
ينقل أحد علماء إيران ويقول :
كان يأتينا شخص كافر لا يؤمن بالله ولا بالنبي الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم)
ويزورنا ويحترمنا كثيراً . وفي يوم من الأيام قلت له : يا (فلان...) لماذا لا تؤمن
بدين الإسلام ؟
فقال في الجواب : أنا باقٍ على ديني حيث لم أره شيئاً مكروهاً عن ديني حتى
أبدله بدينكم .
ولكنني احترمكم لأنني أحب الإمام الحسين (عليه السلام) كثيراً! وأحضر في
مجالسه ، وأبكي عليه وعلى ظلامته ، كما أنني أحب الإمام الرضا (عليه السلام)
كثيراً وأعشقه ، وقد دفعني حب هذا الإمام إلى أن أذهب إلى المشهد الشريف
عدة مرات مع جماعة لا يعرفونني .
واحتراماً للإمام ولقدسية الحرم الشريف ، كنت لا أدخل الحرم بل اكتفي بالدخول
في الصحن وأجلس في زاوية منه ، لأنني أعلم بأن المسلمين يعتبروننا
غير طاهرين ، ولا يسمح بحسب دينهم الدخول إلى المساجد والمشاهد
المشرفة .
فكنت أدخل إلى صحن الإمام الرضا (عليه السلام) وأرى الجموع الكبيرة .
فإنه حسب بعض الإحصاءات أنه يأتي لزيارة مشهد الإمام الرضا (عليه السلام)
حالياً في كل سنة حوالي أربعة عشر مليون زائر .
وهذا الجمع الغفير لابد أنه وجد شيئاً ولمس حقيقة عن الإمام (عليه السلام)
وإلا لم يكن يأتي للزيارة كما هو واضح .
فإذا رأيتم على باب إحدى البيوت يصطف الفقراء بكثرة وفي كل يوم ، تعرفون أن
صاحب هذا البيت كريم ويعطي للفقراء ، وإلا فلم يجتمع عليه أحد .
يقول الرجل في مرة من المرات : رأيت أن هذه الجموع تدخل إلى الحرم الشريف ،
فلم أطق صبراً ، وقلت : إنني سأدخل إلى الحرم ولا أقترب من الضريح ، وكنت
لابساً للجورب ، مما يمنع سراية النجاسة حسب عقيدتكم .
وهكذا دخلت مع الجموع داخل الحرم وأخذت أخاطب الإمام (عليه السلام) وأبثه
شجوني وحاجاتي ، ثم رأيت أن الجموع تأتي وتتبرك بالضريح المبارك للإمام الرضا
(صلوات الله عليه) وأنا واقف بعيداً ، فقلبي لم يطق ذلك ، فخرجت خارجاً واشتريت
قفازاً ولبستها في يدي ثم دخلت داخل الحرم ومسحت يدي على الضريح
المبارك تيمناً وتبركاً بإمامكم ، فأنا وإن لم أكن مؤمناً بدينكم ولكن أحب أئمتكم
(صلوات الله عليهم أجمعين) .
انتهت القضية ؛ يقول هذا العالم : بعد فترة جاءني أولاد ذاك الرجل وقالوا : لقد
مات أبونا ، ولكن قبل موته أوصانا وقال : إذا مت فاذهبوا إلى العالم الفلاني
من علماء المسلمين وقولوا له : أن يتولى تجهيزي وتكفيني وتغسيلي ودفني
على الطريقة الإسلامية ، فإنني قد أسلمت .
يقول هذا العالم : نعم إن حب أهل البيت (عليهم السلام) جذب هذا الرجل
الكافر في نهاية المطاف إلى الإسلام ، وإن لم يظهر إسلامه ، وهكذا
تجهيزه ودفنه في مقابر المسلمين .
************
في حفظ الله ورعايته
تعليق