إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات ونكات علمية في نصوص نهج البلاغة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    م / (المطلب الثاني : بيان الجملة الاولى )

    قد احطتَ خبرا بما قدمنا لك اننا سنتكلم في اثبات دعوى : " من وصف الله فقد جهله " في مطلبين :
    الاول : ذكر المقدمات التي يتوقف عليها الاستدلال وقد مر عليك .. فراجع ثمة ..

    وقد حان اوان بيان ما وعدناك به وهو :

    المطلب الثاني : في بيان تلكم الجمل تفصيلا وهي خمس والكلام الان في الجملة الاولى ..



    الجملة الاولى وهي : ( كل صفة غير الموصوف وكل موصوف غير الصفة )

    بيانها :

    هذه الجملة بشقيها تريد ان تثبت امرا واحدة وهو " بين الصفة والموصوف مغايرة " وهذه الاخيرة وإن كانت في لفظها ونصها واحدة ولكنها تنحل الى جملتين قد صرح بهما الامام بشكل لا يحصل معه أي غموض وجاء بهما صريحيتن .. وبتعبير اخر ان الامام جاء بجملتين الثانية لازمة للإولى نظير ملازمة المفهوم للمنطوق فالاولى بمنزلة المنطوق والثانية بمنزلة المفهوم ..
    سؤال : ما معنى مفهوم ومنطوق ؟
    الجواب : باختصار ان يكون عندك جملة واحدة تستفيد من لفظها الظاهر مفاد معين وتستفيد مما وراء لفظها مفاد آخر فيكون عندك لفظ وجملة واحدة ولكن تفيد شيئين و ومضمونين .. ناخذ مثالا على ذلك .. الله تعالى يقول : {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات : 6] هل هذه جملة واحدة او جملتين ؟
    الجواب : جملة واحدة ، ولكن هذه الجملة والواحدة تعطينا وتفيدنا شيئين ومفادين في عين انها واحدة :
    الاول : تفيد ان الفاسق اذا اخبرنا بشيء فلابد من التبين والفحص والتحقق والتاكد .. وهو واضح من لفظ ومنطوق الجملة ..
    الثاني : تفيد ان غير الفاسق اذا اخبرنا بشيء فلا نتبين وانما ناخذ بخبره ونصدقه فيما يخبر وما يقول ...
    اذن الخلاصة : في الجملة الاولى يراد اثبات المغايرة ما بين الصفة والموصوف وان احدهما غير الاخر فلا الصفة نفس الموصوف وعينه ولا الموصوف نفس الصفة وعينها ..
    سؤال : لماذا الصفة غير الموصوف والموصوف غير الصفة مع اننا حين نلاحظهما بحسب الخارج متحدان فحين نصف زيد بالجلوس فنحن نرى ان زيد والجلوس شيء واحد خارجا فمن اين جائت المغايرة ؟
    الجواب : هذا سؤال وجيه جدا ولكن في الحقيقة المغايرة جائت بالنظر الى ما يلي :

    هناك خصوصية للصفة ليست للموصوف وهناك خصوصية للموصوف ليست للصفة ..

    اما خصوصية الصفة فهي : الاحتياج الى الموصوف فلا يمكنك ان تتعقل وتتصور صفة بلا موصوف يتصف بها فهي بامس الحاجة الى الموصوف فالصفة غير مستغنية عن الموصوف بحيث يمكن ملاحظتها مستقلة عن الموصوف فهل ترى انك تتصور " جالس " بلا ذات وشخص يتصف بالجلوس ؟ الجواب كلا والف كلا لا يمكن ..


    واما خصوصية الموصوف فهي : الاستغناء عن الصفة وعدم احتياجه اليها فيمكن ان نتصور " زيد " ولا يتوقف تعقلنا وتصورنا هذا على " العلم او الجلوس او القيام ..الخ " فالموصوف فمستغن عن الصفة بخلاف العكس .. فهل الصفة الان عين الموصوف ام انها مغايرة له ؟ بالتاكيد مغايرة بعد ان لاحظنا ان لكل خصوصيته التي يختلف بها عن الاخر وهما خصوصيتان متطاردتان متنافيتان متباعدتان فبطبيعة الحال سيختلف صاحبا الخصوصيتين اعني " الصفة والموصوف " وسيتغايران ..

    اذن : لا الصفة نفس الموصوف ولا الموصوف نفس الصفة او قل بجملة واحدة كما قلنا في بداية بيان الجملة " بين الصفة والموصوف مغايرة " ..

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

    تعليق


    • #17
      بيان الجملة الثانية : ( من وصف الله فقد قرنه )

      كان الكلام ولا زال في شرح المقدمات والجمل الخمس وقد مضى منا ان تحدثنا عن الجملة الاولى تفصيلا ووصلنا الى الجملة الثانية وها نحن نتوكل على الله تعالى في بيانها فنقول :

      هذه الجملة مترتبة على الجملة التي قبلها فبعد ان ثبت ان الصفة غير الموصوف وبالعكس فحينئذ يثبت ان من يصف الله تعالى فهو من حيث يشعر او لا يشعر قد قرنه .. بمعنى اننا ان قبلنا بمفاد الجملة الاولى " الصفة مغايرة للذات وزائدة عليها " فهنا يترتب على وصفنا لله تعالى ولذاته الاقدس ان نضيف ونقرن اليها شيئا خارجا عن ذاتها زائدا عليها وعليه فقد قرنا الله تعالى ..وهو لازم لا محالة الا ان نقول ان صفاته سبحانه عين ذاته كما عليه المذهب الحق ..
      الخلاصة : الجملة الثانية متفرعة على الجملة الاولى فحيث ثبت ان القاعدة في الصفة والموصوف هي " زيادة الصفة على الذات " فيلزم اذن ان من يصف الله تعالى فقد قرنه ..

      ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
      { نهج البلاغة }

      تعليق


      • #18
        بيان الجملة الثالثة : ( من قرنه فقد ثناه )


        بيان هذه الجملة يقع في نقاط :

        1ـ المقصود من اقرانه اقرانه بـــ الصفات يعني فمن قرنه بصفة واعتبر الصفة زائدة فقد ثناه ..وعليه فمن وصف الله تعالى وكان اعتباره للصفات بانها زائدة على الذات فهو بهذا الوصف قد ثناه لانه قد ثبت في الجملة الاولى ان من وصف الله فقد قرنه وهنا نريد اثبات ان من قرنه تعالى فقد ثناه ..

        2ـ مع الاخذ بعين الاعتبار في وصف الواصف انه يرى ان الصفات زائدة على الذات يكون محكوما وملزما بان يلاحظ الذات الواحدة الموصوفة " كزيد العالم " بلحاظين ومن زاويتين :
        الاولى : ملاحظة الذات مع صرف النظر عن الصفة .. بمعنى يلحظ الذات مجردة عن الصفة وينظر للذات بما هي ذات ..ويلاحظ زيد كذات بلا اعتبار صفة العلم فيه ...
        الثانية : ملاحظة الصفة الموجودة في الذات بما هي صفة ومع قطع النظر عن الذات ..بحيث يلاحظ صفة العلم الكائنة في زيد بغض النظر عن ذات زيد في مثالنا اعلاه ..


        3ـ هذا التعدد في اللحاظ والاعتبار المتقدم مع ان الملحوظ ـ زيد في مثالنا ـ واحد ولكن يجعل هذا الملحوظ مركبا من شيئين ولو على مستوى الاعتبار وعليه لا يمكننا القول ان " زيد العالم " في مثالنا واحد من جميع الجهات بل سيكون عبارة عن شيئين اذا وصفناه بصفة واحدة فاذا وصفناه باكثر من ذلك سيكون طبعا اكثر فاكثر وهكذا ..

        اذن الخلاصة : من يصف الله تعالى بصفات ويجعلها زائدة على الذات فقد جعل فيه كثرة من حيث يشعر او لا يشعر .. وعليه فمن وصف الله تعالى فقد قرنه بالصفة ومن يقرنه بالصفة فقد ثناه وجعله شيئين اثنين لا واحد من جميع الجهات ..

        ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
        { نهج البلاغة }

        تعليق


        • #19
          بيان الجملة الرابعة : ( ومن ثناه فقد جزأه )

          معنى هذه الجملة ان من جعل الله تعالى عبارة عن ( ذات + صفات ) في عين انه واحد جعله اثنين .. ولكن كيف ؟
          لانه جعل ذاته تعالى مركبة من جزئين ، فهو يرى ان الله واحد ولكن هذا الواحد ذو اجزاء فمن اعتبر الله سبحانه واحد ذو اجزاء واجزاؤه هي " الذات والصفات " فقد جعله اثنين وحيث ان هذا الانسان يعتقد ان الله واحد فحينئذ تكون الاثنينية من جهة انها اجزاء الذات ..

          ولتقريب الفكرة نأخذ مثال بسيط وهو الانسان المركب من روح وبدن فالانسان واحد ولكنه ذو اجزاء فمن اعتبر الانسان روح وبدن كما هو في الواقع كذلك فهذا يعني جعل الانسان الواحد مركب من جزئين فمن ثنى الانسان فقد جعل له اجزاء وهذا لا اشكال فيه في الانسان فمن عرف الانسان بهذه المعرفة لم يخطأ بل اصاب حقيقة الانسان ولكن في الحق تبارك وتعالى الامر بالعكس تماما فالتركيب والاثنينية من كل وجه محالة وباطلة ..
          والخلاصة : من يعتقد ان الله تعالى عبارة عن ذات وصفات وهذه هي التثنية حيث اعتبره من ذات وصفات فهو بذلك جعل الحق الواحد ذو جزئين فمن ثنّى الله تعالى فقد جعل له اجزاء ..

          ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
          { نهج البلاغة }

          تعليق


          • #20
            بيان الجملة الخامسة : ( ومن جزأه فقد جهله )

            وهذه الجملة واضحة مما تقدم ولكن مع ذلك نجمل البيان في نقطتين :

            1ـ معنى الجملة هو ان من جعل الحق تبارك وتعالى ذا اجزاء فهو جاهل به ولم يقدر الله حق قدره ولم يعرف الله سبحانه ..

            2ـ وجه جهل المعتقد بتجزئة الله تعالى هو :
            ان الله واجب الوجود غني عن خلقه وخلقه فقير اليه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر : 15]
            وعليه فمن يعتقد ان الله تعالى ذو اجزاء فلقوله هذا لازم باطل وهو اثبات الفقر والحاجة لله تعالى لماذا ؟
            لانه حين اعتقد بانه ذو اجزاء وكل ذي اجزاء محتاج وفقير الى اجزائه فيكون لازم اعتقاده او قوله من حيث يشعر او لا يشعر هو اثبات الفقر والحاجة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .. وعليه فهو لم يعرف ان الحق تعالى غني لما يلزم من اعتقاده من اثبات الفقر ..

            ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
            { نهج البلاغة }

            تعليق


            • #21
              زبدة المخاض وخلاصة البحث ..


              قلنا ان بين هذه الجمل الاربع ــ التي مر ذكرها وبيانها اجمالا وتفصيلا ــ ارتباط محكم يسوقنا الى النتيجة المتوخاة من عقد هذه الجمل والجمل الاربع هي ـ من باب التذكير ـ
              1ـ وكمال معرفته التصديق به ..
              2ـ وكمال التصديق به توحيده.
              3ـ وكمال توحيده الاخلاص له .
              4ـ وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه . ؟

              والنتيجة التي تترتب على الجمل الثلاث هي : كمال الاخلاص له نفي الصفات عنه .. ثم برهنا على هذه القضية بدليل يثبت لنا قضية قضية اخرى وهي " من وصف الله فقد جهله " و يلزم من صدق هذه الاخيرة صدق " كمال الاخلاص نفي الصفات عنه " وحاصل الدليل كان من مقدمات خمس وهي اجمالا :

              1ـ كل صفة غير الموصوف وبالعكس " كل موصوف غير الصفة "..

              2ـ كل من وصف الله فقد قرنه ..

              3ـ كل من قرن الله فقد ثناه . .

              4ـ كل من ثناه فقد جزّأه ..

              5ـ كل من جزّأه فقد جهله .




              نتيجة البحث


              1ـــ من وصف الله فقد جهله

              ويلازم صدق هذه القضية قضيتنا الاساسية ومقصدنا من كل ذلك العناء والغوص في كلام الامير عليه السلام وهي :

              2ــــ " كمال الاخلاص نفي الصفات عنه "

              لماذا ؟

              لان بين الجهل به سبحانه وبين الاخلاص له معاندة تامة وخطان متوازيان لا يمكن ان يلتقيا وبالتالي ما دمنا اثبتنا ان من وصف الله فقد جهله ومن يجهله لا يمكن ان يخلص له اذن كمال الاخلاص له معرفته وهو الملطوب ..
              والحمد لله رب العالمين ..
              التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 20-10-2012, 04:45 PM. سبب آخر:

              ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
              { نهج البلاغة }

              تعليق


              • #22
                بسم الله الرحمن الرحيم:

                @@@بارك الله في جهودك الطيبة @@@

                كل يوم عاشوراء ........................ وكل أرض كربلاء

                تعليق


                • #23
                  ( ومن قال " فيم " فقد ضمنّه ، ومن قال " علام " فقد أخلى منه )

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  بيان هذه الجملة يقع في امور:

                  الامر الاول : لكلمة " على " و " في " عدة معان ولكن المعنى الاصلي والظاهر المتبادر هو :
                  ان على بمعنى" الاستعلاء "كقولك : الكتاب على الكرسي . وفي بمعنى " الظرفية " كقولك : الماء في الكوب . وعليه فالجزء الاول من " فيم + و علام " هو حرف الجر " في " في الاول و " على " في الثاني . والجزء الثاني هو " مَ " فما هو المقصود منه ؟ الجواب في الامر الثاني

                  ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                  { نهج البلاغة }

                  تعليق


                  • #24
                    الامر الثاني : أصل كلمة " مَ " هو ( ما ) الاستفهامية اذ من خصائص ( ما )الاستفهامية حذف الفها عند دخول حرف الجر عليها كقوله تعالى " عمّ يتساءلون " فان اصلها (عن ما )فحذفت الفها لتمتاز عن سائر اخواتها كالموصولية وما اشبهها .وادغمت النون في الميم فصارت ( عمّ ) اذن اصل الكلام يصبح هكذا :
                    ( فيما + على ما ) فما المقصود من المجموع المركب منهما ؟

                    الجواب في الامر الثالث
                    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 20-10-2012, 08:37 PM. سبب آخر:

                    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                    { نهج البلاغة }

                    تعليق


                    • #25
                      الامر الثالث : حيث اننا قلنا في الامر الاول ان " في " للظرفية والمكانية والمحلية و" على " للاستعلاء والعلو فيكون معنى ( فيم ) هو السؤال عن الظرف والمحل والمكان . ومعنى ( علام ) هو السؤال عن جهة العلو . فمتى يصح الاستفهام بهما ؟ الجواب في الامر الرابع :

                      ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                      { نهج البلاغة }

                      تعليق


                      • #26
                        الامر الرابع : انما يستفهم بــ ( فيم وعلام ) في الموجودات المادية التي تحمل خصائص المادة التي منها الزمكان اعني ( الزمان + والمكان ) فانت تسأل عن السيارة فتقول ( فيم ) ؟ فيقال لك في البيت ولولا ان السيارة موجود مادي ما صح سؤالك وكذلك تسأل عن القلم ( علام ) ؟ فيقال لك : فوق المنضدة او عليها وما اشبه ولولا ان القلم موجود مادي وجسم ما صح سؤالك ، فما كان وجوده غير مادي وغير خاضع للزمكان فلا يصح السؤال عنه بــ ( فيم وعلام ) وما ذلك الا لانه ليس ماديا ولا مكانيا .ولتقريب الفكرة نأخذ مثالا : العلم والجهل هما من مختصات الموجود العاقل وما ليس بعاقل فلا يسأل عن علمه او جهله كالقلم مثلا فلا يصح ان يقال عنه انه عالم او جاهل لان العلم والجهل كما قلنا من مختصات العاقل فما ليس له عقل لا يصح السؤال عنه ويقال : هل هو عالم او جاهل ؟!! ولكن نرى ان كل الموجودات الماثلة امامنا يصح السؤال عنها بــ ( فيم وعلام ) فما هو الموجود الذي لا يصح السؤال عنه بـهما ؟ الجواب في الامر الخامس

                        ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                        { نهج البلاغة }

                        تعليق


                        • #27
                          الامر الخامس : المصداق الاوحد للموجود المطلق الذي لا يحده حد من مادة او زمان او مكان هو ( الله سبحانه ) فهو فوق الزمان والمكان فلا يصح السؤال عن مكانه او زمانه او ما اشبه مما هو من خصائص المادة ولهذا فليس من الصحيح ان يسأل عنه بــ ( فيم او علام ) لانه سؤال يستبطن اثبات المكان له تعالى وهو منزه عنه تبارك وتعالى .ولكن ما الدليل على تنزهه عن المكان وعدم صحة السؤال عنه بهما ؟ الجواب في الامر السادس

                          ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                          { نهج البلاغة }

                          تعليق


                          • #28
                            الامر السادس : ان الدليل الذي يدل على اطلاقه وسعته وعدم محدوديته بمكان دون مكان هو ان المحدودية تستلزم المعدودية ولهذا ورد ايضا في نهج البلاغة ( من حده فقد عده ) وسياتي ايضا تفصيلا في موضوع آخر ان شاء الله وكذلك تستلزم الإمكان وادلة وجوب وجوده تعالى كفيلة في بطلان ذلك ، الى هنا نفينا المكان ولكن قد يطرح السؤال التالي وهو ما المانع ان نعتقد بتجرده عن المكان ولكن نسأل بــ ( فيم و علام ) ونجيب على السؤال بهما بانه سبحانه منزه عن المكان فما الضير في السؤال بهما ؟ الجواب في الامر السابع

                            ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                            { نهج البلاغة }

                            تعليق


                            • #29
                              الامر السابع : ان الجملة اعلاه بينت المحذور في نفس السؤال بـ ( فيم وعلام ) وقد المعنا الى ذلك اجمالا ولكن مع ذلك نقول :
                              إن السؤال عنه بــ ( فيم وعلام ) لو فرضنا صحته لكان له ظرف ومكان ومحل يحل فيه هذا بالنسبة لـ فيم ، وكذلك علام ، فانها تستلزم وجوده في مكان وعلوه وفوقيته المكانية لشيء ، فنسأل عن ذلك المكان المعين كأن يقال انه في السماء بذاته دون الارض وانه فوق العرش كما ذهب اليه بعض المجسمة تعالى ذلك علوا كبيرا ، وبما ان المكان محال عليه فلا يصح السؤال عنه بــ ( فيم ) اصلا لإن السؤال بـ ( فيم ) هو سؤال شخص المكان وتحديده وتعيينه وكان وجوده في مكان من الامكنة اصبح مفروغا منه ، ومن هنا فإن هذا النوع من السؤال يستبطن كما قلنا الايمان بوجوده المكانه والسؤال عنه يكون في اي مكان هو وعلى اي شيء هو ؟ اذن : فالسؤال عنه بــ ( فيم ) يحمل في طياته الايمان باصل مكانه والجهل بشخص مكان فيسأل عنه والسؤال عنه بــ ( علام ) يحمل معنى الاقرار بفوقيته المكانية والجهل بما استعلى عليه على وجه التحديد ولهذا وذاك قالت الجملة في الخطبة المباركة : ومن قال ( فيم ) فقد ضمنّه ، ومن قال ( علام ) فقد أخلى منه . وهنا من المناسب ان نبين معنى معيته تعالى للمخلوقات ووجوده في كل مكان من جهة ومن جهة اخرى بينونته تعالى للمخلوقات كل ذلك من خلال النصوص الدينية وهذا ما يتكفل به الامر الثامن ..

                              ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                              { نهج البلاغة }

                              تعليق


                              • #30
                                الامر الثامن : النصوص الدينية المؤيدة للبراهين العقلية في معيته لكل شيء ومعناها .
                                اولا : من القرآن الكريم : {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد : 4]
                                {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} [الأنعام : 3]
                                {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} [الزخرف : 84]
                                والقائل بان هذه الايات لا دلالة فيها على ما تدعوه بل هي الى وجوده بعلمه اقرب منها الى قيوميته لكل شيء ووجوده مع كل شيء كما تزعمون ؟
                                قلنا : حتى لو قبلنا بذلك وسلمنا به فهو ايضا لا يخدش بدعوانا لان العلم اما عين ذاته كما ندعي واما زائد على الذات لازم لها وعلى الاثنين فالعلم لا ينفك عن الذات وقيام كل شيء به ووجوده مع كل شيء حتى لو فسرت النصوص بانه موجود بعلمه لعدم جواز التفكيك بين الذات والعلم . وللحديث تتمة نكتفي بهذا المقدار . بعد ايراد النصوص الوارد في نهج البلاغة في هذا الشأن .
                                وثانيا : من نهج البلاغة . فقد كتبت سابقا موضوعا في ذلك تحت عنوان :
                                البينونة في جمل قصار من كلام سيد الموحدين من خطبه في النهج المقدس وسأنقل نصين من الموضوع ثم اضع الرابط لمن شاء ان يراجعه كاملا :
                                1ــ مع كلّ شي‏ء لا بمقارنة ، و غير كلّ شي‏ء لا بمزايلة . ( الخطبة 1 ، 25 )
                                2ــ . سبق في العلوّ فلا شي‏ء أعلى منه ، و قرب في الدّنوّ فلا شي‏ء أقرب منه . فلا إستعلاؤه باعده عن شي‏ء من خلقه ، و لا قربه ساواهم في المكان به . ( الخطبة 49 ، 106 )



                                رابط الموضوع :





                                معضلة وحل .. قطعت جهيزة قول كل متفلسف ( نهج البلاغة يحل معضلة البينونة )


                                ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                                { نهج البلاغة }

                                تعليق

                                يعمل...
                                X