بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
في تواضع النبي وحسن خلقه:والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
عظم الله أُجورنا وأُجوركم بقرب حلول شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله ) في 28 من صغر من سنة 11 للهجرة وسوف أنقل لكم بعض مما روي في تواضعه وحسن خلقه (صلى الله عليه وآله ) فأقول :
1 -روى محمد بن يعقوب ، عن أبي عبد الله قال: (( ما أكل رسول الله متكئا منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبضه تواضعا لله عز وجل ، وما رؤي ركبتاه أمام جليسه في مجلس قط .
ولا صافح رسول الله رجلا قط فنزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده ، ولا كافئ رسول الله بسيئة قط قال الله له : ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة ) وما منع سائلا قط ، إن كان عنده أعطى ، وإلا قال : يأتي الله عز وجل ، ولا أعطي على الله عز وجل شيئا قط إلا أجازه الله ، إنه ليعطي الجنة فيجيز الله ، له ذلك . وكان أخوه من بعده والذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قط حتى خرج منها ، والله إنه كان ليعرض له أمران كان كلاهما لله عز وجل طاعة فيأخذ بأشدهما على بدنه ، والله لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله عزو جل ، دبرت فيهم يداه ، والله ما أطاق عمل رسول الله من بعده أحد غيره ، والله ما نزلت برسول الله نازلة قط إلا قدمه فيها ثقة منه به ، وإنه كان رسول الله ليبعثه برايته ، فيقاتل جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، ثم ما يرجع حتى يفتح الله عز وجل له)) .
2 - وعنه ، عن بحر السقاء ، قال لي أبو عبد الله : ((يا بحر حسن الخلق يسر ، ثم قال : ألا أخبرك بحديث ما هو في أيدي أحد من أهل المدينة ؟ قلت : بلى .
قال : بينا رسول الله ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية لبعض الأنصار ، وهو قاعد ، فأخذت بطرف ثوبه ، فقام لها النبي فلم تقل شيئا ، ولم يقل لها النبي شيئا ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، فقام لها النبي في الرابعة وهي خلفه ، فأخذت هدبة من ثوبه ثم رجعت ، فقال لها الناس : فعل الله بك وفعل ، حبست رسول الله ثلاث مرات لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا ما كانت حاجتك إليه ؟ قالت : إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه ليستشفى بها ، فلما أردت أخذها رآني فقام ، فاستحييت أن آخذها وهو يراني ، وأكره أن أستأمره في أخذها فأخذتها)) .
3 -روى الشيخ في " أماليه " عن أبي عبد الله قال : (( إن لله عز وجل وجوها خلقهم من خلقه وأرضه ، لقضاء حوائج إخوانهم ، يرون الحمد مجدا والله عز وجل يحب مكارم الأخلاق ، وكان فيما خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن قال له يا محمد : ( إنك لعلى خلق عظيم ) قال : السخاء وحسن الخلق )).
4 -روى ابن بابويه في " أماليه " عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : ((جاء رجل إلى رسول الله وقد بلي ثوبه ، فحمل إليه اثني عشر درهما فدفعها إلى علي قال : اشتر لي قميصا ، فدخل علي السوق ، واشترى قميصا باثنتي عشرة درهما .
فلما رآه النبي قال : يا علي قميص دونه يكفيني ، أترى صاحبه يقيلنا ؟ فقال : لا أدري .
فقام النبي ، ودخل معه السوق فاستقال التاجر ، فأقاله ، وأخذ الدراهم وانصرف ، فوجد جارية على الطريق تبكي ، فقال لها : ما يبكيك ؟ قالت : أعطاني أهلي أربعة دراهم لاشتري بها حاجة ، وقد ضيعتها ، فأعطاها رسول الله أربعة دراهم .
ثم دخل السوق واشترى قميصا بأربعة دراهم ولبسه ، فانصرف فوجد رجلا على الطريق عريانا ، وهو يقول : من كساني كساه الله تعالى من ثياب الجنة ، فأعطاه النبي قميصه ، وانصرف إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم ولبسه ، وانصرف فوجد الجارية تبكي فقال لها : مالك ؟ فقالت يا رسول الله إن أهلي قد أبطأت عليهم فأخاف أن يضربوني .
فقال النبي : امضي أمامي وأرشديني إلى الطريق ، فما جاء إلى الباب قال : السلام عليكم فلم يجيبوه ، ثم قال : السلام عليكم فلم يجيبوه ، ثم قال : السلام عليكم فقالوا : وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته .
فقال عليكم فلا تجيبوني ، فقالوا : سمعنا سلامك ، فأحببنا أن نستكثر منه ، فقال : هذه الجارية قد أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها ، فقالوا : يا رسول الله هي حرة لممشاك . فقال النبي : ما رأيت اثنتي عشرة درهما أعظم بركة من هذا كسى الله جل جلاله بها عاريين وأعتق بها نسمة )).
وسنكمل الكلام في مشاركة آتية إن شاء اله تعالى
والحمد لله ربِّ العالمين
والسلام عليكم .
تعليق