لا يعرف في التعليم غير النظري، لكن حتى القائلين بذلك الكلام حينما يوضعون في مواقف مع عينة من التلاميذ الذين يفوق شغبهم الشغب نفسه، يكونون أكثر عنفا حتى من أعنف الأساتذة، لذلك فليس من يمارس كمن يعطي نظريات وحسب، وليس الممارس كالمشاهد.."
يقول بعض الأساتذة " التربية كقاعدة لن تحتاج إلى ضرب، وهناك بدائل كثيرة، لكن هذا لا يمنع من أن هناك حالات شاذة لتلاميذ لا ينفع معهم غير الضرب، وهنا لا أعني الضرب العنيف، بل فقط من أجل التأديب، فمجرد أن يضرب التلميذ في حد ذاته عقوبة لها وقعها عليه. صدقني أخي هناك نماذج لو عايشتها لاحترت كيف تتعامل معها!! ...
يقول احد الطلبة : في الابتدائي أو المتوسطة نسيت كتاب القواعد فضفعني أﻷستاذ على وجهي صفعة لم آخذ مثلها في حياتي لا زلت أذكره إلى اﻵن، فقام بعمل أختبار لنا في ذلك اليوم، فأحرزت الدرجة الكاملة، فقال لي زملائي أن هذا بسبب (الصفع)
يقول احدهم " أما الضرب فلا يجب أن يكون كما لو كان انتقاما، بل يجب أن يكون تأديبيا في الحالات القصوى وحينما يكون المتعلم مدركا تماما بأنه أخطأ وأن جميع الحالات قد تم استنفاذها معه، حتى لا يتولد عنده شعور بالظلم، فذلك من أسوأ الأمور التي قد تحصل.
"إن ضربة عصا جيدة يمكن أن يكون لها أثر طيب في إيقاظ عقل الولد وضميره، وعدم القيام بمثل ذلك التأديب في الحالات المزعجة، هو إهمال مؤذٍ للطفل والمجتمع"
وانا ارى
لابد من الموازنة بين الترغيب والترهيب ولا يمكن اغفال اهمية الترهيب كوسيلة تربوية تعليمية هادفة على ان تنفذ باسلوب سلس واضح لغرض التعليم لا لغرض العقاب وبالاتفاق مع ولي الامر وان تراعى فيها الاحكام الشرعية الاسلامية الفضلى التي سنستعرض بعض الفتاوى التي تبين احكام الضرب ولابد ان تكون المرحلة النهائية فاخر الدواء الكي وبعد التنبيه والتحذير
...يتبع
تعليق