بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
رواية جليلة مضمونها صحيح موجودة في التفسير المنسوب الى الامام العسكري عليه السلام
السؤال: لاهل الظاهر والظواهر بم تخادعون الله تعالى ؟
ولما خفية عنهم من معادن هؤلاء من الناس السذج ...رويدا رويدا
فاذا وجدتموه يعف من المال الحرام(فرويدا لايغرنكم، فان شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام) وإن أكثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة، فيأتي منها محرما.
فاذا وجدتموه يعف عن ذلك، فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقدة عقله فما أكثر من يترك ذلك أجمع، ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله.
فاذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا مع هواه يكون على عقله؟ أو يكون مع عقله على هواه؟ وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فان في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك الدنيا للدنيا، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الاموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة، حتى إذا قيل له: " إتق الله، أخذته العزة بالاثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد ".
فهو يخبط [ خبط ] عشواء، يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة، ويمد يده بعد طلبه لما لا يقدر [عليه] في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله لايبالي ما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد شقى من أجلها.فاولئك [ مع ] الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم عذابا مهينا.
ولكن الرجل كل الرجل، نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لامر الله، وقواه مبذولة في رضاء الله تعالى، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الابد من العز في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعم في دار لا تبيد ولا تنفد، وإن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال.
فذالكم الرجل نعم الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلى ربكم فبه فتوسلوا، فانه لا ترد له دعوة، ولاتخيب له طلبة .
والحمد لله اولا واخر
تعليق