بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على خيرالبرية اجمعين على واله الطاهرين
الإمام والرعية
قد تكون كلمة الرعية ثقيلة على السمع، إذا كان الراعي غير أبي الحسن، أمّا والراعي في مثل هذه الأمانة، وفي مثل هذا
الخلق الأبوي
فإننا لا نجد كلمة ألطف منها، ولا أرق منها في هذا المقام!
إنّ أبا الحسن رجل أعمال إنّه (عليه السلام) فيلسوف يسير في ظل تعاليمه، فلا يملأ آذاننا بالصخب والضجيج والأقوال
الفارغة، بل
تلهب الأكفّ تصفيقاً له والحناجر المأجورة تمجيداً لبلاغته
أبو الحسن لا يطلب إلّا الحق: (كبر مقتاً عندالله أن تقولوا ما لا تفلعون )
أبو الحسن أول من قال: إنّ أعظم الخيانة خيانة الأُمّة.
أبو الحسن أول من قال : إنّ الولاة هم خدّام للرعية، وليست الرعية إقطاعاً لهم (أنتم) خزان الرعية، ووكلاء الأُمّة، وسفراء
الأئمّة.
فالرعية عند الإمام هي الغاية، وخدمتها غاية الغايات، فاسمع ما يقول:
وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننّ عليهم سبعاً ضارباً تغتنم اكلهم، فإنّهم صنفان:
أ ـ أخ لك في الدين.
ب ـ أو نظير لك في الخلق.
يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فاعطهم من عفوك وصفحك، مثل الذي تُحب أن
بعطيك الله من عفوه وصفحه!
الإمام لا يكتفي بهذا بل يدعو الوالي إلى الإتصال برعيته وأن لا يطيل الإحتجاب عنهم:
(فَلاَ تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ، فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلاَةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ، وَقِلَّةُ عِلْم بِالاْمُورِ، وَالاْحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ
عَنْهُمْ
عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دوُنَهُ فَيَصْغُرُ عِندَهُمْ الْكَبِيرُ، وَيَعْظَمُ الصَّغِيرُ، وَيَقْبُحُ الْحَسَنُ، وَيَحْسُنُ الْقَبِيحُ، وَيُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ، وَإِنَّمَا
الْوَالِي بَشَرٌ
لايَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْهُ النَّاسُ بِهِ مِنَ الاْمُورِ، وَلَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ .(
وَإِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً، فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ، وَاعْدِلْ عَنكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ، فَإِنَّ فِي ذلِكَ رِيَاضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ، وَرِفْقاً
برعيتك واعذاراً تَبْلُغُ فِيه حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ .
واعلم أنّه ليس شيء بأرعى إلى حسن ظن راع برعية من إحسانه إليهم، وتخفيفه المؤونات عنهم وترك استكراهه إياهم
على ما ليس له
قبلهم، فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك فإنّ حسن الظنّ يقطع نصباً طويلاً، وإنّ أحق من حسن ظنك
به لمن حسن بلاؤك عنده، وإنّ أحقّ من ساء ظنك به، لمن ساء بلاؤك عنده .
ألاحظت رأي الإمام في الرعية، وفي سياستها والإحسان إليها؟
أرأيت أنّ الإمام يرى في المسؤولين خدّاماً للشعب وأنّه لا قيمة حقيقية لهم إلّا بمقدار ما يوفّرون للشعب من السعادة من أجل
هذا عذب في
فمي لفظ الرعية مع أنّي لا اسيغه فلقد عذب من فم الإمام لأنّ الكلمة تحمل قلب الإمام الكبير كلّما ر ددها!
أَنْصِفِ اللهَ وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ، وَمِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ، وَمَنْ لَكَ فِيهِ هَوىً مِنْ رَعِيَّتِكَ، فَإِنَّكَ إِلاَّ تَفْعَلْ تَظْلِمْ، وَمَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللهِ
كَانَ اللهُ
خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ، وَلْيَكُنْ أَحَبَّ الاْمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ، وَأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ، وَأَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ، فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ
يُجْحِفُ
بِرِضَى الْخَاصَّةِ، وَإِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعَامَّةِ. وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ، أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَؤُونَةً فِي الرَّخَاءِ، وَأَقَلَّ
مَعُونَةً لَهُ فِي
الْبَلاَءِ، وَأَكْرَهَ لِلاْنْصَافِ، وَأَسْأَلَ بِالاْلْحَافِ، وَأَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الاْعْطَاءِ، وَأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ، وَأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ
من اهل الْخَاصَّةِ .
وَإِنَّمَا عَمُودُ الدِّينِ، وَجِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ، وَالْعُدَّةُ لِلاْعْدَاءِ، الْعَامَّةُ مِنَ الاْمَّةِ، فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ لَهُمْ، وَمَيْلُكَ مَعَهُم .
لا يكتفي الإمام بأن يجعل كل شيء لخدمة الشعب، ولا يكتفي بأن يكون الوالي والمسؤول وقفاً على إقامة شؤون رعيته بل
يوجه بانفاق المال على ذوي الحاجة:
فانْظُرْ إِلَى مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنْ مَالِ اللهِ فَاصْرِفْهُ إِلَى مَنْ قِبَلَكَ مِنْ ذي الْعِيَالِ وَالْـمَجَاعَةِ، مُصِيباً بِهِ مَوَاضِعَ المَفَاقِرِ وَالْخَلاَّتِ،
وَمَا فَضَلَ عَنْ
ذلِكَ فَاحْمِلْهُ إِلَيْنَا لِنَقْسِمَهُ فِيمَنْ قِبَلَنَا .
لم يكتف الإمام بالذي ذكرنا بل ما يجب للرعية على راعيها وما يجب له عليها: )فأمّا حقكم عليَّ فالنصيحة لكم، وتوفير فيئكم عليكم
وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتأدبيكم كيما تتعلموا .
وأمّا حقي عليكم، فالوفاء بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم!(.
فمن هنا، نرى أنّ الإمام قد سنّ أُموراً لم تكن واضحة المعالم قبله ووضع من المناهج الداشنة ما لم يحصل عليه الناس في
ارقى الأمم المتمدّنة إلّا بعد ثورات دامية وحروب تشيب لهولها الولدان.
فعاش حياته من أجل الشعب، واغتاله البائسون وهو يفكّر في ما يسعد الشعب!
الا لعنة الله على القوم الظالمين
اللهم صلي على خيرالبرية اجمعين على واله الطاهرين
الإمام والرعية
قد تكون كلمة الرعية ثقيلة على السمع، إذا كان الراعي غير أبي الحسن، أمّا والراعي في مثل هذه الأمانة، وفي مثل هذا
الخلق الأبوي
فإننا لا نجد كلمة ألطف منها، ولا أرق منها في هذا المقام!
إنّ أبا الحسن رجل أعمال إنّه (عليه السلام) فيلسوف يسير في ظل تعاليمه، فلا يملأ آذاننا بالصخب والضجيج والأقوال
الفارغة، بل
تلهب الأكفّ تصفيقاً له والحناجر المأجورة تمجيداً لبلاغته
أبو الحسن لا يطلب إلّا الحق: (كبر مقتاً عندالله أن تقولوا ما لا تفلعون )
أبو الحسن أول من قال: إنّ أعظم الخيانة خيانة الأُمّة.
أبو الحسن أول من قال : إنّ الولاة هم خدّام للرعية، وليست الرعية إقطاعاً لهم (أنتم) خزان الرعية، ووكلاء الأُمّة، وسفراء
الأئمّة.
فالرعية عند الإمام هي الغاية، وخدمتها غاية الغايات، فاسمع ما يقول:
وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننّ عليهم سبعاً ضارباً تغتنم اكلهم، فإنّهم صنفان:
أ ـ أخ لك في الدين.
ب ـ أو نظير لك في الخلق.
يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فاعطهم من عفوك وصفحك، مثل الذي تُحب أن
بعطيك الله من عفوه وصفحه!
الإمام لا يكتفي بهذا بل يدعو الوالي إلى الإتصال برعيته وأن لا يطيل الإحتجاب عنهم:
(فَلاَ تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ، فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلاَةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ، وَقِلَّةُ عِلْم بِالاْمُورِ، وَالاْحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ
عَنْهُمْ
عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دوُنَهُ فَيَصْغُرُ عِندَهُمْ الْكَبِيرُ، وَيَعْظَمُ الصَّغِيرُ، وَيَقْبُحُ الْحَسَنُ، وَيَحْسُنُ الْقَبِيحُ، وَيُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ، وَإِنَّمَا
الْوَالِي بَشَرٌ
لايَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْهُ النَّاسُ بِهِ مِنَ الاْمُورِ، وَلَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ .(
وَإِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً، فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ، وَاعْدِلْ عَنكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ، فَإِنَّ فِي ذلِكَ رِيَاضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ، وَرِفْقاً
برعيتك واعذاراً تَبْلُغُ فِيه حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ .
واعلم أنّه ليس شيء بأرعى إلى حسن ظن راع برعية من إحسانه إليهم، وتخفيفه المؤونات عنهم وترك استكراهه إياهم
على ما ليس له
قبلهم، فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك فإنّ حسن الظنّ يقطع نصباً طويلاً، وإنّ أحق من حسن ظنك
به لمن حسن بلاؤك عنده، وإنّ أحقّ من ساء ظنك به، لمن ساء بلاؤك عنده .
ألاحظت رأي الإمام في الرعية، وفي سياستها والإحسان إليها؟
أرأيت أنّ الإمام يرى في المسؤولين خدّاماً للشعب وأنّه لا قيمة حقيقية لهم إلّا بمقدار ما يوفّرون للشعب من السعادة من أجل
هذا عذب في
فمي لفظ الرعية مع أنّي لا اسيغه فلقد عذب من فم الإمام لأنّ الكلمة تحمل قلب الإمام الكبير كلّما ر ددها!
أَنْصِفِ اللهَ وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ، وَمِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ، وَمَنْ لَكَ فِيهِ هَوىً مِنْ رَعِيَّتِكَ، فَإِنَّكَ إِلاَّ تَفْعَلْ تَظْلِمْ، وَمَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللهِ
كَانَ اللهُ
خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ، وَلْيَكُنْ أَحَبَّ الاْمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ، وَأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ، وَأَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ، فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ
يُجْحِفُ
بِرِضَى الْخَاصَّةِ، وَإِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعَامَّةِ. وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ، أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَؤُونَةً فِي الرَّخَاءِ، وَأَقَلَّ
مَعُونَةً لَهُ فِي
الْبَلاَءِ، وَأَكْرَهَ لِلاْنْصَافِ، وَأَسْأَلَ بِالاْلْحَافِ، وَأَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الاْعْطَاءِ، وَأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ، وَأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ
من اهل الْخَاصَّةِ .
وَإِنَّمَا عَمُودُ الدِّينِ، وَجِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ، وَالْعُدَّةُ لِلاْعْدَاءِ، الْعَامَّةُ مِنَ الاْمَّةِ، فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ لَهُمْ، وَمَيْلُكَ مَعَهُم .
لا يكتفي الإمام بأن يجعل كل شيء لخدمة الشعب، ولا يكتفي بأن يكون الوالي والمسؤول وقفاً على إقامة شؤون رعيته بل
يوجه بانفاق المال على ذوي الحاجة:
فانْظُرْ إِلَى مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنْ مَالِ اللهِ فَاصْرِفْهُ إِلَى مَنْ قِبَلَكَ مِنْ ذي الْعِيَالِ وَالْـمَجَاعَةِ، مُصِيباً بِهِ مَوَاضِعَ المَفَاقِرِ وَالْخَلاَّتِ،
وَمَا فَضَلَ عَنْ
ذلِكَ فَاحْمِلْهُ إِلَيْنَا لِنَقْسِمَهُ فِيمَنْ قِبَلَنَا .
لم يكتف الإمام بالذي ذكرنا بل ما يجب للرعية على راعيها وما يجب له عليها: )فأمّا حقكم عليَّ فالنصيحة لكم، وتوفير فيئكم عليكم
وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتأدبيكم كيما تتعلموا .
وأمّا حقي عليكم، فالوفاء بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم!(.
فمن هنا، نرى أنّ الإمام قد سنّ أُموراً لم تكن واضحة المعالم قبله ووضع من المناهج الداشنة ما لم يحصل عليه الناس في
ارقى الأمم المتمدّنة إلّا بعد ثورات دامية وحروب تشيب لهولها الولدان.
فعاش حياته من أجل الشعب، واغتاله البائسون وهو يفكّر في ما يسعد الشعب!
الا لعنة الله على القوم الظالمين
تعليق