ونذكر في ذلك كلام بعضهم : منهم أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في كتاب الفاضل (ص 106 ط دار الكتب بمصر) قال : وكان يقال لعلي بن الحسين : ذو الخيرتين لأن أمه كانت ابنة يزدجرد . وتأويل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل من خلفه خيرتين : من العرب قريش ، ومن العجم فارس وكان الأصمعي يحدث أن ابنة يزدجرد جائت علي بن أبي طالب في مأة وصيفة فقال علي : أكرموها فإنها حديثة عهد بنعمة فقال لها : تزوجي بالحسين ابني فقالت : بل أتزوج أنت فقال لها : الحسين شاب وهو أحق بالتزويج مني . قالت : مثلي لا يملكه من يملك وزعم عمر بن الخطاب أنه ليس أحد أزكى من أولاد السراري لأن لهم عز العرب وتدبير العجم .
ص 4
ومنهم العلامة الشيخ برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى سنة 1044 في كتابه إنسان العيون الشهير بالسيرة الحلبية (ج 2 ص 45 ط قاهرة) قال : جيء ببنات الملك الثلاث فوقفن بين يديه (أي عمر بن الخطاب) وأمر المنادي أن ينادي عليهن وأن يزيل نقابهن عن وجوههن ليزيد المسلمون في ثمنهن فامتنعن من كشف نقابهن ووكزن المنادي في صدره فغضب عمر رضي الله تعالى عنه وأراد أن يعلوهن بالدرة وهن يبكين فقال له علي رضي الله تعالى عنه : مهلا يا أمير المؤمنين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ارحموا عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر . فسكن غضبه فقال له علي : إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن من بنات السوقة فقال له : عمر : كيف الطريق إلى العمل معهن ؟ فقال : يقومن ومهما بلغ ثمنهن يقومن من يختارهن فقومن وأخذهن علي رضي الله تعالى عنه فدفع واحدة لعبد الله بن عمر فجاء منها بولده سالم وأخرى لمحمد بن أبي بكر فجاء منها بولده القاسم والثالثة لولده الحسين فجاء منها بولده علي الملقب بزين العابدين . ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 119 ط مصر) . روى الحديث نقلا عن السيرة الحلبية بعين ما تقدم عنه بلا واسطة . ومنهم العلامة أبو القاسم البدخشي في مفتاح النجا (ص 157 مخطوط) قال : وذكر العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في ربيع الأبرار أن الصحابة لما أتوا المدينة السبي فارس في خلافة عمر رضي الله عنه كان فيهم ثلاث بنات ليزدجرد فأمر عمر رضي الله عنه ببيعهن فقال علي كرم الله وجه : إن بنات الملوك فذكر الحديث بعين ما تقدم عن السيرة الحلبية) . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في إسعاف الراغبين) المطبوع بهامش نور الأبصار ص 237 ط العثمانية بمصر) قال :
ص 5
وأمه (أي علي بن الحسين) إحدى بنات كسرى ، ثم نقل عن السيرة الحلبية ما تقدم عنه بلا واسطة بعينه . ومنهم العلامة الشبلنجي في نور الأبصار (ص 188 ط العثمانية بمصر) قال : وأمة (أي زين العابدين) سلافة ولقبها شاه زنان بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء وفتح الزاء والنون الثانية بعد الألف كلمة فارسية معناها ملكة النساء وهي بنت يزدجرد بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وكسر الجيم ودال مهملة بعد الراء الساكنة ولد أنو شروان العادل ملك الفرس . ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار أنه لما أتي بسبي فارس في خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه أمر ببيع بنات يزدجرد فقال له علي رضي الله عنه : إن بنات الملوك فذكر الحديث بعين ما تقدم عن السيرة الحلبية .
ص 6 قال أمير المؤمنين علي عليه السلام قبل ولادته : نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إنه سيد في العرب والعجم وسيد في الدنيا والآخرة رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الراغب الاصبهاني في محاضرات الأدباء (ج 1 ص 247 ط بيروت) قال : عاتب هشام زيد بن علي قال : بلغني أنك تريد الخلافة كيف تصلح لها وأنت ابن أمة فقال : كان إسماعيل ابن أمة وإسحاق ابن حرة فأخرج الله من صلب إسماعيل خير ولد آدم فقال هشام : إذا لا تراني إلا حيث تكره كانت أم علي بن الحسين عليهما السلام جيهان شاه بنت يزدجرد أخذها الحسين من جملة الفئ وقال له أمير المؤمنين : خذها : فستلد لك سيدا في العرب سيدا في العجم سيدا في الدنيا والآخرة .
ص 7 وجه تلقبه بزين العابدين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه القوم : منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي في (وسيلة النجاة) (ص 313 ط گلشن فيض بلكهنو) . روى نقلا عن شواهد النبوة أن سبب تلقبه بزين العابدين أن الشيطان تمثل بصورة أفعى فلدغ إصبع رجله حين كان مشتغلا بالصلاة فلم يلتفت إليه ولم يقطع صلاته فسمع مناد ينادي أنت زين العابدين حقا . وجه تلقبه بذي الثفنات نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه القوم : قال العلامة المنشي النسابة الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي المتوفى سنة 821 في كتابه صبح الأعشى (ج 1 ص 425 طبع القاهرة) قال : ذو الثفنات ، كان يقال ذلك لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما على أعضاء السجدات منه شبه ثفنات البعير . قال العلامة السيد خير الدين أبو البركات في غالية المواعظ (ج 2 ص 142 ط دار الطباعة المحمدية بالقاهرة) يقال لعلي بن الحسين ذو الثفنات لأن كثرة سجوده أحدث في مواقعه أشباه ثفنات البعير.وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول ص 77 ط تهران) ص 8
وأما لقبه فكان له ألقاب كثيرة كلها تطلق عليه أشهرها زين العابدين وسيد العابدين والزكي والأمين وذو الثفنات . وقال عبد الرحمن ابن الجوزي في سلوة الأحزان ( ص 140 ط الاسكندرية ) وقد سمي بذي الثفنات لظهور علامات ظاهرة على جبهته من كثرة السجود . تاريخ ميلاده ووفاته فمن نروي كلامه في ذلك العلامة محمد پارسا البخاري المتوفى سنة 822 في ( فصل الخطاب ( على ما في الينابيع ص 387 ط اسلامبول ) قال : ولد ( أي علي بن الحسين ) سنة ثمان وثلاثين وكان ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا واجمعوا على جلالته في كل شئ وقال حماد بن زيد : كان أفضل هاشمي أدركته . ومنهم العلامة الذهبي في ( دول الاسلام ) ( ج 1 ص 47 ط حيدر آباد ) قال : والإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وله بضع وخمسون سنة . ومنه العلامة الخطيب التبريزي في ( إكمال الرجال ) ( ص 725 ط دمشق ) قال : مات ( أي علي بن الحسين ) سنة أربع وتسعين وهو ابن ثمن وخمسين سنة ، ودفن بالبقيع في القبر الذي فيه عمه الحسن بن علي . ومنهم العلامة الگنجي في ( كفاية الطالب ) ( ص 306 ط الغري ) قال : توفي ( أي علي بن الحسين ) بالمدينة سنة خمس وتسعين وله يومئذ سبع
ص 9
وخمسون سنة ودفن بالبقيع مع الحسن . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 29 نسخة الظاهرية بدمشق) قال : وتوفي زين العابدين بالمدينة سنة أربع وتسعين وقيل ثنتين وتسعين ودفن بالبقيع وله ثمان وخمسون . ومنهم العلامة الذهبي في تاريخ الإسلام (ج 4 ص 35 ط مصر) قال : كان مع أبيه يوم قتل وله ثلاث وعشرون سنة وهو مريض فقال عمر بن سعد ابن أبي وقاص : لا تعرضوا لهذا المريض . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في إسعاف الراغبين (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 237 ط العثمانية بمصر) قال : ولد (أي علي بن الحسين) بالمدينة يوم الخميس لخمس ليال مضين من شعبان سنة ثمان وثلاثين ثم شرع في ذكر فضائله إلى أن قال في (ص 241) مات سنة أربع وتسعين عن ثمان وخمسين سنة . ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول (ص 79 ط طهران) قال : أما عمره مات في ثامن عشر المحرم من سنة أربع وتسعين وقيل خمس وتسعين وقد تقدم ذكر ولادته في سنة ثمان وثلاثين فيكون سبعا وخمسين سنة كان منها مع جده ستة ومع أبيه ومع عمه أبي محمد الحسن عشر سنين وأقام مع أبيه عشر سنين وبقي بعد أبيه تتمة ذلك . ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في الصواعق (ص 120 ط القاهرة) قال :
ص 10
توفي وعمره سبع وخمسون منها : سنتان مع جده على ثم عشر مع عمه الحسن ، ثم إحدى عشر مع أبيه الحسين وقيل : سمه الوليد بن عبد الملك ودفن بالبقيع عند عمه الحسن عن أحد عشر ذكرا وأربع إناث وارثه منهم عبادة وعلما وزهادة أبو جعفر محمد الباقر . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص 183 ط الغري) قال : ولد علي بن الحسين عليه السلام بالمدينة نهار الخميس الخامس من شعبان المكرم في سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في أيام جده علي بن أبي طالب عليه السلام قبل وفاته بسنتين . ومنه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) ص (187 ط مصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة) . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 341 ط الغري) قال : اختلفوا في وفاته على أقوال : أحدها ذكره ابن عساكر أنه توفي سنة أربع وتسعين والثاني سنة اثنين وتسعين والثالث سنة خمس وتسعين والأول أصح لأنها تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات بها من العلماء وكان سيد الفقهاء مات في أولها وتتابع الناس بعد سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وسعيد بن جبير وعامة فقهاء المدينة ، أسند على الحديث عن أبيه وعمه الحسن وابن عباس وجابر ابن عبد الله وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وصفية وعائشة في آخرين وعاش سبعا وخمسين سنة وقيل ثمان وخمسين وهو الأصح ودفن بالبقيع . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 191 ط العثمانية بمصر) قال :
ص 11
توفي علي زين العابدين رضي الله عنه في ثاني عشر المحرم سنة أربع وتسعين من الهجرة وكان عمره إذ ذاك سبعا وخمسين سنة . نقش خاتمه عليه السلام نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قال علامة التاريخ والحديث أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي المتوفى سنة 427 في كتاب (تاريخ جرجان) طبع حيدر آباد الدكن) . حدثنا أحمد بن أبي عمران الجرجاني حدثنا عمران بن موسى حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد قال : كان نقش خاتم أبي محمد بن علي : القوة لله جميعا . وقال العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة 652 في مطالب السؤل في مناقب آل الرسول ص) (ص 81 ط طهران) : ونقل الثعلبي في تفسيره أن الباقر كان نقش خاتمه هذه : ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن وبالوصي ذي المنن وبالحسين والحسن . رواها بسنده في تفسيره متصلا إلى ابنه الصادق .
ص 12 كتمانه لنسبه في السفر إعظاما لنسبة رسول الله صلى الله عليه وآله نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فمما روي في ذلك ما ذكره جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة في الأدب المبرد في الفاضل (ص 103 ط دار الكتب بمصر) قال : يروى أن عليا كان أبر الناس وأتقاهم وكان إذا سافر كتم نسبه وستر وجهه فقيل له في ذلك فقال : أكره أن آخذ برسول الله ما لا أعطى مثله وكان يقول : ما أكلت بنسبتي من رسول الله درهما قط . ومنهم العلامة محمد پارساي البخاري في فصل الخطاب (على ما في الينابيع ص 387 ط اسلامبول) قال : وكان (أي علي ابن الحسين (إذا سافر كتم نسبه فقيل له في ذلك فقال : أنا أكره أن آخذ برسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أعطى إياه .
ص 13 قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين عليه السلام نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ونروي في ذلك حديثين : الأول رواه جماعة من أعلام القوم : نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
منهم العلامة كمال الدين بن محمد بن طلحة في (مطالب السؤل) (ص 81 ط طهران قال : ونقل عن أبي الزبير محمد بن أسلم المكي أنه قال : كنا عند جابر ابن عبد الله فأتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي فقال علي لابنه محمد : محمد قبل رأس عمك فدنا محمد بن جابر فقبل رأسه فقال جابر : من هذا ؟ وكان قد كف بصره فقال له علي : هذا ابني محمد فضمه جابر إليه وقال : يا محمد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام فقال لجابر : كيف ذلك يا أبا عبد الله ؟ فقال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال : يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين ويولد لعلي ابن يقال له محمد يا جابر ابن رايته فاقرئه مني السلام . ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 199 ط الميمنية بمصر) قال :
ص 14
وكفى شرفا أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له (أي محمد بن علي) وهو صغير : رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليك فقيل له : وكيف ذاك ؟ قال : كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال : يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم ولده . ثم يولد له ولد اسمه محمد فإن أدركته يا جابر فاقرئه مني السلام . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في المختار في مناقب الأخيار (ص 30 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) . قال أبو الزبير : كنا عند جابر بن عبد الله وقد كف بصره وعلت سنه فدخل عليه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي صغير فسلم على جابر وجلس وقال لابنه محمد : قم إلى عمك فسلم عليه وقبل رأسه ففعل الصبي ذلك فقال جابر : من هذا ؟ فقال : محمد ابني فضمنه إليه وبكى فقال يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام فقال له صحبه وما ذاك أصلحك الله فقال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه الحسين بن علي فضمه إليه وقبله وأقعده إلى جنبه ثم قال : يولد لابني هذا ابن يقال له علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين فيقوم هو ، ويولد له محمد إذا رايته يا جابر فاقرأ عليه السلام مني واعلم أن بقاك بعد ذلك اليوم قليل فما لبث جابر بعد ذلك اليوم إلا بضعة عشر يوما حتى توفي . ورواه في (ص 26 ، النسخة المذكورة) بعينه من قوله : كنت عند رسول الله إلى قوله : فيقوم هو . ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في (لسان الميزان (ج 5 ص 168 ط حيدر آباد الدكن) قال : حدثنا الغلابي حدثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان عن أبي الزبير قال : كنا عند جابر فدخل علي بن الحسين فقال جابر : دخل الحسين فضمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ص 15
إليه وقال : يولد لابني هذا ابن فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الصواعق . ومنهم الحافظ الگنجي الشافعل في (كفاية الطالب) (ص 299 طبع الغري) قال : وأخبرنا القاضي العلامة مفتي الشام أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن مميل الشيرازي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ، أخبرنا الشريف الكامل أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الوحش سبيع بن قيراط المقري قالا : أخبرنا أبو الحسن رشا بن نظيف بن ما شاء الله المقري حدثنا أبو أحمد عبيد الله ابن محمد الفرضي قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا العلائي حدثنا إبراهيم بن بشار عن سفيا بن عيينة عن الزهري قال : كنا عند جابر فدخل عليه علي بن الحسين عليه السلام فقال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه الحسين بن علي عليهما السلام فضمه إلى صدره وقبله وأقعده إلى جنبه ثم قال : يولد فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الصواعق إلى قوله ثم يولد وزاد بعد كلمة مناد : من بطنان العرش ثم قال : قلت : هذا حديث ذكره محدث الشام في مناقبه كما أخرجناه وسنده معروف عند أهل النقل . ومنهم العلامة الحمزاوي في مشارق الأنوار (ص 121 ط مصر) . روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم عنه في (الصواعق المحرقة) إلا أنه ذكر بدل قوله سيد العابدين : سيد العارفين . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة) (ص 197 ط الغري) . روى الحديث عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي بعين ما تقدم ع مطالب السؤول لكنه ذكر بدل كلمة فقال لجابر : فقالوا يا جابر : وزاد في آخر الحديث تتمة لكلامه صلى الله عليه وآله وهي هذا : وإن لاقيته فاعلم أن بقاك في الدنيا
ص 16
قليل ، فلم يعش بعد ذلك إلا ثلاثة أيام . ومنهم العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 164 مخطوط) . روى الحديث عن أبي الزبير محمد بن مسلم بعين ما تقدم عن مطالب السؤول) (ص 81) . ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) ص 333 ط اسلامبول) . روى الحديث من طريق المدائني عن جابر أنه جاء أبا جعفر محمد بن علي وهو صغير فوجده في المكتب فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليك فقيل لجابر : كيف هذا ؟ فقال كنت جالسا عند رسول الله فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة لكنه ذكر بدل كلمة يلاعبه : يقبله وبدل كلمة لقيته : أدركته . ومنهم العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 164 ط الأزهرية بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة لكنه ذكر بدل كلمة في الدنيا : بعده . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 347 ط الغري) . روى الحديث من طريق المدائني عن جابر بن عبد الله أنه أتى أبا جعفر محمد بن علي إلى الكتاب (1) وهو صغير فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مطالب السؤول) .
(هامش)
(1) بضم الكاف وتشديد التاء : موضع التعليم . (*)
ص 17 الثاني ما رواه القوم : نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
منهم العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 425 ط مكتبة السعادة بالقاهرة) قال : وكنية الإمام علي بن الحسين أبو محمد وأبو الحسين أما ألقابه فكثيرة أشهرها زين العابدين وكان الزهري إذا حدث عنه يقول : حدثني زين العابدين لما رواه عن سعيد بن المسيب من أنه إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : أين زين العابدين ؟ فيقوم علي بن الحسين وهو يخطر بين الصفوف إلى أن قال : وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي : وإن غلاما بين كسرى وهاشم * لأكرم من نيطت عليه التمائم
ص 18 عبادته نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كان عليه السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ونروي في ذلك أحاديث : الأول ما روي عن أبي حمزة الثمالي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص 183 ط الغري) : روى عن أبي حمزة الثمالي قال : كان علي بن الحسين عليه السلا يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة - . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 129 ط بمصر) . روى عن أبي حمزة ما تقدم عنه في الفصول المهمة بعينه .
ص 19 الثاني ما روي عن مالك نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد الذهبي المتوفى سنة 748 في كتابه (تذكره الحفاظ) (ج 1 ص 75 طبع حيدر آباد) قال : وقال مالك : بلغني أنه (أي علي بن الحسين) كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات وقال : وكان يسمى زين العابدين لعبادته - . ومنهم العلامة المذكور في (تاريخ الإسلام) (ج 4 ص 37 ط مصر) . روى عن مالك ما تقدم عنه في تذكرة الحفاظ بعينه . ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 306 ط حيدر آباد) : روى عن مالك ما تقدم عنه في (تذكره الحفاظ بعينه .
ص 20 الثالث ما روي عن سعيد بن المسيب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة عبد الله بن سعد اليافعي في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 190 ط حيدر آباد) قال : روي عن جماعة من السلف أنهم قالوا : ما رأينا أورع وبعضهم قالوا أفضل منه منهم سعيد بن المسيب وقال : أيضا بلغني أن علي بن الحسين كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات : وسمي زين العابدين لعبادته - . ومنهم العلامة محمد خواجه پارساي البخاري في فصل الخطاب على ما في ينابيع المودة (ص 377 ط اسلامبول) . روى عن سعيد بن المسيب ما تقدم عنه في مرآة الجنان بعينه .
ص 21 الرابع ما روي عن محمد بن علي عليهما السلام نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن عبد ربه في (العقد الفريد) (ج 1 ص 278 ط الشرفية بمصر) قال : وقيل لمحمد بن علي أو لعلي بن الحسين عليهما السلام ما أقل ولد أبيك قال : العجب كيف ولدت له وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فمتى كان يتفرغ للنساء ؟ وحج خمس وعشرين حجة راجلا . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ج 27) . وقال محمد بن الباقر : كان أبي الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فلما حضرته الوفاة بكى فقلت : يا أباه ما يبكيك فوالله ما رأيت أحدا طلب الله طلبك ما أقول هذا إنك أبي فقال : يا بني إنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا كان لله عز وجل فيه المشية إن شاء غفر له وإن شاء عذبه .
ص 22 الخامس ما روي مرسلا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة أبو العباس أحمد بن يوسف الشهير بالقرماني في (أخبار الدول) (ص 110 ط بغداد) قال : وكان (أي علي بن الحسين) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة . ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 27 ط مصر) قال : وكان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة وكانت الريح تهيج فيخر مغشيا عليه ، ولما حج قال : لبيك فوقع مغشيا عليه فتهشم . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 119 ط الميمنية بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن أخبار الأول) . ومنهم العلامة عفيف الدين بن أسعد اليماني في روض الرياحين) (ص 55 ط القاهرة) قال : روي أن زين العابدين رضي الله عنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة ولا يدع صلاة الليل في السفر والحضر . ومنهم العلامة الحمزاوي في مشارق الأنوار (ص 119 ط مصر) قال : قال الزهري وابن عيينة : ما رأينا قرشيا أفضل منه ، وقال ابن المسيب : ما رأيت أورع منه وقد جاء عنه من خشوعه في وضوئه وصلاته ونسكه ما يدهش السامع وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى مات .
ص 23
ومنهم العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 139 ط الأزهرية بمصر) . روى ما تقدم في مشارق الأنوار من قوله : وقد جاء عنه الخ بعينه . ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي الأبياري المصري في جالية الكدر (في شرح منظومة البرزنجي ص 304 ط مصر) . روى ما تقدم في (روض الرياحين بعينه ثم قال : وهذا معنى قول المضيف . ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي المصري في كتابه الإتحاف بحب الأشراف (ص 49 ط مصر) قال : وكان يصلي (علي بن الحسين عليهما السلام) في اليوم والليلة ألف ركعة . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في إسعاف الراغبين) المطبوع بهامش نور الأبصار ص 239 ط العثمانية بمصر) . وكان (أي علي بن الحسين) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى مات ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسنان محمد عبد الحي بن الحافظ الحاج محمد عبد الحليم الهندي اللكنوي المتوفى سنة 304 والمولود سنة 1264 في (إقامة الحجلة) (ص 71 ط حلب) : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام زين العابدين الهاشمي ، قال الذهبي في (العبر) : كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات قاله مالك ، قال : وكان يسمى زين العابدين لعبادته - إنتهى - . ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) (ص 79 ط طهران) : روى الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات الكبرى) .
ص 24 يحب أن لا يعينه على طهوره أحد وكان لا يترك قيام الليل لا سفرا ولا حضرا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من القوم : منهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبر) (ج 1 ص 27 ط مصر) قال : كان (أي علي بن الحسين) رضي الله عنه يحب أن لا يعينه على طهوره أحد وكان يستقي الماء لطهوره ويحضره قبل أن ينام وكان لا يترك قيام الليل لا سفرا ولا حضرا . ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 120 ط مصر) قال : وكان لا يعينه على طهوره أحد ، ولا يدع قيام الليل حضرا ولا سفرا . ومنهم العلامة محمد خواجه پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في الينابيع ص 377 ط اسلامبول) قال : وكان لا يحب أن يعينه أحد على طهوره ويجعل الماء مهيا لطهوره وهو يستتر فم الإناء في الليل فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ويتوضأ ويصلي ويقضي ما فاته من ورد النهار . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 240 ط العثمانية بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن مشارق الأنوار) .
ص 25 دخل عليه ابنه الباقر فبكى مما طرء عليه من شدة العبادة فطلب صحيفة فيها عبادة جده علي فقال : من يطيق عبادته نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه القوم في كتبهم : منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص ط اسلامبول) قال : وكان علي بن الحسين عليهما السلام قد جهد في العبادة ما لا يفعله بعده أحد فدخل ابنه أبو جعفر محمد الباقر عليهما السلام فرآه قد أصفر لونه من السهر والجوع ومصت عيناه من البكاء صارت جبهته كركبة البعير وانخرم أنفه من كثرة السجود وورمت ساقاه وقدماه من طول القيام في الصلاة فيقول الباقر عليه السلام لم أملك نفسي حين رايته بتلك الحال فبكيت رحمة عليه وإذا هو يفكر فالتفت إلي بعد حينة من دخولي فقال : يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة جدي أمير المؤمنين عليه السلام فأعطيته ، فقرأ فيها شيئا يسيرا ثم تركها من يده تضجرا وقال : من يطيق عبادته .
ص 26 وجده مولاه في الصحراء : ساجدا على حجارة خشنة يطيل السجود بالدعاء والبكاء نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه القوم : منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلد المال) (ص 313 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) . وبرز (أي علي بن الحسين) يوما إلى الصحراء فتبعه مولى له ، فوجده قد سجد على حجارة خشنة قال مولاه : فوقفت حيث أسمع شهيقه وبكائه فوالله لقد أحصيت عليه ألف مرة وهو يقول : لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله تعبدا ورقا ، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا . ثم رفع رأسه من سجوده وإن لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه فقال له مولاه : يا سيدي أما آن حزنك أن ينقضي وبكائك أن يقل ، فقال له : ويحك إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيا ابن نبي وله اثنا عشر ابنا فغيب الله تعالى واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن ، واحد ودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة وعشرين من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي ؟ !
ص 27 شدة خوفه وخشيته من ربه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ونروي في ذلك أحاديث من كتبهم :
منها رواه القوم : منهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 27 ط القاهرة) قال : وكان (علي بن الحسين) إذا توضأ اصفر وجهه فيقول له أهله ، ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء فيقول : أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم . ومنهم علامة العرفان والسلوك الشيخ محمد الغزالي المتوفى سنة 505 في (مكاشفة القلوب) (ص 35 ط مصطفى إبراهيم تاج بالقاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات لكنه ذكر بدل - كلمة - وجهه : لونه وبدل - كلمة يعتادك : يعتريك - ومنهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) (ص 77 ط طهران) : روى الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات) - ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 300 طبع الغري) قال : أخبرنا القاضي العلامة أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أخبرنا رشا ابن نظيف أخبرنا الحسن بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن مروان حدثنا أبو بكر
ص 28
ابن أبي الدنيا ، حدثنا محمد بن الحسن ، عن عبيد الله بن محمد ، عن عبد الرحمن (عبد الله خ ل) ابن حفص القرشي . قال : كان علي بن الحسين فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات . ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 119 ط مصر) قال : ولقب بزين العابدين لكثرة عبادته وحسنها كان شديد الخوف من الله تعالى بحيث أنه إذا توضأ اصفر لونه وارتعد ، فيقال له : ما هذا ؟ فيقول : أتدرون بين يدي من اقف ، وكان إذا هاجت الريح سقط مغمى عليه - . ومنهم العلامة عبد الله بن سعيد الشافعي في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 191 ط حيدر آباد) . وروي أيضا أنه كان إذا توضأ اصفر لونه - ومنهم العلامة المذكور في (روض الرياحين) (ص 55 ط القاهرة) قال : وكان (علي بن الحسين عليه السلام) إذا توضأ أصفر لونه : وإذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة فقيل له : مالك ؟ فقال : ما تدرون بين يدي من أقوم . وكان إذا هاجت الريح سقط مغشيا عليه . ومنهم العلامة خواجه بارسا في فصل الخطاب (على ما في الينابيع ص 377 ط اسلامبول) . روى الحديث عن الزهري بعين ما تقدم عن الطبقات) إلا أنه ذكر بدل كلمة وجهه : لونه . ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي (نجا) الأبياري المعاصر في (جالية الكدر) (في شرح المنظومة البرزنجي ص 304 ط مصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات) إلا أنه ذكر بدل قوله يعتادك : يعتريك .
يتبع
ص 4
ومنهم العلامة الشيخ برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى سنة 1044 في كتابه إنسان العيون الشهير بالسيرة الحلبية (ج 2 ص 45 ط قاهرة) قال : جيء ببنات الملك الثلاث فوقفن بين يديه (أي عمر بن الخطاب) وأمر المنادي أن ينادي عليهن وأن يزيل نقابهن عن وجوههن ليزيد المسلمون في ثمنهن فامتنعن من كشف نقابهن ووكزن المنادي في صدره فغضب عمر رضي الله تعالى عنه وأراد أن يعلوهن بالدرة وهن يبكين فقال له علي رضي الله تعالى عنه : مهلا يا أمير المؤمنين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ارحموا عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر . فسكن غضبه فقال له علي : إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن من بنات السوقة فقال له : عمر : كيف الطريق إلى العمل معهن ؟ فقال : يقومن ومهما بلغ ثمنهن يقومن من يختارهن فقومن وأخذهن علي رضي الله تعالى عنه فدفع واحدة لعبد الله بن عمر فجاء منها بولده سالم وأخرى لمحمد بن أبي بكر فجاء منها بولده القاسم والثالثة لولده الحسين فجاء منها بولده علي الملقب بزين العابدين . ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 119 ط مصر) . روى الحديث نقلا عن السيرة الحلبية بعين ما تقدم عنه بلا واسطة . ومنهم العلامة أبو القاسم البدخشي في مفتاح النجا (ص 157 مخطوط) قال : وذكر العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في ربيع الأبرار أن الصحابة لما أتوا المدينة السبي فارس في خلافة عمر رضي الله عنه كان فيهم ثلاث بنات ليزدجرد فأمر عمر رضي الله عنه ببيعهن فقال علي كرم الله وجه : إن بنات الملوك فذكر الحديث بعين ما تقدم عن السيرة الحلبية) . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في إسعاف الراغبين) المطبوع بهامش نور الأبصار ص 237 ط العثمانية بمصر) قال :
ص 5
وأمه (أي علي بن الحسين) إحدى بنات كسرى ، ثم نقل عن السيرة الحلبية ما تقدم عنه بلا واسطة بعينه . ومنهم العلامة الشبلنجي في نور الأبصار (ص 188 ط العثمانية بمصر) قال : وأمة (أي زين العابدين) سلافة ولقبها شاه زنان بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء وفتح الزاء والنون الثانية بعد الألف كلمة فارسية معناها ملكة النساء وهي بنت يزدجرد بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وكسر الجيم ودال مهملة بعد الراء الساكنة ولد أنو شروان العادل ملك الفرس . ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار أنه لما أتي بسبي فارس في خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه أمر ببيع بنات يزدجرد فقال له علي رضي الله عنه : إن بنات الملوك فذكر الحديث بعين ما تقدم عن السيرة الحلبية .
ص 6 قال أمير المؤمنين علي عليه السلام قبل ولادته : نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إنه سيد في العرب والعجم وسيد في الدنيا والآخرة رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الراغب الاصبهاني في محاضرات الأدباء (ج 1 ص 247 ط بيروت) قال : عاتب هشام زيد بن علي قال : بلغني أنك تريد الخلافة كيف تصلح لها وأنت ابن أمة فقال : كان إسماعيل ابن أمة وإسحاق ابن حرة فأخرج الله من صلب إسماعيل خير ولد آدم فقال هشام : إذا لا تراني إلا حيث تكره كانت أم علي بن الحسين عليهما السلام جيهان شاه بنت يزدجرد أخذها الحسين من جملة الفئ وقال له أمير المؤمنين : خذها : فستلد لك سيدا في العرب سيدا في العجم سيدا في الدنيا والآخرة .
ص 7 وجه تلقبه بزين العابدين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه القوم : منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي في (وسيلة النجاة) (ص 313 ط گلشن فيض بلكهنو) . روى نقلا عن شواهد النبوة أن سبب تلقبه بزين العابدين أن الشيطان تمثل بصورة أفعى فلدغ إصبع رجله حين كان مشتغلا بالصلاة فلم يلتفت إليه ولم يقطع صلاته فسمع مناد ينادي أنت زين العابدين حقا . وجه تلقبه بذي الثفنات نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه القوم : قال العلامة المنشي النسابة الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي المتوفى سنة 821 في كتابه صبح الأعشى (ج 1 ص 425 طبع القاهرة) قال : ذو الثفنات ، كان يقال ذلك لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما على أعضاء السجدات منه شبه ثفنات البعير . قال العلامة السيد خير الدين أبو البركات في غالية المواعظ (ج 2 ص 142 ط دار الطباعة المحمدية بالقاهرة) يقال لعلي بن الحسين ذو الثفنات لأن كثرة سجوده أحدث في مواقعه أشباه ثفنات البعير.وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول ص 77 ط تهران) ص 8
وأما لقبه فكان له ألقاب كثيرة كلها تطلق عليه أشهرها زين العابدين وسيد العابدين والزكي والأمين وذو الثفنات . وقال عبد الرحمن ابن الجوزي في سلوة الأحزان ( ص 140 ط الاسكندرية ) وقد سمي بذي الثفنات لظهور علامات ظاهرة على جبهته من كثرة السجود . تاريخ ميلاده ووفاته فمن نروي كلامه في ذلك العلامة محمد پارسا البخاري المتوفى سنة 822 في ( فصل الخطاب ( على ما في الينابيع ص 387 ط اسلامبول ) قال : ولد ( أي علي بن الحسين ) سنة ثمان وثلاثين وكان ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا واجمعوا على جلالته في كل شئ وقال حماد بن زيد : كان أفضل هاشمي أدركته . ومنهم العلامة الذهبي في ( دول الاسلام ) ( ج 1 ص 47 ط حيدر آباد ) قال : والإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وله بضع وخمسون سنة . ومنه العلامة الخطيب التبريزي في ( إكمال الرجال ) ( ص 725 ط دمشق ) قال : مات ( أي علي بن الحسين ) سنة أربع وتسعين وهو ابن ثمن وخمسين سنة ، ودفن بالبقيع في القبر الذي فيه عمه الحسن بن علي . ومنهم العلامة الگنجي في ( كفاية الطالب ) ( ص 306 ط الغري ) قال : توفي ( أي علي بن الحسين ) بالمدينة سنة خمس وتسعين وله يومئذ سبع
ص 9
وخمسون سنة ودفن بالبقيع مع الحسن . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 29 نسخة الظاهرية بدمشق) قال : وتوفي زين العابدين بالمدينة سنة أربع وتسعين وقيل ثنتين وتسعين ودفن بالبقيع وله ثمان وخمسون . ومنهم العلامة الذهبي في تاريخ الإسلام (ج 4 ص 35 ط مصر) قال : كان مع أبيه يوم قتل وله ثلاث وعشرون سنة وهو مريض فقال عمر بن سعد ابن أبي وقاص : لا تعرضوا لهذا المريض . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في إسعاف الراغبين (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 237 ط العثمانية بمصر) قال : ولد (أي علي بن الحسين) بالمدينة يوم الخميس لخمس ليال مضين من شعبان سنة ثمان وثلاثين ثم شرع في ذكر فضائله إلى أن قال في (ص 241) مات سنة أربع وتسعين عن ثمان وخمسين سنة . ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول (ص 79 ط طهران) قال : أما عمره مات في ثامن عشر المحرم من سنة أربع وتسعين وقيل خمس وتسعين وقد تقدم ذكر ولادته في سنة ثمان وثلاثين فيكون سبعا وخمسين سنة كان منها مع جده ستة ومع أبيه ومع عمه أبي محمد الحسن عشر سنين وأقام مع أبيه عشر سنين وبقي بعد أبيه تتمة ذلك . ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في الصواعق (ص 120 ط القاهرة) قال :
ص 10
توفي وعمره سبع وخمسون منها : سنتان مع جده على ثم عشر مع عمه الحسن ، ثم إحدى عشر مع أبيه الحسين وقيل : سمه الوليد بن عبد الملك ودفن بالبقيع عند عمه الحسن عن أحد عشر ذكرا وأربع إناث وارثه منهم عبادة وعلما وزهادة أبو جعفر محمد الباقر . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص 183 ط الغري) قال : ولد علي بن الحسين عليه السلام بالمدينة نهار الخميس الخامس من شعبان المكرم في سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في أيام جده علي بن أبي طالب عليه السلام قبل وفاته بسنتين . ومنه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) ص (187 ط مصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة) . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 341 ط الغري) قال : اختلفوا في وفاته على أقوال : أحدها ذكره ابن عساكر أنه توفي سنة أربع وتسعين والثاني سنة اثنين وتسعين والثالث سنة خمس وتسعين والأول أصح لأنها تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات بها من العلماء وكان سيد الفقهاء مات في أولها وتتابع الناس بعد سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وسعيد بن جبير وعامة فقهاء المدينة ، أسند على الحديث عن أبيه وعمه الحسن وابن عباس وجابر ابن عبد الله وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وصفية وعائشة في آخرين وعاش سبعا وخمسين سنة وقيل ثمان وخمسين وهو الأصح ودفن بالبقيع . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 191 ط العثمانية بمصر) قال :
ص 11
توفي علي زين العابدين رضي الله عنه في ثاني عشر المحرم سنة أربع وتسعين من الهجرة وكان عمره إذ ذاك سبعا وخمسين سنة . نقش خاتمه عليه السلام نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قال علامة التاريخ والحديث أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي المتوفى سنة 427 في كتاب (تاريخ جرجان) طبع حيدر آباد الدكن) . حدثنا أحمد بن أبي عمران الجرجاني حدثنا عمران بن موسى حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد قال : كان نقش خاتم أبي محمد بن علي : القوة لله جميعا . وقال العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة 652 في مطالب السؤل في مناقب آل الرسول ص) (ص 81 ط طهران) : ونقل الثعلبي في تفسيره أن الباقر كان نقش خاتمه هذه : ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن وبالوصي ذي المنن وبالحسين والحسن . رواها بسنده في تفسيره متصلا إلى ابنه الصادق .
ص 12 كتمانه لنسبه في السفر إعظاما لنسبة رسول الله صلى الله عليه وآله نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فمما روي في ذلك ما ذكره جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة في الأدب المبرد في الفاضل (ص 103 ط دار الكتب بمصر) قال : يروى أن عليا كان أبر الناس وأتقاهم وكان إذا سافر كتم نسبه وستر وجهه فقيل له في ذلك فقال : أكره أن آخذ برسول الله ما لا أعطى مثله وكان يقول : ما أكلت بنسبتي من رسول الله درهما قط . ومنهم العلامة محمد پارساي البخاري في فصل الخطاب (على ما في الينابيع ص 387 ط اسلامبول) قال : وكان (أي علي ابن الحسين (إذا سافر كتم نسبه فقيل له في ذلك فقال : أنا أكره أن آخذ برسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أعطى إياه .
ص 13 قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين عليه السلام نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ونروي في ذلك حديثين : الأول رواه جماعة من أعلام القوم : نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
منهم العلامة كمال الدين بن محمد بن طلحة في (مطالب السؤل) (ص 81 ط طهران قال : ونقل عن أبي الزبير محمد بن أسلم المكي أنه قال : كنا عند جابر ابن عبد الله فأتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي فقال علي لابنه محمد : محمد قبل رأس عمك فدنا محمد بن جابر فقبل رأسه فقال جابر : من هذا ؟ وكان قد كف بصره فقال له علي : هذا ابني محمد فضمه جابر إليه وقال : يا محمد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام فقال لجابر : كيف ذلك يا أبا عبد الله ؟ فقال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال : يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين ويولد لعلي ابن يقال له محمد يا جابر ابن رايته فاقرئه مني السلام . ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 199 ط الميمنية بمصر) قال :
ص 14
وكفى شرفا أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له (أي محمد بن علي) وهو صغير : رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليك فقيل له : وكيف ذاك ؟ قال : كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال : يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم ولده . ثم يولد له ولد اسمه محمد فإن أدركته يا جابر فاقرئه مني السلام . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في المختار في مناقب الأخيار (ص 30 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) . قال أبو الزبير : كنا عند جابر بن عبد الله وقد كف بصره وعلت سنه فدخل عليه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي صغير فسلم على جابر وجلس وقال لابنه محمد : قم إلى عمك فسلم عليه وقبل رأسه ففعل الصبي ذلك فقال جابر : من هذا ؟ فقال : محمد ابني فضمنه إليه وبكى فقال يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام فقال له صحبه وما ذاك أصلحك الله فقال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه الحسين بن علي فضمه إليه وقبله وأقعده إلى جنبه ثم قال : يولد لابني هذا ابن يقال له علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين فيقوم هو ، ويولد له محمد إذا رايته يا جابر فاقرأ عليه السلام مني واعلم أن بقاك بعد ذلك اليوم قليل فما لبث جابر بعد ذلك اليوم إلا بضعة عشر يوما حتى توفي . ورواه في (ص 26 ، النسخة المذكورة) بعينه من قوله : كنت عند رسول الله إلى قوله : فيقوم هو . ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في (لسان الميزان (ج 5 ص 168 ط حيدر آباد الدكن) قال : حدثنا الغلابي حدثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان عن أبي الزبير قال : كنا عند جابر فدخل علي بن الحسين فقال جابر : دخل الحسين فضمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ص 15
إليه وقال : يولد لابني هذا ابن فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الصواعق . ومنهم الحافظ الگنجي الشافعل في (كفاية الطالب) (ص 299 طبع الغري) قال : وأخبرنا القاضي العلامة مفتي الشام أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن مميل الشيرازي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ، أخبرنا الشريف الكامل أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الوحش سبيع بن قيراط المقري قالا : أخبرنا أبو الحسن رشا بن نظيف بن ما شاء الله المقري حدثنا أبو أحمد عبيد الله ابن محمد الفرضي قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا العلائي حدثنا إبراهيم بن بشار عن سفيا بن عيينة عن الزهري قال : كنا عند جابر فدخل عليه علي بن الحسين عليه السلام فقال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه الحسين بن علي عليهما السلام فضمه إلى صدره وقبله وأقعده إلى جنبه ثم قال : يولد فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الصواعق إلى قوله ثم يولد وزاد بعد كلمة مناد : من بطنان العرش ثم قال : قلت : هذا حديث ذكره محدث الشام في مناقبه كما أخرجناه وسنده معروف عند أهل النقل . ومنهم العلامة الحمزاوي في مشارق الأنوار (ص 121 ط مصر) . روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم عنه في (الصواعق المحرقة) إلا أنه ذكر بدل قوله سيد العابدين : سيد العارفين . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة) (ص 197 ط الغري) . روى الحديث عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي بعين ما تقدم ع مطالب السؤول لكنه ذكر بدل كلمة فقال لجابر : فقالوا يا جابر : وزاد في آخر الحديث تتمة لكلامه صلى الله عليه وآله وهي هذا : وإن لاقيته فاعلم أن بقاك في الدنيا
ص 16
قليل ، فلم يعش بعد ذلك إلا ثلاثة أيام . ومنهم العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 164 مخطوط) . روى الحديث عن أبي الزبير محمد بن مسلم بعين ما تقدم عن مطالب السؤول) (ص 81) . ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) ص 333 ط اسلامبول) . روى الحديث من طريق المدائني عن جابر أنه جاء أبا جعفر محمد بن علي وهو صغير فوجده في المكتب فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليك فقيل لجابر : كيف هذا ؟ فقال كنت جالسا عند رسول الله فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة لكنه ذكر بدل كلمة يلاعبه : يقبله وبدل كلمة لقيته : أدركته . ومنهم العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 164 ط الأزهرية بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة لكنه ذكر بدل كلمة في الدنيا : بعده . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 347 ط الغري) . روى الحديث من طريق المدائني عن جابر بن عبد الله أنه أتى أبا جعفر محمد بن علي إلى الكتاب (1) وهو صغير فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مطالب السؤول) .
(هامش)
(1) بضم الكاف وتشديد التاء : موضع التعليم . (*)
ص 17 الثاني ما رواه القوم : نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
منهم العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 425 ط مكتبة السعادة بالقاهرة) قال : وكنية الإمام علي بن الحسين أبو محمد وأبو الحسين أما ألقابه فكثيرة أشهرها زين العابدين وكان الزهري إذا حدث عنه يقول : حدثني زين العابدين لما رواه عن سعيد بن المسيب من أنه إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : أين زين العابدين ؟ فيقوم علي بن الحسين وهو يخطر بين الصفوف إلى أن قال : وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي : وإن غلاما بين كسرى وهاشم * لأكرم من نيطت عليه التمائم
ص 18 عبادته نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كان عليه السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ونروي في ذلك أحاديث : الأول ما روي عن أبي حمزة الثمالي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص 183 ط الغري) : روى عن أبي حمزة الثمالي قال : كان علي بن الحسين عليه السلا يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة - . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 129 ط بمصر) . روى عن أبي حمزة ما تقدم عنه في الفصول المهمة بعينه .
ص 19 الثاني ما روي عن مالك نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد الذهبي المتوفى سنة 748 في كتابه (تذكره الحفاظ) (ج 1 ص 75 طبع حيدر آباد) قال : وقال مالك : بلغني أنه (أي علي بن الحسين) كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات وقال : وكان يسمى زين العابدين لعبادته - . ومنهم العلامة المذكور في (تاريخ الإسلام) (ج 4 ص 37 ط مصر) . روى عن مالك ما تقدم عنه في تذكرة الحفاظ بعينه . ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 306 ط حيدر آباد) : روى عن مالك ما تقدم عنه في (تذكره الحفاظ بعينه .
ص 20 الثالث ما روي عن سعيد بن المسيب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة عبد الله بن سعد اليافعي في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 190 ط حيدر آباد) قال : روي عن جماعة من السلف أنهم قالوا : ما رأينا أورع وبعضهم قالوا أفضل منه منهم سعيد بن المسيب وقال : أيضا بلغني أن علي بن الحسين كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات : وسمي زين العابدين لعبادته - . ومنهم العلامة محمد خواجه پارساي البخاري في فصل الخطاب على ما في ينابيع المودة (ص 377 ط اسلامبول) . روى عن سعيد بن المسيب ما تقدم عنه في مرآة الجنان بعينه .
ص 21 الرابع ما روي عن محمد بن علي عليهما السلام نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن عبد ربه في (العقد الفريد) (ج 1 ص 278 ط الشرفية بمصر) قال : وقيل لمحمد بن علي أو لعلي بن الحسين عليهما السلام ما أقل ولد أبيك قال : العجب كيف ولدت له وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فمتى كان يتفرغ للنساء ؟ وحج خمس وعشرين حجة راجلا . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ج 27) . وقال محمد بن الباقر : كان أبي الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فلما حضرته الوفاة بكى فقلت : يا أباه ما يبكيك فوالله ما رأيت أحدا طلب الله طلبك ما أقول هذا إنك أبي فقال : يا بني إنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا كان لله عز وجل فيه المشية إن شاء غفر له وإن شاء عذبه .
ص 22 الخامس ما روي مرسلا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة أبو العباس أحمد بن يوسف الشهير بالقرماني في (أخبار الدول) (ص 110 ط بغداد) قال : وكان (أي علي بن الحسين) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة . ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 27 ط مصر) قال : وكان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة وكانت الريح تهيج فيخر مغشيا عليه ، ولما حج قال : لبيك فوقع مغشيا عليه فتهشم . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 119 ط الميمنية بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن أخبار الأول) . ومنهم العلامة عفيف الدين بن أسعد اليماني في روض الرياحين) (ص 55 ط القاهرة) قال : روي أن زين العابدين رضي الله عنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة ولا يدع صلاة الليل في السفر والحضر . ومنهم العلامة الحمزاوي في مشارق الأنوار (ص 119 ط مصر) قال : قال الزهري وابن عيينة : ما رأينا قرشيا أفضل منه ، وقال ابن المسيب : ما رأيت أورع منه وقد جاء عنه من خشوعه في وضوئه وصلاته ونسكه ما يدهش السامع وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى مات .
ص 23
ومنهم العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 139 ط الأزهرية بمصر) . روى ما تقدم في مشارق الأنوار من قوله : وقد جاء عنه الخ بعينه . ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي الأبياري المصري في جالية الكدر (في شرح منظومة البرزنجي ص 304 ط مصر) . روى ما تقدم في (روض الرياحين بعينه ثم قال : وهذا معنى قول المضيف . ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي المصري في كتابه الإتحاف بحب الأشراف (ص 49 ط مصر) قال : وكان يصلي (علي بن الحسين عليهما السلام) في اليوم والليلة ألف ركعة . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في إسعاف الراغبين) المطبوع بهامش نور الأبصار ص 239 ط العثمانية بمصر) . وكان (أي علي بن الحسين) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى مات ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسنان محمد عبد الحي بن الحافظ الحاج محمد عبد الحليم الهندي اللكنوي المتوفى سنة 304 والمولود سنة 1264 في (إقامة الحجلة) (ص 71 ط حلب) : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام زين العابدين الهاشمي ، قال الذهبي في (العبر) : كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات قاله مالك ، قال : وكان يسمى زين العابدين لعبادته - إنتهى - . ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) (ص 79 ط طهران) : روى الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات الكبرى) .
ص 24 يحب أن لا يعينه على طهوره أحد وكان لا يترك قيام الليل لا سفرا ولا حضرا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه جماعة من القوم : منهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبر) (ج 1 ص 27 ط مصر) قال : كان (أي علي بن الحسين) رضي الله عنه يحب أن لا يعينه على طهوره أحد وكان يستقي الماء لطهوره ويحضره قبل أن ينام وكان لا يترك قيام الليل لا سفرا ولا حضرا . ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 120 ط مصر) قال : وكان لا يعينه على طهوره أحد ، ولا يدع قيام الليل حضرا ولا سفرا . ومنهم العلامة محمد خواجه پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في الينابيع ص 377 ط اسلامبول) قال : وكان لا يحب أن يعينه أحد على طهوره ويجعل الماء مهيا لطهوره وهو يستتر فم الإناء في الليل فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ويتوضأ ويصلي ويقضي ما فاته من ورد النهار . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 240 ط العثمانية بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن مشارق الأنوار) .
ص 25 دخل عليه ابنه الباقر فبكى مما طرء عليه من شدة العبادة فطلب صحيفة فيها عبادة جده علي فقال : من يطيق عبادته نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه القوم في كتبهم : منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص ط اسلامبول) قال : وكان علي بن الحسين عليهما السلام قد جهد في العبادة ما لا يفعله بعده أحد فدخل ابنه أبو جعفر محمد الباقر عليهما السلام فرآه قد أصفر لونه من السهر والجوع ومصت عيناه من البكاء صارت جبهته كركبة البعير وانخرم أنفه من كثرة السجود وورمت ساقاه وقدماه من طول القيام في الصلاة فيقول الباقر عليه السلام لم أملك نفسي حين رايته بتلك الحال فبكيت رحمة عليه وإذا هو يفكر فالتفت إلي بعد حينة من دخولي فقال : يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة جدي أمير المؤمنين عليه السلام فأعطيته ، فقرأ فيها شيئا يسيرا ثم تركها من يده تضجرا وقال : من يطيق عبادته .
ص 26 وجده مولاه في الصحراء : ساجدا على حجارة خشنة يطيل السجود بالدعاء والبكاء نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رواه القوم : منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلد المال) (ص 313 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) . وبرز (أي علي بن الحسين) يوما إلى الصحراء فتبعه مولى له ، فوجده قد سجد على حجارة خشنة قال مولاه : فوقفت حيث أسمع شهيقه وبكائه فوالله لقد أحصيت عليه ألف مرة وهو يقول : لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله تعبدا ورقا ، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا . ثم رفع رأسه من سجوده وإن لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه فقال له مولاه : يا سيدي أما آن حزنك أن ينقضي وبكائك أن يقل ، فقال له : ويحك إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيا ابن نبي وله اثنا عشر ابنا فغيب الله تعالى واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن ، واحد ودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة وعشرين من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي ؟ !
ص 27 شدة خوفه وخشيته من ربه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ونروي في ذلك أحاديث من كتبهم :
منها رواه القوم : منهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 27 ط القاهرة) قال : وكان (علي بن الحسين) إذا توضأ اصفر وجهه فيقول له أهله ، ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء فيقول : أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم . ومنهم علامة العرفان والسلوك الشيخ محمد الغزالي المتوفى سنة 505 في (مكاشفة القلوب) (ص 35 ط مصطفى إبراهيم تاج بالقاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات لكنه ذكر بدل - كلمة - وجهه : لونه وبدل - كلمة يعتادك : يعتريك - ومنهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) (ص 77 ط طهران) : روى الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات) - ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 300 طبع الغري) قال : أخبرنا القاضي العلامة أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أخبرنا رشا ابن نظيف أخبرنا الحسن بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن مروان حدثنا أبو بكر
ص 28
ابن أبي الدنيا ، حدثنا محمد بن الحسن ، عن عبيد الله بن محمد ، عن عبد الرحمن (عبد الله خ ل) ابن حفص القرشي . قال : كان علي بن الحسين فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات . ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 119 ط مصر) قال : ولقب بزين العابدين لكثرة عبادته وحسنها كان شديد الخوف من الله تعالى بحيث أنه إذا توضأ اصفر لونه وارتعد ، فيقال له : ما هذا ؟ فيقول : أتدرون بين يدي من اقف ، وكان إذا هاجت الريح سقط مغمى عليه - . ومنهم العلامة عبد الله بن سعيد الشافعي في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 191 ط حيدر آباد) . وروي أيضا أنه كان إذا توضأ اصفر لونه - ومنهم العلامة المذكور في (روض الرياحين) (ص 55 ط القاهرة) قال : وكان (علي بن الحسين عليه السلام) إذا توضأ أصفر لونه : وإذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة فقيل له : مالك ؟ فقال : ما تدرون بين يدي من أقوم . وكان إذا هاجت الريح سقط مغشيا عليه . ومنهم العلامة خواجه بارسا في فصل الخطاب (على ما في الينابيع ص 377 ط اسلامبول) . روى الحديث عن الزهري بعين ما تقدم عن الطبقات) إلا أنه ذكر بدل كلمة وجهه : لونه . ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي (نجا) الأبياري المعاصر في (جالية الكدر) (في شرح المنظومة البرزنجي ص 304 ط مصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات) إلا أنه ذكر بدل قوله يعتادك : يعتريك .
يتبع
تعليق