بسم اللہ الرحمن الرحیم
اللهم صل على محمد وال محمد
... يلاحظ لدى الكثير من الناس تباعدهم المتعمد عن مسألة ذكر الموت والتفكير فيه ،
لأسباب عدة من أهمها خوفهم منه وعدم تفاؤلهم بذكره ، كما يعتبر البعض
إن ذكر الموت نذير شؤم يأتي على ذاكره بالندامة ،
وهذه النظرة تقع على النقيض تماماً من النظرة الإسلامية ،
ذلك أن ذكر الموت فيه كثير من الفوائد الأخلاقية والسلوكية ، وهو أمر ينبغي الإكثار منه
لمن يريد الوصول إلى الله تعالى والسيرعلى جادة السبيل الحق ،
وقد روي عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
في وصيته لابنه الإمام الحسن (عليه السلام) قوله :
(يابني أكثر من ذكر الموت وذكر ماتهجم عليه وتفضي بعد الموت إليه حتى يأتيك
وقد أخذت منه حذرك وشددت له ازرك ولاياتيك بغتة فيبهرك) .
إن ذكر الموت والتفكير فيه يحمل الكثير من اليمن والبركة والتوفيق ،
فهو من السبل النافعة جدا لتحصيل الزهد الذي لاغنى عنه في طاعة الله تعالى ،
وهو من أوثق الأسباب لتحصيل القناعة ..
روي عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال : (ذكر الموت يهون أسباب الدنيا)
وقال (عليه السلام) : (من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا بالكفاف)
وقال أيضاً (سلام الله عليه وصلواته ورضوانه عليه) : (من أكثر من ذكر الموت قلت في الدّنيا رغبته)
، كما أن ذكر الموت يعد علاجا واقيا من إتباع الشهوات وارتكاب المحرمات ،
فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :
(أكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات ، حائل بينكم وبين الشهوات) ،
الأمر الذي يترتب عليه التعلق بالآخرة والاستعداد لها وتفريغ القلب
عن الشواغل المانعة لإصلاح الآخرة ، هذا وأن في ذكر الموت عزاء وسلوة ،
حيث يخلق الصبر على المصائب ويهونها ، وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أنه قال : (أذكروا من ذكر هادم اللذات فإنكم أن كنتم في ضيق وسعه عليكم فرضيتم به فأثبتم ،
وأن كنتم في غنى بغضه إليكم فجُدتم به فاجرتم ..) ،
مضافا إلى كل ذلك ، فإن التفكر في الموت وسرعة مجيئه يعد أحد أفضل أنواع التفكر
الذي تعده الشريعة السمحة من أفضل العبادات ،
فقد روي عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :
( أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت ، وأفضل التفكر ذكر الموت ،
فمن اثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة) .

دمتــــــــــــم بخيـــــــــــر
تعليق