بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
المنبر الحسيني
اولا :ـ استمداد العون
ان من اقوى العوامل المساعده للخطيب في التاثير في الناس والدخول في قلوبهم وتوجيهم نحو كلامه قربة من الله تعالى واعتماده عليه سبحانه ، واستلهام العون منه فان النبي موسى عليه السلام لما اراد مقا بلة فرعون والحديث معه وتوجيهه الى الله تعالى ، طلب من الله ان يمده بالعون كما جاء في قوله تعالى
((قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقده من لساني يفقهواقولي واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري)) طه 25 ......32
وكانت الغايه من ذلك كله ....(كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا ) طه .32....34
اذا ، ان يسبحا لله ويقدساه ويذكراه كثيرا استمداد العون وحرصا على الاستعانه به فانه يقول
(فاذكروني اذكركم واشكرو ا لي ولا تكفرون) البقرة 152
فاخذ العون من الله على اداء المنبر ، له الاثر البالغ في توجيه الناس الى الخطيب وقدرته على الاداء ، اضافة
الى ذلك فان استمداد العون من الله تعالى ، يبعث في نفوس الخطيب القوة ، ويفتح ذهنه ، لمطالب قد تكون غائبه عن
الاخرين ، ويمده بآفاق من المعرفة ، بالله وبفهم صحيح للاسلام ، ولخط اهل البيت عليه السلام الذي يريد ان
يوجه الناس نحو ، وهذا شي ملموس يحسه الانسان في وجدانه ونفسه ، فبمقدار اعتماده على الله والتوجه
اليه ، فيكون تاثيره في النفوس اكثر ، بمقدار استمداد العون من الله وتنفتح له افاق جديده من العلوم الاسلاميه
التي يجب ان يتزود بها الخطيب بمواجهة التيارات المعاديه للاسلام التي تسعى لطمس خط اهل البيت عليهم السلام
وتحريف ارائهم ومفاهيمهم ومن المفروض ان ينتبه الخطيب ، وان لايغفل عن هذا التوجه وهذا الاستمداد
من الله في كل وقت ، وخصوصا على المنبر من بدايته الى نهايته ، فيكون هذا التوجه حاضرافي ذهنه ولا
يغيب عنه فكلما بدأ بمطلب جديد او يطرح مفهوما من المفاهيم الاسلاميه يطلب من الله العون والقوة على ابلاغ الفكرة وان يهمله ما يشرح نفسه وفكرة الى كل ابعاد القضيه التي يطرحها
ثانيا : ـ
اعطاء المنبر الصبغه الالهيه وذلك بان يربط المستمعين بالله ويعرفهم نعمه ويدعوهم الى شكرهذه النعم ، فان بمقدار ربط الخطيب للامة بالله تعالى ، يصبح خطيبا مقتدرا موثرا في الناس وبذلك تكون محبوبيته عند الناس، فقد جاء في الحديث القدسي بان الله اوحى الى موسى ....حببني الى خلقي ، قال يارب احببك الى خلقك ، قال موسى ذكرهم والآئى ، فمتى ماسعى الخطيب الى ربط الناس بالله ، وذكرهم بنعمه والآئه عليهم ، فقد قوى الصله بين المرء وربه ، وهل هناك اقوى من هذه الرابطه تاثيرا ، في سلوك الناس وقدره على قيادة الامة ، الى طريق الاسلام العظيم ، وبذلك ينال رضا الله ورضا المجتمع عنه ، وهذا هو معنى النجاح ، ولايقتصر ربط الناس بالله بتعليمهم القران ، بل حتى بالقصص التي تبين فضل الله على الناس ، وتشرح مواهب الله وعطاياه وتفضله على الانسان ، فان النفس الانسانيه مياله الى حب المحسن اليها ، والتفضل عليها فاذا عرف الانسان مدى فضل الله عليه ، اذعن وحمد وشكر وهذه الطبيعة متاصله في النفس الانسانية ، الا بعض النفوس التي تنكر الجميل وتميل الى القبيح وهي نفوس شاذه ومنحرفه ، ولايعتمد عليها في التقيم ، فان بيان النعم والارتباط بالله تعالى ، كالماء العذب يدخل الى التربه الصالحه فينبت الزرع ، والكلمه المرتبطه بالله تعالى ، المبينه لنعمه كالماء العذب تدخل االى القلوب ، فتورث الحب لله تعالى ، ومااعظمها من ثمرة تحي القلوب وتزهر باريج عطرها النفوس ، ويد خل في ذلك بيان نعم الله على الانسان في نفسه وعقله وبدنه ، ومن ذلك المخلوقات التى سخرها الله لخدمته ، وجعلها خاضعه له مع قدرتها على التمرد عليه وقتله لو ارادت ان تتمرد فلينظرالانسان الضعيف الى بدنه ، كيف سخر الله له ماهو اشد منه قوه ، يعمل له ويستخدمه ويستفيد من لحمه ودمه وشعره وبشره ، الى ترى الى الانسان ، يقف امام ذلك الجمل الحيوان الشديد ، ويقوده ولو لا امرالله لذلك الحيوان بطاعة ابن ادم ، لما استطاع ان يسيطر عليه ، هذا مثال ذكرناه في تذكير الانسان بلطف الله ونعمه ، ومن ذلك ينبغي للخطيب ان يستلهم من هذه الامور ، ماينفعه لبيان نعم الله على الانسان
بقلم الشيخ ابو زهراء الاسدي
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
المنبر الحسيني
اولا :ـ استمداد العون
ان من اقوى العوامل المساعده للخطيب في التاثير في الناس والدخول في قلوبهم وتوجيهم نحو كلامه قربة من الله تعالى واعتماده عليه سبحانه ، واستلهام العون منه فان النبي موسى عليه السلام لما اراد مقا بلة فرعون والحديث معه وتوجيهه الى الله تعالى ، طلب من الله ان يمده بالعون كما جاء في قوله تعالى
((قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقده من لساني يفقهواقولي واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري)) طه 25 ......32
وكانت الغايه من ذلك كله ....(كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا ) طه .32....34
اذا ، ان يسبحا لله ويقدساه ويذكراه كثيرا استمداد العون وحرصا على الاستعانه به فانه يقول
(فاذكروني اذكركم واشكرو ا لي ولا تكفرون) البقرة 152
فاخذ العون من الله على اداء المنبر ، له الاثر البالغ في توجيه الناس الى الخطيب وقدرته على الاداء ، اضافة
الى ذلك فان استمداد العون من الله تعالى ، يبعث في نفوس الخطيب القوة ، ويفتح ذهنه ، لمطالب قد تكون غائبه عن
الاخرين ، ويمده بآفاق من المعرفة ، بالله وبفهم صحيح للاسلام ، ولخط اهل البيت عليه السلام الذي يريد ان
يوجه الناس نحو ، وهذا شي ملموس يحسه الانسان في وجدانه ونفسه ، فبمقدار اعتماده على الله والتوجه
اليه ، فيكون تاثيره في النفوس اكثر ، بمقدار استمداد العون من الله وتنفتح له افاق جديده من العلوم الاسلاميه
التي يجب ان يتزود بها الخطيب بمواجهة التيارات المعاديه للاسلام التي تسعى لطمس خط اهل البيت عليهم السلام
وتحريف ارائهم ومفاهيمهم ومن المفروض ان ينتبه الخطيب ، وان لايغفل عن هذا التوجه وهذا الاستمداد
من الله في كل وقت ، وخصوصا على المنبر من بدايته الى نهايته ، فيكون هذا التوجه حاضرافي ذهنه ولا
يغيب عنه فكلما بدأ بمطلب جديد او يطرح مفهوما من المفاهيم الاسلاميه يطلب من الله العون والقوة على ابلاغ الفكرة وان يهمله ما يشرح نفسه وفكرة الى كل ابعاد القضيه التي يطرحها
ثانيا : ـ
اعطاء المنبر الصبغه الالهيه وذلك بان يربط المستمعين بالله ويعرفهم نعمه ويدعوهم الى شكرهذه النعم ، فان بمقدار ربط الخطيب للامة بالله تعالى ، يصبح خطيبا مقتدرا موثرا في الناس وبذلك تكون محبوبيته عند الناس، فقد جاء في الحديث القدسي بان الله اوحى الى موسى ....حببني الى خلقي ، قال يارب احببك الى خلقك ، قال موسى ذكرهم والآئى ، فمتى ماسعى الخطيب الى ربط الناس بالله ، وذكرهم بنعمه والآئه عليهم ، فقد قوى الصله بين المرء وربه ، وهل هناك اقوى من هذه الرابطه تاثيرا ، في سلوك الناس وقدره على قيادة الامة ، الى طريق الاسلام العظيم ، وبذلك ينال رضا الله ورضا المجتمع عنه ، وهذا هو معنى النجاح ، ولايقتصر ربط الناس بالله بتعليمهم القران ، بل حتى بالقصص التي تبين فضل الله على الناس ، وتشرح مواهب الله وعطاياه وتفضله على الانسان ، فان النفس الانسانيه مياله الى حب المحسن اليها ، والتفضل عليها فاذا عرف الانسان مدى فضل الله عليه ، اذعن وحمد وشكر وهذه الطبيعة متاصله في النفس الانسانية ، الا بعض النفوس التي تنكر الجميل وتميل الى القبيح وهي نفوس شاذه ومنحرفه ، ولايعتمد عليها في التقيم ، فان بيان النعم والارتباط بالله تعالى ، كالماء العذب يدخل الى التربه الصالحه فينبت الزرع ، والكلمه المرتبطه بالله تعالى ، المبينه لنعمه كالماء العذب تدخل االى القلوب ، فتورث الحب لله تعالى ، ومااعظمها من ثمرة تحي القلوب وتزهر باريج عطرها النفوس ، ويد خل في ذلك بيان نعم الله على الانسان في نفسه وعقله وبدنه ، ومن ذلك المخلوقات التى سخرها الله لخدمته ، وجعلها خاضعه له مع قدرتها على التمرد عليه وقتله لو ارادت ان تتمرد فلينظرالانسان الضعيف الى بدنه ، كيف سخر الله له ماهو اشد منه قوه ، يعمل له ويستخدمه ويستفيد من لحمه ودمه وشعره وبشره ، الى ترى الى الانسان ، يقف امام ذلك الجمل الحيوان الشديد ، ويقوده ولو لا امرالله لذلك الحيوان بطاعة ابن ادم ، لما استطاع ان يسيطر عليه ، هذا مثال ذكرناه في تذكير الانسان بلطف الله ونعمه ، ومن ذلك ينبغي للخطيب ان يستلهم من هذه الامور ، ماينفعه لبيان نعم الله على الانسان
بقلم الشيخ ابو زهراء الاسدي
تعليق