بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد عن أمير المؤمنين (ع) : لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل )
يذكّرنا الإمام علي (ع) بحقيقة مهمة لها أثر في مسيرة الإنسان , إذ ما يصدر منّا من أقوال وأفعال وسلوكيات , هل نحن خارج منطقة المحاسبة لنفعل ما يحلو لنا , كما يعتقد البعض أن الموت يعني نهاية الحياة , وعلى ذلك ينبغي له أن يفعل ما يحلو له دون مراعاة أي قيم , فلا رقيب ولا حسيب , ولكن هذه النظرة خاطئة , إذ أن الموت قنطره (جسر)
واصل بين الحياة الدنيا وعالم الآخرة , فالدنيا دار العمل والآخرة دار الحساب والجزاء .
وعينا الحقيقة والبصيرة مسلطتان , إحداهما على العذاب الأليم الذي أعدّه سبحانه للعصاة والمذنبين في نار جهنم , والعين الأخرى على جنان الخلد المعدّة للمطيعين الصالحين , فالفرد بين حالتين شعوريتين , الخوف من العقاب , والرجاء والطمع بنيل الرضوان الإلهي .
وهناك آفة يحذّرنا منها أمير المؤمنين (ع) وهي الأماني الخدّاعة الكاذبة , ففي الحياة الدنيا يأمل الفرد التوفيق للعمل أو الرزق مثلاً , ولكنه يحتاج لنيله إلى سعي و بذل الجهد لتحقيقه , من خلال الأخذ بالأسباب , فما يرجوه من خير ويفكّر فيه , لابد له من حركة دؤوبة للحصول عليه , وأما بقاء الفرد في بيته ويرجو الرزق , أو يبقى على الفراش مريضاً ويرجو الشفاء دون الذهاب للطبيب وتناول الدواء , فهذه أحلام يعيشها بسبب الآمال الكاذبة والرجاء الخدّاع .
وهذا ما يحذّر منه (ع) في رجاء الفرد بالسعادة في الآخرة , فالخوف الحقيقي من نار جهنم يعني أن يتجنّب ما يوجب سخط الله عز وجل , تماماً كما يحتمي المريض بالضغط - مثلاً- من الأطعمة المالحة , فيقال حينها أنه عبد يرجو الآخرة بحذره مما يسخط الله , والطمع في رحمة الله ورجاء نيل رضوانه يعني أن يمتطي التقوى والعمل الصالح مطية لعفو الله ومغفرته ,فإذا استشعر الفرد منا هذا الشعور في نظره للآخرة كان رجاؤه صادقاً , وأما الأمنية بنيل رحمة الله والعبد يتقحّم المعاصي , ولا يبالي بترك الواجبات , بل ولا يؤنّبه ضميره على هذا الحال المأسوف عليه , فليعلم أنها أماني كاذبة , وحاله كمن يدخل ساحة المعركة بلا سلاح , فالهزيمة مصيره , وكذلك صاحب الرجاء الكاذب سيعثر به مصيره المؤلم , يوم يقدم على الرب الجليل بلا عمل يشفع له .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد عن أمير المؤمنين (ع) : لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل )
يذكّرنا الإمام علي (ع) بحقيقة مهمة لها أثر في مسيرة الإنسان , إذ ما يصدر منّا من أقوال وأفعال وسلوكيات , هل نحن خارج منطقة المحاسبة لنفعل ما يحلو لنا , كما يعتقد البعض أن الموت يعني نهاية الحياة , وعلى ذلك ينبغي له أن يفعل ما يحلو له دون مراعاة أي قيم , فلا رقيب ولا حسيب , ولكن هذه النظرة خاطئة , إذ أن الموت قنطره (جسر)
واصل بين الحياة الدنيا وعالم الآخرة , فالدنيا دار العمل والآخرة دار الحساب والجزاء .
وعينا الحقيقة والبصيرة مسلطتان , إحداهما على العذاب الأليم الذي أعدّه سبحانه للعصاة والمذنبين في نار جهنم , والعين الأخرى على جنان الخلد المعدّة للمطيعين الصالحين , فالفرد بين حالتين شعوريتين , الخوف من العقاب , والرجاء والطمع بنيل الرضوان الإلهي .
وهناك آفة يحذّرنا منها أمير المؤمنين (ع) وهي الأماني الخدّاعة الكاذبة , ففي الحياة الدنيا يأمل الفرد التوفيق للعمل أو الرزق مثلاً , ولكنه يحتاج لنيله إلى سعي و بذل الجهد لتحقيقه , من خلال الأخذ بالأسباب , فما يرجوه من خير ويفكّر فيه , لابد له من حركة دؤوبة للحصول عليه , وأما بقاء الفرد في بيته ويرجو الرزق , أو يبقى على الفراش مريضاً ويرجو الشفاء دون الذهاب للطبيب وتناول الدواء , فهذه أحلام يعيشها بسبب الآمال الكاذبة والرجاء الخدّاع .
وهذا ما يحذّر منه (ع) في رجاء الفرد بالسعادة في الآخرة , فالخوف الحقيقي من نار جهنم يعني أن يتجنّب ما يوجب سخط الله عز وجل , تماماً كما يحتمي المريض بالضغط - مثلاً- من الأطعمة المالحة , فيقال حينها أنه عبد يرجو الآخرة بحذره مما يسخط الله , والطمع في رحمة الله ورجاء نيل رضوانه يعني أن يمتطي التقوى والعمل الصالح مطية لعفو الله ومغفرته ,فإذا استشعر الفرد منا هذا الشعور في نظره للآخرة كان رجاؤه صادقاً , وأما الأمنية بنيل رحمة الله والعبد يتقحّم المعاصي , ولا يبالي بترك الواجبات , بل ولا يؤنّبه ضميره على هذا الحال المأسوف عليه , فليعلم أنها أماني كاذبة , وحاله كمن يدخل ساحة المعركة بلا سلاح , فالهزيمة مصيره , وكذلك صاحب الرجاء الكاذب سيعثر به مصيره المؤلم , يوم يقدم على الرب الجليل بلا عمل يشفع له .
تعليق