بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
قال عبد الله بن عباس و عبد الله بن جعفر بينما نحن عند مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذات يوم إذ دخل الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال يا أمير المؤمنين بالباب رجل يستأذن عليك ينفح منه ريح المسك قال له ائذن له , فدخل رجل جسيم وسيم له منظر رائع و طرف فاضل فصيح اللسان عليه لباس الملوك فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته إني رجل من أقصى بلاد اليمن و من أشراف العرب ممن انتسب إليك و قد خلفت ورائي ملكا عظيما و نعمة سابغة و إني لفي غضارة من العيش و خفض من الحال و ضياع ناشئة و قد عجمت الأمور و دربتني الدهور و لي عدو مشح و قد أرهقني و غلبني بكثرة نفيره و قوة نصيره و تكاثف جمعه و قد أعيتني فيه الحيل و إني كنت راقدا ذات ليلة حتى أتاني آت فهتف بي أن قم يا رجل إلى خير خلق الله بعد نبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه حبيب الله و خيرته و صفوته من خلقه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (صلى الله عليه وآله ) ففيه اسم الله عز و جل فادع به على عدوك المناصب لك فانتبهت يا أمير المؤمنين و لم أعوج على شي ء حتى شخصت نحوك في أربع مائة عبد إني أشهد الله و أشهد رسوله و أشهدك أنهم أحرار قد أعتقتهم لوجه الله جلت عظمته و قد جئتك يا أمير المؤمنين من فج عميق و بلد شاسع قد ضؤل جرمي و نحل جسمي فامنن علي يا أمير المؤمنين بفضلك و بحق الأبوة و الرحم الماسة علمني الدعاء الذي رأيت في منامي و هتف بي أن أرحل فيه إليك فقال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) نعم أفعل ذلك إن شاء الله و دعا بدواة و قرطاس و كتب له هذا الدعاء و هو
{{{بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أنت الملك الحق الذي لا إله إلا أنت و أنا عبدك ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي و لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي يا غفور يا شكور اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب و ما وصل إلى من فضلك السابغ و ما أوليتني به من إحسانك إلي و بوأتني به من مظنة العدل و أنلتني من منك الواصل إلي و من الدفاع عني و التوفيق لي و الإجابة لدعائي حتى ]حين[ أناجيك داعيا و أدعوك مضاما و أسألك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا و في الأمور ناظرا و لذنوبي غافرا و لعوراتي ساترا لم أعدم خيرك طرفة عين منذ أنزلتني دار الاختيار لتنظر ما أقدم لدار القرار فأنا عتيقك من جميع الآفات و المصائب في اللوازب و الغموم التي ساورتني فيها الهموم بمعاريض أصناف البلاء و مصروف جهد القضاء لا أذكر منك إلا الجميل و لا أرى منك غير التفضيل خيرك لي شامل و فضلك علي متواتر و نعمتك عندي متصلة و سوابق لم تحقق خداري بل صدقت رجائي و صاحبت أسفاري و أكرمت إحضاري و شفيت أمراضي و أوصابي و عافيت منقلبي و مثواي و لم تشمت بي أعدائي و رميت من رماني و كفيتني مئونة من عاداني فحمدي لك واصل و ثنائي عليك دائم من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح خالصا لذكرك و مرضيا لك بيانع ]بنايع[ التوحيد و إمحاض التمجيد بطول التعديد و مزية أهل المزيد لم تغن في قدرتك و لم تشارك في إلهيتك و لم تعلم لك مائية فتكون للأشياء المختلفة مجانسا و لم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز و لأخرقت الأوهام حجب الغيوب فتعتقد فيك محدودا في عظمتك فلا يبلغك بعد الهمم و لا ينالك غوص الفكر و لا ينتهي إليك نظر ناظر في مجد جبروتك ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك و علا عن ذلك كبرياء عظمتك لا ينقص ما أردت أن يزداد و لا يزداد ما أردت أن ينقص لا أحد حضرك حين برأت النفوس كلت الأوهام عن تفسير صفتك و انحسرت العقول عن كنه عظمتك و كيف توصف و أنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك ليس فيها غيرك و لم يكن لها سواكحار في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير فتواضعت الملوك لهيبتك و عنت الوجوه بذل الاستكانة لك و انقاد كل شي ء لعظمتك و استسلم كل شي ء لقدرتك و خضعت لك الرقاب و كل دون ذلك تجير اللغات و ضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا و عقله مبهورا و تفكره متحيرا اللهم فلك الحمد متواترا متواليا متسقا مستوثقا يدوم و لا يبيد غير مفقود في الملكوت و لا مطموس في المعالم و لا منتقص في العرفان و لك الحمد ما لا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر و الصبح إذا أسفر و في البراري و البحار و الغدو و الآصال و العشي و الأبكار و في الظهائر و الأسحار اللهم بتوفيقك قد أحضرتني الرغبة و جعلتني منك في ولاية العصمة فلم أبرح في سبوغ نعمائك و تتابع آلائك محفوظا لك في المنعة و الدفاع محوطا بك في مثواي و منقلبي و لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا طاعتي و ليس شكري و إن أبلغت في المقال و بالغت في الفعال ببالغ أداء حقك و لا مكافيا لفضلك لأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت لم تغب و لا تغيب عنك غائبة و لا تخفى عليك خافية و لم تضل لك في ظلم الخفيات ضالة }}}
وسنكمل الدعاء في المشاركة الآتية إن شاء الله تعالى
والحمد لله ربِّ العالمين
والسلام عليكم.
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
قال عبد الله بن عباس و عبد الله بن جعفر بينما نحن عند مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذات يوم إذ دخل الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال يا أمير المؤمنين بالباب رجل يستأذن عليك ينفح منه ريح المسك قال له ائذن له , فدخل رجل جسيم وسيم له منظر رائع و طرف فاضل فصيح اللسان عليه لباس الملوك فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته إني رجل من أقصى بلاد اليمن و من أشراف العرب ممن انتسب إليك و قد خلفت ورائي ملكا عظيما و نعمة سابغة و إني لفي غضارة من العيش و خفض من الحال و ضياع ناشئة و قد عجمت الأمور و دربتني الدهور و لي عدو مشح و قد أرهقني و غلبني بكثرة نفيره و قوة نصيره و تكاثف جمعه و قد أعيتني فيه الحيل و إني كنت راقدا ذات ليلة حتى أتاني آت فهتف بي أن قم يا رجل إلى خير خلق الله بعد نبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه حبيب الله و خيرته و صفوته من خلقه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (صلى الله عليه وآله ) ففيه اسم الله عز و جل فادع به على عدوك المناصب لك فانتبهت يا أمير المؤمنين و لم أعوج على شي ء حتى شخصت نحوك في أربع مائة عبد إني أشهد الله و أشهد رسوله و أشهدك أنهم أحرار قد أعتقتهم لوجه الله جلت عظمته و قد جئتك يا أمير المؤمنين من فج عميق و بلد شاسع قد ضؤل جرمي و نحل جسمي فامنن علي يا أمير المؤمنين بفضلك و بحق الأبوة و الرحم الماسة علمني الدعاء الذي رأيت في منامي و هتف بي أن أرحل فيه إليك فقال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) نعم أفعل ذلك إن شاء الله و دعا بدواة و قرطاس و كتب له هذا الدعاء و هو
{{{بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أنت الملك الحق الذي لا إله إلا أنت و أنا عبدك ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي و لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي يا غفور يا شكور اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب و ما وصل إلى من فضلك السابغ و ما أوليتني به من إحسانك إلي و بوأتني به من مظنة العدل و أنلتني من منك الواصل إلي و من الدفاع عني و التوفيق لي و الإجابة لدعائي حتى ]حين[ أناجيك داعيا و أدعوك مضاما و أسألك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا و في الأمور ناظرا و لذنوبي غافرا و لعوراتي ساترا لم أعدم خيرك طرفة عين منذ أنزلتني دار الاختيار لتنظر ما أقدم لدار القرار فأنا عتيقك من جميع الآفات و المصائب في اللوازب و الغموم التي ساورتني فيها الهموم بمعاريض أصناف البلاء و مصروف جهد القضاء لا أذكر منك إلا الجميل و لا أرى منك غير التفضيل خيرك لي شامل و فضلك علي متواتر و نعمتك عندي متصلة و سوابق لم تحقق خداري بل صدقت رجائي و صاحبت أسفاري و أكرمت إحضاري و شفيت أمراضي و أوصابي و عافيت منقلبي و مثواي و لم تشمت بي أعدائي و رميت من رماني و كفيتني مئونة من عاداني فحمدي لك واصل و ثنائي عليك دائم من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح خالصا لذكرك و مرضيا لك بيانع ]بنايع[ التوحيد و إمحاض التمجيد بطول التعديد و مزية أهل المزيد لم تغن في قدرتك و لم تشارك في إلهيتك و لم تعلم لك مائية فتكون للأشياء المختلفة مجانسا و لم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز و لأخرقت الأوهام حجب الغيوب فتعتقد فيك محدودا في عظمتك فلا يبلغك بعد الهمم و لا ينالك غوص الفكر و لا ينتهي إليك نظر ناظر في مجد جبروتك ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك و علا عن ذلك كبرياء عظمتك لا ينقص ما أردت أن يزداد و لا يزداد ما أردت أن ينقص لا أحد حضرك حين برأت النفوس كلت الأوهام عن تفسير صفتك و انحسرت العقول عن كنه عظمتك و كيف توصف و أنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك ليس فيها غيرك و لم يكن لها سواكحار في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير فتواضعت الملوك لهيبتك و عنت الوجوه بذل الاستكانة لك و انقاد كل شي ء لعظمتك و استسلم كل شي ء لقدرتك و خضعت لك الرقاب و كل دون ذلك تجير اللغات و ضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا و عقله مبهورا و تفكره متحيرا اللهم فلك الحمد متواترا متواليا متسقا مستوثقا يدوم و لا يبيد غير مفقود في الملكوت و لا مطموس في المعالم و لا منتقص في العرفان و لك الحمد ما لا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر و الصبح إذا أسفر و في البراري و البحار و الغدو و الآصال و العشي و الأبكار و في الظهائر و الأسحار اللهم بتوفيقك قد أحضرتني الرغبة و جعلتني منك في ولاية العصمة فلم أبرح في سبوغ نعمائك و تتابع آلائك محفوظا لك في المنعة و الدفاع محوطا بك في مثواي و منقلبي و لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا طاعتي و ليس شكري و إن أبلغت في المقال و بالغت في الفعال ببالغ أداء حقك و لا مكافيا لفضلك لأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت لم تغب و لا تغيب عنك غائبة و لا تخفى عليك خافية و لم تضل لك في ظلم الخفيات ضالة }}}
وسنكمل الدعاء في المشاركة الآتية إن شاء الله تعالى
والحمد لله ربِّ العالمين
والسلام عليكم.
تعليق