إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رأي الإمام في الرعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رأي الإمام في الرعية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على خيرالبرية اجمعين على واله الطاهرين


    الإمام والرعية


    قد تكون كلمة الرعية ثقيلة على السمع، إذا كان الراعي غير أبي الحسن، أمّا والراعي في مثل هذه الأمانة، وفي مثل هذا

    الخلق الأبوي

    فإننا لا نجد كلمة ألطف منها، ولا أرق منها في هذا المقام
    !

    إنّ أبا الحسن رجل أعمال إنّه (عليه السلام)
    فيلسوف يسير في ظل تعاليمه، فلا يملأ آذاننا بالصخب والضجيج والأقوال

    الفارغة، بل

    تلهب الأكفّ تصفيقاً له والحناجر المأجورة تمجيداً لبلاغته


    أبو الحسن لا يطلب إلّا الحق
    : (كبر مقتاً عندالله أن تقولوا ما لا تفلعون )

    أبو الحسن أول من قال
    : إنّ أعظم الخيانة خيانة الأُمّة.

    أبو الحسن أول من قال
    : إنّ الولاة هم خدّام للرعية، وليست الرعية إقطاعاً لهم (أنتم) خزان الرعية، ووكلاء الأُمّة، وسفراء

    الأئمّة
    .

    فالرعية عند الإمام
    هي الغاية، وخدمتها غاية الغايات، فاسمع ما يقول:

    وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننّ عليهم سبعاً ضارباً تغتنم اكلهم، فإنّهم صنفان
    :

    أ ـ
    أخ لك في الدين.

    ب ـ
    أو نظير لك في الخلق.

    يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فاعطهم من عفوك وصفحك، مثل الذي تُحب أن


    بعطيك الله من عفوه وصفحه
    !

    الإمام لا يكتفي بهذا
    بل يدعو الوالي إلى الإتصال برعيته وأن لا يطيل الإحتجاب عنهم:
    (
    فَلاَ تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ، فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلاَةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ، وَقِلَّةُ عِلْم بِالاْمُورِ، وَالاْحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ

    عَنْهُمْ

    عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دوُنَهُ فَيَصْغُرُ عِندَهُمْ الْكَبِيرُ، وَيَعْظَمُ الصَّغِيرُ، وَيَقْبُحُ الْحَسَنُ، وَيَحْسُنُ الْقَبِيحُ، وَيُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ، وَإِنَّمَا

    الْوَالِي بَشَرٌ

    لايَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْهُ النَّاسُ بِهِ مِنَ الاْمُورِ، وَلَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ
    تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ .(
    وَإِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً، فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ، وَاعْدِلْ عَنكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ، فَإِنَّ فِي ذلِكَ رِيَاضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ، وَرِفْقاً


    برعيتك واعذاراً تَبْلُغُ فِيه حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ
    .
    واعلم أنّه ليس شيء بأرعى إلى حسن ظن راع برعية من إحسانه إليهم، وتخفيفه المؤونات عنهم وترك استكراهه إياهم

    على ما ليس له

    قبلهم، فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك فإنّ حسن الظنّ يقطع نصباً طويلاً، وإنّ أحق من حسن ظنك

    به لمن حسن بلاؤك عنده، وإنّ أحقّ من ساء ظنك به، لمن ساء بلاؤك عنده
    .

    ألاحظت رأي الإمام في الرعية، وفي سياستها والإحسان إليها؟


    أرأيت أنّ الإمام يرى في المسؤولين خدّاماً
    للشعب وأنّه لا قيمة حقيقية لهم إلّا بمقدار ما يوفّرون للشعب من السعادة من أجل

    هذا عذب في

    فمي لفظ الرعية مع أنّي لا اسيغه فلقد عذب من فم الإمام لأنّ الكلمة تحمل قلب الإمام الكبير كلّما ر ددها
    !
    أَنْصِفِ اللهَ وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ، وَمِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ، وَمَنْ لَكَ فِيهِ هَوىً مِنْ رَعِيَّتِكَ، فَإِنَّكَ إِلاَّ تَفْعَلْ تَظْلِمْ، وَمَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللهِ

    كَانَ اللهُ

    خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ، وَلْيَكُنْ أَحَبَّ الاْمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ، وَأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ، وَأَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ، فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ

    يُجْحِفُ

    بِرِضَى الْخَاصَّةِ، وَإِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعَامَّةِ. وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ، أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَؤُونَةً فِي الرَّخَاءِ، وَأَقَلَّ

    مَعُونَةً لَهُ فِي

    الْبَلاَءِ، وَأَكْرَهَ لِلاْنْصَافِ، وَأَسْأَلَ بِالاْلْحَافِ، وَأَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الاْعْطَاءِ، وَأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ، وَأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ

    من اهل الْخَاصَّةِ
    .

    وَإِنَّمَا عَمُودُ الدِّينِ، وَجِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ
    ، وَالْعُدَّةُ لِلاْعْدَاءِ، الْعَامَّةُ مِنَ الاْمَّةِ، فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ لَهُمْ، وَمَيْلُكَ مَعَهُم .

    لا يكتفي الإمام بأن يجعل كل شيء لخدمة الشعب، ولا يكتفي بأن يكون الوالي والمسؤول وقفاً على إقامة شؤون رعيته بل

    يوجه بانفاق المال على ذوي الحاجة:
    فانْظُرْ إِلَى مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنْ مَالِ اللهِ فَاصْرِفْهُ إِلَى مَنْ قِبَلَكَ مِنْ ذي الْعِيَالِ وَالْـمَجَاعَةِ، مُصِيباً بِهِ مَوَاضِعَ المَفَاقِرِ وَالْخَلاَّتِ،

    وَمَا فَضَلَ عَنْ

    ذلِكَ فَاحْمِلْهُ إِلَيْنَا لِنَقْسِمَهُ فِيمَنْ قِبَلَنَا .

    لم يكتف الإمام بالذي ذكرنا بل ما يجب للرعية على راعيها وما يجب له عليها: )فأمّا حقكم عليَّ فالنصيحة لكم، وتوفير فيئكم عليكم

    وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتأدبيكم كيما تتعلموا .

    وأمّا حقي عليكم
    ، فالوفاء بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم!(.

    فمن هنا، نرى أنّ الإمام
    قد سنّ أُموراً لم تكن واضحة المعالم قبله ووضع من المناهج الداشنة ما لم يحصل عليه الناس في

    ارقى الأمم المتمدّنة إلّا بعد ثورات دامية وحروب تشيب لهولها الولدان
    .

    فعاش حياته من أجل الشعب، واغتاله البائسون وهو يفكّر في ما يسعد الشعب!

    الا لعنة الله على القوم الظالمين




    التعديل الأخير تم بواسطة نور الهدى ; الساعة 21-09-2012, 11:44 PM. سبب آخر:

  • #2
    بسمه تعالى

    احسنتم اختي نور الهدا على هذا الموضوع .

    يقنن الامام للعالم في عهده لمالك الاشتر(رضوان الله عليه) إسلوب الحكم والرأفة بالرعيه في نسق علمي ومعرفي وحضاري، تنهل جميع الشعوب من عهده المبارك الذي يعد اهم
    وثيقة تأريخيه في اقامه العدل والمساواة،إستقاها أمير البلاغة وسيد الفصاحة من المنهج القرآني والنبوي الشريف،فالعهد العلوي صك لحقوق الانسان المستل من الشرع
    المقدس....
    كما ورد في القرآن الكريم1(( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )).
    يذكر الشيخ المفيد: 2
    ( : فخرج مالك الأشتر رضي الله عنه فأتى رحله وتهيأ للخروج إلى مصر ، وقدَّم أمير المؤمنين عليه السلام أمامه كتاباً إلى أهل مصر:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، وأسأله الصلاة على نبيه محمد وآله ، وإني قد بعثتُ إليكم عبداً من عباد الله لاينام أيام الخوف ، ولا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر ، من أشد عبيد الله بأساً ، وأكرمهم حسباً ، أضر على الفجار من حريق النار ، وأبعد الناس من دنس أو عار ، وهو مالك بن الحارث الأشتر ، لانابي الضرس ولاكليل الحد ، حليمٌ في الحذر ، رزين في الحرب ، ذو رأي أصيل ، وصبر جميل ، فاسمعوا له وأطيعوا أمره ، فإن أمركم بالنفير فانفروا وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا ، فإنه لايقدم ولايحجم إلا بأمري ، فقد آثرتكم به على نفسي نصيحة لكم ، وشدة شكيمة على عدوكم . عصمكم الله بالهدى وثبتكم التقوى، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته -
    فان هذا العهد هو الذي حددلةلاة امير المؤمنين نهج العمل فاذا كان من يدعي اتباع نهج امير المؤمنين والسير على خطاه الواضحة المعالم ولم يعمل بهذا العهد كان كذاب مفتري بادعائه لامير المؤمنين (عليه السلام) لان الامام (عليه السلام) لم يقنن ذلك العهد لمالك او لمن كان منصب من قبله بل انما هو عهد لكل من يعمل لخدمة الرعية فلابد ان يكون راعيا حقيقيا يعيش الام الرعية ويتكفل ان يكون لهم العين الساهر لنيل مرضاة الاله جل أنه .
    قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
    صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
    ************
    السلام عليكِ يا أم أبيها

    تعليق

    يعمل...
    X