بسم الله الرحمن الرحيم
هل نحن حقاً نستشعر الأيات القرانية حين نقراها اوحين تمر على اسماعنا ام انها مجرد كلمات تمر على اسماعنا دون ان تتعداها فتمرمر السحاب ام انها تخترق اسماعنا وجوارحنا لتصل الى قلوبنا وتسكن فيها وتصبح جزأ من حياتنا فنأخذ منها المواعظ والعبر فاذا قصدت كربلاء لزيارة سيد الشهداء (عليه السلام) فتذكر ان هذه الارض هي التي قتل فيها سبط الرسول واولاده واقاربه واجناده واسرت فيها اهاليه
واهل بيته فجدد الحزن على قلبك وادخلها اشعث اغبر منكسر الحال محزون القلب كئيباً حزيناً باكياً واحضر في قلبك حرمة هذه الارض التي في تربتها الشفاء ولا يرد فيها الدعاء وقد يجعلها الله يوم القيامة ارفع بقاع الجنة فتردد فيها على سكينة ووجل
ثم اذا دخلت الحائر للزيارة ووقع بصرك على ضريحه المنور ثم على ضريح اصحابه المستشهدين معه المجتمعين في موضع واحد في جواره فمثل في قلبك اشخاصهم وتذكر وقائعهم وما جرى عليهم من البلايا والمحن واحضر في نفسك ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) واقفاً في عرصة كربلاء ويأتي اصحابه واحداً واحداً يستأذن منه للجهاد قائلاً :السلام عليكم يا ابا عبد الله وهو يأذن له ويلقي نفسه في الميدان على الجم الغفير فيقتل في سبيله واذا أيس من حياته ينادي بأعلى صوته :ادركني يا ابا عبد الله
وهو (عليه السلام) يسرع اليه كالصقر المنقض ويأخذ جثته من الميدان ويلحقه بسائر اخوانه الشهداء فمثل في نفسك امثال ذلك وجدد عليهم الحزن والبكاء وتمن كونك معهم في تلك العرصة وقل يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيما ثم راع الآداب الباطنية لزيارته (عليه السلام) وقس على ذلك كل واحد من الائمة (عليهم السلام) فانه ينبغي لك ان تستحضر عند حضورك كل واحد منهم جلالة شأنه وعظمة قدره وعظيم حقه وتتذاكر ما يناسب حاله وما جرى عليه ثم تستشعر في قلبك ما يترتب عليه من التعظيم والاجلال والخوف والحزن والفرح وامثال ذلك (جامع السعادات) والحمد الله
تعليق