كانت الزرقاء بنت عدي الهمدانية من النساء التي يشهد بالشجاعة لها وبموالاتها لأمير المؤمنين ( عليه السلام )
وقد أتى بها معاوية من الكوفة إلى الشّام ، للتنكيل بها ، فخاطبها قائلا :
أتدرين فيماذا بعثت إليك ؟
قالت زرقاء : وأنّى لي بعلم الغيب !
فقال معاوية : أَلستِ الراكبة الجمل الأحمر ، الواقفة بين الصفين في يوم كذا وكذا تحرضّين على الحرب وتقولين كيت وكيت ؟
قالت بلى ، قد كان ذاك .
قال معاوية : فما الذي حملك على ذلك ؟
قالت حسبك يا أمير المؤمنين ! فقد مات الرأس وبقي الذَنَب ولن يعود ما ذهب ، والدهور عجب ولا يعتب مَن عتب ، ومَن تفكّر أبصر والزمان ذو غِير ، والأمر يحدث بعده الأمر .
فقال معاوية : لله أنتِ يا زرقاء ، فهل تحفظين كلامك بصفين ؟
فقالت : لا والله ما أحفظه ، وإنّما كان ذلك تحريضاً نطق به اللسان ،
فقال معاوية : لكنّي والله أحفظه عليك حتى ما يشذّ عليّ منه شيء ، والله يا زرقاء ! لقد شاركت علياً في كلّ دم سفكه بصفين ،
فقالت الزرقاء : أحسن الله بشارتك ، وأدام سلامتك فمثلك بشّر بخير .
فقال معاوية : أَوَ يسرّك ذلك يا زرقاء ؟!
فقالت : نعم والله سرّني وأنّى لي بتصديق ذلك !
ثمّ قال : والله يا زرقاء ! إنّ وفاءكم لعليّ بعد موته لأعجب من محبّتكم له في حياته !!
* * *
عليّ حبّه جُنّة ... قسيم النار والجَنّة
وصيّ المصطفى حقّاً ... إمام الإنس والجِنّة
* * *
لا عذّب الله اُمّي إنّها شربت ... حبّ الوصيّ وغذّتنيه باللبنِ
وكان لي والدٌ يهوى أبا حسن ... فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسنِ
تعليق