إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العوامل الخمسة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العوامل الخمسة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين

    (الحلقة الاولى)
    يظهر في بعض الروايات المروية ان هنالك امورا معينة ، تلاحظ في حساب الاعمال في يوم القيامة ، لعل هذه الامور لا تلاحظ عادة في الحسابات الدنيوية ، ولعله في كثير من الاحيان لا يمكن ان تلاحظ هذه الامور في حسابات الدنيا ، كأنما الدنيا خلقت بنحو لا يحتمل العدالة التامة ، ولذلك الاخرة تكون هي المظهر الكامل للعدالة التامة ، وفي الاية الكريمة الله تعالى يقول (وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى)) ، كانه الجزاء الاوفى لا يكون في هذه الدنيا او لايمكن ان يكون في هذه الدنيا ، على كل حال هذه مجموعة من الامور ، ربما تكون فارقا عادة بين الحسابات الدنيوية والحسابات الاخروية ، وهذه العوامل هي :

    العامل الاول : البواعث والمنطلقات

    ان في هذه النشأة ، في هذه الدنيا ، الحكم انما يكون على الظواهر ، نحن نلاحظ في مواقفنا وفي اعمالنا ، وحتى الاحكام الشرعية تبتني على ظاهر الحال عادة ، هذه الرواية مذكورة في بحار الانوار (مضمونها) ان احد المسلمين في احدى المعارك او نحوها ، هاجم رجلا من المشركين واراد ان يقتله ، ذلك الرجل عندما رأى نفسه انه تحت ضل السيف ، رأى انه اوشك ان يقتل ، قال : لا اله الا الله ، فهاجمه الرجل المسلم وقتله ، بعد ذلك عاد الى النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) وروى له الحادثة ، النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) قال له : وهل قال لا اله الا الله ، قال : نعم ، قال : فلماذا قتلته ؟!
    قال : لانه قالها خوفا من السيف ، قال النبي (ص) كما في هذه الرواية ، هلا شققت قلبه .
    وفي الاية الكريمة ((ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا )) ، نحن نتعامل في هذه الدنيا ، ونتخذ المواقف طبقا لهذه الظواهر ، ولكن في حسابات الاخرة لا ينظر الى ظاهر العمل
    هنالك رواية عن امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) مذكورة في نهج البلاغة ، الامام يقول : فجددهم بعد اخلاقهم ، وجمعهم بعد تفرقهم ثم ميزهم لما يريده من مسائلتهم عن خفايا الاعمال وخبايا الافعال .
    ماهو المنطلق الحقيقي ؟! لماذا عمل هذا العمل ؟!!
    الله ليس محتاج الى اعمالنا حتى ان الانسان يفكر في حجم العمل او في ظاهر العمل .....يتبع

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين

    (الحلقة الثانية)

    الله ليس محتاج الى اعمالنا حتى ان احد يفكر في حجم العمل او في ظاهر العمل ، لعله والعياذ بالله ان احدا ياتي في الاخرة وله اعمال كامثال الجبال ، وحتى هذه الخبايا احيانا تخفى على الملائكة الموكلين بالفرد ، هذا في الاحاديث يوجد انه بعض الاشياء (الكوامن الباطنية) حتى تخفى على الملائكة ، وفي الحديث ان الملك ليصعد مبتهجا بعمل العبد ، الله سبحانه وتعالى يقول للملائكة أنه ليس اياي اراد ، هذا العمل لم يكن لاجلي ، وانما كان لذاته ، وانما كان لشهرته ، وانما كان لغرض دنيوي ، هذا العامل الاول الذي يلاحظ في حسابات الاعمال ، وهذه قضية حقيقة دقيقة جدا ،، ولذلك اولياء الله سبحانه وتعالى ، المؤمنون ، عباد الله الصالحون ، دائما كانوا يخافون من هذه القضية وهي ان ياتي يوم القيامة بعد جهد اربعين عام او ثمانين عام ، يرى انه لا يوجد عنده شيء !!
    المرجع المعروف ، السيد البروجردي (رحمة الله عليه) نقل انه (مضمون القضية) كان متألم ومتأثر في أخريات ايام حياته ، فقال له بعض المحيطين به ، لماذا انت متألم ؟!!
    انت عملت كذا وكذا من الاعمال الضخمة ومن المشاريع في بلاد الشرق ، في بلاد الغرب ، فقال السيد البروجردي (رحمه الله) ان الله تعالى خاطب موسى (عليه السلام) ، وقال له : ياموسى اخلص العمل فان الناقد بصير بصير .
    المؤمن يعيش هذا الخوف ، ويعيش الرجاء ، ففي الوقت الذي يرجوا رحمة الله تعالى يخاف ان لا يأتي الى الاخرة وهو صفر اليدين .

    العامل الثاني : مستوى الادراكات

    وهو من العوامل التي تؤثر في الحسابات الاخروية ، الدنيا لا تتحمل هذا العامل ، اذ الجامع للشرائط العامة للتكليف كالعقل مثلا ، فهذا العاقل في الدنيا يتحمل مسؤولية واحدة ، الجزاء واحد ، المكافأة واحده في هذه الدنيا ، ولكن الجزاء في الاخرة على مستوى الادراك ، لا يتمكن احد ان يقيس نفسه بالاخرين ، هذا شيء رائج ومتداول ، اقول انا اعمل مثل ما عمل فلان ، الاخرون لم يعملوا ، انا ايضا لا اعمل ، ربما ذلك يكون معذور لان دركه كان في هذا الحد ، وفي هذا المستوى ، ماكان يدرك اكثر من هذا ، ولكن من يدرك هذا له حساب اخر ، هذه الرواية مروية في كتاب الكافي الشريف ، في المجلد الاول ، وهنالك عدة روايات تؤدي بالنتيجة الى هذا المضمون ، .......يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة نور المجتبى ; الساعة 01-05-2015, 04:39 PM. سبب آخر:

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف

      قال لولده الحسن(عليه السلام):

      ألا أعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب ؟


      فقال الحسن: بلي يأمير المؤمنين.


      لا تجلس عل الطعام الا وأنت جائ، ولا تقم الا وأنت تشتهيه جود المضغ واذا نمت فاعرض نفسك علي الخلاء واذا استعملت

      هذا استغنيت عن الطبيب


      قال الامام علي (عليه السلام )

      يا ابن آدم لا تحمل هم يومك الذي لم يأتك على يومك الذي قد أتاك ، فانه ان يك من عمرك يأت الله به برزقك.

      احسنتم على هذا النشرلله يجعله في ميزان حسناتكم موفقين
      الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

        (الحلقة الثالثة)

        رواية مروية عن الامام الباقر (صلوات الله وسلامه عليه) قال :
        (( انما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما اتاهم من العقول في الدنيا )) ، قدر العقل يعني مستوى الادراك ، وهنالك ايضا روايات تلتقي مع هذا المضمون ، روايات متعددة ، فمثلا رواية اخرى عن الامام الصادق ( عليه صلوات الله ) ، يقول :
        ((ان الثواب على قدر العقل وكذلك العقاب )) ، فيمكن عمل واحد يصدر من فردين ، او من اخوين ، وتكون المكافأة او العقوبة مختلفة ، يمكن احد يترك وظيفة من الوظائف لانه لم يدرك هذه الوظيفة وليس انه يخدع نفسه ، الخداع هنالك لا قيمة له !
        هذا الشخص يقيس نفسه به ويقول : فلان ولي من اولياء الله ولم يعمل العمل الفلاني ، هذه المقارنة وهذه المقايسة في غير محلها ، لانه يمكن ذلك لم يشخص ان هذه هي وظيفته الشرعية ، اذا نحن شخصنا ان هذه وظيفة شرعية لا يعذرنا ان فلان الذي هو حقيقة ولي من اولياء الله عمل هذا العمل ام لم يعمل هذا العمل ، هذا منطق مغلوط .
        ربما يوجد بحث في علم الاصول اسمه ( القبح الفعلي والقبح الفاعلي ) ، الفاعل ربما يكون معذورا ، التارك ربما يكون معذورا لانه بمستوى دركه عمل ، ولكنك ادركت شيئا خفي عن ذلك الولي ، انا ارى طريقا لم يره ذلك العبد الذي هو ولي من اولياء الله الصالحين ، وعباد الله الصالحين هنا غير المعصومين (صلوات الله عليهم ) ، لان غير المعصومين قد يخطأون ، لم تنكشف لهم هذه الحقيقة ، نحن يحب ان نلاحظ ادراكنا للوظيفة الشرعية ، انا ادرك ان هذه وظيفتي الشرعية عمل الاخرون ام لم يعملوا ، كانوا معذورين في تركهم ، فليكونوا معذورين انا ليس لي دخل بعذرهم !


        العامل الثالث : مستوى القدرات
        كم عندك من قدرة ؟!! ، لعل هذا المضمون وارد في الاخاديث الشريفة ، انه احدهم اعطى درهم والاخر اعطى عشرة دراهم ، والثالث اعطى مئة درهم ، فنقل ذلك الى النبي ( صلى الله عليه واله ) ، فقال النبي ( صلى الله عليه واله) : كلهم في الاجر سواء الذي اعطى درهم وعشرة ومئة .............يتبع

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين

          (الحلقة الرابعة )

          الاول كان لديه عشر دراهم فانفق عشر ما يملك في سبيل الله ، والثاني الذي اعطى عشرة دراهم كان لديه مئة درهم ، فاعطى عشر ما يملك ، والثالث الذي اعطى مئة درهم كان لديه الف درهم فاعطى عشر ما يملك ، فيلاحظ مستوى القدرات ، كم تمتلك من القدرة ؟!
          التاجر يختلف عن الفقير ، التاجر الصغير يختلف عن التاجر الكبير ، ليس له حق ان يقارن نفسه بذلك وانما يلاحظ مستوى القدرة ، هذا العامل الثالث .


          العامل الرابع : الموقع الاحتماعي
          هذا العامل ايضا يلاحظ في الحسابات الاخروية ، يوجد فرق بين فرد وفرد ، اي يوجد فرق بين موقع ذلك الشخص وموقع الشخص الاخر ، الان المسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب لهم موقع متميز يختلف عن الاخرين ، لان هذا الفرد في كثير من الاحيان يمثل دينا او يمثل مذهبا ، الخطأ الذي يرتكبه يختلف عن الخطأ الذي يرتكبه الاخرون ، لانه يعتبر تجسيد لهذا الدين ، ولذلك المسؤولية تكون مضاعفة ، العالم يختلف عن الجاهل فرجل الدين يختلف عن الشخص العادي .

          كان هنالك رجل يقال له الشقراني ، هذا كان خادم النبي (صلى الله عليه واله) ، وخادم النبي (صلى الله عليه واله) يختلف عن رجل عادي ، موقعه يختلف ، في يوم من الايام النبي (صلوات الله وسلامه عليه) وجده وقال له : ياشقراني الحسن من كل احد حسن ومنك احسن لمكانك مني ، والقبيح من كل احد قبيح ومنك اقبح لمكانك مني .
          ،
          خادم النبي يعمل عملا يختلف عن الشخص العادي ، وقبل ذلك القرآن الكريم يخاطب زوجات النبي ( صلى الله عليه واله) ويقول لهن ((...يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ..)) ، الخطأ الذي ترتكبه زوجة النبي ( صلى الله عليه واله) يختلف عن الخطأ الذي ترتكبه المرأة العادية ، وفي البعد الاخر الله عزوجل يقول (( نؤتها اجرها مرتين)) ، هذا هو العامل الرابع .

          العامل الخامس: الامتدادات التاريخية للعمل
          هذا العامل ايضا يلاحظ في الحساب الاخروي ، هل هذه الامتدادات امر اختياري ؟!!
          الجواب : كلا ، امتداده ليس امر اختياري ، العمل باختيارك ولكن الامواج الاجتماعية والتاريخية التي يحدثها العمل ليس باختيارك ، انت تكتب كتاب ، هذا العمل واقع في دائرة اختيارك ،ولكن كم فرد يطالع هذا الكتاب ؟ هذا ليس داخل تحت دائرة اختيارك ...........يتبع

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين


            (الحلقة الخامسة )


            هذا بحث له تفصيل في محله ، ولكن العلماء يقولون الوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار ، والاقناع بالاختيار لا ينافي الاختيار ، المقدمة اذا كانت اختيارية فكل امتدادات هذه المقدمة تتحمل مسؤوليتها ، الذي يلقي نفسه من شاهق كان باختيارة ولكن الارتطام بالارض ليس من اختيارة ، الجاذبية تجذبه قهرا وتحطمه ولكن لان هذا الالقاء كان اختياري ، فيتحمل مسؤولية هذه النتيجة حتى ان لم تكن اختيارية ، ولذلك يوجد في الاحاديث ، وهذه الاحاديث في وسائل الشيعة مذكورة : من سن سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة ، اذا فتحت خط ، فبعض الافراد يفتحون الخطوط في التاريخ ، خطوط الهداية ، فتوجد عبارة لطيفة عن الشيخ الطوسي (رحمه الله) ، كانوا يقولون ان بعض هؤلاء كانوا مؤسسون في الحياة ، وبعض الافراد يمشون في الجادة المفتوحة ، شارع مفتوح يمشي به ، فاحد العلماء معبر عن الشيخ الطوسي (رحمه الله ) ب " قدوة المؤسسين" .
            فاصبح لدينا ثلاث انواع ، ماشي ومؤسس وقدوة للمؤسسين ، عندما فتح خطا كم شخص مشى على هذا الخط ؟ هذا خرج عن اختياره ، الشيخ الطوسي كتب كتاب التهذيب ، كم شخصا قرأ هذا الكتاب ؟ هذا ليس باختياره ، الى يوم القيامة كم واحد يقرأه مئه ، مليون ، اكثر ؟! كل هذه الامتدادات تلاحظ في حساب الاخرة ، فاذا احد والعياذ بالله فتح خط ضلالة ،بعض الافراد يريدوا ان يشتهروا ففتحوا خط ضلالة ، يريد ان يعرف في المجتمع ، كم واحد مشي في هذا الخط ؟! ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ، كل واحد يمشي في هذا الخط ، كل واحد يطالع هذا الكتاب الذي فيه فكرة منحرفة ، ذلك الكاتب يكون شريكا معه في العقاب .
            هذه خمسة عوامل تلاحظ في حساب الاخرة ، فتكون مظهر للعدالة الالهية التامة .


            والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين .

            من كلمات السيد (محمد رضا الشيرازي ( رحمه الله ) )
            التعديل الأخير تم بواسطة يتيمة الغائب ; الساعة 07-05-2015, 06:08 PM. سبب آخر:

            تعليق

            يعمل...
            X